اخوتي واخواتي سبق وان تكلمنا ببعض الامور التي قُلنا بانها تُحدث شرخاً في جدار الاسر الكريمة ولعلّنا ذكرنا بعض الامور منها من قبيل مثلا ً عدم الحياء الاخلاقي وعدم الحياء الفكري وجانب التفكك الاسري ووظيفة المجتمع والمعلم والمدرسة والاسرة وتحدثنا عن ذلك وذكرنا بعض الشواهد عليه.
اليوم ايضاً نُحب ان نتكلم عن مفردة وهذه المفردة ايضاً من المفردات التي تؤثّر علينا بشكل سلبي ألا وهي مفردة العنف ومقصودي من ذلك طبعاً العنف هي تلك الحالة التي يستخدم فيها الانسان غالباً عضلاته في بسط ما يريد وتجد هذه الحالة حالة العنف هي حالة بدائية وحالة غير حضارية وقد تتطور هذه الحالة الى حالة محاولة الاقناع القسري في بعض الافكار مثلا ً لكن الذي يعنيني منها بالدرجة الاساس هو ما نشاهده حقيقة في اوساطنا الكثيرة في الغِلظة بالتعامل واستعمال العنف في مجموعة كثيرة من حل بعض المشاكل.
المشاكل لا تُقضى بهذه الطريقة بالعكس قد طريقة العنف تؤدّي الى مشاكل مضاعفة.
الانسان في بعض الحالات يكون تحت يدهُ من هو أضعف منهُ اما ليس لهُ قدرة جسدية على مقاومته او يتوقع ان هذا نحو من الارتباط يُبيح لهُ ان يستخدم العنف.
مثلا ً صاحب معمل يستخدم العنف وقد يصل الحال الى الضرب مع بعض العمال يستغل حاجة العامل الى العمل فيستعمل معهُ طريقة العنف لإعتقادهِ بأن هذا العامل سيبقى ساكتاً يستغل ظرفه الاقتصادي يمارس العنف في حقهِ، زوج رباطه مع الزوجة يستعمل العنف مع الزوجة بحيث تصل حالة الضرب والادماء وبعض الحالات كثير ما نُقلت الزوجة الى المستشفى..
هذه حالة العنف والتربية على العنف تارة تكون حالة خاصة تُعالج وتارة تكون حالة بدأت تتكرر، الانسان ليس من السهل عليهِ كشخص ان في حالة الاستفزاز دائماً يلجأ الى الاساليب البدائية بالضرب او يحاول ان يفرض بعض الامور بطريقة فيها هذا الجانب العُنفي ولذلك هُناك حُلول وهناك مشاكل وقطعاً تشخيص المشكلة في غاية الاهمية لطرح الحلول.
لاحظوا اخواني التربية مهمة من الصِغَر وجميع ادبياتنا عرفية ودينية ان التعلم في الصِغر كالنقش على الحجر بمعنى انهُ لا يُمحى يبقى الى طول حياة هذا الشخص ما دام حيّاً، الان عندنا وسائل تربية تشجّع على مسألة العنف حتى داخل الاسرة.. يبدأ الطفل عندما يضرب اخاه تجد الاب يستأنس بهذه الحالة يعتقد ان هذه عملية لتقوية الشجاعة، الشجاعة قضية قلبية اخواني ليس لها علاقة بالعضلات الانسان الشجاع هو الانسان الذي له قلب يُقدم حيث الإقدام ويحجم حيث الإحجام..، استعمال العضلات دائماً اشبه بعملية خارج اللياقات الانسانية اصلاً فعندما يُعوّد هذا الاب ولدهُ على هذه الطريقة، لاحظوا تارة تربيه على استعمال العضلات حتى يتحمل الشدائد ويكون شخصاً قوياً هذا جيد لكن بلا اساءة للاخرين، تدرّب ولدك على مسائل فيها رجولة وفيها تقوية بأس هذا جيد بالعكس هذا مطلوب لكن لا تعوّدهُ على الاعتداء على الاخرين..
لاحظوا سأُعطي مثلين الان اغلب الاسر تعيشها..
اغلب الاُسر الان تمنع اولادها الصغار ان يلعبوا بالتراب سنتين ثلاثة اربعة خمس ست سنوات.. تمنعه اذا لعب في التراب تقوم الدنيا ولا تقعد الاب يصرخ والام تصرخ وشيء في البيت.. لماذا؟!! لأن هذا الثوب قد اتسخ مثلاً او هو ظهر بمظهر فيه تراب...، أنا لا اعرف اخواني من أين جاء هذا الرفض الى ان الطفل يلعب بالتراب.
تعلمون المثل المقابل ما هو؟! ان هذا الطفل يجلس امام بعض الشاشات وبعض الالعاب التي فيها قتل وسطو وسرقة والاب لا يكترث والطفل لا يكترث، يُعوّد ولدهُ على العنف ويغذي عقله على عقلية عنيفة، بينما الوضع الصحي والنفسي ان يلعب الطفل، هذه التربية عندما تكون معكوسة او جائتنا ثقافة مستوردة بلا ان نتأمل وبلا ان نفكّر اذن ما فعلته تلك الدولة صح فلابد ان نفعلهُ، تلك الدولة لو كانت دولة جيدة لحافظت على مجتمعها.. لا تصدّر الينا وسائل العنف ثم تأتي منظمات اخرى تحاول السيطرة على العنف ولا جدوى من ذلك، الطريقة خطأ المنهج خطأ نحنُ امة نمتلك ادوات صحيحة للتربية لماذا رفضناها وذهبنا الى اشياء اُخر.
انا لا اقول لابد ان نَغلق انفسنا بالعكس اقول لابد ان ننفتح لكن لماذا دائماً تتأثر لماذا لا تؤثّر؟! ماذا ينقصك؟! لكنك انت مهزوم امام حضارتك الحقيقية وامام اخلاقياتك الحقيقية انت مهزوم، تُنتج جيلا ً عنيفاً يتعوّد على القتل، الله خلق الانسان فقط ان يقتل وان يسطو وان يسرق وبدأت المجتمعات تضجّ بمشاكل من هذا والكل يعلم ان المشكلة أين لكن يغطي رأسه عن واقع القضية لا توجد جرأة حقيقية لمعالجة أصل المشكلة..
اذهب الان الى الاسواق واشتري لعبة لولدك ماذا تشتري لهُ؟
هذا العيد يأتينا ان شاء الله تعالى كُل استفتاءات الشرعية قضايا عُرفية لا تُطلقوا العيارات النارية، الكل يُعاند ويطلق العيارات النارية وبعض الناس تُروّع فضلا ً عن الاصابة هل يجوز أحد ان يُروّع أحد؟ وهذا كلام حتى امام مسؤولي الدولة هل يجوز احد ان يُروّع احد؟ بأي حق هذا الجار لابد ان يرتبك ولابد ان يتأذى عندهُ مريض عندهُ شخص نائم..، الانسان يفرح ويُسر نحتاج ان نفرح وان نُسر دائماً أيام بِشر وايام سُعد مطلوبة هذه لكن لا على حساب العنف اخواني..
لا اعرف من أين جاءت بعض الامور والكل نعم يتحدث لكن اذا حضر مجلساً كأن على رأسه الطير لا ينهى عن هذا الفعل ابداً، عندما يخرج تجدهُ ينقد الفعل لكن عندما يحضر بل يحضر برجله وهو يعلم ان ستُرتكب هذه الاشياء وينقل قدمهُ بشكل مؤدّب حتى يحضر ثم يخرج وينقد التصرّف..
لا اعتقد ان هذه القضية تبني اخواني، انا اتحدث والله بمرارة..
على المدارس وعلى الاسر الكريمة وعلى البيئة العامة ان تربي اطفالنا وشبابنا لا على هذه الطريقة من العنف والقتل..
طبعاً ادوات الاتصال الاجتماعي والتلفاز ومواقع تغذّي هذا المعنى عملية إلهاء لأكثر شرائح المجتمع وبالنتيجة تُفرز حالات كثيرة..، الشاب عليهِ ان يشعر بالتفائل وعليه ان يشعر بالأمل وعليه ان يترك اليأس هذا شاب امامهُ الحياة مفتوحة اذا انت تتركه سيقع بمشاكل اخلاقية وتربوية وسيقع بحالة يرى ان الدنيا مظلمة، بعض الشباب بدأ يُدخل نفسه بكسب مالي سريع حتى وان ورّط اهله وورّط اصحابه نتيجة غباء في التصرّف وعدم حكمة..، شاب عمره اقل من عشرين عاماً يريد ان يكون مليونيراً في أيام!! نتيجة ماذا؟! ترك الامور على عواهنها وعدم توجيه هؤلاء ثم تجد هذا قد انتحر وتلك الفتاة قد انتحرت وهذا الشاب ضاقت بهِ..
اخواني الوقاية خير من العلاج وهذا الكلام لمسؤولي الدولة ايضاً.. لابد ان تلتفتوا وتحموا المجتمع وتحموا الناس ثقافات هجينة ولدّت تصرفات لم تكن في البلد اصلاً لا يمكن ان نُعالج القضية بعد وقوعها، هناك حصانة مجتمعية لابد ان تكون وهناك برامج حقيقية قابلة للتطبيق وهذه مسؤولية الجميع لا استثني منها احداً..
العنف اصبح في كل شيء خمس او ست سنوات لا يعرف ان يلعب مع زميله الا في عملية عنف وينمو ويكبر على طريقة العنف ويبدأ الآن يستعرض اعراض العالم ويعتدي على الناس ويعتدي على الفقراء والبسطاء وقصدي الفقير الذي ليس لهُ احد..
أهذه طريقة؟!
نبدأ من اُسرنا الكريمة ونبدأ من اخواننا الذي يحمل حالة من المسؤولية حقيقة على ابنائنا هذه الطريقة غير صحيحة اخواني العُنف هذا ليس محلهُ والعنف ليس له علاقة بالشجاعة العُنف عملية بدائية فوضوية اشبه بشريعة الغاب منها الى الانسان..
الشجاعة شيء وهذا شيء آخر، الانسان يطمئن مع الشجاع والانسان يخاف مع العنيف بينهما بون بعيد هذا غير هذا لا تختلط الامور عندنا، نعم يستحب الانسان ان يُربي ولده على الشجاعة وعلى الرجولة وعلى مشاق الاعمال حتى عندما يضخه في المجتمع وهو مملوء من التجربة والكياسة ويكون عاملا ً نافعاً وهذا ليس لهُ علاقة بالعنف..، الجبان أجل الله السامع يلجأ للعنف..
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا واياكم وان يكون مجتمعاً مباركاً بعيداً عن كل الوان العنف السلبية التي تؤذي بحياة ابنائنا وشبابنا وان يتربوا على فضائل الاخلاق وهذا هو المأمول..
نسأل الله ان يوفقنا واياكم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..
حيدر عدنان
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق