10 ـــ إبراهيم محمد البوشفيع: ولد (1400 هـ / 1979 م)

إبراهيم محمد البوشفيع: (ولد 1400 هـ / 1979 م)

قال من قصيدة (في غَيابةِ الحُب) في حق الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (52) بيتاً:

شرفُ الشهادةِ في قوافلِ (كربلا)    حيثُ الخلودُ مـــــــع الحسينِ يطـيبُ

أو عـزةٌ أسمو بهــــــــــا وكرامةٌ    فيها تفــــــــــــــــانتْ أنفسٌ وشعوبُ

ألقيتُ أحــــــــــلامي زجاجةَ آملٍ    في بحرِ جودِكَ، كيفَ كيفَ أخيبُ؟! (1)

وقال في نفس القصيدة:

كلٌّ يحرِّضُ للقيــــامِ (حسينَهُ)    لكنـــــــــــــه في (كربلا)هُ غريبُ

نحتاجُ أن يأتي (حسينٌ) فاتحاً    أرضَ (العراكِ)، فأنصتوا وأجيبوا

نحتاجُ (للعبــــاسِ) يسقي ذلَّنا    عزاً هنيئاً، فالضميـــــــــــرُ جديبُ

وقال من قصيدته (قبضة من أثر الحسين) التي تبلغ (29) بيتاً:

وإذا استفاقتْ (كربلاءُ) مهولةً    في صوتِكَ ارتدَّ الصَّدى موجوعا

تبتزُّ دمعَكَ للبكـــــــــاءِ ثواكلٌ    يبكينَ أجســـــــاداً هوتْ وضلوعا

يذرفنَ، لا أدري دماً أم أنفساً؟    فالرعــــــــبُ ما أبقى لهنَّ دموعا (2)

وقال من نفس القصيدة:

وبمتحفِ التاريخِ لوحةُ (كربلا)    أيقونـــــــــــةٌ تهبُ الشعوبَ ربيعا

حسبُ الحسيــــنِ مُخلصاً آمالنا    لا صمتَ بــــوذا لا المسيحَ يسوعا

تمثالُ عاشـــــــوراءَ أروعُ آيةٍ    حملتْ دمــــــوعَ المصـطفى توقيعا

الشاعر

إبراهيم بن محمد بن الملا محمد بن علي بن صالح آل بو شفيع الإحسائي ولد في قرية طريبيل بالإحساء (الهفوف) ويقيم في المنيزلة ، و(آل بو شفيع) هو مختصر أبو شفيع، وشفيع هو أحد أجداده فسُمِّيت الأسرة باسمه وهي من الأسر الإحسائية العريقة. (3)

أبدع الشاعر إبراهيم البوشفيع في القصيدة الحسينية الجديدة ووضع بصمته الخاصة عليها، حصل على العديد من الجوائز في المسابقات الشعرية منها:

المركز الأول في مسابقة الجود العالمية عن أبي الفضل العباس (عليه السلام) بنسختها السادسة عن قصيدته (آية من سورة الجود) (4)

المركز الأول مسابقة أدب الطف (5)

المركز الأول مسابقة شاعر ديوان العرب (6)

والمركز الأول بمسابقة النبأ العظيم (7)

المركز الثاني في مسابقة النور بالسويد (8)

أصدر العديد من الدواوين شعرية منها:

يأكل الشعر من رأسي ــ 2018

أسمعُ حفيف الملائكة ــ 2020

شعره

قال من قصيدة (في غَيابةِ الحُب) وقد قدمناها وهي الفائزة بالمركز الأول في مسابقة أدب الطف وبالمركز العاشر في مسابقة شاعر الحسين (عليه السلام) بالبحرين (9) وقد قدمها بقوله: (بين يدي ضريح سيدي أبي عبد الله الحسين (ع) خطبٌ وخطاب).

يا ليتنا فوقَ الـــــــــــــرخـــامِ نذوبُ    وعلى الضــــريـحِ مواجــعٌ وقلوبُ

يا ليـــــــــــــــــتنا ذرٌّ عــــلى أعتابهِ    يلهـــــــو بنا ذهـبٌ، ويعــبثُ طيبُ

قد مضَّنا شـوقٌ لـ (يــــوسفِ) عشقِنا    فمتى لـ (كنعانِ) الوصــالِ نؤوبُ؟

ذئبُ المصـائبِ لــــم يعُد بقميـــــصِهِ    بدمٍ جرى، لم تفتــــــــــرسْهُ نيوبُ

بل جاءَ ينـزفُ بـــــالظلامةِ جرحُـــهُ    فدمُ الحسينِ على الـسما مــسـكوبُ

ما عــــــادَ إخوتُــــه سوى برؤوسِهمْ    وجســــــومُهم باهى بـــــهنَّ كثيبُ

يا (يوسفَ) العُــــشاقِ رفقاً، قد ذوتْ    منّا العيونُ، فكُلنــــــــــــــا يـعقوبُ

حَزَناً عليكَ عــيـــــــــــونُنا مِبيَـضَّـةٌ    كم ذابَ مِــــن جزعٍ بـنـــا (أيـوبُ)

امددْ لنا حبــلَ الوصـــــــــالِ فبِــئرُنا    فيه القوافلُ ضــــــــــجَّةٌ ونـــحيبُ

خبِّئ (صــواعَكَ) خفيةٍ فـي جــرحِنا    ودَعِ (المــــؤذِّن) في نــداهُ يــخيبُ

لن نبــرحَ الأرضَ التـــي شــجَّرتَـها    بالعاشـــــــقينَ، إذ الغــرامُ قـشيـبُ

إنَّا ســرقنا بعضَ حُبِّكَ فـــــــاستـرقْ    من ذاقَ فيكَ الرِقَّ، كــيفَ يـتوبُ؟

يا أيُّها الصِّــــــــــدِّيقُ دمعي حـــائرٌ    في طيفِ حائركَ الحـزيــنِ يـجوبُ

تتجاذبُ النظـــــــــراتِ بينَ بريــــقِهِ    وطريقِه وحريقِـــــــــــــــهِ فتذوبُ

فإذا أطلَّ القبرُ يفــــــــرشُ أضــــلعاً    من فضَّةٍ والعـــــــاشقــونَ أصِيبوا

أعتقتُ أسرَّ الشوقِ من قيدِ اللــــظى    وبـــــــــلوعةٍ ضــمَّ الفــؤادَ وجيبُ

وإذا الدموعُ سحـــــــائبٌ مخنــــوقةٌ    فيها ســـــــــــــــؤالٌ ذابــلٌ وكئيبُ

أهنا الحسينُ؟ كمـــا روتْ أخبــــارُنا    جســـــــــمٌ حطيمٌ وأهــنٌ مسلوبُ؟

أهنا الحسينُ؟ ملامــــــحٌ موجـــوعةٌ    وبهاءُ شيبٍ بالدمـــــــــاءِ خضيبُ؟

أهنا الحسينُ؟ حقيقةٌ مـذبـــــــــــوحةٌ    قيمٌ ممــــــــــــــزَّقةٌ، غدٌ محجوبُ؟

ما زلتُ أسمعُ يا حـسين بخـــاطري    شجناً يلوحُ بخــــــــــاطري ويغيبُ

ما زلتُ أسمعُ صـرخـــةً مكســورةً    قُمْ يا حِمـــــــــــــانا فالـظلامُ قريبُ

وهنا أناخَ بيَ الزمــــــــــــــانُ كأنَّه    خوفاً عليَّ مــــــن المـصابِ أشيبُ

فارقتُ قبرَكَ جثـةً لا قلـــــــــبَ لي    روحــــــي تئنُّ وخــافقي مصلوبُ

وحملتُ آمالي علـى فرسِ الـــهوى    تِلقاءَ (مـديَنِكَ) العــظيـــــــــمِ أُنيبُ

أنا يا (شعيبُ) هـوايَ جئتُ يقودني    بخطـى الحيـــــــــــاءِ تلهُّبٌ ولهيبُ

أنا قد أتيــــــــــــــتكَ هارباً من أمَّةٍ    فاحـتْ هــــزائـمُهـا، ولاحَ غروبُ

وأتيتُ أرضَكَ خــــــــــــائفاً مترقِّباً    ذلاً يُــــــــــــــلاحــقُ أمتي ويَعيبُ

إني لـــــــــما أنزلتَ بــي من نعمةٍ    وكرامةٍ مـتلـهـفٌ ورغيـــــــــــــبُ

خُذني إليـــكَ أتمُّ (عشــرَكَ) خادماً    وأزيدُ، لا عتــــــــــــبٌ ولا تثريـبُ

إحدى اثنتيــــــكَ أريــدُها لي غيمةً    أحيا بهـــــا، إنَّ الـــطـــريقَ جديبُ

شرفُ الشهادةِ في قــوافلِ (كربلا)    حيـــثُ الخلودُ مـــع الحسينِ يطيبُ

أو عزةٌ أســــــــــمو بها وكـــرامةٌ    فيها تفــــــــــــــانتْ أنفسٌ وشعوبُ

ألقيتُ أحلامي زجــــــــــــاجةَ آملٍ    في بحرِ جودِكَ، كيف كيف أخيب؟

يا سيدي عُذراً إذا لم يبــــــــــــتسمْ    وجهُ القصيـــــــــدةِ، فالنشيدُ نحيبُ

نحنُ الحسينيــــــــونَ، ذاكَ شعارُنا    لكنه (شمّـــــــــــــــــاعةٌ) وهروبُ

هذي دماؤكَ مزّقــــــــــتْ أشلاءنا    فبكلِّ عـــامٍ – يـا حـسين ــ حروبُ

بعنا دماءكَ بالشقـــاقِ وبـــــــالشقا    فالكلُّ عن وطــــــنِ الإخـاءِ غريبُ

صرنا نقاتلُ بعـــضَنا في بعضِـــنا    ولنا عدوٌ شــــــــــــــامتٌ وطروبُ

(رادودُنا) تَهِـــمٌ بصوتِ رصاصةٍ    والشتمُ في بيتِ الحسـينِ (خطيبُ)!

صــارَ اختـــلافُ الرأي آفَتنا التي    أكلتْ حصادَ (الطفِّ) وهْوَ خصيبُ

أتُـــرى تـــآكلنا الصـراعُ فلم يزلْ    يجتاحُنا نصَبٌ، وشــــــــاعَ لغوبُ؟

كلٌ رمـــــــــى كبدَ الحقيقةِ زاعماً    لكنه كبدَ الحســـيـــــــــــــنِ يصيبُ

يا مَن هتفتـــــمْ بالحــــسينِ وسيلةً    لا تخذلوهُ، فمـــــــــا هُناك (حبيبُ)

عُدنا لكوفةِ أمسِـــــــــــنا في غيِّنا    فتنـــــــــــــــازعــتنا أوجهٌ ودروبُ

كلٌ يحرِّضُ للقيــــامِ (حـــــسينَهُ)    لكنه في (كربــــــــــــــــلاهُ) غريبُ

نحتاجُ أن يأتــــي (حسيـنٌ) فاتحاً    أرضَ (العـراكِ)، فأنصــتوا وأجيبوا

نحتاجُ (للعبــــاسِ) يســـــقي ذلَّنا    عزاً هنيئاً، فالضميـــــــــــــرُ جديبُ

قوموا لنحيي بالوئامِ قلـــــوبَــــنا    ونعيدَ مجداً بالإخــــــــــــــــاءِ يطيب

ولنكتبِ التاريـخَ مِن أحضـــــانِنا    فالبغضُ في عرفِ الــــــرواةِ كذوبُ

فإذا صفتْ أرواحُكم، طَهُرَ الولا    ولئنْ سألتُمْ فالحسيــــــــــــــــنُ يجيبُ

ومن قصائده الحسينية أيضا قصيدة: (قبضة من أثر الحسين) وقدمها بقوله: (إلى كل من قبض قبضة من أثر الحسين فأحيا بها القلوب بعد موتها .. إلى خدام الحسين (عليه السلام) وقد قدمناها

أشعلتَ عمــــــــــرَكَ للحسينِ شموعا    فعصــرتَ من كرْمِ السماءِ دموعا

ومضيتَ تنحتُ فـــــي القلوبِ هياكلاً    للنورِ فاشتــــــــعلَ الفؤادُ سطوعـا

وسقيتَ من سيلِ الدمــــــــوعِ مفاوزاً    حتى استحالتْ بــــــــالولاءِ ربـيعا

يخضرُّ صوتُكَ كلّما ارتفعَ الصــــدى    ينعى الحسينَ ويزدهـــــــي ينبوعا

موجوعةٌ منكَ الضــــــــــــلوعُ كأنّما    غولٌ يهشّمُ طـــــــــــائراً مفـزوعا

إن مرَّ اسمٌ للحسينِ بمسمـــــــــــــــعٍ    فكأنَّ كلَّ الكونِ ضجَّ جمــــــــــيعا

وإذا استفــــــــــاقتْ (كربلاءُ) مهولةً    في صـوتِكَ ارتدَّ الصدى موجوعا

تبتزُّ دمعَكَ للبكـــــــــــــــــــاءِ ثواكلٌ    يبكيـــــــنَ أجساداً هوتْ وضلوعا

يذرفنَ، لا أدري دماً أم أنفســــــــــاً؟    فالرعـــــــــبُ ما أبقى لهنَّ دموعا

ذابتْ حنـــــــــاجرُها بصوتِ كفوفِها    فغدتْ تــحدِّثُ بالكــــفوفِ صريعا

قمراً تظلّله الشــــــــــــموسُ وينحني    زبرُ الــحديدِ مقبِّلاً ومـــــــــــطيعا

عرفتْ به الصحراءُ لـــــــونَ جفائِها    فكــــستْ به صـمتَ الوجودِ نجيعا

وسمعتُ صوتَ الريحِ ينعـــــى باكياً    حرفاً مـــــــــــن القرآنِ خرَّ قطيعا

يا أيُّها النـــــــــــــــــــاعي بأوِّلِ قبلةٍ    هبطتْ عـلى خدِّ الحسينِ خضوعا

حيث النبيُّ يذرُّ فوقَ مــــــــــــــهادِهِ    وردَ الممــاتِ ويـــــــزرعُ التوديعا

فهناكَ ينصتُ (ابنُ فــــــائزَ) للأسى    يهبُ الحــروفَ مشـاعراً وخشوعا

وصدى (ابنِ نصِّارٍ) يســــيرُ بركبهِ    يحدو حــداءً شـــــــــاحباً وجزوعا

وكأنني أرنو (عطيةَ) جـــــــــــــاثياً    ينعى شبــاباً صُرِّعــــــوا ورضيعا

فسرتْ بـ(حـــــــــمزة) آهةٌ مخنوقةٌ    من قلبِ زينــبَ فاستشـــــاطَ مذيعا

باسمِ الطفوفِ تفجَّـــــــــــرت آماقُنا    حُزناً وعزمــاً لا يطيقُ ركـــــــوعا

إنْ صاحَ (باسمُ) في العـراقِ يجيبُه    صوتٌ من البــحرينِ هبَّ جـــزوعا

أو تلطمُ الإحساءُ صدرَ نـــــــخيلِها    قامَ القطيـــــــــــــفُ مُعزِّياً وهـلوعا

ما زالَ يا ناعي الحسين سنـاكَ في     أفقِ الخلــــــــــــــــودِ مؤنَّقاً وبــديعا

زبدُ الحداثةِ ما رأى من بحــــــرِنا    سفــــــــــــناً له تــرسو ولا مشروعا

تبقى المنـــــــــابرُ نهجُنا ودروسُنا    تهبُ النفــــــــــوسَ ملامحاً ودروعا

وغوايةُ النعـــــــــــي المؤثّرِ لحنُنا    معزوفةً تهــــــــــــبُ الحياةَ سطوعا

وبمتحفِ التاريخِ لــــوحةُ (كربلا)    أيقونةٌ تهـبُ الشــــــــــــــعوبَ ربيعا

حسبُ الحسين مخلّصــــــــاً آمالنا    لا صمتَ بـوذا لا المســــــيحَ يسوعا

تمثالُ عاشــــــــــــوراءَ أروعُ آيةٍ    حملتْ دمــــــوعَ المصـــطفى توقيعا

وهذه قصيدته التي فاز بها في مسابقة الجود عن أبي الفضل العباس (عليه السلام) وعنوانها (هذا المدى)

هذا المدى عطرٌ وقــــــــــــلبُك آسُ    وعلى هواكَ تنفَّسَ الإحــــــساسُ

من روضةٍ بالعــــرشِ جئتَ قرنفلاً    إن فاحَ أسكِرَ مـــــن شذاهُ الـناس

عباسُ واسمُــــــــــكَ عوذةٌ ما قلتها    إلّا هوى بـــــــــالعـينِ هذا الياسُ

اسمٌ تطرِّزهُ الملائكُ حـــــــــــــــليةً    يخبــــــــــو أمـامَ بريقِها الألماسُ

من فيضِكَ الأسمــــى تسيلُ جداولٌ    ويطيبُ باسمِكَ في الجنانِ غِراسُ

كفّاكَ تمتــــــــــــــــدانِ يولدُ مسجدٌ    تتقـــــــــــاطعانِ فتُقرعُ الأجراسُ

كفانِ أينعتا عطاءً أخـــــــــــــضراً    يمتدُّ إنْ غـــــــــطى القلوبَ يباسُ

كفَّانِ فاليُمنـــــــــــى تفيضُ مواهباً    وشمالكَ انطحنـــــتْ بها الأفراسُ

يا صــــــــانعَ الأطهارِ بينَ حروفِهِ    وبحدِّها تتنـــــــــــاقصُ الأرجاسُ

الجــــــــودُ رشحُ نداكَ بـعضكَ كله    ما زلتَ معـنىً ضاقَ عـنه جِناسُ

وصُهِرتَ من ذهبِ السمـاءِ فضائلاً    فالناسُ دونكَ فضــــــــةٌ ونحاسُ

تعبَ الكــــــــلامُ أمـامَ بابِكَ فانحنى    مستغفــــــــــــراً وتمزَّقَ الكرَّاسُ

والشعرُ جـــــــاءكَ يـستقيكَ بحورَه    وجيوبُه أودى بــــــــــها الإفلاسُ

يا كلمةً مخنوقـــــــــــــةً في سورةٍ    أوِّلْ سناكَ لتُكـــــــــــسرَ الأقـواسُ

يكفيكَ أنكَ من عليٍّ ســـــــــــــورةٌ    الحمدُ من آيــــــــــــــاتِها والنـاسُ

مولايَ جـــــــــئتكَ نفـثةً موجـوعةً    ضاقتْ بها الأضــــلاعُ والأنفـاسُ

الخوفُ حاصــــرني بجيشِ ظلامِهِ    ذبلتْ عيونُ الحزنِ شـــابَ الراسُ

صبري كليبٌ والــبسوسُ مواجعي    واليأسُ إذ يغتالني جسَّـــــــــــــاسُ

قمْ يا ابنَ حيدرةِ الــوغـى لا تُبقِني    وحــــــــدي يمزِّقني الأسى وأداسُ

أبدلْ مآتمَ غربتي بمــســــــــــــرةٍ    تسعُ الفـضـــــــــاءَ فتُعقَدُ الأعراسُ

طهِّرْ بماءِ اللهِ صـــــــــــــدراً آثماً    يعثو به الوســـــــــــواسُ والخنّاسُ

يا هادياً بالضوءِ كلَّ ســـــــــراتِهِ    بكَ يلهجُ السمَّارُ والجُــــــــــــــلاسُ

يا فاتحاً بالجودِ بيتَ عطـــــــــائهِ    لا بــــــــــــــابَ يحجبُه ولا حرَّاسُ

أنا من أنا حتى أمدَّ رســـــــــائلي    ما لم يكن مفتــــــــــــــاحُها العباسُ (10)

وقال من قصيدة (شظية حسينية):

صُبَّ فوقَ الكلامِ خمرَ جراحِــــــــكْ     كي تـذوقَ الحروفُ لونَ صباحِكْ

وأعــــــرني رصـاصةً وحـــــــساماً     واشتــــــــــعلني شرارةً لانقداحكْ

أنا نزفُ الـــــبكـاءِ حين تــــــــصلّي     وأنا في الوغى اصطلاءُ رمـاحِكْ

مبحرٌ في دمـاكَ زورقُ رفـــــــــضٍ     بكَ يمضي عــلى اشتهاءِ ريـاحِكْ

أسمعُ الآنَ ثورةً في ضلــــــــوعــي     تتغنّى بـزغرداتِ ســــــــــــلاحِكْ

شربَ الموتُ من دمي صـرخــــاتٍ     كنتُ قطــــــــــــرتهنُّ من أقداحِكْ

فمضى يعزفُ الحيــــــــاةَ ويحـــيي     بهجةَ الـوردِ مِن شـــــــذا أدواحِكْ

وطنٌ أنتَ للسماءِ، وقلبـــــــــــــــي     عـــــــــارجٌ فـيكَ، فهو مِن سيّاحِكْ

وطنٌ أنتَ رغمَ لؤمِ المنــــــــــــافي     لمْ تزلْ تـــنبتُ الشجى في بطاحِكْ

طرتَ للعرشِ بارتعاشةِ نــــــــــورٍ     وأنــــــــــــا ريشةٌ بطرفِ جناحِكْ

مغرقٌ بالشجى عيونَ قُـــــــــــرانا    طرفُنا واجـــمٌ وثغـــــــرُكَ ضاحِكْ

مِن صدى لائكَ استفــــاقـتْ قــبورٌ     فابتعـــــــــــــــــثنا قيامةً بصياحِكْ

الملبُّونَ ما يزال لظـــــــــــــــــاهمْ     يــــحتسي رفـضَـه مِن ابنِ رباحِكْ

حيَّ هذي الجراحَ باســــــمِ حـسينٍ     وهيَ تهدي النفوسَ صوتَ فلاحِكْ

حيِّ هذي الجراحَ لمعةُ ســــــــيفٍ     تشعلُ الليلَ، حـيّ وهجِ صــــفاحِكْ

وهجٌ أنتَ كالسنـــــــــــــــا تتـجلّى     فـــوقَ طورِ العُـلا، بخنصرِ راحِكْ

فأضأتَ الدنا شمـــوساً / رؤوســاً     ورويـــتَ الظــــــــــما بماءِ قراحِكْ

ووهبتَ الفداءَ أسمــــــاءَه الحــسـ    ـنى وعــــــــمّدته بـــطرفِ وشاحِكْ

تشرقُ الشمسُ حـيث تشرقُ عـينا    كَ، وموجُ البحــارِ نــــبضُ سماحِكْ

كلّما فاحَ نتنُ بـــــــــــــــاغٍ دعيٍّ     ســــــــيضوعُ العـبـيرُ مِــــن تُفاحِكْ

إيهِ يا أيـــــــها الذبـيحُ عـلى الفكـ    ـرِ بضيـقِ العقولِ رغــــــمَ انفتاحِكْ

واحــــدُ الدهرِ، كلُّ معناكَ نصرٌ     خــــــابَ مَن أعلنَ اقترابَ انزياحِكْ

أوقدَ الـــــشعرُ مِن بقاياكَ جمراً     صبَّ فــــــــوقَ الكلامِ خمرَ جراحِكْ (11)

وقال من قصيدته (نزيف آية الموت) وقد كتبها في الذكرى السنوية الأولى لحادثة التفجير الإرهابي لقبة الإمامين العسكريين (عليهما السلام) في سامراء يقول منها:

قسماً بكلِّ مواجعي

وبكلِّ جرحٍ ثارَ في جسدِ الدجى

وبكلِّ حيدرْ

قسماً بضلعِ عباءةِ الزهراء

إذ بالظُلمِ يُكسرْ

كفرَ الذي أفتى فكفّرْ

كفرَ الذي بالموتِ ينحرُ كل أزهارِ الحياة

متمتماً «الله أكبرْ»

كي ينزلَ الإعدامُ في بشرٍ بلا ذنبٍ سوى

أنَّ الحسينَ يسيرُ في شريانِهِ

وعروقِه

وكذاكَ جعفرْ

ويرى بعينِ يزيدَ كلَّ دمٍ يسيلُ معربداً

متفحّصاً ومُدمِّراً

فلعله يجدُ الحسينَ مُجدَّداً

أو طفلةً ما زالَ يقتلها الظما

أو ثورةً حمراءَ تولدُ من جديدٍ

بينَ أضلاعٍ ومنحرْ

أقسمتُ كمْ أقسمتُ يا أُذنَ التقى

فإلى متى أتلو مزاميرَ المواجعِ بين آلافِ الجراحِ

وصحائفي مُلئتْ بلونِ الكُرهِ

واحترقتْ بنيرانِ الغضبْ

لم يبقَ لي في سورةِ الأوجاعِ مِن روحٍ

فيقرأ كربتي شُعَلاً تثيرُ الموتَ في اللوحِ المقدَّرْ

لكنَّ لي بين المصاحفِ والمقاتلِ آيةٌ موجوعةٌ

لازالَ ينسخها الطغاةُ محرّفينَ مصاحفي

بما تنزّله الشياطينُ الجريئةُ في منازلِهم

وما يتلوهْ حبترْ

فأبيتُ إلا أن تكونَ أضالعي قلماً لها..

لتسطّرَ السرَّ الذي أخفيهِ ما بيني وبيني..

دون أن يدنو إليهِ الدمعُ كي لا يفضحُ الخافي

وكي لا يشتهيهِ الآه إحراقاً فيظهرْ

إني كتبتُ على صحائفِ لوعتي..

قسماً بأرضكِ يا بقيع، ويا شفيع، ويا عراق، ويا أساكْ..

لا أرتأي جدثاً يضمُّ الروحَ في قبرِ المودَّةِ من سواكْ

تحميكِ في عينِ القساةِ الطامعينَ محاجري

وتقيكَ نفسي بالهلاكْ

ما بينَ قبَّةِ سيدِ الشهداءِ والعباسِ روحي لم تزلْ ولهى

وحينَ يزفّها الشوقُ المُموَّجُ بالمواجعِ تشتهي أرضَ البقيعْ

وبأرضِ سامراءَ..

عفواً هل ذكرتُ بمطلعِ الآلامِ حين بدأتُ أُقسمُ..

والله قد كفرَ الذي في أرضِ سامراءَ فجّرْ              

وله قصائد عن أهل البيت عليهم السلام منشورة على شبكة فجر الثقافية منها: (إلا بحبل من كربلاء) و(آيات قدسك)، و(ولكم في الحسين حياة)، (آلام الحسين)

........................................................................

1 ــ كتاب (دفتر الشجي) لناجي الحرز ص 25 وهو مختارات من مراثي 100 شاعر إحسائي للإمام الحسين (عليه السلام) من مطبوعات الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة 1438 هـ / 2007 

2 ــ نفس المصدر ص 29

3 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين (عليه السلام) ج 2 ص 73

4 ــ صحيفة جواثا الالكترونية بتاريخ 12 / 4 / 2015

5 ــ صحيفة جهات الإخبارية الالكترونية بتاريخ 9 / 12 / 2013

6 ــ وكالة أنباء الشعر بتاريخ 10 / 12 / 2017

7 ــ صحيفة خليج الديرة بتاريخ 19 / 10 / 2014

8 ــ موقع النور بتاريخ 1 / 6 / 2019

9 ــ صحيفة جهات الإخبارية الالكترونية بتاريخ 5 / 1 / 2014

10 ــ كتاب (دفتر الشجي) لناجي الحرز ص 31

11 ــ كتاب (هو الحسين) وهو عرض للنصوص المشاركة في أمسية (هو الحسين) الشعرية السنوية المقامة في حسينية المصطفى بقرية الدالوة بالأحساء بين عامي (1433 ــ 1442 هـ) ص (37 ــ 48) وهو من جمع مصطفى عبد الله المسيليم الطبعة الأولى (1443 هـ / 2021 م).

المرفقات

: محمد طاهر الصفار