حسين القديحي (1303 ــ 1387 هـ / 1884 ــ 1967 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (11) بيتاً:
ماذا التصبُّر والحسيـ ـنُ بـ (كربلا) ظامٍ قضى
قد ظلَّ عــارٍ بالعرى والــــــجسمُ منه رضِّضَا
والرأسُ منــه بالـقـنـا كالبدرِ لـــــــــمّا أن أضا (1)
وقال من أخرى
إذا ما قصدتَ السبطَ في أرضِ (كربلا) فنـــــل كلَّ خيرٍ لا شروراً ولا عسرا
وتُقــــــــضى لك الحـاجات حين تزورُه وتحظى بما أعطاكَ والشكرَ والأجرا
إذا شئتَ خــــــــــــــــيرَ النشأتينِ فلذ به سـتُعطى الذي ربُّ الحسينِ به أحرى (2)
الشاعر
الشيخ حسين بن علي بن حسن بن علي بن سليمان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن جمال الدين بن علي بن حسن بن يوسف بن علي بن حسن بن سليمان بن أحمد البلادي البحراني القديحي.
نسبة إلى بلاده القديح أحد بلدان القطيف، وهو صاحب كتاب (رياض المدح والرثاء)، عالم وأديب وشاعر، ولد في النجف الأشرف من أسرة بحرانية علمية، فأبوه الشيخ علي صاحب كتاب (أنوار البدرين في تراجم علماء الإحساء والقطيف والبحرين).
أما أمه فهي السيدة زهراء ابنة الشيخ أحمد ابن الشيخ صالح بن طعان بن ناصر بن علي الستري البحراني.
درس القديحي الفقه والأصول على يد والده، ودرس النحو على يد العلامة الشيخ محمد بن ناصر آل نمر، والشيخ علي بن حسن الجشي، كما درس في النجف والكاظمية على يد الشيخ محمد العوامي، وحسن علي البدر، ومحمد علي البحراني، ومحمد علي النهاش، ومحمد باقر الشخص، ومحمد رضا آل ياسين، وعبد الهادي الطهراني النجفي، وعبد الرسول آل صاحب الجواهر، والسيد موسى الجصاني، والسيد محمد شبر، وأحمد آل كاشف الغطاء، والسيد حسن الصدر، والسيد أحمد الكيشوان، والشيخ مهدي الخالصي.
كما درس على يديه ثلة من الأعلام منهم: الشيخ باقر الجشي، الشيخ علي ابن الشيخ جعفر العوامي، العالم الكبير الشيخ أحمد آل سنان، ابن خاله الشيخ جعفر ابن الشيخ محمد صالح، ابنه علي القديحي.
عرف القديحي بالزهد والتقشف والعبادة والعلم وقد أجازه كبار العلماء الأعلام منهم:
١ ـ السيد أبو تراب الخوانساري النجفي. وفيها تصريح صريح باجتهاده: حيث يقول (فتحققت منه سلمه الله تعالى بلوغه درجة الاجتهاد، وأنه من أهل الرشاد بتاريخ 19 شهر رمضان 1334هـ.)
٢ ـ السيد محمد مهدي الموسوي الاصفهاني قال عنه في إجازته: (العالم العامل والفاضل الفاصل الفقيه النبيه والمحقق الوجيه العلامة في الفنون والمفتخر به الآباء والبنون المتحلي بكل زين والمتخلي من كل شين الشيخ حسين دامت بركاته.. ويقول .. حتى بلغ الى ما أراد ووصل الى درجة الاجتهاد..).
٣ ـ الشيخ أغا بزرك الطهراني
وقد أجاز القديحي بدوره:
الفاضل الشيخ محسن عرب البحراني.
2. العلامة السيد رضي الهندي.
3. الحجة الكبير الشيخ فرج العمران.
4. حجة الاسلام السيد محمد رضا الخرسان.
5. العلامة الشيخ نجم الدين العسكري.
6. الفاضل السيد محمد باقر الخرسان.
7. الحجة الشيخ علي بن يحي القطيفي.
8. العلامة السيد ضياء الدين الاصفهاني.
9. الفاضل الشيخ علي بن شيخ منصور المرهون.
وله كالات من:
آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين بتاريخ 16ربيع الأول 1366هـ مما قاله في حق مترجمنا (جناب العالم الزكي الورع التقي العلامة الشيخ حسين خلف العالم المقدس الشيخ علي القديحي..).
وكالة من الإمام الحكيم بتاريخ 10شعبان 1371هـ من ضمنها: (جناب الفاضل الكامل المهذب الزكي التقي الشيخ حسين نجل العلامة المرحوم الشيخ علي..).
وكالة من آية الله العظمى السيد عبد الهادي الشيرازي حررت في شهر شهوال 1371هـ يقول فيها: (جناب العلامة الشيخ حسين البلادي…).
وكالة من آية الله الحجة السيد حسين البروجردي حررت في شهر شوال 1373هـ.
وكالة أخرى من الإمام السيد محسن الطبطبائي الحكيم بتاريخ 17جمادى الأولى 1382هـ.
وكالة من آية الله السيد محمد مهدي الموسوي الاصفهاني الكاظمي بتاريخ 15 رمضان 1372هـ.
وللقديحي مؤلفات كثيرة في الفقه والعقائد والأدب منها:
الأربعون
التحفة الحسينية للفرقة الجعفرية.
التحفة الحسينية للحضرة المحسنية
الدر المنضد في أحوال جعفر بن محمد .
الدرة الفاخرة فيما يتعلق بالعترة الطاهرة
الفوائد الندية
المجالس العاشورية طبع بمطبع النعمان في النجف
المجموعة الحسينية طبعت بالنجف ـ المطبعة الحيدرية ـ سنة ١٣٧٥ تحتوي على عدة رسائل فيها مجموعة فوائد في الاوراد والادعية والاختام واعمال الايام
تحفة الأحباب لتفريج الكروب والأوصاب على نسق الكشكول.
روح الجنان
رياض المدح والرثاء
سعادة الدارين فيما يتعلق بالإمام الحسين
سفينة المساكين
غاية الرضا في الإجازة للسيد رضا
غاية المطلوب لترويح القلوب
كنز الدرر ومجمع الغرر: مجلد كبير وهو أول مصنفاته فرغ من تأليفه سنة 1337هـ
كنز الفوائد ومجمع الزوائد
كنز المناقب
مجمع الفوائد
مختصر أمالي الشيخ الصدوق
مفزع العباد في يوم المعاد
مقتضى الزمان في أعمال شهر رمضان
منار العابدين ليوم الدين
منجي العباد في يوم المعاد
منظومة في الإمامة
منظومة في الأصول الخمسة
منظومة في آداب الأكل والشرب.
منية الأديب وبغية الأريب
منية الراغب وبغية الطالب
منية المرتاد ليوم التناد
نزهة العابد وسلاح المجاهد
نزهة المجالس وفرحة المجالس
نزهة الناظر لتفريح الخاطر
نعم المتجر ليوم المحشر
نعم المفزع ليوم الفزع
رسالة شكية
رسالة في التقليد في الرد على مقلدي الأموات.
رسالة في الشك والسهو.
رسالة ثالثة في الشكوك.
مقتل أبي الفضل
مقتل علي بن الحسن
مقتل القاسم بن الحسن
مهيج الأشجان على الغريب اللهفان.
وفيات الأئمة الثمانية بداية من الامام زين العابدين الى الامام الحسن العسكري. (3)
قالوا فيه
قال عنه الشيخ علي المرهون: (كان علماً من الأعلام يشار إليه بالبنان، تلمذ عليه كثيرون من رواد العلم.... أسس حسينية بنيت على أحسن طراز وأثثها بحاجياتها وأوقف عليها مكتبة تحتوي على ما يحتاجه طلبة العلم وخطباء المنبر وغيرهم. وقد أوقفني على ذلك بنفسه حينما زرته هناك وقد أضاف إلى علميته أدبه الفياض الذي ينم عن عبقرية فذّة) (4)
وقال السيد حسن الأمين: (له إجازات من كبار العلماء منهم: السيد أبو تراب الخوانساري النجفي، السيد حسن الصدر الكاظمي، الشيخ محسن الطهراني المعروف بآغا بزرك الطهراني وإجازات أخرى عديدة. دفن في مقبرة بلاده القديح) (5)
وقال عنه الشيخ جعفر سبحاني: (كان فقيهاً إمامياً، محدثاً، مؤلفاً) (6)
وقال ولده الشيخ علي في ترجمة والده: (إن والدي قد غلب عليه الزهد والخشوع والخضوع لله والإعراض عن الدنيا، ختم القرآن الشريف مع تعلم الكتابة في أربعة أشهر، درس النحو على العلامة الشيخ محمد ابن الحاج ناصر آل نمر ودرس على والده الفقه والأصول) (7)
وقال السيد جواد شبر: (في ليلة الإثنين ١٣ شهر ذي القعدة الحرام بات بصحة وعافية يزاول أعماله من كتابة وقراءة وحتى مضت خمس ساعات من الليل ثم اضطجع على فراشه وكانت ليلة ممطرة وفي الساعة الثامنة غروبية جعل سقف الغرفة يقطر ويسيل فأيقظه أهله لينتقل الى غيرها فقال: إن المطر ينزل من جانب آخر وليس قريباً مني وعند الصبح جاؤوا ليوقظوه فوجدوه قد قبضه الله إليه فجهزوه وشيعوه ودفن في مقبرة القديح) (8)
كتب ولده العلامة الشيخ علي ابن الشيخ حسين المترجم له ترجمة والده في مقدمة كتاب (منية الاديب وبغية الاريب) المطبوع بالنجف بمطبعة النعمان سنة 1382 هـ
شعره
له شعر كثير ولم يهتم بجمعه وتأليفه لهذا ضاع منه الكثير ويكاد يكون مقتصراً على مدح ورثاء أهل البيت .
قال من قصيدة في أمير المؤمنين (عليه السلام):
هذا عليٌّ أميرُ الــــمؤمنين ومَن قد كان نوراً بساقِ العرشِ قد سطعا
هذا عليٌّ أميرُ المـؤمــنين ومـن بالــــبيــتِ شـرّفه الرحمنُ قد وضعا
هذا عليٌّ أميرُ المؤمـنـين ومـن أقامَ ديــــــــنَ الهـدى بالسيفِ فارتفعا
هذا عليٌّ أميــرُ المـؤمنين ومن غذّاه خيــــــرُ الورى بالعلمِ فارتضعا
صلى عليه إلهُ الخلقِ ما طلعتْ شمسٌ وما الـبدرُ في الآفاقِ قد سطعا (9)
وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (28) بيتا:
أيَّ خطبٍ عرى البتـــــــــولَ وطه ونحى أعينَ الـهـدى فعماها
أيَّ خطبٍ أبكى النـــــــــبيينَ جمعاً وله الأوصـيـاءُ عـزَّ عزاها
أيَّ خطبٍ أبــــــــكى الملائكَ طرَّاً وقلوبُ الإيـــمانِ شبَّ لظاها
ذاكَ خــطبُ الحسينِ أعظمْ بخطبٍ صيَّر الكائناتِ يجري دماها
لستُ أنساهُ في ثرى الطفِّ أضحى في رجـــــــــالٍ إلهُها زكّاها
نزلوا منزلاً على الماءِ لكـــــــــــن لـم يبـلّوا مـن الضرامِ شِفاها
وقفوا وقفةً على الحـــــــربِ أبدت لـلــــعُلى شاهداً على علياها (10)
وقال من حسينية أخرى:
أيا ابنَ النـــبيِّ المصطفى خيرُ من رقى على ذروةِ العليا فجلّت مناقبُه
وقرَّة عيــنِ المرتضى صنوَ أحمدٍ ومَـن هـوَ في كل المواطنِ صاحبُه
أرأسُكَ فوق الرمحِ يشرقُ مزهراً وجسمُكَ فوقَ التربِ رُضّـتْ ترائبُه
وتـبـقـى ثـلاثـاً بـالـعـراءِ مُـرمَّـلاً ولا غـسـلَ إلا فـــائـض الـدمِ ساكبُه (11)
....................................................
1 ــ رياض المدح والرثاء ــ انتشارات المكتبة الحيدرية ــ إيران 1424 هـ صححه وعلق عليه: حسن عبد الأمير محمد ص 632 / شعراء القطيف ج 2 ص 329 ــ 330 / ذكر منها (7) أبيات في أدب الطف ج 10 ص 219
2 ــ شعراء القطيف ج 2 ص 330
3 ــ ترجمته عن: مقدمة كتاب (منية الاديب وبغية الاريب) للشيخ حسين القديحي المطبوع بالنجف بمطبعة النعمان سنة 1382 هـ تقديم الشيخ علي بن حسين القديحي، نجل المترجم / أدب الطف ج 10 ص 220 ــ 221 / مستدركات أعيان الشيعة ج 2 - ص 311 / شعراء القطيف ج 2 ص 327
4 ــ شعراء القطيف ج 2 ص 327
5 ــ مستدركات أعيان الشيعة ج 2 - ص 311
6 ــ موسوعة طبقات الفقهاء ج 14 القسم 1 ص 218
7 ــ أدب الطّف ج 10 ص 220 عن مقدمة كتاب منية الأديب وبغية الأريب للقديحي
8 ــ نفس المصدر ص 221
9 ــ أدب الطف ج 10 ص 221
10 ــ شعراء القطيف ج 2 ص 328 ــ 329
11 ــ نفس المصدر ص 330 ــ 331
كما ترجم له:
كامل سلمان الجبوري / معجم الأدباء ج 2 ص 212
رسول كاظم عبد السادة / موسوعة أدباء إعمار العتبات المقدسة ج 1 ص 358
اترك تعليق