أحمد الهندي (1320 ــ 1392 هــ / 1902 ــ 1972 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):
فخطً بـ (كربلا) رحلاً كـريماً ويا سرعانَ ما عـزمَ الرحيلا
رأى حربَ السهامِ عليه عاراً فـجرَّدَ للــــعدى سيـفاً صقيلا
وأحيا اللهُ مبـــدأهُ بيــــــــــومٍ هوى فيهِ علـــى البـوغا قتيلا (1)
ومنها:
أتوحشُ يثـــربٌ منه قطيناً وتحظى (كربلاءُ) بهِ نزيلا
فيا حرباً جنتها كفُّ حربٍ فسـرَّ بها وأحزنتِ الرسولا
وآكلةُ الكبودِ تمـيسُ بشراً وكــــانتْ فيــه فاطمةٌ ثكولا
الشاعر
السيد أحمد ابن الشاعر الكبير السيد رضا الهندي بن محمد بن هشام بن شجاعت علي النقوي الرضوي الموسوي الهندي، ولد في النجف الأشرف، ولقّب بـ (الهندي) لهجرة أحد أجداده إلى الهند في عصور الظلم والاضطهاد، (2) نشأ السيد أحمد في بيت شعري بامتياز، فأبوه السيد رضا الهندي يعد قمة من قمم الشعر النجفي والعراقي والعربي، فنمى الشعر معه وتغذى به وارتوى من نميره.
درس السيد أحمد في مدارس النجف العلمية واستلهم شاعريته من مجالسها الأدبية فنشر قصائده في الصحف والمجلات العراقية منها: مجلة الغري، والاعتدال، والحضارة، والمصباح. (3)
قال عنه الأستاذ عبد الكريم الدجيلي: (سريع البديهة إلى حد لا يوصف، فإنه أسرع من جري اليراع في القريض). (4)
وقال عنه الهاشمي: (شاعر مجيد سريع البديهة كثير النظم رقيق العاطفة بديع الاسلوب) (5)
وقال عنه الأستاذ علي الخاقاني (له شعر جيد في غاية المتانة إلا أنه قليل) (6)
وقال عنه الشيخ الكرباسي: (كان من العلماء والأدباء والشعراء الذين كانت تفتخر بهم النجف الأشرف في عصره) (7)
بعد استكماله الدراسة الدينية وتخرجه من حوزة النجف حلّ مكان أبيه كمرشد ومبلغ ديني في المشخاب، ثم انتقل إلى (الكريعات) في بغداد وبقي فيها حتى وفاته ببغداد ودفن في النجف.
وقد ترك السيد أحمد الهندي ــ إضافة إلى ديوان شعره ــ بعض المؤلفات منها:
1 ــ تفسير سورة الأنبياء
2 ــ في ظل الوحي
3 ــ قصص الانبياء
شعره
أشار السيد جواد شبر إلى أن له قصيدة في الإمام الكاظم (عليه السلام) كتبها بطلب منه (8)، كما يشير الشيخ الكرباسي إلى أن له قصائد (حسينية) حفل بها ديوانه. ثم يقول (إنه لا زال مخطوطاً إلى الآن) (9)
يقول الهندي من قصيدته اللامية:
تطلبْ في العلا مجداً أثيــــــــــلا فإن طـلابه أهـدى سبيــــــلا
وهِمْ شوقاً الى أسلِ العــــــــوالي ولا تتـعشّقِ الخـــــدَّ الأسيلا
ونلْ علياكَ في تعــــــــــــبٍ وكدٍّ ولا تـرغبْ عن العـليا بديلا
تأسَّ بسبطِ أحمدَ يـــــومَ وافــــى يجـرِّرُ للعلا بــــــرداً طويلا
فخطَ بـ (كربلا) رحـلاً كريــــماً ويا سرعانَ ما عزمَ الرحيلا
رأى حربَ السهامِ عليه عــــاراً فـجرَّدَ للعدى سيـفاً صـــقيلا
وأحيا اللهُ مبـــدأهُ بيــــــــــــــومٍ هوى فيهِ على البـــوغا قتيلا
وجرَّدَ في سبيلِ اللهِ سيـــــــــــفاً بحـــــولِ اللهِ لا يخشى فلولا
ولوْ لمْ يظمئـــــــــوهُ فـيــــقتلوهُ لما أغنـــــى عديــــدُهمُ فتيلا
ومُذ ساموهُ إمَّا القتـــــــــلَ حرَّاً وإمَّا أن يســــــــــالمهمْ ذليلا
تطامنَ جأشهُ بسبيــــــــــلِ عزٍّ وإن أرداه مُنــــــــعفراً جليلا
لو أستسقى السما جادته صـوباً ولكـن راحَ يستسقي النصولا
أتمطرُه السماءُ دماً عبيـــــــطاً وهــــل يشفيهِ هاطلُــها غليلا
أقلّته الرمولُ لقــــــــىً طريحاً بهـــاجـرةٍ فما أسنى الــرمولا
أتوحــــــــشُ يثربٌ منه قطيناً وتحظــى (كربلاءُ) بــهِ نزيلا
فيا حرباً جـــــنتها كفُّ حربٍ فـسرَّ بها وأحـزنتِ الرســـولا
وآكلةُ الكبودِ تميـــــــسُ بشراً وكــــانتْ فيـه فاطمةٌ ثــــكولا
فتلكمْ عينها بالبشرِ قـــــــرَّتْ وهذي تسهـرُ الليـلَ الطــــويلا
أميُّ لُغِي دماءهمُ الزواكــــي فلن تتمـــــــــــتَّعـي إلا قــــليلا
وقد ذكر له الدكتور كامل سلمان الجبوري تخاميس لعدد من القصائد (10)
....................................................
1 ــ الحسين في الشعر النجفي ج 2 ص 387 عن مجلة الموسم العدد 12 ص 102
2 ـــ مقدمة ديوان السيد رضا الهندي تقديم وتعليق السيد الدكتور عبد الصاحب الموسوي ص 6
3 ــ أدب الطف ج 10 ص 285
4 ــ شعراء النجف ص 380
5 ــ الأدب الجديد ص 152
6 ــ شعراء الغري ج 1 ص 285
7 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين ج 3 ص 68
8 ــ أدب الطف ج 10 ص 286
9 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين نفس المصدر ص 76
10 ــ الحسين في الشعر النجفي ج 3 ص 431 / ص 436 ــ 439 / ص 440 ــ 441
كما ترجم له:
كاظم عبود الفتلاوي / المنتخب من أعلام الفكر والأدب ص 30
كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 1 ص 109 ــ 110
كامل سلمان الجبوري / الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 97
محمد خيري رمضان / معجم المؤلفين المعاصرين في آثارهم المخطوطة والمفقودة ص 61
أغا بزرك الطهراني / طبقات أعلام الشيعة ج 1ص 100
اترك تعليق