إنه الإمام الذي أشاد من سجنه قبلة للقلوب, ومن صلاته معراجاً إلى السماء, إنه ابن من بدد سُحب الكفر ببرق ذي الفقار، وابن من لم يقرّ للظالمين حتى زلزلت صرخته عروشهم وقوّضت جبروتهم (هيهات منا الذلة), إنه سليل النبوة, ووريث الامامة الذي عانق القرآن منهجاً، واتخذ سيرة آبائه الأبرار طريقاً للسير على هديهم وسلوكهم حتى امتزجت روحه الطاهرة بأرواحهم الزكية في سبيل إعلاء كلمة الله وبسط العدل ودحض الباطل, إنه بحر علوم النبوة وطود حلم الإمامة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع).
إنه السفر الذي صاغ من القيود والأغلال طريق الحرية والكرامة, ورسم من ظلام السجون نهجاً أبلجاً علّم البشرية مقارعة الظلم والطغاة حتى النصر أو الشهادة, إنه النور الذي لم تزده ظلمات الجور الّا اتقاداً ووميضاً, إنه المعنى الحقيقي لرسالات السماء والذي لم يعرف السجود والركوع والانحناء الّا لربه.
محمد طاهر الصفار
اترك تعليق