لم يكن (فالح العويد)، شاب في العقد الثالث من العمر، يؤمن بوجود فيروس (كورونا)، فكان لا يرتدي الكمامة والكفوف، ولا يستخدم المعقمات، حتى محرم الحرام الماضي، حيث اصيب اغلب افراد عائلته بالفيروس، وتوفيت اخته الصغرى ذات العشرين ربيعا جراء المضاعفات التي حدثت لها بسبب الفيروس، (فالح) نجده اليوم وعلى طريق من يقصدون الإمام الحسين (عليه السلام) مشيا على الاقدام في محافظة ذي قار يقوم بتوزيع الكمامات والكفوف لهم.
فالح قال في حديث للموقع الرسمي، إن "عدم المبالاة بخطر هذا الفيروس والوقاية منه افقدني اختي، وحتى لم استطع أن اقيم لها مجلس عزاء، ويصادف يوم اربعينها مع ذكرى اربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، لذا أحببت أن أبادر وادعو السائرين نحو مولانا الامام الحسين عليه السلام للوقاية من هذا الفيروس القاتل".
وأضاف أن "الثواب لأختي إن شاء الله سيصل بعد أن جمعت أموالا وأشتريت كمية من الكمامات والكفوف والمعقمات لأوزعها على الزائرين ممن يكون طريقهم بمحافظة ذي قار، وادعوهم بضرورة الوقاية من خطر الفيروس، واطلب منهم قراءة سورة الفاتحة لأختي عند المرقد الشريف".
وحتى أعداد هذه المادة الصحفية سجل العراق أكثر من (340) ألف اصابة بفيروس (كورونا)، فيما قاربت عدد حالات الشفاء (270) الف حالة، بينما راح ضحيته (8933) شخصا.
توجيهات المرجعية الدينية العليا، والجهات الصحية الخاصة بالوقاية من هذا الفيروس القاتل، كانت حاضرة على طريق العشق الحسيني في المسير على الاقدام نحو كربلاء حيث يلاحظ السائر في محافظة ذي قار التزام أغلب مواكب الخدمة الحسينية هناك بالاجراءات الوقائية.
وقال الزائر عادل شذاذ من محافظة البصرة، إن "أغلب المواكب والزائرين ملتزمون بالوقاية الصحية، ولاحظنا أن اغلب الزائرين قد ارتدوا الكمامات، وكذلك الاكل والشرب كان بالاطباق والكاسات ذات الاستخدام لمرة واحدة"
وبين "رغم وجود فيروس (كورونا) نرى أن هنالك تحديا من قبل الزائرين على المواصلة لزيارة الامام الحسين عليه السلام والسير على الاقدام للوصول الى مرقده الشريف".
إلى ذلك، قال أحد أعضاء موكب أبو فاضل العباس (عليه السلام) في ناحية الطار التابعة لمحافظة ذي قار (فاضل عباس الإسماعيلي) "نحن بدأنا بنصب السرادق والخيام من أجل خدمة زوار اربعينية الامام الحسين واهل بيته (عليهم السلام)، ونحن ملتزمون بتوجيهات المرجعية الدينية العليا، ومنظمة الصحة العالمية وخلية الازمة من حيث الوقاية من فيروس (كورونا)، من خلال ارتداء الكمامات والكفوف واستخدام المعقمات، أما بالنسبة لتوزيع الاكل والشرب فقد تم استخدام أطباق وأكواب بلاستيكية يتم رميها بعد استعمالها لمرة واحدة"، مبينا أن"هذه الزيارة تختلف عن الزيارات السابقة ونعتبرها تحديا لفيروس (كورونا)".
يذكر أن عدد مواكب الخدمة الحسينية في محافظة ذي قار حسب احصائيات شبه رسمية يتجاوز (2500) موكب موزعة على جميع طرقات أقضية ونواحي المحافظة التي يسلكها الزائرون نحو كربلاء المقدسة، بالإضافة إلى الدور والجوامع والحسينيات والمؤسسات الخيرية التي جعلت مبانيها في خدمة السائرين نحو الإمام الحسين (عليه السلام)
فارس الشريفي، عماد بعو
تصوير: خضير فضاله
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق