فما ان بلغ اهل البصرة خبر تأهب الامام ( عليه السلام ) وعزمه على الخروج من مكة معلناً بذلك ثورته على الأمويين ، بدأت تحركاتهم لنصرته واللحاق به ( عليه السلام ) ، وقد انضم إليه رجال واكبوا مسيرته واستشهدوا معه، وكان من ابرزهم :
1- الحجاج بن بدر التميمي السعدي.
وهو من أهل البصرة من بني سعد بن تميم، وكان قد حمل رسالة من يزيد بن مسعود النهشلي إلى الامام الحسين(عليه السلام) في مكة قائلا فيها :" فقد وصل إلي كتابك، وفهمت ما ندبتني إليه ودعوتني له من الأخذ بحظي من طاعتك والفوز بنصيبي من نصرتك، وإن الله لم يخل الأرض من عامل عليها بخير، ودليل على سبيل نجاة، وأنتم حجة الله على خلقه، ووديعته في أرضه، تفرعتم من زيتونة أحمدية هو أصلها، وأنتم فرعها فأقدم سعدت بأسعد طائر، فقد ذللت لك أعناق بني تميم، وتركتهم أشد تتابعا في طاعتك من الإبل الظماء لورود الماء يوم خمسها، وقد ذللت لك بني سعد، وغسلت درن قلوبها بماء سحابة مزن حين استهل برقها فلمع.." فلما وصل إلى الامام (عليه السلام) قرأ الكتاب فقال (عليه السلام): " "آمنك الله من الخوف، وأعزك وأرواك يوم العطش الأكبر" بقي معه حتى قتل بين يديه في كربلاء [1].
2- قعنب بن عمر النميري.
يعد قعنب بن عمر النميري من شيعة أهل البصرة، ولما جاء الحجاج بن بدر بكتاب مسعود النهشلي إلى الامام الحسين جاء معه قعنب إلى الامام (عليه السلام) ، وأنضم إليه وبقي إلى يوم الطف قتل في الحملة الأولى[2]. وقد زاده شرفاً على شرف الشهادة تخصيصه بالتسليم عليه فى زيارة الناحية المقدسة"السَّلَامُ عَلَى قَعْنَبِ بْنِ عَمْرو النَّمِرِيِّ"
3- يزيد بن ثبيط العبدي.
كان يزيد بن ثبيط العبدي من الشيعة ومن أصحاب أبي الأسود ، وكان شريفا في قومه، وكان من أنصار الامام الحسين(عليه السلام) من اهل البصرة، قدم إلى الامام(عليه السلام) مع ولديه عبد الله وعبيد الله من البصرة إلى مكة بعد أن وصل كتاب الامام (عليه السلام) إلى أشرافها، فلما رأى الامام الحسين في رحله قال السلام عليك يا بن رسول الله ، ثم سلم عليه وجلس إليه وأخبره بالذي جاء له ، فدعا له الامام ( عليه السلام ) بخير ، ثم ضم رحله إلى رحله قتل يوم الطف مبارزة وقتل أبناه معه [3].
4- الأدهم بن أمية العبدي.
من الشيعة البصريين الذين اجتمعوا في بيت مارية بنت منقذ العبدية وكان قد عزم على الخروج إلى الحسين(عليه السلام) في مكة مع يزيد بن ثبيط، فصحبه، التحق بالإمام الحسين (عليه السلام) بالأبطح من مكة وأنضم إلى الركب الحسيني في مكة، واستشهد معه بكربلاء يوم العاشر من المحرم سنة (61 هـ) في الحملة الأولى[4].
5- سيف بن مالك العبدي.
كان من شيعة أهل البصرة، اجتمع مع عدد من الشيعة بالبصرة ، وذلك حين علموا بخروج الإمام الحسين إلى الكوفة، وكان ممن يجتمع في بيت مارية، وخرج من البصرة، وقرر الالتحاق بالإمام الحسين، فخرج من البصرة قاصد ركب الحسيني للالتحاق به، فالتقوا به بالأبطح من مكة، ولازمه بقية الطريق إلى كربلاء، وما زال معه حتى استشهد بين يديه في كربلاء مبارزة بعد صلاة الظهر في كربلاء[5]. ورد السلام عليه في زيارة الناحية المنسوبة إلى الإمام الحجة (عجل الله فرجه)، ففيها: "السلام على سيف بن مالك".
6- عامر بن مسلم العبدي ومولاه سالم.
هو عامر بن مسلم من الشيعة في البصرة، خرج هو ومولاه سالم مع يزيد بن ثَبَيث العبديّ البصريّ إلى الإمام الحسين (عليه السّلام)، حتّى انتهى إلى سيّد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام) وهو بالأبطح مِن مكّة، فاستراح في رَحْله، ثمّ خرج إلى الإمام الحسين (عليه السّلام) إلى منزله، فلمّا رأى الامام (عليه السلام) قال " السلامُ عليك يا ابنَ رسول الله"، ثمّ أخبر الامام (عليه السلام) بالذي جاء به، فدعا له الإمامُ الحسين بخير، ثمّ ضَمَّ رحْلَه إلى رَحلِ سيّد الشهداء عليه السّلام ولم يفارق الامام حتى استشهد في كربلاء[6].ذكر ابنُ شهرآشوب والشيخ الطوسيّ أنّ عامر بن مسلم العبديّ ومَولاه سالم (رضوان الله عليهما) قد استُشهِدا في الحملة الأُولى في طفّ كربلاء [7].
جعفر رمضان
[1]محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار ألائمه الأطهار،(بيروت: مؤسسة الوفاء، 1983م)، ج45، ص71؛ محمد السماوي، أبصار العين في أنصار الحسين،(قم: مكتبة بصيرتي، هـ1408)، ص122.
[2] المصدر نفسه، ص122.
[3]أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم،(مصر: دار المعارف، 1961م)، ج5، ص353-354؛ أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، الفهرست تحقيق: جواد القيومي،(مؤسسة نشر النقاهة، 1417هـ)، ص81.
[4]أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، المصدر السابق، ج5، ص353؛ إبراهيم الموسوي الزنجاني، وسيلة الدارين في أنصار الحسين،(بيروت: مؤسسة الاعلمي، 1975م)، ص99-100.
[5]أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، المصدر السابق ،ج5، ص353؛ أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، رجال الطوسي،(مؤسسة: نشر النقاهة، 1417هـ) ، ص 101.
[6] النعمان بن محمد التميمي ، شرح الأخبار في فضائل ألائمه الأطهار، تحقيق: محمد الحسيني الجلالي،(قم: مؤسسة النشر الإسلامي، بلا، ت)، ج3، ص 246.
[7] أبو جعفر رشيد الدين محمد بن علي المازنداني، مناقب آل أبي طالب:(قم: مؤسسة انتشارات علامة، بلا، ت)،ج113،ص4؛ أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، رجال الطوسي..، ص77 .
اترك تعليق