89 ــ القاضي الرشيد: قتل سنة (563 هـ / 1167 م)

القاضي الرشيد: (قتل سنة 563 هـ / 1167 م)

قال من قصيدة يرثي بها الظافر الفاطميّ:

أفَـ (كَربلاءُ) بالعراقِ     و(كربلاءُ) بمصرَ أخْرى (1)

الشاعر

أبو الحسين أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن الحسين بن الزبير المصري الغساني الأسواني (2)، المعروف بـ (القاضي الرشيد)، ولد بأسوان في صعيد مصر، (3) وتقلد القضاء في اليمن للدولة الفاطمية، قال عنه العماد الأصفهاني: (كان ذا علم غزير وفضل كثير، لم يعمل بشعره ولم يرحل من ضرّه) (4)

وقال الصفدي: (كان كاتباً شاعراً فقيهاً نحوياً لغوياً عروضياً منطقياً مؤرخاً مهندساً طبيباً) (5)

وقال فيه ياقوت الحموي: (كان كاتباً شاعراً فقيها نحوياً لغوياً، ناشئاً، عروضياً، مؤرخاً منطقياً، مهندساً عارفاً بالطب والنجوم، متفنناً). (6)

قال فيه الشيخ محمد السماوي: (كان فاضلاً جم الفضل ذا يد في أغلب العلوم، مصنِّفاً، له جنان الجنان في التراجم والأنساب، وفد على الخلفاء المصريين واختصّ بهم، وولاه الملك الصالح النظر في ثغر الإسكندرية، وبقي منعَّماً مدة دولتهم.... ومن شعره في المذهب قوله من قصيدة حسينية في أيام الفائز أولها:

ما للرياضِ تميلُ سُكرا     هلْ سُقِّيتْ بالمُزنِ خمرا

ومنها:

أفَـ (كَربلاءُ) بالعراقِ     و(كربلاءُ) بمصرَ أخْرى

ثم يقول السماوي: (لم يذكر منها ياقوت إلا هذا، وقال: لمّا وصل إلى هذا البيت ذرفت العيون وعج القصر بالبكاء والعويل وذلك أنهم كانوا يجلسون في أيام المحرم وتقام سوق الشعر كما ذكره المقريزي في الخطط). (7)

وقال عنه ابن خلكان: (كان من أهل الفضل والنباهة والرياسة وكان هو وأخوه القاضي المهذب أبو محمد الحسن مجيدين في نظمهما ونثرهما والقاضي المهذب أشعر من الرشيد والرشيد أعلم منه في سائر العلوم، والقاضي الرشيد ذكره الحافظ أبو طاهر السلفي في بعض تعاليقه وقال ولي النظر بثغر لإسكندرية في الدواوين السلطانية بغير اختياره في سنة تسع وخمسين وخمسمائة، ثم قتل ظلماً وعدواناً في المحرم سنة ثلاث وستين وخمسمائة، رحمه الله تعالى) (8)

ألف الرشيد مجموعة من الكتب منها:

1 ــ جنان الجنان ورياض الاَذهان في شعراء مصر بأربع مجلدات

2 ــ أمنية الاَلمعي ومنية المدعي

3 ــ الهدايا والطرف

4 ــ شفاء الغلّة في سمت القبلة

5 ــ المقامات.

6 ــ الرسالة الحصيبية

7 ــ ديوان شعر. تأريخ الأدب العربي (9)

أما على الصعيد السياسي فقد قام بحركة انفصالية عن الدولة الفاطمية حاول من خلالها الاستقلال باليمن لكن محاولته باءت بالفشل، أما سبب قتله فلأنه كان يميل إلى شيركويه فقتله العاضد. (10)

أما شعره في أهل البيت (عليهم السلام) فمنه:

خذوا بيدي يا آلَ بيتِ محمدٍ     إذا زلّتِ الاَقـدامُ في غدوةِ الغدِ

أبى القلبُ إلاّ حبَّكمْ وولاءكمْ     وما ذاك إلاّ من طهارةِ مولدي (11)

.............................................

1 ــ معجم الأدباء ج 4 ص 58 / تاريخ الأدب العربي لعمر فروخ ج 3 ص327 / الطليعة ج 1 ص 13 / الكنى والألقاب ج ٢ ص ٤٦١ / أدب الطف ج 3 ص 161 / خريدة القصر ج 1 ص 30 / ديوان القرن السادس ص 101 / الوافي بالوفيات ج 6 ص 107

2 ــ أعيان الشيعة ج 5 ص 155 / تاريخ الأدب العربي ج 3 ص327

3 ــ تاريخ الأدب العربي لعمر فروخ ج 3 ص327 

4 ــ خريدة القصر وجريدة العصر ج 1 ص 20

5 ــ الوافي بالوفيات ج 7 ص 144

6 ــ معجم الأدباء ج 4 ص 58

7 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 13

8 ــ وفيات الأعيان ج 1 ص 51

9 ــ عمر فروخ / تاريخ الأدب العربي ج 3 ص 331

10 ــ فصل قصة مقتله الحموي في معجم الأدباء ج 4 ص 58 / عمر فروخ في تاريخ الأدب العربي ج 3 ص 327 ــ 331

11 ــ أدب الطف ج 3 ص 165

كما ترجم له وكتب عنه:

الشيخ عبد الحسين الأميني / شهداء الفضيلة ص 52 ــ 56 

الطهراني : مصفى المقال ص 54 ــ 55 

معجم أدباء الإطباء ج 1 ص 46 ــ 51  

الكنى والألقاب 1/285 و286 

الزركلي / الأعلام ج 1 ص 173 

عمر رضا كحالة / معجم المؤلفين ج 1 ص 315 

اليافعي / مرآة الجنان ج 3 ص 367 ــ 369 

الصنعاني / نسمة السحر ج 1 ص 282 ــ 290 .

الطهراني / الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 5 ص 153 

الكرباسي / دائرة المعارف الحسينية ــ ديوان القرن السادس ص 102

محمد أحمد شهاب ــ القاضي الرشيد الأسواني / حياته وما تبقى من شعره

المرفقات

: محمد طاهر الصفار