من اصدارتنا..
الكتاب: العباس بن أمير المؤمنين (عليهما السلام)
تأليف: السيد عبد الرزاق المقرم (رحمه الله)
الصفحات: 376 صفحة
الطبعة الاولى 1436هـ - 2015م
طبع الكتاب ضمن موسوعة آثار السيد المقرم المطبوعة.
من مقدمة الكتاب:
إن للنسب مكانة كبرى في شتى النواحي، فليس من المستنكر دخله في تهذيب الاخلاق فإن الإنسان مهما كان مولعاً بالشهوات مستهتراً ماجناً اذا عرف أن له سلفاً مجيداً وان من ينتمي إليهم أناس مبجلون كما هو الشأن في جل البشر - إن لم نقل كلهم - لا يروق أن يرتكب ما يشوّه سمعتهم. وإنما يكون جل مسعاه أن يكون خلفاً صالحاً لهم يجدد ذكرياتهم ويخلد ذكرهم الجميل…
وكان عقيل بن أبي طالب (ع) كما وصفه الصفدي أحد الذين يتحاكم اليهم ويوقف عند قولهم في علم النسب لكونه العليم به وبايام العرب وكانت تبسط له طنفسة تطرح في مسجد رسول الله (ص) يصلي عليها ويجتمع إليه في معرفة الانساب وايام العرب وأخبارهم مع ما له من السرعة في الجواب والمراجعة في القول.
ومن هنا قال له أمير المؤمنين (ع): انظر لي امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاماً فارساً، فقال له تزوج بأم البنين الكلابية فإنه ليس في العرب اشجع من آبائها.
والغرض من هذا كله التعريف بأنه لم يجب في التكوينات إلا جري الأمور على مجاريها العادية وأسبابها الطبيعية وانه لا غناء عنها لاي أحد وأن الأئمة من أهل البيت (ع) وإن أمكنهم إعمال ما اقدرهم عليه الله سبحانه من التصرفات حسبما يريدون لكنهم في جميع ادوارهم مقتدى الأمة ومسيروهم إلى ما يراد منهم من أمر الدين والدنيا فعلى نهجهم يسير الناس وبأفعالهم يتأسى البشر وبإرشادهم ترفع حجب الأوهام.
وعلى هذا الاساس مشى امير المؤمنين في اختيار الزوجة الصالحة، على أن التامل في كلامه يفيدنا عدم الاستشارة والاستطلاع منه لكونه عالماً بأنساب العرب وعارفاً ببيوتات الشرف والمنعة والفروسية.
اترك تعليق