إلى سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)
أتُبدي الحقيقةُ ميزانَها *** وتنصفُ في الدهرِ مَن زانَـها
عناقاً مع الخُلدِ إذ تبتغيهِ *** تـفـوقُ على الزهوِ أقـرانَها
وتشربُ إن عَطشَت من دماهُ *** فيرسمُ بالنـورِ ألـوانَها
وتـكـتـبُ فـيـه الـقـصـيـدَ الـمـسـجّـى وتـرفـعُ للهِ ديـوانَها
فتلكَ الدماءُ أنـارتْ طـريـقـاً إلـى الـحقّ نجهـلُ ما شانها
قد استوطنَ الكونُ فيها دموعاً لـيـستنطقَ الفـجرُ أكوانَها
وترمقُ أمـراً بـعـينِ الإلهِ *** على رهبةِ الـعرشِ إبّانَها
فتضطربُ الأرضُ من ثقلِهِ وتعطي إلى الـهولِ إذعـانها
غواةٌ أطلّوا من المنتناتِ *** وقـد قـبّـحَ الـليلُ قمـصانَها
وجاءت إليهِ تجرُّ الـتـمـادي وتـهـدي الـحـقيقةَ عـصيانَها
إلى حيث نورٍ بوجهِ الحسينِ وقد أرعبَ النورُ شـيطانَها
فـمـن عَـمَـهٍ كـان قـد حـلّ فـيـهـا أتـتهُ تُصارعُ جـدرانَها
إذِ الغيُّ أثقلَ ضيقَ النـفـوسِ ومـا ألـجـمَ الـعقلُ فـرسانَها
فــقــرآنُـهـا عـافَ قـرآنَـهُ *** وقــرآنُــهُ هــــدَّ قــرآنَـهـا
ولم تستطع أن تنالَ الذي *** أرادت لِـيُـسـقِـطَ بـرهـانَها
فـرَدّت تُـلـمـلِـمُ خـيـبـاتِـها *** ورَدّت تُـنـاهـشُ خـذلانَها
وهـذا الـحـسـيـنُ بـأصـحابـهِ *** أغـانٍ نُـرَدّدُ ألـحـانَـهـا
لهُ الـمـجدُ يـعـزفُ تـرنيمةً *** ولم يكتبِ المجدُ عنوانَها
سوى من حروفٍ لأسمِ الحسينِ ليستَقرئَ العشقُ أحزانَها
وتَستمرِئَ الروحُ من ظلّهِ *** فـيـحـضـنُ بـالـعزِّ بنيانَها
لزاماً عليها بأرضِ الطفوفِ *** تُمرّغُ بالفخرِ أحضانَها
وترشفُ منهُ انتعاشَ الربيعِ إذا زعـزعَ الصيفُ بستانَها
وتستذوقُ الجرحَ عمقَ الضريحِ فتُبقي الى الثأرِ نيرانَها
وتـسـتـذكـرُ الـحـرَّ إقـدامَهُ *** بـوجهِ البغاةِ ومَن عانَها
وتدركُ أنُ الأمامَ الحسينَ *** لهذي الشريعةِ قد صانَها
وتتركُ ما يعبدُ الآخرون *** ومـا حـرّفَ الأمرُ أديانَها
وتـظـهـرُ حـقّـاً بـعـمقِ اللـيـالـي ضـيـاءً يُـجَـمّـلُ قيعانَها
ويبقى الحسينُ لها من فراتٍ * سـيسقي ويسقيهِ إخوانَها
نميرٌ من اللهِ لا مـن نـفـادٍ *** لـتـبـدي الـحقيقةُ ميزانَها
علي بجم
اترك تعليق