جواد الأصفر: (1293 ــ 1358 هـ / 1877 ــ 1940 م)
قال من قصيدة يحيي فيها ثورة العشرين ويشيد ببطولات قادتها وثوارها الكربلائيين الأمجاد:
قُمْ حيِّ قادةَ (كربلا) الأبطالا العــــــاقدينَ مع الهدى آمالا
حــــــيِّ البهاليلَ الكماةَ كأنّهم أسدُ الشرى لا تختشي آجالا
الضاربيـــنَ الهامَ في بأسائِها خـــاضوا بكلِّ بسالةٍ أهوالا (1)
ومنها:
يا (كربلاء) إلى الإمامِ تقدّمي كي تُحرِزي التقديرَ والإجلالا
كــمْ موقفٍ لكِ قبلَ هـذا خـالدٍ حــــــقّـقـتِ فيهِ للعُلا استقلالا
يا أيُّــها البلدُ المقدَّسِ ثرْ على ظـلــــــمٍ أتـانـا يـنـهبُ الآمالا
وقال من قصيدة في المدح:
قـد زهتِ اليومَ به (كربلا) وفيهِ نادي المكرماتِ استنارْ
وغنَّتِ الورقاءُ واستبشرتْ أهـلُ العُلا والمجدِ والافتخارْ
ولـــمْ أزلْ أدعـو لكم بالـبقا مـا أظـلمَ الليلُ وضاءَ النهارْ (2)
الشاعر
الشيخ جواد بن جعفر بن مهدي بن موسى بن قاسم الأصفر الحائري، ولد في كربلاء وجاء لقبه (الأصفر) نسبة إلى عشيرته (الصفران) في السماوة وهي فخذ من بني حجيم، يغلب على شعره الطابع التقليدي وجرى في قصائده مجرى الأغراض السائدة في ذلك العصر كالمدح والرثاء والنسيب. ويبدو من خلال شعره أنه كان من شعراء ديوان آل الرشتي الذي كان يرتاده أغلب شعراء كربلاء.
عاش الأصفر حياة الفاقة وكان يعاني من ضعف البصر لكن ذلك لم يمنعه من العمل وكسب الرزق فقد كان يعمل خياطاً وكان يرتاد مجالس الأدب باستمرار حتى وفاته في كربلاء، وقد أورث مهنته ــ الخياطة ــ ولده كاظم الذي ترك كربلاء وسكن الكاظمية.
وكان الشيخ جواد الأصفر شديد الحرص على المطالعة مع ضعف بصره وقلة ذات يده حتى مهر في فنون الشعر كلها.. (3)
شعره
قال الشيخ موسى إبراهيم الكرباسي: (لم يقع بين أيدينا إلا اليسير من شعره فقد ضاع الكثير منه) (4)
ومن قصيدته اللامية في (ثورة العشرين) يقول:
في ثورةِ العشرينِ ثاروا ثـــــــــــورةً صـالـوا على المستعمرينَ صِيالا
لـتـذلَّ أنـفُ الأجـنبـــــــــــيِّ فلا ترى لـلــظـلـمِ صــــوتــاً بـيـننا يتعالى
أولاءِ مـن ســــــــــــاروا بـكـلِّ مثقّفٍ نـحوَ الــــشقاةِ وقطعوا الأوصالا
عشقوا الردى لما سطوا في حومة الـ ـهيــــــجاءِ حتى حطموا الأغلالا
ورقوا سمــــــــاءَ المجدِ ما هانوا ولا ضعفوا وقد وردوا المنون سجالا
...............................................
1 ــ شعراء كربلاء ج 1 ص 151
2 ــ نفس المصدر 148
3 ــ نفس المصدر ص 147
4 ــ البيوتات الأدبية في كربلاء ص 103
اترك تعليق