علي نجم (ولد 1393 هـ / 1973 م)
قال من قصيدة (زينب.. ندى الفردوس):
من (كربلاء) إلى دمشقَ نديّةٌ خطواتُ زينب في الطريقِ تورّدتْ
وجَــــدَت لها في كلّ ليلٍ كُوّةً شمـــــساً ومن علياءِ ضوءٍ أسفرَتْ
تَتساقـــطُ الأصنامُ عند خِبائها لخبائها الفردوسُ خــــــجلى أُزلفَتْ (1)
وقال من قصيدة:
وهل في الأرضِ غيرُكِ (كربلاءُ) وقـــــد ألقَتْ محَبَّتَها السماءُ
على رمــــــــلِ الثبـاتِ يَحطُّ ركبٌ لتظــهِرَ وجهَهُ الأنقى دماءُ
على روحِ الحُــــــــسينِ يقومُ قمحٌ ومن روحِ الحُسينِ يهلُّ ماءُ
وقال:
حـــــــــينَما قامَ بَسمَلَ الأنبياءُ واستفاقت على اسمِهِ (كربلاءُ)
أنعشَ التمرَ جرحُهُ في جذوعٍ كـــــــــم أناختْ بركبِهنّ الدماءُ
لـيس في البُعدِ أعينٌ أو مرايا إنّهُ الرمــــــلُ والردى والرجاءُ
وقال:
ما همّنـــــي التأريخُ كيفَ يقولُها نـــــفـسي تنازعُني إشارتَهُ إلى
مـــــــــا قد يُقالُ بزينبٍ، فلزينبٌ في القلبِ مني لو يكونُ مؤهّلا
هي مَن أبانت في الشدائدِ فجرَها لولا مــــواقفُها لماتت (كربلا)
وقال:
فــــما قُمتَ إلّا لردّ الحقوقِ فلاقيتَ في (كربلاء) الحِمامْ
فمَن شاءَ أن يقتنيهِ البياضُ عـــليهِ بركبِ الأمورِ الجِسامْ
فعذراً حسيناً فلسنا الحسين إلى الآن نجــــهلُ ذاكَ المقامْ
وقال من قصيدة (على مسافة بين الصمت والحياة):
وأراكَ تفترشُ الترابَ بـ (كربلا ءَ) وكلُّ شبرٍ في الوجودِ تكربله
وأراكَ تنزعُ مــن سمارِ الثائريـ ـنَ بــــإصبعٍ نصراً و طفّكَ أوّله
وأرى مماتَكَ آية فــــــــالشرُّ أيـ ـقنَ من دمـــــاكَ بأنّ موتَكَ يقتله
وقال:
فلأنتَ مـــــــــــنذُ الذرّ ترعبُ طينةً قالتْ بـــــخيبتِها تجيءُ لترعبَك
فـــــــــتدكدكوا في الأسفلينَ تزايّلوا عـــــن موقعٍ واللهُ يرفعُ منصبَك
وختمتَ محضرَها القضيّةُ (كربلا) ويرى الندى في الساجدينَ تقلّبَك
وقال:
يمرّ عِبرَ مســـاماتِ الحريقِ ندىً فيستفيــــــــقُ فراتاً مُطفِئاً جمرا
تَأَبجَدَت منهُ من طفِّ الرؤى لغةٌ لـــــــــــلطالبينَ لدى أفيائهِ عمرا
هــــــــــذا الحـسينُ أناخَ اللهُ جنّتَهُ في (كربلاء) ويبقى ذكرُهُ عطرا
وقال:
بــــــلا أيّ بُعدٍ تَحطُّ الصلاةُ صلاةُ الـمُحبّينَ في (كربلاءْ)
أناخت على وَقدةٍ من شموخٍ ومـــــن كلّ فجٍّ عميقِ الولاءْ
لتستعـــذبَ الحبّ ماءً نميراً وتستمطرَ الغوثَ ربّ السماءْ
الشاعر
علي بن نجم بن عبد الله، ولد في البصرة وهو حاصل على شهادة الهندسة المدنية من جامعة البصرة، بدأ مشواره مع الشعر قبل إكماله العقد الثاني من عمره، وكانت البداية مع قصائد الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) بطبيعة بيئته، وقد أصبح هذا الغرض جزءاً مهماً من تجربته الإبداعية.
ورغم أنه واجه ظروفاً اجتماعية صعبة للغاية في ظل الحصار الاقتصادي والتسلط البعثي الدكتاتوري، والتي شكلت حاجزاً أمام تقدم مشروعه الأدبي إلا أنه استطاع بفضل خزينه الثقافي والمعرفي أن يكون مؤهلاً لخوض هذا المضمار باستكمال أدواته الشعرية كاللغة والنحو والصياغة والاسلوب وغيرها، فضلاً عن اختياره للألفاظ اللائقة والمناسبة، وانتقائه للصورة الجميلة التي تؤسس لقصيدة تضيف إلى تجربته الأدبية، واهتمامه بالتطور التاريخي الذي تدرج عليه شعراء أهل البيت الكبار.
وظف الشاعر علي نجم في قصائده مفرداته لخلق حالة من الارتباط بين العقيدة والعصر إضافة إلى تحقيق أكبر قدر من الاستجابة بين القصيدة والمتلقي، فهو حريص على مزج القصيدة بعنصري الفن والمضمون واعتماد علاقة التأثير المتبادل بين هذين العنصرين، فهما في الوقت الذي يصنعان فيه بنية فنية موحدة إذا بأحدهما ينعكس على الآخر فيتأثر به وهذا ما يتجسد في قدرة الشاعر وثقافته في رسم خطوط هذا التداخل وبلورة الموقف منها
وقد حملت أغلب قصائده هذه السمة وأفصح في شعره عن مكنونات نفسه وإيمانه بعقيدته وعبر عنها بأصالة ناضجة والتزم الوضوح فيما أبداه من مشاعر دينية ووطنية صادقة وآراء فكرية وفلسفية
نشر علي نجم قصائده في بعض الصحف المحلية إضافة إلى المواقع الالكترونية، وبفضل احتكاكه مع أدباء مدينته وخاصة الشاعر سجاد السلمي الذي تربطه به علاقة وثيقة كانت له مشاركات في المحافل والجلسات الأدبية منها:
1 ــ رابطة السيد مصطفى جمال الدين
2 ــ اتحاد الأدباء في البصرة
3 ــ بيت الشعر
4 ــ منتدى السياب الثقافي في قضاء أبي الخصيب.
وهو الآن من أعضائها البارزين
شارك في عدة مسابقات شعرية وحاز على جوائز منها:
1 ــ المركز الاول في مسابقة (أنت شاعر) والتي أقامتها مؤسسة الوسن الثقافية 2018
2 ــ جائزة تقديرية عن المشاركة في مسابقة مهرجان ربيع الشهادة
شعره
قال من قصيدة (سيدي يا رسول الله):
هوَ أنتَ لا بابٌ هنــــــــالكَ موصدَة فالكلُّ في المرأى يراكَ مُــــحمّدَه
لكنّ في المسعى يُطبّقُ منــــــــــهجاً مــــــــــــتناقضاً ألوانُهُ مُــــتَعدّدَة
فَعلى بياضِكَ إذ أقــــــــــــومُ مُقارناً آراءَ غيري كي أُوضّـــــحَ أسودَه
الآن مختلَطٌ ، غموضٌ أحـــــــــمَقٌ كلماتُها بالــــــــــقاتــــلاتِ مُغرّدَة
قِطَعٌ من الفِتَنِ المخيــــــفةِ في دَمي بكثافةِ الليلِ، الــــــــــردى مُتَمدّدَة
يا سيّدي وطني ينوحُ ودمــــــــــعةٌ في عينِ ربّي في الــعراقِ مُشرّدَة
جثَثٌ على عينِ العـــــــراقِ أتنتهي طُرُقٌ إلى المثوى البغيضِ مُعبّدَة؟
يا سيّدي دمٌنا المُبــــــــــاحُ بأرضِنا فطرائقُ الإفســــــــادِ غيرُ مُحدّدَة
لا بدَّ من عــــــــــقلٍ يُغـالبُ جهلَها كي لا تكونَ إلى الصــليبِ مُصفّدَة
كي نمـــــــنعَ الصلبَ الأخيـرَ لفتيةٍ فلربّما قلعوا الفلولَ المــــــــــفسدَة
هو أنتَ يا خُلُقاً تموسَقَ في الـذرى روحاً لألوانِ الحياةِ مُجـــــــــــدّدَة
وقال من قصيدة (غدير السماء):
الغـديراتُ كلُّها مــــــــــن غديرِكْ والـفراشاتُ شهدُها من زهـورِكْ
أيّـها الـ أنتَ في وجــــــــــــودِ إلهٍ وهـوَ اللهُ مبـــــحرٌ في سطـورِكْ
مـصحفُ الكونِ طاعنٌ بالمـعـاني ناطـــقُ الحقّ من رواةِ ضـميرِكْ
كُـنتَهُ الدينَ جولةً بعدَ أخــــــــرى كــــمْ تراعيهِ رائـعاً في مصيرِكْ
تـقرعُ الليلَ قادماً مــــــــن بياضٍ يقلقُ البعضَ ما يرى من مسيرِكْ
أبلغَ اللهُ أحمــــــــــــداً فيكَ حُكماً: بعدُكَ الأمرُ عالقٌ في وزيــــرِكْ
يا وزيراً تلاقفتهُ السجــــــــــــايا السكاكينُ اُضمِـــرَت في ظهورِكْ
يا كثيراً من العُــــــــلى والمرايا القليلاتُ سمُّها في كــــــــــــثيرِكْ
يا عبيـــــــــــــراً تناشـقتهُ النوايا وإلى الآن عطرُنا من عبيــــــرِكْ
إقترفناكَ آيـــــــــــــــــــةً للتجلّي حيثما أنتَ جنّةٌ في جـــــــــذورِكْ
خطُّكَ الــنورُ مُطلَقٌ فـي القضايا لم يرَ الكونُ نسخةً عن نظــــيرِكْ
أيّــــــها الـ أنتَ واحدٌ في ذواتي والذواتاتُ قمحُها من شعـــــــورِكْ
كــيف قُل لي سأنتهي فيكِ شعراً وإلى الموتِ هائمٌ في نميــــــتـرِكْ
أخصفُ الحبَّ غارقٌ في حَيائي سيّدَ النورِ نظرةً في صغيــــــــرِك
وقال من قصيدة (صور من ذكريات الفرات) وهي إلى سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)
أتُبدي الحقيــــــــــــــــــــــقةُ ميزانَها وتنصفُ في الـدهرِ مَن زانَها
عناقاً مع الخُلـــــــــــــــــــدِ إذ تبتغيهِ تـــــفوقُ علـى الزهوِ أقرانَها
وتشربُ إن عَطشَت مـــــــــن دمــاهُ فيرســــــــــــمُ بالنورِ ألـوانَها
وتكتبُ فيه القصيــــــــــــدَ المـسجّى وترفعُ للهِ دـيـــــــــــــــــوانَها
فتلكَ الدماءُ أنارتْ طــــــــــــــــريقاً إلـى الحقّ نـجهلُ ما شـــــانها
قد استوطنَ الكـــــــونُ فيهـا دمـوعاً ليـستنطقَ الفجـرُ أكــــــــوانَها
وترمـــــــــــــــــقُ أمراً بعــينِ الإلهِ على رهبةِ العرشِ إبّـــــــانَها
فتضطربُ الأرضُ مــــــــــــن ثقلِهِ وتعطي إلى الـــــهولِ إذعانها
غواةٌ أطلّوا من المنتنـــــــــــــــــاتِ وقــــــــــد قبّحَ الليلُ قمصانَها
وجاءت إليهِ تجرُّ التمـــــــــــــــادي وتـــــــهدي الحقيقةَ عصيانَها
إلى حيث نورٍ بوجهِ الــــــــــحسينِ وقـــــد أرعبَ الـنورُ شيطانَها
فمن عَمَهٍ كـــــــــــان قد حـــلّ فيها أتتهُ تُصــــــــــــارعُ جدرانَها
إذِ الغيُّ أثقلَ ضيقَ النـفـــــــــــوسِ ومـــــــــا ألجمَ العقلُ فرسانَها
فقرآنُها عـــــــــــــــــــــــافَ قرآنَهُ وقــــــــــــــــــرآنُهُ هدَّ قرآنَها
ولم تستطع أن تنـــــــــــــــالَ الذي أرادت لِيُســـــــــــقِطَ برهانَها
فرَدّت تُلملِمُ خــــــــــــــــــــــيباتِها ورَدّت تُنـــــــــــاهشُ خذلانَها
وهـــــــــــــــذا الحسينُ بأصحــابهِ أغـــــــــــــــــانٍ نُرَدّدُ ألحانَها
لـــــــــــهُ المجدُ يـعزفُ تــرنيـمةً ولم يكتـــــــــبِ المجدُ عنوانَها
سوى من حروفٍ لأسمِ الــحسـينِ ليستَـــــــــقرئَ العشقُ أحزانَها
وتَستمرِئَ الــــــــروحُ مــن ظـلّهِ فيحضــــــــــــــنُ بالعزِّ بنيانَها
لزاماً عليها بأرضِ الــــــــطفوفِ تُمــــــــــرّغُ بالفخرِ أحـضانَها
وترشفُ منهُ انتعاشَ الـربـــــــيعِ إذا زعــــــزعَ الصيفُ بستانَها
وتستذوقُ الجرحَ عمقَ الضـريحِ فتُبقي الى الـثأرِ نـــــــــــيرانَها
وتــــــــــــــستذكرُ الـحرَّ إقـدامَهُ بوجهِ الـبغـاةِ ومَن عــــــــــانَها
وتدركُ أنُ الأمـــــــــامَ الحـسينَ لهــــــــــذي الشريعةِ قد صانَها
وتتركُ ما يعبدُ الآخـــــــــــرون وما حــــــــــرّفَ الأمرُ أديانَها
وتظهرُ حقّاً بعمـــــــــــقِ الليالي ضياءً يُجَـمّلُ قيـــــــــــــــعانَها
ويبقى الحسينُ لها مـن فــــراتٍ سيسقي ويـسقيهِ إخــــــــــوانَها
نميرٌ من اللهِ لا من نفــــــــــــادٍ لتبدي الــــــــــــــحقيقةُ ميزانَها
وقال من قصيدة (سفير الخصب) وهي في مسلم بن عقيل (عليه السلام):
هو ذلكَ العلويُّ جاءَ وكـــــــــفّهُ بيضاءُ أو يسقي الحدائقَ نزفُهُ
ثِقَةٌ على حملِ الأمــــــانةِ، حقُّها ألّا يَـــــكِلَّ عن الصلابةِ سيفُهُ
قد كان مــــــــــــسلِمُ أُمّةً قمحيّةً يسمو عـلى أفُقِ الكتابةِ وصفُهُ
السنبليُّ المحضُّ مـحضُّ حكايةٍ خضراءَ يـزهو بالحكايةِ طيفُهُ
يدعو إلى السُبُلِ السلامِ شَريعةً نوراءَ والمَــــــلأُ الكرائمُ صَفُّهُ
مستشهداً حيّاً ينـــــــوءُ برزقِهِ والخُلدُ مأدبةٌ ومــــــسلمُ ضيفُهُ
وقال من قصيدة (دليل إلى الضامن) وهي في الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام):
يا طورَ سيناءَ فَـــــــوجهُ الرضا من طورِ موسى الفجرُ أن ينبضا
تباركـــــــــــــتْ بقعةُ مَن أُدِعوا جــــــــــنّاتِ طِيبٍ بامتدادِ الفضا
كان الرضا مازالَ ســــــــلطاننا حبّاً وطــــــــــــاعاتٍ لهُ تُقتضى
عجبتُ مَن قد هــــــامَ في عشقِهِ في أيِّها الأحـــــــوالُ أن يمرضا
يا روضةً تـــــــــــغفو بها أنفسٌ لها إلى المعشـوقِ أن تـــــركضا
معقولُها المجنونُ فــــــــي عقلِهِ عــــــــــــيناهُ عمّا فيهِ لن تغمضا
تشبّثَ الأمرُ بــــــــــــــــــأذيالِهِ ما الأمرُ مــــــخلوقٌ لكي يُعرِضا
أبانَ للأكـــــــــــــــــوانِ أكوانَهُ دلائلاً بالعقلِ أن تــــــــــــــفرضا
الــــــــضامنُ الفذّ الـذي في غدٍ بنا إلى الجــــــــــــنّاتِ أن ينهضا
نرى بهِ المسوَدّ مـــــــــن فعلِنا يومَ اختلاجاتِ الــــــــورى أبيضا
يا سيّدي الممسوسَ في مهجتي حاشى دليلُ الحقِّ أن يُـــــــــنقضا
وقال من قصيدة (بقيع الفجر) وهي في ذكرى استشهاد الإمام الباقر (عليه السلام):
يريدونَ أن يفنى لدى اللهِ جــوهرُه لهم مكرُهم، واللهُ في ذاكَ يـــمكرُه
يــــــقومونَ ناراً يستفيقُ رمــادُها وإن طــــــالَ أهلَ اللهِ فاللهُ يـــقدرُه
إلى ظــلّ ماءِ اللهِ طارَ انـدلاعُـهم وفي ظنّهم أنّ الــــــلهيـــبَ يـبَخّرُه
وقد فـــــــــاتهم فالماءُ حيٌّ بــربّهِ ليمكثَ نفعاً كلَّ حيــــــــــنٍ يفـجِرُّه
محمّدُ ثوبُ الأنبــــــــــياءِ لبـاسُهُ وعلمُ الهدى في الناسِ مازالَ يـبقرُه
جراحاتُهُ السمراءُ حُنطيّةُ النــدى أحاديثُهُ النـــــــــــوراءُ للآن تذكرُه
ثوى في بقيعِ الفجرِ نسجُ ضيائِهِ يطلُّ بهِ عبرَ الجليـــــــــلاتِ جعفرُه
وقال من قصيدة (ملاذ لا ينأى به الزمن) وهي إلى الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
خمسٌ وعشرون لكن عمرُهُ الزمنُ في ضفّتَيهِ تــــنامى الســرُّ والعلنُ
خــــمسٌ وعـشرونَ قرآنٌ يراودُها والليلُ والــسمُّ بالمرصــادِ والكفنُ
هذا الـــــجوادُ وبحرٌ زاخرٌ خضِلٌ وفيهِ تـــبحثُ عن مــكنونِها السُفُنُ
قالوا: صـــــــبيٌّ ولم يبلغ بحكـمتهِ فكـــــان يفطنُ فـيهـم، ربّما فطنوا
حتى بحكمتهِ أعــــــــــيا أكابـرَهم عـــــلماً وبين يديـهِ الكلّ قد وهنوا
هذا سليلُ نبيّ اللهِ مُتّصـــــــــــــلٌ ومنهُ في الكونِ يهمي سيلُها المننُ
بابُ المرادِ وعند القحطِ حـــنطتُهُ للجـــــــائعينَ ملاذٌ فـوق ما وزنوا
بابُ المرادِ لذي الحاجاتِ مســتندٌ للحائرينَ مـــــــــــزارٌ رائعٌ وطنُ
من نورِ سمرتهِ الـغــــرّاءِ وجهتُنا نحو الجنانِ التـــــي ما حدّها ثمنُ
نهرٌ نميرٌ رسولُ اللهِ نـــــــــــبعتُهُ قامت لديهِ على خــــــيراتهِ المدُنُ
مدّوا إليهِ، إلـــــــينا غدرَ فاسدِهم والــــــسمّ دِيفَ بكفٍّ ملؤها الدَّرَنُ
قضى على الحقِّ منهاجاً شريعَتُهُ الحقُّ وهــــــو بهِ في الخلقِ متّزِنُ
محمّدٌ أيّها البَرُّ الجـــــــــــوادُ أنا قصدتُ بابَكَ لا يـــــنأى بيَ الزمنُ
وقال من قصيدة (صليت عشقك) وهي في حجة الله في أرضه .. الغائب المنتظر (عجل الله فرجه الشريف):
صلّيتُ عشقَــــــــكَ والأشواقُ تستعرُ يا أيـــنما كنتَ يحلو باسمِكَ السَمَرُ
وسادتي فــــــــارَقت رأسي وفارقَني رَوحُ الجنونِ الذي ما عادَ يصطبِرُ
وثَـــــــــــــمّ وجهُكَ أين الآن أسألُني حدّ الرضيــــــــــعِ الذي للأمِّ يفتقرُ
يا أيّها الوسعُ في الإحساسِ أغرقَني عمقُ المسافاتِ لا مــــأوى فأنتصرُ
يا أيّها الكونُ لا أخــــفي الـضياعَ بهِ لكن أرى الضوءَ هذا فـــــيه مُدّكرُ
تأتي وحقكَ يا نجلَ البــــــتولِ هدىً يا مَن أُعِدَّ ليــــــــــــومٍ وهو مُدّخَرُ
وقال من قصيدة (عين على الطف) وهي في السيدة أم البنين (عليها السلام) في ذكرى وفاتها:
على أعتابِها سَجَدت معاني تُــرتِّلُ فضلَها السبعُ المثاني
إلى أمِّ البنينِ وَفــدتُ شعراً بذكراها العظيمةِ في الزمانِ
تَرَشّحَ عن طهارتِها شموخٌ إذِ الــــــعبّاسُ سابقةُ الرهانِ
تُعلّمُهُ بأنّ الطــــــفَّ نصرٌ وَضُوءٌ لــلحسينِ مـع الأذانِ
لذاكَ اختارَها الأنـقى عَلِيٌّ لنصرةِ حـــــــــــقِّهِ يَتَكاتـفَانِ
إلهي بالتي نَصَرَت حُسيناً بِعَبّاسٍ، تُبَلّغُتي الأمــــــــاني
يقول من قصيدته (على مذبح اللاموت) وهي في شهداء سبايكر في ذكراهم اللا تموت:
أُعانَقُ غدراً دونهُ الموتُ قد جـرى وفي كـــلِّ موتٍ كم أُباعُ وأُشتَرا
فأُبصِرُ ما لا يُبصرُ القمحُ مــنـجلاً هو الليلُ أطغى، هل أعودُ لأُنكرا
يُؤثّثُني جرحاً، ويرسمُنــــي سُـدىً ويمسحُـــني سطراً ليكتبَ أسطرا
دَمي فوق سكّينِ النبوءاتِ مذ غدا لآدمَ ظلٌّ فــــــي التواريخِ والقُرى
أنا ذلكَ المطعونُ من خلفِ عَورَةٍ بها استَنجَدوا لـــــمّا تَداركَ مؤثِرا
أنا ذلكَ المغـــدورُ من قبلِ فرضِهِ بمحرابِهِ ربٌّ يقــــــــومُ ولا يُرى
أنا ذلكَ المذبـــــــوحُ من بعدِ طَفِّهِ تنوحُ سماواتٌ عليهِ مـــــع الثرى
عراقيّةٌ حدّ الجـــــــــــلالِ دماؤنا ويغدو بها لونُ الشهادةِ أخـــضـرا
على مذبحِ اللاموتِ تقــــبعُ قصّةٌ لَيسمو بها حبرُ الكرامةِ أحـــــمرا
تمرُّ بها الذكرى وتقطــفُ تمرَها وتستنشقُ العطرَ الذي كان أعطرا
ويقول من قصيدة (فتوى بلون العراق) وهي في ذكرى فتوى الدفاع الكفائي التي أطلقها السيد المرجع علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف):
عراقيّةٌ فَتواكَ، أصـــــــــلُ أصيلِها عراقٌ تـــسامى في نمــيرِ نبيلِها
ملامِحُها السمــــــراءُ تجذبُ خيلَها رجولتُها أغـرَت هديــرَ صهيلِها
تنوءُ بركبِ الفـــــجرِ وهي عزيمةٌ وما وهَــنَت في مُستــراحِ ثقيلِها
تُؤثِّثُ في مـــــسرى الجِـهادِ مهابَةً وتــــــشحَذُها سيفاً بــحدِّ صليلِها
وتزرعُ في الأرحامِ فكرةَ مـــوطنٍ تَجَلّت جبالاً من شــموخِ نخيلِها
وتستشرفُ الأقصى الغــنيّ بأهلِها وقد عانقتهم فــي جـــميلِ جميلِها
بقمحَيّةِ الرأي الســــــــــديدِ غياثُها أهَلَّ ولم تأبَهْ لـــــــــوضعِ بديلِها
دعا فأستجابَت للنهوضِ جـــــنودُهُ لترسُمَ إشراقاً بحـــــــــجمِ جليلِها
دواعشُ مَن خانوا العــراقَ تَبَدّدوا شراذمَ حاطَ الحـــشـدُ جمعَ فلولِها
هو الحشدُ موتٌ للذيــــنَ تداعَشوا على أصدقاءِ الشمسِ بعدَ رسولِها
أ يا سيّدَ الآراءِ في الــــزمَنِ الذي ظمِئنا ثماراً وقتَ سقي حــــقولِها
فمثلُكَ يُستَفتى ولــــــولاكَ لم يكن بما كان من فتواكَ حالَ حصـولِها
أَجدتَ انتزاعَ الــــنصرِ أيَّ إجادَةٍ بصوتِكَ إذ دوّى بــــــعُقرِ عـقولِها
لَصوتُكَ فوقَ الفكرِ أجملُ بصمَةٍ عراقُكَ يغفو في ذُرى مــــستطيلِها
وقال من قصيدة (صدى الطف) وهي إلى الشيخ أحمد الوائلي في ذكرى وفاته
إلى الآن لم أيقن بأن نتــــــــــــــوادعا أترضى إذا ما كــــــنتَ باللهِ سامعا؟
وأشربُ من كأسِ الــــحسينِ وأنتَ مَن سَكبَت لنــــــــا خـمرَ الجمالِ منابعا
ولا زلتُ مِــــــــــمّن يصطفيكَ مسافةً إلى الـــــنورِ والحقُّ الصريحُ متابعا
أَمــــــــــــــدُّ إليكَ الروحَ وهيَ لواعجٌ وأشــــكو لديكَ (الما يصيرُ) مواجعا
هنا، حيثُ أركانُ البلادِ تَصــــــــدّعتْ ونمضــــي إلى غيرِ العراقِ طوائعا
تقودُ ضميراً للكبــــــــــــــــارِ طوامعٌ فـــــــينأى عن الروحِ الجميلةِ طامعا
وما مرَّ من بابِ الفقيــــــــــــــرةِ ظِلُّهُ بلى كان ما بين التــــــــراحمِ شاسعا
هنا، حيثُ أفواهُ المياهِ قواحــــــــــــلٌ وأزهارُنا كــــــــــــانت تموتُ بلاقعا
ومن شَفَةِ المعنى تــــــــــساقَطَ عُمرُهُ كئيباً على المعنى الــــــذي نامَ جائعا
على أعينِ النجـــــوى إذِ الليلُ طاعنٌ بأحزانِهِ الـــــــــــــبيضاءَ ينهلُّ دامعا
علــــــــــى طفلةٍ تغفو على كفّ آكلٍ لقـــــــــــلبِ أبيها والذي مات جازعا
على نخلةٍ سمراءَ تحـــــــــملُ فقرَها مع التمرِ من بعدِ الــــــــصلاةِ توادعا
على منبرٍ يبـــــــــــكي عليكَ حُسينُهُ وتندبُ أصداءُ الطفوفِ جـــــــــوامعا
على كلّ شبرٍ من عقيدتِـــــــــكِ التي بَنيتَ بها جيلاً فــــــــــــــكانَ مراجعا
زَرعتَ عليّاً والحـــــــــــسينَ بأنفسٍ وزينبَ والعـــــــبّاسَ، بُورِكتَ زارعا
وأتقنتَ فـــــــــــنَّ المفـرداتِ خَطابَةً وكنتَ نصيرَ الصدقِ بالصدقِ صادعا
شوارعُها الأرواحُ من قبلُ في دُجى مصــــــابيحُكَ المثلى تطوفُ شوارعا
أيـــــــا شيخَ قُرّاءِ الحُسينِ قصيدتي عــــليكَ أتــــت فيها الحروفُ جوازعا
.........................................................
1 ــ زودني الشاعر بسيرته وقصائده عبر الانترنيت
اترك تعليق