كاظم الصائب (1326 ــ 1387 هـ / 1908 ــ 1967 م)
قال من قصيدة (يوم الدماء): وتبلغ (46) بيتاً:
أبا الأئـمّـةِ بـــاسمِ اللهِ تـضـحـيـة جاءتْ لتدعــــمَ صرحاً كادَ ينهدمُ
أبـا الأئـــمةِ باسمِ الـعدلِ تضحية قـامتْ لـتهــــدِمَ عـسفاً كاد ينسجمُ
أ(كربلا) بكِ أبطالُ الهدى رقدوا تيهي علاً فقد امتاروكِ واحترموا (1)
الشاعر
كاظم محمود الصائب البصري، شاعر وكاتب ومترجم ولد في البصرة، وهو عضو في الهيأة الأدبية فيها، حفظ القرآن الكريم في صغره عند الكتاتيب وتعلم القراءة والكتابة، وشغف بالمطالعة كثيراً فقرأ من الكثير الكتب الأدبية والتاريخية والسياسية، كما تعلم لغات عدة واتقن الإنكليزية فافتتح مكتبا للترجمة في البصرة.
وكما اتقن الانكليزية فإنه لم ينس لغته الأم حيث كان متمكناً من اللغة العربية وأدواتها وعلومها كما دلت قصائده على شاعرية كبيرة.
ألف الصائب ــ إضافة إلى قصائده ــ كتاباً وترجم آخر وهما:
1 ــ سياسة وأدب ويقع في جزأين
2 ــ العوامل السياسية للسعادة: ترجمة.
لم يفارق الصائب مدينته البصرة مسقط رأسه فمات ودفن فيها.
شعره
قال من قصيدة في موكب الحسين (عليه السّلام) وتبلغ (44) بيتاً:
أبا حسنٍ ما صالَ شبلُـــــــــكَ دارعاً إذ اسـتـعـرتْ إلاّ اضمـحلتْ كتائبُ
نضالُ أبي السجّــــــــادِ سنَّ لنا الإبا فهل أدركتْ نهجَ النضـالِ الأعاربُ
أتمحو سجلاً بالحضـــــــاراتِ حافلاً لترسخَ أنبـاءُ الــجـنـــاةِ الــكــواذبُ
إذا سنَّ مـنـهـاجَ الإبـاءِ أوائـــــــــــلٌ فقد نسيتْ ذاكَ الـنـضالَ الـعـواقـبُ
تـطـلُّ بأعقـابِ الــــــــــدهــورِ اُبـوَّةٌ وتصرخُ في صُلبِ الزمانِ الترائبُ
تُشيدُ الصــــــــــروحَ العاتياتِ أباعدٌ فـتـدعـمـهـا كـيـلا تـميـلَ الأقــاربُ
أصارخــــــــــةُ الأجـيالِ إمّـا بعثتها فـدوَّي بها وليـغـلُ بـالــلـومِ عــاتـبُ
أصــــــارخــة الأجـيالِ إمّـا بـعـثتها فـدوّي بهـا ولتسـعـدنـــكِ الــنـوادبُ
رِدِي مورداً في موكبِ الدهرِ مفرداً تقهقرَ فيه الدهرُ والدهـــــــرُ راعبُ
هو الثورةُ الكبرى على الظلـمِ عاتياً هـوَ الحقُّ والحقُّ المنــــاضلُ غالبُ
لقد ضربتْ فـي مكمنِ الجورِ باطلاً فـبادَ لأنّ اللهَ بالحــــــــقَّ ضــــاربُ
نبيَّ الهدى أعظم بسـبطِــــكَ صائلاً يـنـــــافحُ عـن حـقَ تبنّـاه غــاصـبُ
يـرفّ عـلــــى سـبـطِ الـنـبـيِّ لواؤه يواكـبُـــــه فـيه الـكـمـاةُ الأطـــايــبُ
ويقول في نهايتها:
أسـبط الهدى أوقـدتَ فـيها مـشاعلاً قد اقـتبستْ منها النجومُ الثواقبُ
أفضْ قبساً من نورِها ينجلِي الدجى فترتدَّ عـن اُفق الكيان الغـيـاهبُ
مرتَّلة الألحانِ فــي ســبـطِ أحــمــدٍ أعيدي نشيداً فالنـشـيدُ المـنـاقـبُ
فسـبط الهدى في مـوكبِ الدهرِ آيةٌ يشنَّفُ سـمعَ الدهرِ فيها التـعاقبُ
فإن رتَّـلتها بالنشيد مـــــــــــشـارقٌ فقد أكبرتها للنضـالِ الــمغـاربُ
وقال من قصيدة (يوم الدماء):
يا ابنَ النبيِّ فكم كافحتَ في شــرفٍ يا ابنَ الوصيِّ لقد جاهدتَ يا علمُ
يا ابنَ الصفيِّ فكمْ ناضلتهمُ ولكَ الـ ـحقُّ الجليُّ بهـا والـحـقُّ مُـهـتضمُ
أعظـم بـهـا نـهـضةً قد أنزلتْ علماً نفاقُـه الركـنُ مــن إرهابِه الـدعـمُ
قـــد اسـتـبدّوا فخالوا العدلَ مهــزلةً فـطـاش سهمٌ لـــــه زلّتْ بهم قدمُ
يـأبى الهوانَ هــمـامٌ عـــزّ مـطــلبُهُ يـزينه اثنـان قـلـبٌ بــاسـلٌ وفـــمُ
ومنها:
لا غـروَ أن شِــيمَ دورٌ كان يـعـهدُه عِداك في صولة (الـكرارِ) مـتّسمُ
فرعٌ رعته سـجايا الأصلِ وهي به جديـرةٌ إن وفـى أولـم يـفِ الحـكمُ
نـفـسٌ تـقـمَّصتِ العلـيـاءَ بـغـيــتـها فالعيشُ عند اعـتـسافٍ ظـالمٍ عدمُ
وما التحرُّرُ إلا للصــــــلاحِ قــوًى وللتقـدُّمِ ضـــــوءٌ مــلــؤهُ نـــظــمُ
وذاك نهـجٌ إلـى العلـياءِ لاحـــــبُـه يـشـوق كلَّ فتًـى فــي أنـفِـه شـمـمُ
ومنها في شجاعة العباس وأصحاب الإمام الحسين وأهل بيته (عليهم السلام):
وفـتـية دلفوا لــمّـا الـوغـى استعرتْ فـأضــــــرموا هولها لما هـمُ هجـموا
قد كافحوا عن حياضِ الحقِّ جهدهمُ فلـــــــم يملْ بهمُ الإرهاب إذ صـدموا
أبدى أبو الفضلِ في الميدانِ معجزةً مادتْ لها الأرضُ وارتاعتْ لها النسمُ
هزّ اللـواءَ فـصــالَ الـحـقُّ مُنتصراً وجالَ فـيـــــهمْ فـولّـوا عنه وانـهزموا
هوَ ابنُ هـازمِ جيـشِ الشركِ مُنفرداً لا غروَ أن مــــــاسَ في كفَّ لـه عـلمُ
............................................
1 ــ ترجمته وقصائده عن كتاب (يوم الحسين) وهو مجموعة القصائد والخطب التي اُلقيت بمناسبة ذكرى الإمام الحسين (عليه السلام) للسنوات ١٣٦٧ ــ ١٣٧٠ هـ / ١٩٤7 ــ ١٩٥٠ م) من تأليف الأستاذ عبد الرزاق العائش وقد نشر للصائب فيه ص 48 ــ 131
2 ــ موقع شعراء أهل البيت بتاريخ 18 / 8 / 2011
اترك تعليق