الخليعي (582 ــ 650 هــ / 1136 ــ 1253 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (34) بيتاً:
جدّ يا جدّ لو تـــــرانا حيارى قد عرتنا بـ(كربلاءَ) الكروبُ
جدّ يا جدّ لــمْ يفدْ ذلكَ النصـ ـحُ وذاكَ التــرغيبُ والترهيبُ
جدّ لم تُقبلُ الوصيةُ في الأهـ ـلِ ولم يُرحمُ الوحيــدُ الغريبُ (1)
وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (40) بيتاً:
فيضُ دمعٍ عـــلى الخدودِ وتسها دُ جفونٍ قرحى وطولُ نحيبِ
(كربلا) كمْ تركتِ عندي كروباً برزايـــا تذيـــبُ حبَّ القلوبِ
كمْ هوى فــي ثـراكِ من بدرِ تمٍّ وأضرَّ النوى بــغصنٍ رطيبِ (2)
ومن نفس القصيدة:
قالَ لمّا توجَّه المرتضى يطـ ـلبُ صفيــنَ مُؤذناً للحروبِ
مرَّ في (كربلا) فقامَ بها مُسـ ـتعبـــــــراً باكياً بقلبٍ كئيبِ
ثم نادى هذا منـاخُ ركابِ الـ ـقومِ يفنونَ من شبابٍ وشيبِ
وقال من قصيدة حسينية أخرى تبلغ (36) بيتاً:
لهفي على ما نِيلَ منكَ بـ(كربلا) من قتلِ أبناءٍ وسبـــــي بناتِ
لــــــــهفي لهنَّ مسلبـــاتٌ حُسَّراً بفواضــلِ الأردانِ مُختمراتِ
لهفي لمــــــا أودعتَ قلبَ محمدٍ وفؤادَ فاطمـــةٍ منَ الحسراتِ (3)
وقال من قصيدة حسينية أخرى تبلغ (40) بيتاً:
أترى نسيرُ إلى الشآمِ مع العدى أسرى وأنتَ بـ(كربلاءَ) طـريحُ
اليــــومَ مـاتَ محمــدٌ فبـــكى له ذو العزمِ موسى والمسيحُ ونوحُ
اليومَ آدمُ في العـــــزاءِ وعرسُه حوَّا وقد جـــلَّ المصـابُ جموحُ (4)
ومنها:
لهفي له يبغي النصيحَ وماله في (كربلاء) مِـنَ الأنامِ نصوحُ
لهفي له والجســمُ منه مجدَّلٌ فـوقَ الثرى حتى حواهُ ضريحُ
لـهفي لرأسِ ابنِ النبيِّ محمدٍ كالبدرِ من فـــوقِ السنانِ يلوحُ
وقال أيضاً من قصيدة تبلغ (75) بيتاً:
وتقومُ آسيــــــــــــةٌ وتأتي مريمٌ يبكينَ من كربي بعرصةِ (كربلا)
وتنوحُ حوَّا في الطفوفِ وسارةٌ وخديــــــجةُ الكبرى تقيمُ المحفلا
ويطفنَ حولي نادبـاتِ الجنِّ إشـ ـفاقاً عليَّ يفضـــــنَ دمعـاً مُسبلا (5)
وقال من قصيدة حسينية تبلغ (50) بيتاً:
أبينوا ما اسمها المشهور عنها فقالوا: (كربلا) يا بـن البتولِ
فقالَ: هيَ البلاءُ وفـــي ثراها تريقُ دمـاءنا أيــــدي السفولِ
بها تضحى أعــــزتُنا أسارى يلوحُ علــيهـــــمُ كربُ الذليلِ (6)
وقال من أخرى تبلغ (56) بيتاً:
مُستدلاً مُستخبراً ما اسمُ هذي الـ أرضِ وهوَ الدليلُ وابـــنُ الدليلِ
ناشــــقاً تربَ (كربلا) باكياً مُسـ ـتعبراً مؤذنـــــــــــاً لهمْ بالنزولِ
ثم قالَ اضــــــربوا الخيامَ وقيلوا ليسَ من حادثِ الردى من مقيلِ (7)
ومن أخرى تبلغ (38) بيتاً:
وتمثّليهِ بـ (كربلا) يا ظــــــــامئاً يرنـــــو إلى مـــــاءِ الفراتِ الطامي
وابكي على الشيبِ التريبِ مُعفَّراً وابكي على النحرِ الخضيبِ الدامي
وتمثّلي أخــــــــــــواتِـه وبنـــاتِـه ينـدبنَـــه بتفــــــــجُّـــــعٍ ولطــــــامِ (8)
وأخرى تبلغ (28) بيتاً:
أعادَ لي ذكرُ (كربلاء) حزني فــسحَّ دمعي كالعارضِ الهَتَنِ
وحمــلُ رأسِ الحسينِ جدَّد لي مـا حالَ بين الجفونِ والوسَنِ
وهتكُ أهـلُ العنـــــادِ للفاطميَّـا تِ أشجـــــاني حزناً وأرَّقني (9)
وأخرى تبلغ (62) بيتاً:
ما اسم هذي الأرضِ قالوا (كربلا) يا بـنَ الأمينِ
فبـــــــــــكى شجواً ونادى يا لقومي حــانَ حيني
أرضُ (كـــــرب وبــلاء) في رُبـاها يـــــدفنوني (10)
وأخرى تبلغ (54) بيتاً:
بأبي الفتـــــــــية الميامين تسري حوله والردى أمامَ سُراها
بأبي الطهرُ حلَّ في (كربلا) يسـ ـأل عنها مستــنشقا لثراها
قائلاً ها هنا تُــــــــراق دمـــــانا وتنال الطغـــــاةُ فينا مُناها (11)
وقال من قصيدة تبلغ (23) بيتاً:
عرِّجْ على أرضِ (كربلاء) وامزجِ الدمـعَ بالدماء
واندبْ على السبطِ في ثراها معفَّر الجســمِ بالعراءِ
وفتية جُــــــرِّعوا كــــؤوساً من المنايا على ظماءِ (12)
ومن أخرى تبلغ (22) بيتاً:
ذكرتُ المصارعَ في (كربلا) فزادَ بقلبي عظيــــــمُ البلا
ومثلتُ مـــــولايَ فوقَ الثرى طريحاً تحاماهُ وحشُ الفلا
تريبُ المحبَّا عفيرُ الجبيـــــن تجولُ عليه خيــولُ العدى (13)
وقال من قصيدة تبلغ (40) بيتاً:
وما سفكَ الدمـــاءَ بـ(كربلاء) سوى المنّــاعِ للخيرِ الأثيمِ
إليكمْ يا بني المختــارِ تهــدى عقودُ نفــــائسِ الدرِّ النظيمِ
بها الخلعيُّ يوم الحشرِ يرجو جميلَ العفو من ربٍّ رحيمِ (14)
وقال من قصيدة تبلغ (31) بيتاً:
يا جدًّ ما كــان جزاكم من عصبةِ الكفـرِ والفجورِ
قد قابلونا بيــــــومِ بدرٍ وأبردوا غـــــلة الصدورِ
وغادرونـا بـ(كربلاءٍ) بين قتيـــــــــــلٍ إلى أسيرِ (15)
الشاعر
الشيخ أبو الحسن جمال الدين علي بن عبد العزيز بن أبي محمد بن نعمان بن بلال (الِخلَعي) (16) الخفاجي النسب (17) ، الموصلي الحلي، والحائري لإقامته لمدة في كربلاء (18)
ولد الخليعي في الموصل ونشأ في الحلة، من شعراء أهل البيت، توفي ودفن في الحلة وله فيها قبر يُزار ويُتبرَّك به، وقد اقتصر شعره على مدحهم ورثائهم (عليهم السلام) وكان يرى أن الشعر لا يليق سوى بهم فكان يقول:
شعرُ الورى في غيرِ آلِ محمدٍ جسمٌ بلا روحٍ وشعريَ روحُ (19)
وهو صاحب البيتين المشهورين:
إذا شئتَ النجاةَ فزُرْ حسيناً لكي تلقى الإلهَ قريرَ عينِ
فإنَّ النارَ ليسَ تمسُّ جسماً عليه غبـارُ زوَّارِ الحسينِ (20)
وقصة هذين البيتين كما وردت في كل المصادر التي ترجمت له، (أنه ولد من أبوين ناصبيين، وكانا من أشد المبغضين لأهل البيت (عليهم السلام)، ولكن الله تعالى بذر الهداية في قلب ابنهما، فقد نذرت أمّه أنها إن هيَ رُزقت ولداً تبعثه لقطع طريق زوّار الإمام السبط الحسين (عليه السلام) وقتلهم، فلما ولدت ابنها علياً وبلغ مرحلة الشباب أرسلته إلى جهة نذرها فلما بلغ إلى نواحي (المسيب) بمقربة من كربلاء، وقف ينتظر قدوم الزائرين، فاستولى عليه النوم، واجتازت عليه القوافل فأصابه الغبار الثائر، فرأى فيما يراه النائم إن القيامة قد قامت وقد أمر به إلى النار، ولكنها لم تمسّه لما عليه من ذلك الغبار فانتبه وهو مرعوب وقرر التوبة عمّا عزم عليه، وسار مع القوافل إلى كربلاء، وقرأ بيتيه داخل ضريح الإمام الحسين واعتنق مذهب أهل البيت وأصبح من المخلصين لهم والذابين عنهم المدافعين عن حقوقهم وإبراز مظالمهم في شعره) (21)
وقد نقل هذه القصة الشيخ عباس القمي باختلاف يسير حيث قال: (إنه اعترض الزوار في طريق الموصل إذ أَّن القادمين للزيارة من جبل عامل يجيئون من طريق الموصل سابقاً ..).(22) وربما كان الخليعي قام بعمله هذا في الموصل قبل أن يغير مكانه إلى (المسيب) ورواية القمي تتفق مع الروايات الأخرى.
ويشير الخليعي بنفسه إلى هذه القصة في شعره حيث يقول من قصيدة في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام):
وشهدتُ من أنوارِه ما كنتُ عنه مُحجَبا (23)
وهذا البيت يدل دلالة واضحة على أنه كان ضالاً ثم اهتدى، وهناك أبيات كثيرة يتبرَّم بها من أذى النواصب وعتابهم له على حبه لآل محمد وهي تدل على أنه كان منهم ثم فارقهم فعاداهم وعادوه. كما أن ولادته في الموصل تؤكد ذلك.
ذكر النوري أن اسمه هو (خليل) وبعد أن أناب وتاب أطلق على نفسه اسم (علي) ولقب بجمال الدين واستوطن كربلاء لفترة ثم هاجر إلى الحلة وتوفي ودفن بها (24)
أما لقبه بالخلعي أو الخليعي، فيقول النوري: (أنه لقب بالخليعي لما أنشأ قصيدة ودخل الحرم الحسيني المقدس وتلاها عليه وفي خلال إلقائها وقع عليه ستار من الباب الشريف وآنذاك لقب بالخليعي) (25)
ويؤكد الشيخ محمد حرز الدين وأطلق عليه لقب (الحائري) ويقول في ترجمته: (وأقام في كربلاء مدة ثم رغب بالإقامة في الحلة فهاجر إليها واتصل بعلمائها وأدبائها ونال منها سهما وافرا ومات فيها) (26)
وأول من ترجم للخليعي هو معاصره ابن الشعار الموصلي الذي ترجم له من خلال ما سمعه مباشرة منه فيقول في ترجمته: (كان والده من قرية تدعى قرية أيوب من قرى الحلّة المزيدية. أخبرني أنه ولد بالموصل في جمادي الآخرة سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة. شيخ ربعة من الرجال. أحول العين، أسمر، يتعيّش في الِخلَع بسوق الأربعاء بالموصل، يتشيَّع ويتمَّسك بمذهب الإمامية، وهو معروف بذلك). (27)
وقد نذر الخليعي حياته لأهل البيت (عليهم السلام) وخصّهم بديوان كامل لم يتطرق فيه ــ ولو ببيت واحد ــ إلى غيرهم، وهذا الديوان أشار بوضوح إلى مدى شاعريته وصدقه وإيمانه الخالص بهم (عليهم السلام)، كما إنه يغني الباحث عن تقصّي حياته بعد أن أودع فيه كل عاطفته وتوجّهه، وقد أثنى عليه كل من ترجم له من علمائنا الأعلام.
يقول عنه الشيخ عبد الحسين الأميني: (شاعر أهل البيت عليهم السلام المفلق، نظم فيهم فأكثر، ومدحهم فأبلغ، ومجموع شعره الموجود ليس فيه إلا مدحهم ورثائهم، كان فاضلاً مشاركاً في الفنون قوي العارضة، رقيق الشعر سهله) (28)
وقال عنه الشيخ محمد علي اليعقوبي: (شاعر مجيد رقيق الشعر، سهل الاسلوب حسن المعاني، وفاضل مشارك في الفنون، له ديوان شعر مخطوط كله في أهل البيت عليهم السلام وتأبينهم والتوسل بهم إلى الله تعالى، ولا تكاد تجد فيه هبوطا أو ضعفا عن مستوى شعره العالي) (29)
وقال عنه الشيخ محمد حرز الدين: (كان أديباً شاعراً مجيداً ممن يتولى أهل البيت عليهم السلام) (30)
وقال عنه الشيخ محمد السماوي: (كان فاضلاً مشاركاً في الفنون أديباً شاعراً له ديوان لم يوجد به إلا مدح الأئمة الأطهار) (31)
شعره
كان الخليعي شاعراً مجيداً اتفقت المصادر على شاعريته وسلامة لغته في وقت كثُر فيه اللحن، يقول ابن الشعار عن شعره: (له طبع في الشعر. إذا أنشد لم يلحن ويتجنب اللحن في أثناء كلامه، له أشعار في أهل البيت ــ صلوات الله عليهم ــ ينشدها في المشاهد والترب المختصة بأولاد الحسين عليهم السلام) (32)
ويقول عنه الشيخ محمد صادق الكرباسي عن شعره: (إن شعره كله نابع عن إيمان صادق بشخصية الإمام الحسين عليه السلام وقد ملأ كيانه بالولاء، وشعره وجداني قوي التعبير، وكأنه لا يرى أن يدع جانباً من مأساة عام إحدى وستين التي نزلت على الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته إلا ويشجو له من كل قلبه، ويتفاعل مع المأساة وكأنه حضرها وعايشها، وشعره الحسيني يبلغ سبعمائة وأربع وخمسين بيتاً يصلح لأن يكون لوحده ملحمة شعرية حسينية رائعة التصوير لأحداث الطف الحزينة) (33)
قال الأميني: مجموع أبيات ما وقفنا عليه من شعر المترجم: 1656 (34)
وقد جمع ديوانه الشيخ محمد السماوي فكان في (46) قصيدة احتوت على (1920) بيتاً. حققها في ديوان الدكتور سعد الحداد
يقول الخليعي في الزهراء (عليها السلام) من قصيدته التي تبلغ (75) بيتاً وقد قدمناها:
وتنفّستْ صعداً ونـادت أيها الـ أنصارُ يا أهلَ الحمايةِ والكلا
أترونَ يا نجــبُ الـرجالِ وأنتمُ أنصـــارُنا وحماتُنا أن نُخذَلا
مالي وما لدعـــــــيِّ تيمٍ أدَّعي إرثــي وظــــلَّ مُكذّباً ومُبدِّلا
أعليهِ قد نزلَ الــــكتــابُ مبيِّناً حكمَ الفرائــضِ أمْ علينا نُزِّلا
أم خصَّه المبعوثُ منه بعلمِ ما أخفاهُ عنا كـي نضلَّ ونجهلا
أم أنزِلتْ آيٌ بمعــنــــــى إرثِهِ قد كان يُخفيــها النبيُّ إذا تلا
أم كانَ في حكمِ النبيِّ وشرعِه نــــقصٌ فتمَّمَه الغويُّ وكمَّلا
أم كانَ ديني غير دينِ أبي فلا ميراثَ لي منه وليسَ له ولا
وقال في بقية الله في أرضه وحجته على عباده الإمام الثاني عشر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) من قصيدة تبلغ (46) بيتاً:
إلى ابنِ رســـــــــولِ اللهِ وابــــــنِ وليِّهِ وخيرِ البرايا من مُحِـــــــلٍّ ومُـحرِمِ
إلى القائمِ المهــــــديِّ من آلِ أحــــــــمدٍ إلى العالمِ المرضـــــيِّ غـيرِ المعلمِ
إلى الحاضرِ المستورِ عن أعينِ الورى إلى الثائرِ المـــــــنصورِ عـندَ التقدّمِ
إلى المثلِ الأعـــــــلى إلى مركبِ النجا إلى العروةِ الوثقى إلى البطلِ الكمي
كريمُ نجارٍ طالبيٍّ مــــــــنــــــــــــاسبٍ إلى ذروةِ المجدِ الحسينــــــيِّ ينتمي
يقومُ مع الركنِ اليمـــــــــــــــــانيِّ قانتاً يؤمُّ بروحِ اللهِ عــــــــيسى بنِ مريمِ (35)
وقال في أمير المؤمنين (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (41) بيتاً:
فهوَ العظيمُ وفيـــهِ مخـ ـتلفُ الورى وهو النبا
أسمى الأنامِ عُـــلا وأفـ ـخرهمْ وأشرفُ منسبا
وأبـــــــرُّهــــمْ أمَّا وأنـ ـجبهـــــمْ وأكرمهمْ أبا
نورٌ تنــــقّلَ في الـظهو رِ مطــــــهَّراً ومطيَّبا
فبحملِهِ النسبَ الصريـ ـحَ صــفا وصحَّ وهذّبا (36)
وقال في أمير المؤمنين (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (50) بيتاً:
والذي شــــــرَّفه اللهُ بأسمــــــــاءٍ عوالِ
فاعتبرها تـــــالياً إن كنـــتَ للقرآنِ تالي
فـهوَ بيتُ اللهِ والسقـ ـفُ الرفيعُ المتعالي
وهوَ الموتُ الذي لا قـاهمُ يــــومَ النزالِ (37)
وقال فيما جرى على الأمة وعلى الصحابة الكبار من أمثال أبي ذر الغفاري من الجور والظلم، بعد رسول الله من ولاة السوء من قصيدة تبلغ (59) بيتاً:
والذي عن سننِ الــــحقِّ تولّى وتعـــــــامى
وعصى بعد اعتــــرافٍ مــنه مولاهُ الإماما
وابن أروى لِمْ على العد وانِ والـــظلمِ أقاما
ونفى جندبَ بغـــــــضاً لعـــــــــلٍّي وعلاما (38)
وقال في يوم الغدير من قصيدة تبلغ (61) بيتاً:
حبَّذا يومَ الغــــــــديرِ يومَ عيـــــــدٍ وسرورِ
إذ أقامَ المصطفى من بعدِه خيـــــــــــرَ أميرِ
قائلاً: هذا وصـــــيي في مغيبي وحضوري
وظهيري ونصيــري ووزيـري ونـــظـيري
وهوَ الحــاكمُ بعــدي بالكتـــــــابِ المــستنيرِ (39)
وقال في التوسُّلِ بأهل البيت (عليهم السلام) من قصيدة تبلغ (63) بيتاً:
يا بنــــــــي طه وحاميـ ـمَ وياسينَ ونـونِ
بكمُ استعصمتُ من شرِّ خطوبٍ تعتريـني
فإذا خفـــتُ فأنــــــــــتمْ لنجـاتي كالسـفينِ
وعليكمْ ثقــــــلُ ميــــزا ني وأنتمْ تنقذوني
فاحشروا العبدَ الخليعيَّ إلى ذاتِ اليـــمينِ (40)
وفيهم (عليهم السلام) أيضاً قال من قصيدة تبلغ (35) بيتا:
يا بني الذكــــــــرِ وما أنزلَ فــــــــي أمِّ الكتابِ
أنتمُ ذخــــري إذا أحـ ـضرتُ في يـومِ الحسابِ
وبكم أنــــــــجو إذا ما خـــــــفت في يوم المآبِ
فإليكمْ دُرراً تــــــــــجـ ـري بــــــــألفـاظٍ عِذابِ
من وليٍّ عـــــن عداكمْ يتوارى بالحــــــــــجابِ (41)
وقال من قصيدة تبلغ (29) بيتاً:
فهمُ ذخـــــــــــري إذا ما جئــــــتُ في يومِ القيامِ
وهمُ حــــــصـني من النا رِ وهمْ حبلُ اعتصامي
كيفَ أخشى النارَ أو يُخـ ـفرُ في النــــاسِ ذمامي
وكريــمُ القومِ ممنــــــــو عُ الحمى عنــــد الكرامِ (42)
وفي سفير الحسين وأول شهداء النهضة الحسينية مسلم بن عقيل (عليه السلام) يقول من قصيدة تبلغ (26) بيتاً:
فسقى الحيا قبراً حواهُ وجـــــــادَه صخبُ الرعودِ بوبلهِ المسلولِ
وسقى ابنَ عروةَ هانئاً غدقَ الحيا من كلِّ منخرقِ العبابِ هطولِ
يا أوَّلَ الشهــداءِ مــــــا أنا بالـذي أسلو ولا أنا بالبكــــــــا بملولِ
ما ينطفي حزني إذا مــــــثلتَ لي إلا بدمـــــــعٍ في خدودِ همولِ (43)
وفيه (عليه السلام) أيضاً من قصيدة تبلغ (18) بيتاً:
ألمسلمِ بنِ عقيلَ قامَ النـــــــاعي لمَّا استهلتْ أدمـــــعُ الأشياعِ
مولىً دعاهُ وليُّه وإمــــــــــــامُه فأجابَ دعــــــوتَه بسمعٍ واعِ
مولايَ يا بنَ عقيل يومُك جاعلٌ حـبَّ القلـوبِ دريئةَ الأوجاعِ
جادتْ معالمَكَ الدمـــــوعُ بريِّها وسقى الحميمُ بواطنَ الابداعِ (44)
وقال في مشهد مؤثر جداً .. مشهد يصور علاقة الحسين بجده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومكانته في قلبه, يقول من قصيدة تبلغ (54) بيتاً
إنني قد تركتُ فيـــكمْ كــتابَ اللهِ فاسـتمسكوا به واسمعوني
فهو نورٌ وعترتــي أهل بيتي فانظروا كيفَ فيهما تخلفوني
ولقد كانَ فـــــــوقَ منبرِهِ ينـ ـثرُ دُرَّاً من علـــــمِه المكنونِ
فأتاهُ الحسينُ يسعى كبـدرِ الـ ـتمِّ تُجـلى به دياجــي الدجونِ
فكبا بين صحبِهِ فهوى المخـ ـتارُ يبكي بدمــــعِ عينٍ هتونِ
قائلاً يا بنــــيَّ روحيَ تــفديـ ـكَ وإني بذاكَ غيـــــرُ ضنينِ
ثم قالَ اشهدوا عليَّ ومـن أر سلـــــــني بالهدى وحقٍّ مبينِ
خلتُ لما كبا بأنَّ فـــــــؤادي واقــــعٌ من تحرُّقي وشجوني
كيفَ لو أن عينه عاينـــــــته كابياً في الترابِ دامي الجبينِ
قائلاً ليسَ في الأنامِ ابنُ بنتٍ لنبيٍّ غيـــــري ألا فاعرفوني (45)
وقال في نفس المعنى من قصيدة تبلغ (30) بيتاً:
ألا مَن يدَّعي الإيـمـــــــــانَ فاندب حسيـناً باحتــــــــراقٍ وانتحابِ
وعزِّ المرتضـى في السبطِ واذرفْ مِــنَ الأجفانِ دمعاً ذا انسكابِ
وقُلْ لو أن عينَــــــكَ عــــــــــاينته طعيناً في ثرى الرمضاءِ كابِ
شفيتَ الــــنفسَ مِن أرجاسِ حربٍ ومــــــكّنتَ الحسامَ مِن الرقابِ (46)
وقال من قصيدة تبلغ (31) بيتاً:
يا لائماً فــي البكاءِ جهلاً دعنــي فـما كنتُ بالصبورِ
ورأسُ مولايَ فوقَ رمحٍ يُهـــدى إلى الفاسقِ الكفورِ
يقرعُ بالعودِ مــــنه ثغراً عزَّ على المصطفى البشيرِ
أقسمتُ بالمصطفى يميناً وآلهِ عــــــــــــــدةِ الشهورِ
ما شدَّ أزرَ الطغـاةِ حتى ثاروا إلى الــــمفظعِ النكيرِ
إلا ظلومُ البتولِ قدمــــاً وجاحدُ النصِّ فـــــي الغدير (47)
وقال من قصيدته الحائية التي تبلغ (40) بيتاص وقد قدمناها:
يا آلَ أحمدَ إن شــــعـــــري فيكمُ والمـــدحُ ما طالَ المدى تسبيحُ
شرفي بــــــكمْ وبمدحكمْ ولطالَما في النـاسِ شرَّفَ مادحاً ممدوحُ
أترى أرى المهديَّ يـظهرُ قبل ما يوماً على جسدي يضمُّ ضريحُ
فهنـــــالكَ الخلعي يـبــلغُ ما نوى وبظــــــــاهرِ السرِّ الخفيِّ يُبيحُ
وقال في حديث الغدير من قصيدة تبلغ (56) بيتاً:
فقـالَ والناسُ محدقـــــــــونَ بهِ ما بينَ مصغٍ وبــــينَ منتظرِ
مَنْ كنتُ مولىً له فـــــحيـــدرةٌ مـولاهُ يقـفو بـــه على أثري
يا ربِّ فانصرْ من كانَ ناصـرُه واخذلْ عــــداهُ كخذلِ مقتدرِ
فقمتَ لما عـرَّفـــتَ موضـــــعَه من ربِّــــهِ وهو خيرةُ الخيرِ
فقلتُ: يا خـــــيرةَ الأنـــــامِ بـخٍّ جــــــــاءتكَ منقادةٌ على قدرِ
أصبحتَ مولىً لـنا وكنـــتَ أخاً فافخرْ فـقدْ حزتَ خيرَ مفتخرِ (48)
......................................................
1 ــ ديوان الخليعي جمعه الشيخ محمد السماوي / تحقيق وتذييل الدكتور سعد الحداد ــ دار الضياء، النجف الأشرف 2010 ص 204 ــ 208 / المنتخب لفخر الدين الطريحي ص 29 / الدر النضيد ص 20 / شعراء الحلة ج 3 ص 294 ــ 295 / ديوان القرن الثامن ص 31 ــ 35 / شعراء الحلة ج 3 ص 294 ــ 295
2 ــ ديوانه ص 165 ــ 169 / المنتخب لفخر الدين الطريحي: 112 / ديوان القرن الثامن ص 41 ــ 46
3 ــ ديوانه ص 180 ــ 184 / المنتخب لفخرالدين الطريحي: 66 / التحفة الناصرية ص 544 / ديوان القرن الثامن ص 49 ــ 53
4 ــ ديوانه ص 224 ــ 228 / أدب الطف ج 4 ص 212 / المنتخب لفخر الدين الطريحي ص 46 / التحفة الناصرية ص 544 / ديوان القرن الثامن ص 57 ــ 61
5 ــ ديوانه ص 35 ــ 42 / ناسخ التواريخ ج 4 ص 166 / عوالم العلوم ص 562 / بحار الأنوار ج 45 ص 258 ــ 261 / أعيان الشيعة ج 8 ص 256. نقل قسما منها / المنتخب لفخر الدين الطريحي ص 11 / ديوان القرن الثامن ص 179
6 ــ ديوانه ص 218 ــ 223 / ناسخ التواريخ ج 4 ص 200 / المنتخب لفخر الدين الطريحي ص 52 / ديوان القرن الثامن ص 257 ــ 263
7 ــ ديوانه ص 158 ــ 164 / المنتخب لفخر الدين الطريحي ص 474
8 ــ المنتخب للطريحي ص 40 / التحفة الناصرية ص 545 / ديوان القرن الثامن ص 278 ــ 282
9 ــ ديوانه ص 209 ــ 212 / ديوان القرن الثامن ص 291 ــ 294 عن ديوان المراثي (مخطوط) ورقة 5
10 ــ ديوانه ص 71 ــ 77 / المنتخب لفخر الدين الطريحي ص 408 / ديوان القرن الثامن ص 300 ــ 307
11 ــ ديوانه ص 229 ــ 235 / المنتخب لفخر الدين الطريحي ص 212 / ديوان القرن الثامن ص 327 ــ 333
12 ــ ديوانه ص 107 ــ 109
13 ــ ديوانه ص 110 ــ 112
14 ــ ديوانه ص 245 ــ 248
15 ــ ديوانه ص 101 ــ 103
16 ــ مقدمة ديوانه ص 16
17 ــ قلائد الجمان من فرائد شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي ج 1 ص 141
18 ــ مراقد المعارف ج 1 ص 281
19 ــ ديوانه ص 227 / منتخب الطريحي ص 47
20 ــ ديوانه ص 251
21 ــ مجالس المؤمنين للتستري ج 2 ص 463 / البابليات للشيخ اليعقوبي ج 1 ص 136 / الغدير للأميني ج 6 ص 12 / شعراء الحلة ج 3 ص 292 / أدب الطف للسيد جواد شبر ج 4 ص 210 / علي في الكتاب والسنة والأدب للحاج حسين الشاكري ج ٤ ص ٢٥١
22 ــ الكنى والألقاب ج 2 ص 219
23 ــ ديوانه ص 48 من قصيدة تبلغ (41) بيتاً
24 ــ دار السلام ص 183
25 ــ دار السلام ص 187 نقلا عن الحبل المتين في معجزات أمير المؤمنين لشمس الدين محمد الرضوي
26 ــ مراقد المعارف ج 1 ص 281
27 ــ قلائد الجمان من فرائد شعراء هذا الزمان ج 5 ص 141
28 ــ الغدير ج 6 ص 12
29 ــ البابليات ج 1 ص 136
30 ــ مراقد المعارف ج 1 ص 283
31 ــ الطليعة ج 2 ص 54
32 ــ قلائد الجمان من فرائد شعراء هذا الزمان ج 5 ص 141
33 ــ دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثامن ص 341
34 ــ الغدير ج ٦ ص ١٩
35 ــ ديوانه ص 43 ــ 47
36 ــ ديوانه ص 48 ــ 51
37 ــ ديوانه ص 52 ــ 65
38 ــ ديوانه ص 57 ــ 61
39 ــ ديوانه ص 62 ــ 63 / الغدير ج ٦ ص ١٠ ــ 11
40 ــ ديوانه ص 64 ــ 70
41 ــ ديوانه ص 79 ــ 83
42 ــ ديوانه ص 83 ــ 85
43 ــ ديوانه ص 86 ــ 88
44 ــ ديوانه ص 89 ــ 90 شعراء الحلة ج 3 ص 300 ــ 301
45 ــ ديوانه ص 91 ــ 96
46 ــ ديوانه ص 97 ــ 100
47 ــ ديوانه ص 101 ــ 103
48 ــ ديوانه ص 132 ــ 137 / الغدير ج ٦ ص 9 ــ ١٠ / شعراء الحلة ج 3 ص 296 ــ 297
اترك تعليق