111 ــ جعفر العوامي: (1281 ــ 1342 هـ / 1864 ــ 1924 م)

جعفر العوامي: (1281 ــ 1342 هـ / 1864 ــ 1924 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

أفدي الحسينَ سرى لعرصةِ (كربلا)    في أسرةٍ شادوا العلاءَ وقوَّموا

إن جَرَّدتْ بـيـضَ الـصـفـاحِ أكـفُّـهـم    تـلقـى بـهـا هـامَ الـعـدوِّ يُـحطمُ

وعـدوا عـلـى الأعـداءِ أسـداً مالـهـمْ    مـن مـنـجـدٍ إلا الصقيلُ المخذمُ (1)

ومنها:

من مـبلغنَّ بـــــــــنـي لـويٍّ أنّـه    في (كربلا) جسمُ الحسينِ مُهشّمُ

مـن مـبلغنَّ بني نزارِ وهـــاشماً    جــذّت أكـفّـهـم وشُـلَّ الـمـعـصمُ

أعلمتمُ أن الحسينَ عـــلى الثرى    للبـيضِ والسمرِ الخوارقِ مُطعمُ

أعـلمتمُ أنَّ الحسيـــنَ بـ (كربلا)    أكــفـانُـه الـبـوغـاءُ والـغسلُ الدمُ

والـرأسُ في رأسِ السنـــانِ كأنّه    بـدرٌ تـجــلّـى عـنـه أفـقٌ مـظـلمُ

فكأنّهم تحتَ العجاجِ لدى الوغى    شمسٌ طــــوالعُ والرماحُ الأنجمُ

بذلوا نفوسَـهـم لـســــــبـطِ محمدٍ    فـسـمـوا غداةَ على المنيَّةِ أقدموا

الشاعر

الشيخ أبو المكارم جعفر بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن رمضان العوامي القطيفي الستري البحراني، من كبار العلماء في البحرين ولد في العوامية من أسرة علمية تصدرت مجالس العلم والفقه فدرجَ على نهج أسرته ودرس مقدمات العلوم في مدينته على يد والده الشيخ أبي المكارم محمد العوامي، والشيخ أحمد بن صالح بن طعان بن ناصر بن علي المركوباني الستري البحراني.

ولما بلغ الرابعة عشر من عمره هاجر إلى النجف الأشرف لطلب العلم فبقي فيها مدة (18) سنة درس خلالها على يد كبار العلماء والفقهاء فيها منهم: السيد محمد بن محمود العاملي والشيخ محمد حسين الكاظمي، والشيخ علي بن حسن آل شبير الجزائري، والشيخ محمد بن الشيخ إبراهيم، والشيخ عيسى المحمري النجفي.

ولما عاد إلى بلدته تصدر فيها مجلس العلم والفقه وقد عرف بالزهد والتقوى وله العديد من المناظرات الكلامية في المذهب والخطب الاصلاحية. (2)

قال عنه الشيخ علي المرهون: (منقطع النظير بين أخدانه في كل ما أوتي من مواهب) (3)

وقال عنه السيد جواد شبر: (نشأ في ظل أبيه أبي المكارم وورث منه السماحة والفصاحة والكمال والجلال و وهجرته كانت في سن مبكر وبقي في النجف ١٨ عاماً وعندما عاد كان ابن ٣٢ سنة فاعتزت به القطيف وافتخرت وأقبلت عليه تغترف من علومه وتنهل من فيوضاته عدّد صاحب الأعلام العوامية مؤلفاته في مختلف العلوم فذكر من مؤلفاته في الفقه ١٩ كتاباً، وأربعة كتب في الأصول، وثلاثة في البيان، وأربعة في الاستدلال، وكتابين في المنطق، وسبعة كتب في أهل البيت عليهم ‌السلام، ودواوين شعره التي أسماها ب‍ (جرائد الأفكار) وآخر باسم (نهاية الادراك) على حسب حروف الهجاء إلى غير ذلك من مناظراته ومحاججاته عن المبدأ والمذهب وخطبه ومواقفه الإصلاحية) (4)

أما عن مؤلفاته فيقول المرهون: (ويقول الشيخ علي المرهون مؤلفاته القيمة تزيد على أربعين مؤلفا في الفقه والتوحيد وشتى العلوم) (5)

وقد عد جاسم حسين آل عباس من مؤلفاته (44) مؤلفاً (6) هي:

النكت الإلهية: في الطهارة.

الدرر اللاهوتية: في المسائل السيهاتية.

المحاورات المنظومة: مكاتبات بينه وبين أبيه الحجة أبي المكارم تشتمل على بعض مسائل، كالنفاس والحيض والاستحاضة ومنع الوضوء مع الغسل ولباس المصلّي ومكانه، وصلاة الجمعة والكسوف.

رواشح النفحات القدسية: فيما يتعلق بالصلاة اليومية، رأيتها ورأيت عليها تعليقات وتصحيحات لأبنه الحجة المقدس علي

مباحث الألفاظ: تشتمل على مقدمات الصلاة.

السهم النافذ: في تحقيق معنى العدالة وجواز حكم العالم بعلمه وعدمه والفرق بين الطلاق السنّي والعدي.

نافعة: محاورة مع الفقيه العلامة المقدس العلم الشيخ علي الشيخ سليمان المبارك في بعض مسائل العدة.

كاشفة القناع: في ذكاة السمك والجراد.

إرصاد الأدلة في معرفة الوقت والقبلة: طبع بتحقيق: عبد الأمير المؤمن. قم: دار الاعتصام، 1413 ه‍

جمانة البحرين: في ميراث الأجداد والأخوة الذين هم أولاد الأولاد وردّ مقالة للعلامة المرحوم الشيخ عباس الشيخ علي رضا بن عبدالله (رحمه الله) في ذلك.

المناسك في الحج.

جوابات المسائل المحمدية: من العلامة الفاضل السيد حسين ابن السيد علوي الكتكاني التوبلي البحراني، ومن الغريب طبعها بالعكس في المسائل والمسؤول (على ما يقول الشيخ سعيد).

تمهيد الدليل: في حكم المأموم المسبوق ومعذورية الجاهل.

بهجة القلوب: في أحكام الطهارة والصلاة والشكوك.

تحفة السائل: جوابات المسائل النجفية من أبنه الحجة الشيخ علي أيام مهاجرته في النجف الأشرف لطلب العلوم الإسلامية، طبعت في بغداد بعنوان (الأجوبة الجعفرية) في المسائل العلية.

منار الحق: جواب مسألة أريد فيها سفك دمه فمنع الله ذلك.

تمهيد البرهان: في جواز تقليد من له أهلية التقليد من العلماء مطلقا لا فرق بين حيّهم وميتهم إذا كان آخذا عن أئمة الحق.

إغاثة الغريق: أرجوزة في الرد على مانع الحريق عن سنن الموتى بزعمه انه شهيد ومن صلى بالكسوف العيد وقد اخذ في ذلك عرض رسائله لأصحابه.

الجوابات الوفيرة: على شتى المواضيع.

كتبه فـي الأصـول:-

هداية الساكنين: في التقليد.

منح القادر: جوابات المسائل الهجيرية من الشيخ ناصر بن الحاج عبدالنبي الهجيري.

در الجواهر الفريد: في جواز التقليد أصولا وفروعا وعدمه.

قصد السبيل

كتبه في البيان:-

درة الصدف: جوابات الشيخ شرف أحد علماء أصحابنا السنة وفيه إثبات إمامة أئمة الهدى من الكتاب والسنة.

طلسم البيان: شرح الحديث المثلث للأيمان وتطبيقه على الشرعة المحمدية ويتخلل فيه مباحث جليلة من النحو والكلام والأصول والبيان.

ما سكة الزمام: في منع التوقيت للغائب (عجل الله فرجه الشريف) والرد على الموقتين.

كتبه في الاستدلال:-

مشكاة الأنوار: في الرد على بعض من علماء النصب حيث حكم على محب آل محمد وزائر قبورهم بالشرك والإلحاد والغلو وليس له من مستمسك غير البغي والفساد والبغضاء.

كشف الحجاب: شرح قوله: (أن دين الله لا يصاب بالرجال).

جذوة الحق: جواب مسألة لأخيه الفاضل المرشد التقي الشيخ علي بن أبي المكارم في المقلد المخالف مقلده للواقع، طبع في بغداد طبعة ممتازة.

الشموس الطالعة: في منع رد الشمس لغير المعصوم المطلق.

كتبه في المنطق:-

التقريرات الشافية: حاشية على حاشية الملا التوني.

قطع اللجاج: في تفضيل أصحاب الحسين على حواري كل نبي ووصي.

كتبه في النجوم:-

الاشراقات النورية: في إبطال تمويهات الاشراقيين ومن وافقهم من علماء الإسلام، مشفوع بقصيدة في ذلك للمؤلف.

كتبه في نشر مصائب أهل بيت العصمة ( عليهم السلام ):-

يقظة الوسنان: المسمى من النبي بالجوهر الفرد كما هو مشروح في الكتاب نفسه في كلمة للعلامة العلم الحجة السيد مهدي الغريفي ألنجفي وستأتي إن شاء الله والكتاب فيما تقدم ميلاده (ص) وما تأخر عنه وتاريخ بعثته وحروبه ووفاته.

عقود الجمان: في مولد بضعته وعصمتها وتاريخ حياتها ووفاتها طبع في حياته.

عين الإنسان: في مولد الإمام الحسن المجتبى والنص عليه بالإمامة وتاريخ حياته ومماته.

كعبة الأحزان: مقتل الحسين صلوات الله عليه.

حزم النيران

مظهر الأشجان: في تاريخ حياة الرضا وإمامته وكيفية خروجه من المدينة إلى خراسان ومقتله.

روضات الجنان: يشتمل على حديث الحسين من مبدأ الخلق الأول.

وله في الأجازات كتاب: ملتقى البحرين، في إجازته للسيد مهدي الغريفي البحراني، وفيها طرقه ورجالات إجازته. 

وله في المرسلات كتاب (جرائد الأفكار).

وله في الشعر كتاب باسم (نهاية الإدراك) قلّ أن تسمح بمثله قرائح أعيان الزمان، يشمل على قوانين الشعر وفنونه من نسيب وغزل ومدح ومراث. و. و. في مجلد كبير مرتب على حروف الهجاء.

وله خطب جمة في الجمعات والأعياد في الحكمة العالية والموعظة الحسنة جمع بعضها ولده الحجة المقدس الشيخ علي باسم (المواعظ الجعفرية).

توفي العوامي في مسقط رأسه ودفن بوصية منه في صحن مسجد العالم الكبير الشيخ ميثم بن علي البحراني صاحب شرح نهج البلاغة.

شعره

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) تبلغ (18) بيتاً:

دعا ابنُ أميرِ المؤمنينَ إلى الندى    ومَن لركابِ الدينِ مجداً يقودُها

لقـــــــد حجَّ مشياً والركائبُ دونه    مُجنَّــــــــبَةً شُدَّتْ عليها قتودُها

لعمري لقد صارتْ سجايا جدودِه    إليهِ ويسمـــــــو بالجدودِ وليدُها

ولمْ أنسَـــــــــــه لمّا تجرَّعَ شربةً    مِن السمِّ دافته إليــــــهِ وغودُها

قضى نحبَه لمَّـــــــــــا تقطّعَ قلبُه    فهُدّ مِن الدينِ الحنيفِ مـــشيدُها

ولمْ أنسَ إذ ساروا بهِ عنـــدَ جدِّهِ    لتجديدِ عهدٍ باعدته عــــــهودُها

وسَلَّ جهاراً منه سبعونً نبــــــلةٍ    وكلٌّ لقد شاكتْ وخاضَ عديدُها (7)

وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (31) بيتاً:

فادينَ بالنفسِ مَن ألقى الــــزمانُ له    مقـالداً ولـــــــــــــه لانتْ مراكبُه

للهِ دُرَّهمُ كـــــــــــــــــمْ أعقبوا سُنناً    والـمجدُ مَن حمدتْ ذكراً عواقبُه

جــــــــــادوا بأنفسِهمْ للهِ حين شرى    منـهمْ فجلّتْ لهمْ قـــــسماً مواهبُه

وأرخصوا في طلابِ المجدِ أنفسَهمْ    والمجدُ يُرخِصُ فيهِ النفسَ طالبُه

حتى قضوا بين مطويِّ الحشا سغباً    ما بلَّ مِن باردِ الأمــــواهِ ساغبُه

وبينَ مُنعفرٍ بالدمِ مُختــــــــــــضبٍ    في جــندلٍ مُضرمٍ كالجمرِ لاهبُه

أفدي حسيناً على الرمـضاءِ مُنجدلاً    قد ضمَّــــــختْ بالدما منه ترائبُه

تجري الجيادُ عليهِ ليتــــــها عُقرتْ    مُجرَّداً بالـــــــــعرا قد شُلَّ سالبُه

ورأسُه فوقَ ميَّـــــــــــــــادٍ أقيمَ وقد    أصمَّ سمعَ الــورى بالحزنِ نادبُه (8)

وقال من قصيدة أخرى في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً تبلغ (15) بيتاً:

عليكَ ابنُ الوصيِّ سلامُ صبٍّ    بذكرِكَ لمْ يـــــــزلْ لهجاً مبيحا

يــــــــــهيمُ فؤادُه فيكمْ فيجري    لذكراكــــــمْ أسـىً دمعاً سفوحا

وتُلبسُه الصبـــــابةُ ثوبَ وجدٍ    غبــــــوقاً من رزاياكمْ صبوحا

يذكّرني طلوعُ الـشمسِ جسماً    على وجهِ الثرى أمسى طريحا

ذبيحاً لا لذنبٍ كــــــــــان منه    ألا بأبي وبي أفـــــــدي الذبيحا

مخلىً بالهجيــــــرةِ لا يُوارى    وما في رحله طرَّاً أبيــــــــــحا

فليتَ مُحمداً يرنــــــــوهُ شلواً    جديلاً لا صــــريخَ ولا ضريحا

على رأسِ السنـــــانِ له كريمٌ    ذكـــــــاءٌ غيَّــرتْ منه الصبيحا

ونحراً قد براهُ السيـــفُ ظلماً    وقدماً كـــــــــان للمختارِ روحا

وشيباً بالدما أمسى خضــــيباً    على رغمِ الأنـــــوفِ بدا رميحا (9)

............................................................

1 ــ ذكر منها 12 بيتاً في أدب الطف ج 9 ص 82

2 ــ جاسم حسين آل عباس ــ الشيخ جعفر بن الشيخ محمد أبو المكارم، موقع سنوات الجريش آثار وتراث البحرين

 3 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 213

 4 ــ أدب الطف ج 9 ص 83

5 ــ ــ شعراء القطيف ج 1 ص 213

6 ــ جاسم حسين آل عباس ــ الشيخ جعفر بن الشيخ محمد أبو المكارم، موقع سنوات الجريش آثار وتراث البحرين نقلا عن حفيد الشيخ جعفر العوامي، الشيخ سعيد الشيخ علي آل أبي المكارم في كتابه أعلام العوامية

7 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 214

8 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 214 ــ 216

9 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 216 ــ 217

ترجم له أيضاً:

الشيخ أغا بزرك الطهراني / الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 5 ص93

الزركلي / الأعلام ج 2 ص 129

المرفقات

: محمد طاهر الصفار