كشف ممثل المرجعية الدينية العليا خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف، عن كيفية تعميق الحزن الصادق في الانفس للامام الحسين عليه السلام، وكيفية احياء وتعميق الحب الولائي له، وما هو المقصود بالحب الصادق والحب الولائي.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي اليوم الجمعة (13 /9 /2019)، اننا نعيش في هذه الايام مصيبة سيد الشهداء عليه السلام العظيمة، مبينا اننا في حال اردنا ان نعيش الحزن الصادق علينا ان نستحضر ونعيش ما مر به اهل بيت النبوة من نساء الامام الحسين عليه السلام في مثل هذه الايام.
واضاف ان معايشة هذه الحالة تتطلب التذكر بقلوب مفجوعة سبي نساء الامام الحسين عليه السلام، وكيف يكون حال الواحد منا اذا وضعت زوجته وامه وبناته واخواته في سيارة مكشوفة ويطاف بهم امام الملأ من مدينة الى اخرى والناس تنظر اليهم بشماتة ويوجهون لهم الكلام الشديد والجارح ثم بعد ذلك يوضعون في خربة لاتحميهم من حر او برد، فضلا عن استشعار حالة الشخص منا حينما يذبح ابنه العزيز امامه ويذبح اخوته كذلك وهو لايستطيع ان يفعل شيئا.
ولفت الى "كيف يكون الحال اذا كان ذلك الشخص في درجة عالية من التقوى".
واكد على ضرورة نقل الحزن الى تطبيق للمبادئ التي ارادها الامام الحسين عليه السلام من خلال مراقبة النفس ومعرفة مقدار الصبر والثبات والموقف حين مواجهة اي ازمة معينة او فتنة في الدين او يتعرض الوطن لمحنة او المجتمع للفساد او الانحراف او حين يواجه الانسان حاكما ظالما.
وتابع ان على الشخص ان يراجع نفسه ليعرف هل انه سيصبر ويثبت ويقوى ويشتد ايمانه بالله تعالى ام انه يضعف ويتزعزع ويتراجع.
واستشهد الشيخ الكربلائي بصبر السيدة زينب عليها السلام حينما تعرضت للمصائب التي تتزلزل منها الجبال كيف انها وقفت شامخة وصامدة امام الطواغيت لم يهتز لها شيئا، داعيا المرأة الزينية الى ضرورة الاقتداء بالسيدة زينب عليها السلام حينما تواجه المشاكل والازمات والمحن والابتلاءات وان يبقى دينها وايمانها بالله تعالى قويا وثابتا وراسخا.
ودعا ممثل المرجعية الى ضرورة التعرف على سيرة واخلاق ومبادئ واقوال الامام الحسين عليه السلام وتحليلها ودراستها بصورة واعية لتطبيقها على واقعنا الحاضر، مشيرا الى ضرورة ان يصاحب ذلك مبدأ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل به وفق الشروط الشرعية والقانونية وغير ذلك.
واوضح ان من بين الامور المهمة جذب الشباب الذين يواجهون في الوقت الحاضر الازمات والابتلاءات والمحن والمشاكل وتقريب مبادئهم الى القضية العاشورائية وتقوية ايمانهم بالامام الحسين عليه السلام وحثهم على العمل بتلك المبادئ خصوصا في ظل ما يواجهونه من محن وازمات، لافتا الى ان الشباب الذي يحضرون ويشاركون بالعزاء والمسيرات العاشورائية بالملايين.
وبين ان الشباب لديهم تطلعات كثيرة وهموم كبيرة ويتعرض الكثير منهم للضعف عند اي مشكلة يواجهها ولايتمكن من حلها وفق الرؤية الحسينية.
ودعا الى ضرورة جذب وتقديم العون للشباب خصوصا حينما يواجهون المشاكل والازمات، مشيرا الى ضرورة ان يطلع الشاب على واقع شباب الثورة الحسينية في كيفية فهمهم للحياة وكذلك الشباب الذي ضحّوا بأرواحهم ضد عصابات داعش للدفاع عن الوطن والدين والمقدسات، مبينا ان الحياة الأسمى حينما يكون للشاب مبدأ وقيم وموقف يفهم الحياة الحقيقية المرتبطة بالله تعالى والايمان بهِ والايمان بمبادئ الدين والامام الحسين (عليه السلام)، ويفهم الحياة الحقيقية التي تؤدّي بهِ الى السعادة الصحيحة والحقّة ويحاول ان يعمل بها وتكون هدفه الاسمى وغايته الأعلى.
واردف ان البعض يتصور ان سعادة الشاب في ان ينال الامور المادية، لافتا الى ان هذه الامور مطلوبة بمقدار ولكن السعادة والخير والتقدّم الحقيقي انما هو في ان نفهم الحياة الصحيحة التي ارادها الله تعالى والامام الحسين (عليه السلام).
واشار الى اننا اذا استطعنا ان نقرّب فهم شباب الثورة الحسينية الى عقل هذا الشاب ونجعله يؤمن بها ويطبقّها حينئذ وصلنا الى اننا قد ربينا شباب الحسين الحق.
ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق