عرض السماء

 

إلـى أمـيـر الـمـؤمـنـيـن عـلـي بـن أبـي طـالـب (عـلـيـه الـسـلام)

 

غـريـبــــــاً رمـاهُ الـقـهـرُ والـمــوتُ طـالـبُـه   ***   ودهـرٌ تـجـافـى لـيـسَ تـصـفـو مـشــاربُـه

وحـيـداً يـنـاجـي الـغـيـبَ مُـذ طــلّـقَ الـثـرى   ***   وتـرسـو عـلـى شـطِّ الـسـمـاءِ رغـــــائـبُـه

يـئـنُّ فـتـنـســـــــــــــــــابُ الـشــجـونُ نـديـةٌ   ***   ومـن كـلِّ جـرحٍ تـسـتـفـيـــــــــقُ نــوادبُـه

لـهُ مـوعـدٌ والـحـــــــــــــزنَ فــي كـلِّ لـيـلـةٍ   ***   فـلا الأنـسُ يـلــــــقـاهُ ولـيـسَ يــصـاحـبُـه

تـعـوَّدَ نـزفَ الـدمـعِ فـانـــــــــــــــداحَ يـأسُـه   ***   وروّى شـتـولَ الـعـزمِ فـاخـضــرَّ جـانـبُـه

عـصـيٌّ عـلـى الأيـــــــــــامِ مـا ذلّــه الـخـنـا   ***   وكـمْ صَـبَـغَـــــــــــــتـه بـالإبــاءِ تـجـاربُـه

يـزمِّـلـه لـيـلٌ تـوضَّـــــــــــــــــــــأ بـالـهـدى   ***   يـصـلّـي كـــأنْ قـد عـانـقَ الـلـــيـلَ راهـبُـه

وإنْ مـسَّـه وحـيٌ مـع الـفـــــــــجـرِ هــامـسٌ   ***   ألـمْ تـرَ كـيــــــفَ الـلـيـلُ تـعـــدو مـواكـبُـه

وكـيـفَ تـعـودُ الـشـمــــسُ تـبــسـطُ نــورَهـا   ***   عـلـى عـــــالـمٍ إن عـانـدتـهـا ســـحـائـبُـه ؟

يـثـورُ عـلـى وهـــــــــــــنٍ ويــطـبـعُ قــبـلـةً   ***   عـلـى ثـغـرِ صـبـــــــحٍ لا تـحـــدُّ مـواهـبُـه

ويـمـضـي فـلا أمـسٌ كـئـيـــــــــــــبٌ يــردُّه   ***   هـزيـــــــــــلاً ولا غـدرُ الـزمـــانِ يـغـالـبُـه

وحـيـــــــــــداً وأشـلاءُ الــكـرامـةِ زَخـرَفـت   ***   جـبـيــــــــنـاً بـهـيـاً يـرهـبُّ الـلـيـــلَ ثـاقـبُـه

تـنـفّـسَ حـبَّـاً لـلـضـيــــــــــــــــــــاءِ كـأنّـمـا   ***   إلـى دوحــةِ الإشـراقِ حـنَّـتْ مـــضــــاربُـه

يـخـالـجُـه بـوحُ الـضـــــــــــــــلـوعِ بـلـهـفـةٍ   ***   لـيـمـسَـكَ كـفّـاً لـلـسـمــــــــــــــــاءِ تـراقـبُـه

وتـلـقـي لـه حـبـلَ الـعــــــروجِ إلـى الـعـلـى   ***   فـتـحـفـلُ بـالـضـــــوءِ الـمــــجــيـدِ كـواكـبُـه

شـفـيـفٌ كـــــــــروحِ الــمـاءِ حُـرٌّ إذا هـمـى   ***   عـلـى وجـعِ الـصـحــراءِ يــــفـتــرُّ شـاحـبُـه

وإمَّـا سـرى صـمـتٌ يــضـــــــــــمِّـدُ وهـنَـه   ***   ويـهـتـفُ: هـذا الـلـيـــــــــلُ خــرَّتْ ذوائـبُـه

فـهـبِّـي ريـاحُ الـثـــــــــــــــأرِ إنَّ دمَ الـهـدى   ***   إلـى ســــاحـلِ الأمـجــــادِ سـارتْ مـراكـبُـه

أفـيـقـي, فـجـيــــــــــدُ الأرضِ مـزَّقَ طـوقَـه   ***   وعـــــــــانـدَ وهـمَ الــــذلِّ فـانـدكَّ غـاصـبُـه

لـه هـيـبـةُ الـبـيــــــــــــتِ الـعـتـيـقِ ومـنـعـةٌ   ***   فـإن نـازعـوا الـبـنـيــــــــانَ ثـارتْ تـرائـبُـه

وإن عـطـشـتْ أرضٌ إلـى الـعـــزمِ نـاشـدتْ   ***   دمـاً حـيـدريـــاً يــــــرعـبُ الـمـوتَ سـاكـبُـه

عـروبـتُـه عـرضُ الـسـمــــــــــــاءِ وسـيـفُـه   ***   جـلاءُ الـدُّجـى مــهـمـا اسـتـطـالـتْ مـذاهـبُـه

وإشـراقُـه خِـدرُ الـقــــــــــــــداسـةِ والـنُّـهـى   ***   وسـفـرُ خـلـــــــــــودٍ يُـبـهـرُ الـمـجـدَ كـاتـبُـه

مـحـمـد بـاقـر جـابـر

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات

: محمد باقر جابر