وسام العبيدي: (ولد 1402 هـ / 1982 م)
قال من قصيدة (على ضفاف الحسين):
ورأسُكَ أشـــرقَ فوقَ الرماح كشمسٍ تـــشُقُّ دُجى الغيهبِ
يُسارُ إلى الشامِ من (كربلاء) به كــــــــي يُفلَّقَ بالمِضرَبِ
ليـــــــــقضي يزيدُ الخنا دَيْنَهُ بـ (بدرٍ) وقد هانَ من مطلبِ (1)
وقال من قصيدة (تراتيل سجادية):
وبطولةٌ قد أفـــــــــــــرَزَتْها (كربلا) لكَ يستطيرُ حماسُها المُتصاعِدُ
مَنْ غيرُ شخصِكَ بعدَ مقتلِ جَوهَرِ الـ ـتوحيـــدِ للركبِ المُقدَّسِ قائدُ؟
يــــــــــــــــــــا سيِّداً للساجدينَ عبادةً للهِ لا يــــــــــدنو مقامَكَ ساجدُ
وقال من قصيدة (الجود):
تَسْقِي عِدَاكَ المَوْتَ خِلْتُ مَلِيْكَهُ عِزْرِيْلَ فِيْكَ بِـ (كَرْبَلَاءَ) يُكرَّرُ
وَتَـــرُوْمُ أَنْ تَصِلَ الخِيَامَ بِقِرْبَةٍ فِــيْهَا عَظِيْمُ النَّصْرِ حِيْنَ يُسطَّرُ
لَكِنَّ لِــــــــــــــلْأَقْدَارِ رَأْياً ثَانِياً هُـوَ فِي ضَمِيْرِ الغَيْبِ فَتْحٌ أَكْبَرُ
وقال من قصيدة (دم على شرعة الكبرياء):
فمضيت لا يثنيكَ دربُ مصاعبٍ نحوَ الطفوفِ بـ (كربلاءَ) مُردِّدا
((إن كـــانَ دينُ محمَّدٍ لم يستقتمْ إلاّ بـقتلي)) طابَ لي طعمُ الردى
يا سيِّدي والـــشعرُ يعجزُ واصفاً يـــــوماً أطلَّ على الدهورِ مُخلَّدا
وقال من قصيدة (الجود بالدمع):
يا زائراً (كربلا) حـــيي الإمامَ بها وزُرْ وسلّمْ على فيضِ الجدا الهتنِ
وقلْ أيا سيدي إنّي اعتصمتُ بحبـ لِ اللهِ حــــبِّكَ في سرِّي وفي علني
صلى عليكمْ إلهُ العرشِ ما بزغتْ شمسٌ ومـــــا أسبلتْ هطالة المزنِ
الشاعر:
الدكتور وسام بن حسين بن جاسم بن محمد العبيدي، شاعر وناقد وباحث، ولد في (المهدية) محافظة بابل وهو حاصل على:
1 ــ ماجستير أدب ونقد حديث / جامعة بابل 2010
2 ــ دكتوراه أدب ونقد قديم / جامعة بابل. 2014
شغل منصب أستاذ جامعي بلقب (أستاذ مساعد) في كلية الإمام الكاظم (عليه السلام) وقام بتدريس عدة مواد منها: الأدب العربي الجاهلي والإسلامي، الأدب العباسي، العروض، منهج البحث، أحكام التلاوة والحفظ، الدراسات القرآنية المعاصرة، مناهج المفسرين، الصرف، القصص القرآني، الإعجاز القرآني. وهو:
عضو اتحاد أدباء وكتاب العراق.
محاضر سابق في الكلية التربوية المفتوحة – بابل، وفي الكلية الإسلامية الجامعة الأهلية – بابل
محاضر سابق في الكلية الإسلامية الجامعة / فرع بابل
شغل منصب مسؤول الجودة والاعتمادية في الكلية الإسلامية الجامعة الأهلية في بابل، ومسؤول اللجنة العلمية في كلية الإمام الكاظم (عليه السلام) – واسط.
صدرت له عدة مؤلفات منها:
1 ــ الجواهري ناقداً: عمان 2012
2 ــ دراسات قرآنية معاصرة (بالاشتراك) 2013 – مطبعة الكلية الإسلامية - النجف.
3 ــ صورة المجنون في المتخيَّل العربي منذ العصر الجاهلي حتى القرن الخامس الهجري / دار الروافد الثقافية ناشرون – الجزائر، 2016
4 ــ بوحٌ تعزفه الكلمات – شعر – 2016
5 ــ سمرة الطين – جمع ودراسة لشعر الأستاذ حسين عبد الرؤوف الخليل 2018
6 ــ هكذا تكلم الجواهري – دار الرافدين / مركز دراسات الكوفة / 2019
وله تحت الطبع:
1 ــ فضاءات الحرية في منظور القضية الحسينية
2 ــ روضة الفكر في مختار الشعر والنثر (مختارات تراثية).
3 ــ بصمة الضوء – قراءات نقدية في شعر جبار الكواز.
4 ــ قراءات نقدية في نصوص شعرية حِلّية معاصرة.
وقد شارك العبيدي في العديد من المؤتمرات العلمية والبحثية منها:
1 ــ المؤتمر العلمي الاستذكاري لشاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري الذي أقامته جامعة الكوفة (2011) ببحث عنوانه (مفهوم الشعر عند الجواهري).
2 ــ مؤتمر الكلية الإسلامية الجامعة الأهلية (2013) ببحثين هما:
الأول بعنوان: الصورة النمطية للإسلام في بلاد الغرب
الثاني بعنوان: قراءة ثقافية في كتاب الدفاع عن محمد (صلى الله عليه وآله) ضد المنتقصين من قدره الشريف.
3 ــ مؤتمر الإمام الحسن (عليه السلام) العلمي الدولي الثاني الذي أقيم في جامعة بابل / كلية الدراسات القرآنية (2015) ببحث عنوانه: (بلاغة الخطاب الإقناعي عند الإمام الحسن (ع) في ضوء مفاهيم الحجاج)
4 ــ المؤتمر العلمي الدولي التاسع في كلية التربية – جامعة واسط سنة (2016) ببحث عنوانه: (تماهي الذات بالآخر – قراءة سيميائية تداولية في نص أقول أنا وأعني أنتِ) للشاعر جبار الكواز.
5 ــ مؤتمر الإمام الحسين الدولي الأول (2016) تحت شعار (النهضة الحسينية مشكاة التكامل الإنساني) المقام من قبل مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات ببحث عنوانه: تسامي القيم عند أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) زهير بن القين أنموذجا – دراسة ثقافية تحليلية في سيرته وموقفه.
6 ــ المؤتمر العلمي الوطني المشترك الأول لمؤسسة علوم نهج البلاغة ومركز دراسات الكوفة المنعقد للمدة (2016) تحت شعار (عهد الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام" لمالك الأشتر "رض" رسالة إصلاح ودستور حياة) ببحث عنوانه: (حجية الإقناع بالتعليل في عهد الإمام علي لمالك الأشتر)
7 ــ المؤتمر العلمي السابع عشر الذي تقيمه الكلية الإسلامية الجامعة الأهلية لعام (2017) في بحث بعنوان: (استراتيجيات التوظيف القرآني عند الجاحظ في كتابه "البيان والتبيين").
8 ــ المؤتمر العلمي السابع لكلية الدراسات القرآنية – جامعة بابل لسنة 2017 ببحث يحمل عنوان: (منهجية التسامح الإنساني في ضوء النص القرآني).
9 ــ المؤتمر العلمي الدولي الأول لكلية الكوت الجامعة الأهلية – واسط (2017).
10 ــ مؤتمر العميد العلمي العالمي الرابع الذي أقامته العتبة العباسية المقدسة ببحث عنوانه: (الأمن الثقافي المعاصر في ضوء القيم النهضوية للثورة الحسينية) (2017)
11 ــ المؤتمر العلمي الدولي الرابع للإمام الحسن (عليه السلام) في جامعة بابل – كلية التربية (2017)، ببحث عنوانه: (المضامين الأخلاقية في شعر الإمام الحسن "عليه السلام" دراسة موضوعية فنّية).
12 ــ المؤتمر الاستذكاري لمرور خمسين عاماً على وفاة العلامة المجمعي الشيخ محمد رضا الشبيبي برعاية مؤسسة بحر العلوم الخيرية والمجمع العلمي العراقي الذي أقيم في البرلمان العراقي – بغداد، (2017) ببحث عنوانه: (أثر البيئة في التقليد والتجديد في منجز الشاعر محمد رضا الشبيبي)
13 ــ المؤتمر العلمي الوطني الثاني لمؤسسة علوم نهج البلاغة التابع للعتبة الحسينية تحت شعار (منهج الإمام علي "ع" في بناء الإنسان وإنسانية الدولة) ببحث عنوانه: (قيمة التواضع في كلام الإمام علي "ع" في نهج البلاغة بوصفها مرتكزاً أساسياً لبناء الهوية الإنسانية) (2017).
14 ــ المؤتمر العلمي الدولي الأولي لكلية التربية / جامعة ميسان تحت شعار (تعدد الرؤى مستقبل وحياة) (2018) ببحث عنوانه (التنوع الثقافي في خطاب النقد الأدبي ما بعد الكولونيالي).
15 ــ المؤتمر العلمي الدولي الأول لكلية التربية / القرنة – جامعة البصرة (2018) ببحث عنوانه (جماليات الرؤيا الشعرية – قراءة في نصوص مختارة للشاعر عبد الكريم راضي جعفر).
16 ــ المؤتمر العلمي لكلية الإمام الكاظم (عليه السلام) أقسام ميسان (2018).
17 ــ المؤتمر العلمي الدولي الثاني لقسم اللغة العربية / كلية التربية ابن رشد (2018) ببحث عنوانه: (إشكالية مصطلح ما بعد الكولونيالية في النقد الأدبي – التمثل والتقبّل).
كما كانت له نشاطات أدبية كثيرة في ندوات اتحاد الأدباء بدراسات وأوراق بحثية منها:
1 ــ (انشطار الذات – قراءة في قصيدة "حارس الفنار") دراسة ألقيت في اتحاد أدباء بغداد / المقر العام بمناسبة الذكرى السنوية لاستذكار الشاعر العراقي محمود البريكان (2016).
2 ــ (موقف الجواهري النقدي من الظاهرة الدينية)، ورقة بحثية ألقيت في البيت الثقافي / بابل برعاية جمعية الرواد الثقافية لسنة (2016).
3 ــ (مياه النص الأول للشاعر صادق الطريحي – في ضوء جماليات التلقّي) ورقة بحثية ألقيت في البيت الثقافي/ بابل.
4 ــ (جماليات التناص في حوارية الحرف في ضوء التلقّي والتأويل) قراءة في قصيدة (ما قاله الحرف للشاعر أديب كمال الدين) ألقيت في البيت الثقافي / بابل (2016)
5 ــ (جدل الطبيعة هاجساً في ديوان "أو هكذا هي العاصفة" للشاعر عبد الهادي عباس) ورقة بحثية ألقيت في اتحاد أدباء بابل (2017)
6 ــ (جماليات الرُؤيا في نص (أنا أرى كلكامش) للشاعر عبد الكريم راضي جعفر) ورقة بحثية ألقيت في أمسية مخصصة للشاعر في دار بابل للثقافات والفنون (2016).
7 ــ (موقف الجواهري من التراث والدين) ورقة بحثية ألقيت في المكتبة الأدبية المختصة، شهر رمضان (2018).
كما أدار العبيدي العديد من الأماسي والمحاضرات في اتحاد أدباء وكتاب بابل.
ونُشرت له كثيراً من البحوث والدراسات في المجلات البحثية والجامعية منها:
1 ــ (الصورة النمطية للرجل في شعر المرأة في العصرين: الجاهلي والإسلامي) (دراسة موازنة في ضوء الأنساق الثقافية) مجلة آداب المستنصرية العدد (71) لسنة 2016
2 ــ (شعرية الرثاء الحسيني عند السيد حيدر الحلي): مجلة تراث الحلة العدد الأول / السنة الأولى (2016)
3 ــ (ثنائية العفة والجرأة في الشعر الجاهلي – عنترة أنموذجاً): مجلة كلية التربية الأساسية للعلوم التربوية والإنسانية، العدد 29 (2016).
4 ــ (لعبة السواد والبياض – قراءة سيميائية في نص (أقول أنا وأعني أنت) للشاعر جبار الكواز): مجلة متون (2016).
5 ــ (التعددية الدينية وآليات الحوار) تأليف مجموعة من الأكاديميين، بعنوان: (التعايش مع غير العقلاء في المجتمع الإسلامي بين التسامح والإدانة) من إصدارات دار الروافد الثقافية – ناشرون (2016)
6 ــ (جدلية الفكر البنيوي في تفسير نشوء الثقافة): مجلة الأقلام العدد الأول لسنة (2016).
7 ــ (قلق الذات الشاعرة – قراءة في شعر حمزة فيصل مردان): مجلة السنبلة العدد 66 (2017).
8 ــ (الهرطقة.. ورقة الضغط أم إفلاس الإكليروس الديني؟؟) منشورة في كتاب (موسوعة علم الكلام الوسيط والمعاصر- سؤال الأخلاق في اللاهوت اليهودي والمسيحي) تأليف: مجموعة من الأكاديميين، دار الروافد الثقافية – ناشرون، ابن النديم للنشر والتوزيع، الجزائر
9 ــ (بلاغة الخطاب الإقناعي عند الإمام الحسن (عليه السلام) في ضوء مفاهيم الحجاج): مجلة جامعة بابل، المجلد 25، العدد 4 (2017)
10 ــ (تجليات الوعي النقدي في ميتا سرد (مدونات سومرية) للمترجم والقاص باقر جاسم محمد – قراءة سوسيوثقافية): مجلة الأقلام، العدد 2، السنة 52 (2017).
11 ــ (تمثلات الذات المأزومة في قصيدة النثر – أنمار مردان أنموذجاً في ديوانه (متى يكون الموت هامشا) في جريدة الصباح الجديد.
12 ــ (حجية الإقناع بالتعليل في عهد الإمام علي لمالك الأشتر): مجلة المبين الفصلية المحكّمة، العدد الخامس (2017).
13 ــ (معالم التوظيف القرآني عند الجاحظ في كتابه البيان والتبيين) مجلة (المصباح) الفصلية المحكّمة الصادرة من العتبة الحسينية المقدسة، العدد 34 (2018)
14 ــ (جدل الطبيعة هاجساً في شعر عبد الهادي عباس في مجموعته "أو هكذا هي العاصفة") مجلة الرقيم، العدد الثاني (2018)
15 ــ (وعي التراث في شعر عبد الأمير خليل مراد) مجلة الرقيم 2020
وله من البحوث والدراسات المعدّة للنشر:
1 ــ (ثقافة الحوار والرأي الآخر بين طلبة الجامعة - كلية الإمام الكاظم (ع) أنموذجا) للمشاركة في المؤتمر العلمي الدولي الثامن الذي تقيمه العتبة الكاظمية المقدسة.
2 ــ (الأصول المعرفية لنظرية الخطاب الأدبي ما بعد الكولونيالي) مقبول للمشاركة في مؤتمر جامعة قاصدي مرباح / ورقلّة / الجزائر تحت شعار (خطاب الثقافات من تأكيد الذات إلى معرفة الآخر) (2017)
أما على صعيد الشعر فقد شارك العبيدي في كثير من المهرجانات الشعرية وحصد على العديد من الجوائز منها:
1 ــ درع تقديري للمشاركة في المهرجان الرابع للشعراء الأساتذة في جامعة بابل 2013
2 ــ مهرجان ربيع الشهادة لعام (2015) بقصيدة في ولادة الإمام الحسين (عليه السلام).
3 ــ مهرجان تراتيل سجادية المقام في العتبة الحسينية في رثاء الإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) (2016)
4 ــ مسابقة سيد الأوصياء العالمية للإبداع الفكري والأدبي ضمن فعاليات عام الإمام علي (عليه السلام) المقامة من قبل مسجد الكوفة المعظّم في (2016)
5 ــ الملتقي الحسيني الوطني الرابع عشر في الديوانية (2017)
6 ــ شهادة تقديرية لمشاركته العلمية في المهرجان الثقافي الذي أقامه مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات التابع للعتبة العباسية بالتعاون مع كلية التربية للعلوم الإنسانية / جامعة بابل (2017) بذكرى مولد سيد الكائنات محمد (صلى الله عليه وآله)
7 ــ مهرجان الجواهري (2018)
8 ــ مؤتمر السرد – الدورة الرابعة الذي أقامه الاتحاد العام لأدباء وكتّاب العراق.
وإضافة إلى هذه النشاطات فقد رفد المكتبة العلمية والأدبية بإنجازات متعددة منها:
1 ــ التصحيح اللغوي لكتاب موسوعة الاستشراق الصادر عن مؤسسة الروافد الثقافية ودار ابن النديم / بيروت – الجزائر (2015)
2 ــ خبرة لغوية لأطروحة الدكتوراه: (موقف المستشرقين الألمان من أئمة أهل البيت "عليهم السلام" حتى نهاية القرن العشرين – دراسة نقدية) للباحث (حسن جاسم محمد) مرسلة من جامعة واسط / كلية التربية / قسم التاريخ.
3 ــ خبرة لغوية لرسالة الماجستير (الحركات المتطرفة وفهمها للحديث الشريف: داعش أنموذجا) للطالب: حيدر محمد عبد، مرسلة من كلية الإمام الكاظم بتاريخ (2017)
وقد ترجم للعبيدي العديد من الكتاب والمؤلفين منهم:
1 ــ الدكتور سعد الحداد في كتابه (الحسين في الشعر الحلي) ج 2 (2015)
2 ــ الدكتور أسعد النجار في كتابه (الإمام الحسن عليه السلام في الشعر الحلي المعاصر).
كما تُرجمت بعض نصوصه الشعرية إلى اللغة الانجليزية.
شعره
كتب الناقد الدكتور عبد الكريم راضي جعفر مقدمة لديوان العبيدي (بوح تعزفه الكلمات) تحدث فيها عن الخصائص الفنية والجمالية والنقدية لشعر العبيدي قال فيها:
(في مجموعته الشعرية (بوح تعزفه الكلمات) يلتفت الدكتور الشاعر وسام حسين العبيدي إلى الداخل أكثر من التفاته إلى الخارج بمعنى أنه استطاع أن يلم وجدانه بعد نظر شعري ليكوّن وجدانا يقظاً يضفر الخاص بالعام ويحرك أناه باتجاه ال (نحن) القادرة على تحريك شعرية الأحداث وليس وصفها والنظر إليها نظرة شعرية واعية لا نظرة وعي عقلي عدو الشعر وفي هذا توكيد للغة الشعرية التي ترسم المستويات الثلاثة:
1 ــ المستوى الصوتي
2 ــ المستوى التركيبي
3 ــ المستوى الدلالي
وفي هذا قول يشير إلى منطقة يشتغل عليها الشاعر أكثر من اشتغاله في منطقة شعرية أخرى وأقصد بذلك قصيدته التقليدية ذات الشطرين والقافية الموحدة غير ناسٍ الالتفات إلى قصيدة الشعر الحر وقصيدة النثر ــ وإن كانت قليلة جداً ــ وفي نماذج ضئيلة لا تعري الألفاظ ولا تهشم الصورة ولا تشذّر ولا تشظي الموضوع .
أنا متأكد من أن الشاعر الدكتور العبيدي سيخطو خطوات شعرية حثيثة ــ حديثة تتشح بالصورة الأبهى وباللغة الخاصة وبالإيقاع المشارك في التخييل في مجموعة أخرى تشير إلى ما ذهبت إليه.
شعره
قال العبيدي من قصيدة (بينَ يدي رسولِ الحُبِّ والسَّلام) وهي إلى سَيِّدِ الكونينِ محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
بِالحُبِّ جِئْتَ مُــــــــــــــــبَشِّراً ونَذِيْرَا فَرَسَمْتَهُ نَهْجاً أَطَـــــــــلَّ مُنِيْرَا
بِالحُبِّ آيتُكَ الــــــــــــــــــتي ما مِثْلُها أَثَرٌ يُجلِّــــــــي غايةً وحُضُورَا
بِالحُبِّ تَخْضِدُ شَانِئيكَ مُــــــــــــــهَذِّباً أَطـــــــــــبَاعَهُم وتُثيرُها تأثِيْرَا
وتُطبِّقُ الأرجــــــــــــاءَ شرعَ رسالةٍ فِيْها شَرَحْتَ مِنَ الأَنَامِ صُـدُورَا
يــــــــــــــــــــــا سَيِّداً للعَالَمِينَ تحيّةً عَبِقَتْ بِأَنْسَــــــــامِ الوَلاءِ عَبِيرَا
في حَضْرَةِ العِشْقِ ارتَوَتْكَ مَشاعِري نَهْراً سَماويَّ المِيَــــــاهِ طَـهُورَا
وَتَوضَّــــــــــأ القلبُ الشغوفُ بِسِيرةٍ لَكَ أشْرَقَتْ بينَ الصَحائفِ نُورَا
وقال من قصيدة (نبع من كوثر السماء) وهي في ولادة سبط النبي وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
يُــــــــــــــــغازِلُ فجرَ مولدِهِ نَدِيُّ ففـيه النورُ فـــــــيّاضٌ بهيُّ
وزانَ الأرضَ صوتُ الوحيِ فيها يُـردِّد جـــــــاء للدنيا سريُّ
فذا يومٌ لهُ الأمـــــــــــــلاكُ أبدت مــــــــسرَّتها وسُرَّ بهِ النبيُّ
به ينــــــــــــزاحُ هَـمٌّ عَــــنْ فُؤادٍ عـليهِ من الأسى والظلمِ كَيُّ
فَيَا سبطَ الرســــــــولِ به ولــــيداً تـبلّجَ فيهِ نُورٌ أزهَــــــــرِيُّ
تجلّى للطباقِ السبعِ مــــــــــــــنهُ إلى بِــطنانِ عرشِ اللهِ ضَيُّ
ويا فرحَ الـــــــوصيِّ به إمــــاماً تَمشّى فـــيه عِرْقٌ هاشِـــمِيُّ
تسامى فرعُهُ نحـــــــــو الثــــريا وزانَ كمــالَهُ عَبَقٌ شـــــذِيُّ
فذاكَ الضوعُ مِنْ طهَ مَــشُــــوبٌ لأنَّ الـسِّبْــطَ نَبْعٌ فاطِمِــــــيُّ
فتَمَّ لهُ بشــــــــــــــــــــهرِ اللهِ لمَّا أتــــى أمـــــــرٌ يُقدِّرُهُ العَلِيُّ
تكونُ له الإمامةُ بعد حـــــــــــينٍ مـــقاماً لا يُــــــدانـيهِ الشَقِيُّ
تعالى اللهُ قدَّرهــــــــــــــــا مَحَلّا عــظيمـاً يُجتبى فيها الصَفِيُّ
فكانت في بني الـزهـــــراءِ لُطفاً فَــشَعَّ لهـم بها أثرٌ جَـــــــلِيُّ
يُقامُ الدينُ غَضّـــاً في هُــــــــداةٍ ويُفصَـل فـيـهِمُ رُشدٌ وغَــــيُّ
ويُــــــرسى مبدأٌ ويُصــــانُ حقٌّ ويُدنـــى فيــه عن لؤمٍ قَصِيُّ
بخيرِ الخــــلقِ ســـاداتِ الــبرايا فـــــــــأولُــهُمْ كآخرِهِم زَكِيُّ
إمام الصُلـــحِ يا جـــوداً عــميماً ويا مــــــن لـــلعُفاةِ لهمْ حفِيُّ
ويا ريحانةَ الهادي ســـــــــــلامٌ عليك ينُثُّ رِقْـــــــــرَاقٌ نقِيُّ
ويا ألِقاً بسيـــــــــــــــرتِهِ تلاقى عفافُ الروحِ والقــلبُ القَوِيُّ
خَطَطْتَ الصُلحَ حكمـــةَ مُستنيرٍ يرى ما لا يراهُ الــــــعَبْقَرِيُّ
وألفَيْتَ الخنوعَ شعارَ قـــــــــومٍ يجاذبُ أمرَهُم رأيٌ غَــــوِيُّ
فرُحتَ تكشِّف المستـــــــورَ لمَّا تسنَّـمَ للخلافةِ سامِــــــــــرِيُّ
مـــــــعاويةُ الضلالِ أرادَ خسفاً لــــشخصِكَ أيُّها الخُلُقُ النَبِيُّ
تجبّرَ طــــــــاغياً بالحكمِ يسعى لكـــــــي ينساقَ حُكْمٌ جاهِلِيُّ
فولّى والليالي لاعــــــــــــــناتٌ له فالغـــــــــدرُ مسلَكُهُ رَدِيُّ
فما دامَتْ بُلَهْنِـــــــــيةٌ أُحِيـطَتْ به فاصطادَهُ مَــــــــكْرٌ خَفِيُّ
وما بَرِحَتْ تُغاديكَ الــــــمعالي ويُرفَعُ عنكَ كِتمَـــــانٌ وطَيُّ
لأنَّ الحقَّ لا يُعلى عـــــــــــليه ولا يبقى يُصارعــــــهُ دَعِيُّ
فتلك الدارُ تُجعَلُ مـــــــــستقرّاً لِمَنْ في عينِ بارئهِ رَضِـــيُّ
فَخاب سليلُ سفيانٍ وهـــــــــندٍ وما أغناهُ طبلٌ عــــــسكَرِيُّ
فذا الإعلامُ مـــــــأجوراً تبدّى هباءَ الريحِ تذرُوها الــعِصِيُّ
ويبقى للزكيِّ مـــــــــدارُ ذكرٍ يعُمُّ الخافِقَـــــــــــينِ لـهُ دَوِيُّ
تُهدهِدُهُ الــــــروائعُ من لحونٍ لها في القلبِ منجذبــــاً رَوِيُّ
وشاهِدُنا بأنَّا في مـــــــــــــقامٍ لــــردِّ الشمس أرجَعَـها عَلِيُّ
سُحِرنا فيك يا مولاي عشـــقاً تمازجَ فــــــــــيه سحرٌ بابليُّ
سلامُ الله يا حسَنَ المعــــــالي عليكَ يمُدُّه مِسْـــــــــــكٌ ذكِيُّ
وقال من قصيدة (يا بهجة المصطفى بُوركت مولودا) وهي في ولادة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام):
وحـــــــيُ السماءِ أتانا اليومَ تجـديدا في مولدٍ شعّتِ الدُنيا به عــــــــيدا
فــــــي مولدٍ أدخلَ الأفراحَ مُؤنـسةً عــلى قلوبٍ حباها الله تــــــــحديدا
في مولدٍ سَرَّ قلبَ المصطفى فـرَحاً كــــذاكَ والدَه يرعاهُ مـــــسعـــودا
وسُرَّ قلـــــبُ التي كانت لها شــرفاً آيُ الكتابِ لها مدحاً وتمــــــــجيدا
نمى شبيهُ رســـــولِ الله مرتضــعاً إبهامَـــــــهُ، فزكى لله مولـــــــودا
وحيُ السماءِ تدلَّـــــى عند مــــولده حبلاً بقائمِ عرشِ الله مشـــــــدودا
أتى ليُخبرنا أنَّ الولـــــــــــــــيدَ به سِرٌّ من الله قِدماً كان مـــشــــهودا
حبيبَ طه أنَرْتَ الكونَ مُذ سَطَعَتْ أنوارُ قُدسِــــكَ للإســـــــلامِ تأييدا
وانقادتِ الأرضُ مــــزهُوٌّ بها نغمٌ يُتــلى علينا بوحـــــــي اللهِ تغريدا
تمايلت طرباً زهرُ الــرُبى وشدتْ حمائمُ الأيــــكِ بالبُشـــرى أناشيدا
وغارت الشمسُ من لألاءِ طـلعتهِ فمـــــا لها اليوم من نـــورٍ له زِيدا
يا جوهر الله يا كُنهاً به كُـــسِرَتْ عن وصفه ريشةُ التخـــييلِ تجسيدا
تمرّدَ الحرفُ يأبى أنْ يُطاوعــني في أنْ يُحيطكَ وصفاً صِيغَ توحيدا
وانتابني شـــبهُ موتٍ فيكَ ألحفني لـــــــــــوماً يَلِزُّ خيالي يلتوي جيدا
إذ كيف أرســـــم نورَ اللهِ مُنبلجاً بين السمـــاواتِ تصويباً وتصعيدا؟
أم كيف أُبحِرُ في مـعناكَ مُنفرِداً ولُغزُ معنــــــــاكَ لا ينفكُّ مسدودا؟
أم كـيف أرقى جبالَ الله شــاهقةً وعُدّتي كلمــــــــــــاتٌ تستقي البيدا
أعِـنْ فديتُكَ يا مولاي قافـــــيتي وغذِّها ترفَ الإنشــــــــــــادِ تسديدا
وضُمّني تائهاً يرجــوكَ مُلتــجَئاً عذبَ الشرابِ يمُدُّ القلبَ تـــــــبريدا
يراكَ في مُدلَهِمِّ الـــليلِ كوكبَـــهُ تُمثّلُ الحقَّ والإسلامَ والجــــــــــودا
تُلملمُ الـضاعَ مـــن دينٍ أُريدَ له مسخاً على يدِ حُكّامٍ وتفنيــــــــــــــدا
وتــــمنحُ الأمـــلَ الظمآنَ بسمتَهُ لِـــــــــــمَنْ تَلَمَّسَ شَوكَ الذُلِّ أُمْلودا
وترفعُ الـــجورَ عن فِكرٍ ومُعتقدٍ لولاكَ يبــــقى إلى ما شاءَ مصفودا
وتزرعُ الثورةَ العظمى مُجلجِلَةً بالمبدأ الحُرِّ لا يــــــــــــرتاعُ تهديدا
بُعِثْتَ بـــــعدَ رسولِ اللهِ مُبتكراً معنى الحياة بطعمِ العزِّ تــــــــــخليدا
بُوركتَ للـحقِ عُنواناً ومدرسةً وللنــــــــــــجاةِ مدى الإعصارِ إقليدا
فأذنْ إلى مـن يراكَ اليومَ قِبْلَتهُ ومن تمسّــــــــــــحَ بالأبوابِ تضميدا
أنْ تسألَ اللهَ يا مَنْ بابُهُ وسِعتْ عنايةً ومَآلاً فيهِ مـــــــــــــــــــحمودا
وقال من قصيدة (يا قبلة القلب) وهي إلى سيد الإباء والأحرار أبي عبد الله الحسين (صلوات الله عليه)
هو الــــحسينُ فنارُ الكونِ رايتهُ أعظِمْ بها رايةً تبقى بإصـــــــــرارِ
تــــــفرَّقت عن مداها كلّ داجيةٍ تعبّأتْ بشرورِ الحـــــــــــقد والـثارِ
ولم تَزل تُرعب الطغيانَ ملحمةٌ إِنْ عاد ذكـــــــــــرٌ لها نورٌ بأسفارِ
تهُدُّ عــــرشَ ضلالاتٍ حوادثُها وتنسفُ الجورَ من جٰرفٍ به هاري
وترفعُ الــعدلَ تاجاً فوق غايتِها أكـــــــــرِمْ به من شعارٍ جذوةُ النارِ
وقال من قصيدة (على ضفافِ الحسين):
فديتَ بنـــــــــفسِكَ دينَ الإله وروَّيتـــــــــــهُ بالدمِ الصيِّبِ
ليبقـــــــى طريّاً، فلولاكَ ما غدا مورقـاً كـالرُبى المُعشِبِ
أبــا الطفِّ باقٍ وهذي دماك مدى الـدهرِ أُنشودةُ المعجِبِ
ويبقى ضريحُكَ بابَ الــنجاة لعبدٍ يلوذُ بهِ مُــــــــــــــذنِبِ
وقال من قصيدة (دم على شرعةِ الكبرياء) وهي إلى أبي الأحرار والإباء الإمام الحسين (عليه السلام)
نــورٌ على سُحُبِ الـــظلامِ تـوقَّدا ودمٌ على صوتِ الطـغاةِ تمــــــــــرَّدا
أشرعتَ روحاً لـــلفِدا أرخصـتها ليـظلَّ صرحُ الدينِ فيــــــــــــكَ مُشيَّدا
بـــــــــــدمٍ أغـــثتَ رسالةً نبـويَّةً الله شــــــــــــــــــــــــاءَ لها بأنْ تتخلَّدا
لمَّا رأيـــــــــتَ الكفرَ عادَ مُـمثَّلاً بـ (يزيد) كمْ في الأرضِ عاثَ وأفسَدا
من كانَ في وحلِ الرذيلةِ غـارقًا ثَمِــــــــــــــــلاً يبيـتُ ويستفيقُ مُعربدا
حاشا لمثلكَ أن يُبايعَ مــــــــــثله وضِراً بأرجـــــــــــاسِ الفُسوقِ مُعمَّدا
فنهضتَ مُمْتثلاً لشرعةِ جدِّكَ الـ ـهادي ومُشتملاً ببُردتِــــــــــــــــهِ ردا
ودَّعتَ قبراً في المديـــــنةِ عندهُ أفـــــــــــرغتَ شكوىً حرُّها لن يبرُدا
وخرجتَ لا أشِراً ولا بَطِـراً ولـ ـكن تطــــــلبُ الإصلاحَ يملؤكَ الهدى
وقال من قصيدة (تراتيل سجّاديّة) إلى الإمام زين العابدين وسيد الساجدين (عليه السلام)
مولاي يا من للصحيفةِ مُنشِئٌ فـــــيها من الدرِّ اليتيمِ نضائدُ
نـــسجٌ سماويُّ البيانِ تحشَّدتْ من غامضاتِ السرِّ فيه فرائدُ
أحْــيَتْ قُــلوبَ العارِفين كأنَّها معمــــورةً بالذاكرينَ مساجدُ
ذاك الـــزَّبُورُ زَبُورُ آلِ محمّدٍ تُجلى بــــــه للمُسـلمين عقائدُ
ورسالةٌ فيها الحقوق تجسّدتْ قِيَماً تعالى شــــــــأنُها والعاقِدُ
وقال من قصيدة (صليل الإيثار) وهي إلى سفير الخلود مسلم بن عقيل (عليه السلام)
لتحشيدِ نصرٍ لابــــــن فاطمةِ الذي رأى أنّ ديـن اللهِ قد جفّ مصفرّا
فــــكنتَ لـــــه خيرَ ابن عمٍّ تمثّلتْ صفاتُ المواليّ المستعدِّ له نصرا
تُلبّي نـــــداءَ الحقّ من دون خشيةٍ بأن لم تـجدْ عوناً يُطاوعك الأمرا
ولم ترتعدْ حاشاكَ من بطشِ حاكمٍ ظلومٍ، سقى أتباعَه الضيمَ والقهرا
وقال من قصيدة (الكاظم الغيظ) وهي إلى حليف السجدة الطويلة وراهب آل محمد سيدي موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)
يا قلبَ بغدادَ.. قلبُ الديــــــــنِ قد صُدِعا بما جرى من مُصابٍ لـلأسى اندلعا
بلى فقد أيتَمَ الإســـــــلامَ مُذ حُمِــــــــلتْ جـــــــــنازةٌ والمُنـادي بـالعزاءِ دعَا
جنازةٌ عضّها قيدٌ ورضّـــــــــــــــــضها إيلامُ سلــــــــسالِ ظـلمٍ فـيه قد طبِعَا
جنازةٌ سامَها الجلّادُ حــــــين هـــــــوتْ سياطُهُ، فشـكـــــــــتْ هـوناً به وقعَا
للهِ قلبُكَ يـــــــــــــــــــــا مولاي صــبَّرهُ للسُمِّ والهمِّ والآلامِ قــــــــــــد جَرعَا
الكاظمُ الغيظَ أعلــــــــى اللهُ مـــــــــنزلةً له، فصارَ لأهلِ الصـبرِ مُنــــــتجَعَا
أعظِمْ به كعبةً للقاصــــــــــــــــدينَ تُقىً وللحـوائجِ أنْ تُقضَى وتـــــــــــندفعَا
أتى به اللارشيدُ الرأيَ من بــــــــــــــلدٍ زكتْ وطـابتْ بخير الرسلِ مـفترَعَا
وجاءَ يخبط شرّاً حيــــــــــــــــــن قابله عندَ الـضـــريحِ فراحَ الزهوُ منتزعَا
لذا انطوى بنوايا الــــــــخُبثِ يـــشحنها غيـــــــــــظٌ تبدّى بأمرٍ للصلا قطعَا
ومن بلادِ رســــــــولِ اللهِ أشـــــــخصهُ ظُــــلماً لـه كي يُساقيهِ اللظى جُرَعَا
وظلَّ فــــــــي ظُلُماتِ السجنِ مُـــجتهداً في طاعةِ اللهِ يــقـضي الليلَ فيهِ دُعَا
يـــــــبكي إلـى اللهِ شُكـــــراً حينَ فرَّغَهُ إلى عبـــــــــــــــادتهِ بالسجنِ مُتَّسَعَا
حتى إذا انتفخَ الطاغوتُ من حــــــــسدٍ ومـــــــــــــن صَغَارٍ لهُ أبداهُ مُتَّضِعَا
وهو الذي شـــــــعَّت الدنـــــــيا بطلعتهِ يبــــقى على رغمِ من عادوهُ مُرتَفِعَا
كالنسرِ يـــــــرقى مهيباً حينَ تُـــــطلِقُهُ أو حـــــــــينَ تحبسهُ سيَّانَ ما وُضِعَا
أتـــــــــــــى بأفظعِ أمرٍ حينَ أوعزَ للـ ـســـــــجّانِ بالرُطَبِ المسمومِ قد نقعا
يا لهفَ نفسي هوى الإسلامُ حين غَدَتْ حُشاشـــةُ الطُهرِ موسى مُزِّقتْ قِطَعَا
أفنى اصطبـــاري غريبُ الدارِ تنظُرُهُ مُلقىً على الجسرِ لا منْ ناصرٍ هَرِعَا
واليومَ نأتيكَ أفــــــــــــــــواجاً يُدافِعُها شوقٌ تفـــــــــــجَّرَ حُزناً يلتظي وجعَا
على مُصابِكَ تذري الدمــــــــــعَ قافيةً حـــــــرّى من العينِ وزناَ خلتهُ سجعَا
سَمِيَّ موسى كليمِ اللهِ مــــــــــــــعذرةً إنْ قصَّر الـــقولُ منِّي وانطوى جَزِعا
فأنتَ مِئذَنَةُ الأحــــــــــــرارِ يقصِدُها من كُلِّ صوبٍ مـــــــشوقٌ ينبري ولَعا
عليكَ أسنى سلامٍ كلَّما ســــــــــجدتْ رأسٌ إلى اللهِ أو عبــــــــــــــدٌ له ركعا
وقال من قصيدة (أمل على أجنحة الانتظار) وهي في ذكرى الولادة الميمونة لصاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف):
شعَّتِ الـــــذكرى بميلادٍ ســـعيدِ بِكَ يا إنسانَ أبـــــصارِ الوجودِ
بكَ مَنْ شوقُ الورى فــي طلـعةٍ سَمْحةٍ تــــــــرقبُها في كُلِّ عـيدِ
بِكَ يا مُنتظــــــراً كـــالشمسِ إذ حـــــــجَبَتها سُحُـبٌ ذاتُ رُعُـودِ
نفعُها لمْ ينقطعْ أنــــــــــــتَ كذا غوثُ مَنْ ناداكَ في عُسرٍ شَـديدِ
وبِألطـافٍ تُراعـــي شيـــــــــعةً ما نسَتْ أنَّ لها خـــــيرَ عـضيدِ
وإلى ذكراكَ تــــصبو وَلَــــــهاً كالعُطاشى حُلِّئوا عَذبَ الــوُرُودِ
سيدي يـــــــــــــا غائباً عنّا أما آنَ تحقيقٌ لإنجازِ الــــــــــوُعُودِ
بِظهورٍ تــكـشِـــــــــفُ الهمَّ بهِ عنْ قلوبٍ جُرِّعَتْ ظُلمَ الـــــعبيدِ
وتَأسَّــتْ بإمـامٍ مُنقــــــــــــــــذٍ سوفَ يجلو الكرْبَ إبّانَ الشُّهودِ
كــــم تكوَّتْ بلظى الشوقِ فــلمْ تـــــــحتملْ أكثرَ مِنْ هذا المزيدِ
وتمشّـــت فوق أشـواكِ الـغضا وتعـــزّتْ بكَ عن طيبِ الهجودِ
فاشـــفِــــــها يا فرجـاً أبقى لها أمــــلاً أقـــربَ مِنْ حبلِ الوريدِ
فـــلقد حَلَّ بــــــــــــــلاءٌ مُبرَمٌ جَعَلَ الــــــــــدِينَ بقيْدٍ منْ حديدِ
حيثُ أضحى حقّكُم يُغمَـطُ عنْ سَبْقِ إصـــرارٍ ولا مِـنْ مُستعيدِ
ودَهَتنا كـــــــــــــــالليالـي فِتنٌ حالكاتٌ شَمَـلَتْ كُلَّ الـــــــحُدودِ
كيف لا إذ تبَعَتْ أهـــــــواءَها أَنفُسٌ عـنْ كُـلِّ حقٍّ فــي صُدودِ
وطريقُ الحقِّ أضحى موحِشاً فَبهِ يحـتارُ ذو الُـــلبِّ الرشـــــيدِ
وترى الــــــــظلمَ علينا مطبقاً يتمـــــادى مُــستطيراً من عقودِ
منْ يردُّ الجورَ؟ مـن يرحمُنا؟ مــــــــن يــقينا شرَّ جبارٍ عنيدِ؟
غير مأمولٍ لدى الــضرِّ يفي وعدَ قــــــرآنٍ على الذكرِ مجيدِ
إنها نفثةُ صَبٍّ عاشـــــــــــقٍ سمحت نفسي لها تغزو قصيدي
حقَّ في تقصيرنا العذر لــكم فاقبلِ العُذرَ أيا مولـــــى المسودِ
وقال من قصيدة (فتوى الانتصار) وهي إلى أبطال الحشد الشعبي الغيارى:
تـحزّمــوا، وبضوءِ الصبحِ أعينُهم توضّـــــــــأت كفنارٍ لاحَ للسُفُنِ
وأرخــصوا غاليَ الأرواحِ طاهرةً لأجـــــلِ أقدسِ غاياتٍ بلا وهنِ
وأسرجوا صهوة الأحلام وانطلقوا إلى الميادين فجراً طيّبَ الوسنِ
هم يصنـــعون من الأشياء بهجتها لــينسجوا عالماً يخلو من الدرنِ
................................................................
1 ــ زودني الشاعر بسيرته وقصائده
كما ترجم له الدكتور سعد الحداد / الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 438
اترك تعليق