أسسها السيد عبد الحسين ابن السيد علي ابن السيد جواد الكليدار آل طعمة الموسوي سادن الروضة الحسينيّة، المولود في كربلاء سنة ١٢٩٩هـ والمتوفّى بها سنة ١٣٨٠هـ ، عُدّت في طليعة المكتبات العراقيّة، ذكرها كثير من المؤرّخين، منهم المرحوم جرجي زيدان في المجلد الرابع ص ١٢٨ من كتابه ( آداب اللغة العربيّة ) ، وذكر بعض تصانيفها الشيخ آقا بزرك الطهراني في موسوعته (الذريعة).
وهي خزانة جليلة لِما كانت تحويه من نفائس المطبوعات ، وذخائر المخطوطات التي لم يأل المؤسس جهداً في سبيل التنقيب عنها وجمعها ، فتمكن من جمع مجموعة نادرة من المخطوطات ، حتّى إنّ صديقاً له في إنكلترا واسمه « محمود بلشة » كان يبعث له مصوّرات نادرة لمخطوطات مكتبة لندن ، فلا غرو بعد ذلك أن أصبحت المكتبة هذه منتدى الأدباء والعلماء ، وكان قلّما يمرّ بكربلاء أديب أو باحث لا يحظى بزيارتها.
وكان للمستشرقين نصيب وافر من هذه الزيارات , فممّن زاره المستشرق الفرنسي الكبير ماسينيون ، والمستشرقة الإنكليزية المس بيل وغيرهم , ولكن اُسوة بمثيلاتها من المكتبات الكبرى التي لم يتسنَّ لها البقاء فقد احترقت واُتلفت إثر حادثة حمزة بيك سنة ١٣٣٣هـ ، فكانت خسارة كربلاء بفقد هذا التراث العربي الإسلامي القيّم خسارة لا تعوّض.
وليس لدينا اليوم ما يفصح عن محتوياتها سوى الفهرست الذي وضعه لنا المؤسس ، ومن مطالعاتنا للفهرست بان لنا ما أحرزته من المطبوعات النادرة والمخطوطات الثمينة ما يندر أن تضمّ خزانة مثل هذه الكتب. ___________________________ تراث كربلاء، ص323، الطبعة الثانية ١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣م
اترك تعليق