استشهد ممثل المرجعية الدينية العليا خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة بحديث للامام الصادق عليه السلام ورد فيه (لا تغتروا بصلاتهم ولا بصيامهم، فإن الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث واداء الامانة).
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي اليوم الجمعة (17 /1 /2020)، ان الصدق يأتي في مقدمة الفضائل النفسانية والاخلاق الرفيعة كونه زينة اللسان والكلام ومبعث للاستقامة والصلاح ومبدأ مهم للتماسك الاجتماعي ومؤشر للرقي الحضاري وسبب للنجاح في الدنيا والنجاة في الاخرة.
واضاف ان هذه الفضيلة كانت موضع عناية واهتمام وتمجيد من قبل جميع الشرائع السماوية وموضع اعتناء من قبل الحكماء والعقلاء، لافتا الى ان من يتأمل في بعض الاحاديث الشريفة التي تناولت منزلة الصدق يجد ان هذه الفضيلة تعد معيارا وميزانا لاختبار وعي الانسان المسلم بجوهر وحقيقة الاسلام وصدق الايمان وتمييزه عن من يدعي الايمان بشكل ظاهري او لقلقة لسان.
واوضح الكربلائي انه ورد عن الامام الصادق عليه السلام (لا تغتروا بصلاتهم ولا بصيامهم، فإن الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث واداء الامانة)، مبينا انه بالرغم من الاهمية الكبرى للصلاة والصوم في نظر الشريعة الاسلامية لكنهما لايعدان لوحدهما مقياسا ومعيارا يختبر منه صدق الايمان لدى الانسان المسلم، مشيرا الى ان الكثير اعتاد على الصلاة والصوم الا انه في نفس الوقت استسهل واستهان بالكذب في علاقاته الاجتماعية وعمله ومواعيده وعهوده ومواثيقه.
وبين ان الصدق حسب تعريف العلماء هو التطابق والتوافق بين الكلام والواقع ولكنهُ يشمل ايضاً الفكر والمعتقد والنيّة والقصد والعمل والاخلاق ومجالات اخرى واسعة، مبينا ان الانسان يكون في بعض الاحيان صادقا في لسانهِ لكنهُ ليس بصادق في عملهِ، وكذلك ليس بصادق في اخلاقهِ ودعوته وانه يدعو الى شيء وهو لا يلتزم بهِ، واحيانا يكون صادقا في ظاهرهِ لكنهُ كاذبا في نيتهِ.
وتابع ان الصدق يعزز الثقة بين الناس في العلاقات الاجتماعية ويُعطي الائتمان والاطمئنان في العلاقات الاقتصادية، ويؤدي الى نجاح الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، مبينا ان اي مجتمع ينهض بالصدق سواء أكان متديناً او غير متدين.
ولفت الى ان الصدق في المجال العبادي يشعر الانسان الصادق بمحبة الله تعالى لهُ ومنزلته عنده وبالتالي يعزز طاقتهُ الروحية التي يحتاجها في حياته العبادية وغير ذلك، فيؤدي المزيد من افعال الخير والبر والاحسان الى الاخرين.
ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق