قرينتا النسبة والتبعية في الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين(عليه السلام) _دراسة نحوية دلالية _

أ.م.د.علي عباس الأعرجي

مدخل:

        نظراً للتشابه الكبير في المعاني الدلالية لقرينتي النسبة والتبعية , لكونهما يأتيان للتوضيح , أو للتعريف أو للتخصيص , كذلك الترابط والتعانق بين الألفاظ الدالة على النسبة والتبعية بعضها مع بعض ,لأنّ النسبة يترابط طرفاه مع بعضها البعض حتى يصيرا كأنهما كلمة واحدة , وكذلك التبعية فهي القرينة التي يفهم بها ارتباط التابع بالمتبوع(1) , وفائدة النسبة أن تضيف شيئاً إلى شيء آخر وربطها به , ومن أجل ذلك كان به حاجة دائماً إلى طرفين منسوب ومنسوب إليه(2), وكذلك التوابع فأنّها على تنوعها لا ترتبط بالجملة التي توجد فيها إلا من خلال متبوعها أيّاً كانت وظيفة هذا المتبوع وعلاقته في جملته , ولذلك يتوجه ارتباط التوابع إلى المتبوع نفسه , ووجه ذلك أنّ (( المنسوب إلى المتبوع في قصد المتكلم  منسوب اليه مع تابعه ))(3)فيكون التابع والمتبوع كمفرد منسوب إليه ...

هذا وكذلك لقلة عدد المباحث التي ترتبط بقرينة النسبة والتبعية فقرينة النسبة يرتبط بها نوعان هي نسبة حروف الجر , ونسبة الإضافة , وقرينة  التبعية يرتبط بها أربعة أنواع هي : قرينة النعت وقرينة التوكيد وقرينة العطف وقرينة عطف البيان أو البدل, فلهذا كلمه جعلنا أن تكون مطالب  القرينتين في بحث واحد , وسوف نقسمه على مطلبين :

المطلب  الأول : قرينة النسبية .

المطلب الثاني : قرينة التبعية . 

المطلب الأوّل : قرينة النسبة .

النسبة هي قيد عام على علاقة الإسناد أو ما يقع في حيزها , كما كانت علاقة التخصيص , ولكن معنى النسبة غير معنى التخصيص , كما ميزه الدكتور تمام حسان بأن معنى التخصيص تضيق لعلاقة الإسناد ومعنى النسبة  إلحاق لها(4), وهذا القيد يجعل علاقة الإسناد نسبية ,وفائدتها أن تضيف شيئاً إلى شيء آخر وربطها به , ولهذا هي بحاجة دائمة إلى طرفين منسوب ومنسوب إليه . ولذا حيث فهم النحاةُ العربُ(5), أنّ العلاقة بين المضاف والمضاف إليه , بخاصة هي علاقة النسبة , وجعلوا  حرف الجر من باب الإضافة , ولذلك فإن علاقة النسبة تشمل دراسة المجرورات بحرف الجر , المجرور بالإضافة .

        ومما سبق يتضح أن قرينة النسبة قرينة عامة يدخل تحتها معنيان , ولذا نقسمها بالبحث على قسمين :

أولاً : النسبة بحرف الجر

حروف الجر يؤتى بها لتصل ما قبلها بما بعدها , ولا تدخل إلا على الأسماء(6), حيث إنَّ حروف الجر إنّما هي حروف واسطةٌ بين ما قبلها وما بعدها , وهي في الوقت ذاته تؤدّي معنىً , هذا المعنى يكون فيما بعدها , وهو العلاقة الدلالية بين ما ربطت بينهما ,فمعاني حرف الجر  هي نسبة بين الحدث ( الإسناد ) وبين المجرور , وعُبِّر عنها بـ(( حروف الإضافة لأنّها  تضيف معاني الأفعال أي توصلها الأسماء ))(7), وهي تجعل علاقة الإسناد  نسبية سواء كانت بين مبتدأ وخبره , أو فعل وفاعله أو غير ذلك , ولهذا قيل : (( التعليق بواسطة ما يفهم بالحرف من نسبة هو في حقيقته إيجاد علاقة نسبية بين المجرور وبين معنى الحدث الذي في علاقة الإسناد ))(8).

        وحروف الجر الدور لها الأساس في تتمه معنى الجملة , فهي التي تربط الكلمات المتباينة , فتنقل معاني الأفعال إلى معاني الأفعال الأسماء , وتقوي معاني وتجعلها موصولة للأسماء فهي (( بمثابة قنطرة توصل المعنى بين العامل والاسم المجرور , أو بمثابة رابطة تربط بينهما , ولا يستطيع العامل أن يوصل أثره إلى ذلك الاسم إلا بمعونة حرف الجر الأصلي وما ألحق به فهو وسيط , أو وسيلة للاتّصال بينما , لهذا يسميها بعض النحاة حروف الإضافة))(9), لأنّ بعض الأفعال ضعفت عن وصولها إلى الأسماء التي بعدها , فاحتاجت إلى أشياء تستعين بها للوصول إليه وهي حروف الجر , ذلك نحو : عجبت ومررت وذهبت(10), فالحروف من ناحية وصلها بين العامل والاسم المجرور – وهو ما يسمى

 (( التعلق بالعامل )) فهو الاستفادة بما يجلبه للجملة من معنى فرعي جديد , فالجار والمجرور مستمسك ومرتبط بالعامل ارتباطاً معنوياً كما يرتبط الجزء بكله , أو الفرع بأصله , لأنّ المجرور يكمل معنى هذا الفعل , فلذا (( يرى النحاة أنّ الجار والمجرور لابد أنّ يتعلق أو ما هو بمعناه ))(11) .

        وتعددت الحروف التي تجر الأسماء في الصحيفة السجادية كما تعددت دلالتُها فجاء الحرف بدلالة متنوعة ومعانٍ مختلفة , وافادت الربط بين الأسماء والحدث ( الإسناد) والتعليق بما قبلها , وسوف أذكر كل حرف ومعانيه التي جاء بها ودلالته في الارتباط والالحاق والتعلق بما قبله .

حرف ( الباء) :  

فمما جاء حرف ( الباء ) في الصحيفة السجادية هو قوله(عليه السلام) :

 (( الحمد لله بلا أوَّلٍ كان قبله , والآخر بلا آخرٍ يكون بعده ))(12).

(( يتخطى إليه بأيَّام عُمُرهِ , ويرهَقُهُ بأعوامِ دهرِهِ ))(13).

((حمداً نُعتقُ به من أليم نار الله ))(14)

(( الحمدُ لله بكلِّ ما حمدَهُ به أدنى ملائِكِتِهِ إليه ))(15)

((فختم بنا على جميع من ذرأ ))(16)

         في الأمثلة المتقدمة جاء الإمام (عليه السلام) بحرف الجر ( الباء ) وقد أفاد معاني مختلقة ودلالات متعددة في الجمل , ففي المثال الأول ( بلا أول كان قبلة ) و( بلا  آخرٍ يكون بعده ) , جاءت ( الباء) للملابسة أي : متلبساً بلا أول ومتلبساً بلا آخرٍ, وهذا المعنى هو الذي عبرَّ عنه سيبويه بالإلزاق والاختلاط(17) , وهو أصل معانيها فيقول : (( وباء الجر إنّما هي للإلزاق والاختلاط , وذلك قولك : خرجت بزيد , ودخلت به , وضربته بالسوط , ألزقت ضربك إياه بالسوط ))(18) .

وكلام الإمام ( عليه السلام) مقتبس من القرآن الكريم قال تعالى :) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ( [ الحديد : 3 ] . 

وفي المثال الثاني جاءت ( الباء ) في الموضعين ( بأيّام عمره ) و( بأعوام  دهره ) بمعنين : إمّا للاستعانة , والمعنى : إنّ كلَّ شخص تجاوز إلى غاية عمره بأيام حياته , ويقرب منه بأعوام دهره , كأنّ كل يوم خطوة وكل عامٍّ مرحلةٌ يقطعها إلى أن يبلغ منتهاه و( باء) الاستعانة : هي الداخلة على آله الفعل ويكون ما بعد ( الباء) هو الآلة لحصول المعنى الذي قبلها نحو كتبت بالقلم(19) . ويتخطأ : من ( الخطوة ) وهو المشيء والمعنى : متخذاً من أيام عمره خطوات , والرهق كفرح : غشيه ولحقه , أو دنا منه وقرب .

وامّا أن تكون ( الباء ) في الفقرتين للسببية , ويكون فاعل ( يتخطأ) و ( يرهقه ) : الروح(20) , والمعنى : إنّ ذلك الروح يتجاوز إلى هذا الأمر بسبب انقضائه , ويلحق هذا الأمر أو يدنو منه الروح بسبب انقضائه .

وفي المثال الثالث جاءت ( الباء ) في ( نعتق به ) للسببية وللتعليل وهي أن يكون ما بعدها سبباً وعلة لما قبلها , نحو لقيت بزيدٍ الأسد , أي بسبب لقائي إياه(21) والضمير في ( به ) يعود على ( الحمد ) أي بسبب الحمد نعُتق من أليم نار الله , والعتق : هو التخلص والنجاة والسبق .

        وفي المثال الرابع جاءت ( الباء ) في قوله (عليه السلام) : (( الحمد لله بكلّ ما حمده )) للمصاحبة وهي التي يضع بدلاً منها( مع ) , نحو قوله تعالى : )   اهْبِطْ بِسَلاَمٍ  ( [ هود 48] أي : مع سلام(22), والمعنى الحمد لله مع كل تحميد , وهو حمده تعالى مرة بعد أخرى  .

        وفي المثال الخامس جاءت ( الباء) في قوله (عليه السلام) (( فختم بنا)) للسببية , وهي الداخلة على صالح للاستغناء به عن فاعل معداها مجازاً نحو :)  َأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ  ( [ الأعراف: 75 ] , فلو قصد إسناد الإخراج إلى الهاء لصح وحسن , لكنه مجاز. ومنه كتبت بالقلم فإنّه يقال : كتب القلم , وعبرّ عنها بالسببية من أجل الأفعال المنسوبة الى الله تعالى , فإن استعمال السببية فيها يجوز(23) .والمعنى : إنّه تعالى جعلنا آخر جميع من خلق , من الأنبياء وأممهم , فختمهم بنا, فلا أمة بعدنا يرسل إليها رسول كما أنّ نبينا (صلى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء والمرسلين

حرف ( اللام ) :

ومما جاء الجر بحرف ( اللام ) في الصحيفة السجادية قوله ( عليه السلام) :

 (( الحمد لله الأوّل بلا أوّل كان قبله))(24)

(( وجعل لكلِّ روح منهم قوتاً معلوماً مقسوماً من رزقهِ ))(25).

(( كما نصب لأمرِكَ نفسه وعرَّ ضَ فيك للمكرُهِ بدَنَهُ ))(26).

وردت اللامُ في الأمثلة المتقدمة حرفَ نسبة , حيث ينسب ما بعدَه إلى ما قبلَه في دلالات متعددة ويجرُّه , وهو يجر الظاهر والمضمر .

        ففي المثال الأوّل جاءت ( اللام) في قوله (عليه السلام) : (الحمد لله ) للإختصاص  , وهي الواقعة بين معنى وذات(27), وذكر سيبويه أنّ معناها (( الملك واستحقاق الشيء))(28) , فتختص حقيقة الحمد به فيكون جميع أفرادها مختصاً به سبحانه , لأنّ النعوت الكمالية كلها ترجع إليه , فهو فاعلها وغايتها , ولهذا ذكر اسم الله دون غيره من الأسماء لدلالته بحسب المفهوم على جامعية الأوصاف الجمالية والجلاليه كلها , والحمد أعم من الشكر لأنّ الحمد قد يكون م غير نعمه والشكر يختص بالنعمة (29) , ومن ثمّ قال (صلى الله عليه وآله) : (( لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ))(30) , والجار والمجرور متعلق بـ( استقر ) أو ( مستقر) والمعنى الحمد الله ثابت أو دائم .

وفي المثال الثاني جاءت ( اللام) في قوله ( لكلِّ روحٍ ) للاستحقاق والتمليك لأنّ الله تعالى وهو فاعل ( جعل ) قد ملّكَ كل إنسان قوته , وقسم رزقه و(لام) التمليك ,وهي أنّه غير المجرور هو الذي يحدث للمجرور , أي يملِّكهُ له ومنه : وهبت لزيد ديناراً(31), ويحتمل في ( جعل ) هنا معنيان : الأوّل : بمعنى خلق وأوجد , والجار والمجرور ( لكل روح ) متعلق به وتقدم على المفعول ( قوتاً ) للتشويق إليه والثاني : بمعنى ( صيّر ) أي : التصيير المتعدي إلى مفعولين فيكون أوّلهما ( قوتاً ) وثانيهما الجار والمجرور المتقدم , والأصل : لكل روح منهم قوت , ثم , صيرّ لكل منهم قوتاً  فمعناه : جعل قوتاً موصوفاً بالوصف المذكور كائناً لكل روح منهم , فإنّ خبر صار في الحقيقة هو الكون المقدر العامل في الجار والمجرور . و(الروح) يذكر ويؤنث كما نص عليه الجوهري(32) وابن سيده (33) .

        وفي المثال  جاءت ( اللام)  في قوله ( عليه السلام) ( لامرك) و( للمكروه) للتعديل والسببية ,والجار والمجرور متعلق بالفعل ( نصبَ) و( عرّض ) .

        ونصب إمّا من النصْب بسكون الصاد , مصدر فانتصب الشيء من باب ضرب إذا أقمته , تقول : نصبته لأمر كذا فانتصب أي : أقمته له فقام , والمعنى : أقام لأمرك نفسه , أو من النصَب محركة بمعنى التعب يقال : نصب ينصب , كتعب يتعب , لفظاً ومعنىً : أتعب لأمرك نفسه(34) .

وعرّض : عرضته لكذا تعريضاً فتعرض , نصبته له فانتصب , كأنّك جعلته عرضة له أي : معروضاً (35) .

حرف( منº ) :

وِمنº حروف النسبة الجارة التي جاءت في الصحيفة السجادية حرف ( مِنº ) الجارة وهي مكسورة الميم , مبنية على السكون , وتحرك النون بالفتح عند التقاء الساكنين فنقول : مِنَ المنزلِ , ومن النحاة من يجعلها على ثلاثة أحرف حيث تنتهي ( بألف) فيقال : ( منا ) ولكن ابن مالك(36) , يقول بأنّها لغة , والجمهور على أنّها ثنائية (37), و( من) حرفٌ يدخل على الظاهر والمضمر , وترد في الجمل وتعطي دلالات مختلفة تفهم من القرائن والسياق .

ومما جاء مجروراً بحرف (من) في أدعيته(عليه السلام) قوله:

(( حمداً نسعدُ به في السعداء مِن أوليائِهِ ))(38).

((اللهم وأتباع الرُّسل ومصدقوهُم من أهل الأرض))(39).

((وأقمتَ لأهِلهِ دليلاً، من لدُنْ آدم إلى محمد( صلى الله عليه وآله) من أئمة الهدى))(40).

جاء حرف الجر (مِنº) في المثال الأوّل من قوله(عليه السلام) (من أوليائه) للبيان وعلامة (من) الدالة على التبيين وضع الموصول في موضعه(41)، فيكون المعنى: السعداء الذين هم أولياؤه ، والسعداء: جمع سعد وهو من عرف ربّه وسلك سبيله حتّى وصل إليه، والولي: الذي يتولّى عبادة الله ويوالي طاعته من غير تخلل معصية(42)، والجار والمجرور متعلق بـ(السعداء).

وفي المثال الثاني جاء حرف الجر (من) في قوله(عليه السلام)(من أهل الأرض) لبيان الجنس وعلامتها أن يصح بما بعدها عما قبلها(43)، وقوله(عليه السلام) ((من أهل الأرض)) بيان لجنس المصدقين، كقوله تعالى: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ ﴾ [الحج:30]، أي: المصدقون الذين هم من جنس أهل الأرض ,و(مصدقوهم) عطف على (الاتباع) وهو من قبيل عطف الشيء على مرادفه،؛ لأنّ كل تابع مصدّقٌ، وكلّ مصدقٍ تابعٌ وهما المؤمنان بالأنبياء والرسل، وبما اُنزل عليهم، وعلى هذا الجار والمجرور متعلق بـ(مصدقوهم)، أو (الاتباع).

وفي المثال الثالث جاء حرف الجر (من) في وقوله(عليه السلام): (من لدن آدم) لابتداء الغاية في الزمان(44) نحو قوله تعالى:﴿ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ﴾[التوبة:108] ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف واقع حالاً من (( كل دهر وزمان أرسلت فيه رسولاً )) في كلام متقدم , و(( كل دهر وزمان )) نكرة موصوفة بالجملة بعدها، والنكرة الموصوفة كالمعرفة، فلذا يجوز أن يتعلق الجار والمجرور بحال، والتقدير: كائناً من لدن آدم، ويجوز أن يتعلق بصفة والتقدير: كائن من لدن آدم.

 وجاء حرف الجر الآخر في المثال (من) في قوله (عليه السلام)(من أئمة الهدى) وقد أفاد البيانية وهو ظرف مستقر، وصف لدليل أي: دليلاً كائناً من أئمة الهدى.

حرف الجر (عنº):

وهي من حروف النسبة، ونُونها ساكنة، وهي حرف يجر الظاهر المضمر وقد وردت في الصحيفة السجادية بدلالات مختلفة يتضع معناها من خلال السياق.

ومما جاء في أدعيته (عليه السلام):

((الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين، وعجزت عن نعته أوهام الواصفين))(45).

((أصبحنا في قبَضتِكَ.... ونتصرّفُ عَنْ أمِركَ))(46).

((واجعل مخرجي عن علتي إلى عفوك))(47).

جاء حرف الجر (عن) في المثال الأول بقوله(عليه السلام) (عن رؤيته) و(عن نعته) وقد أفاد معنى التجاوز وهو أشهر معانيها، ولم يثبتº سيبويه لها إلاّ هذا المعنى(48)، ومعنى المجاوز الابتعاد تقول: انصرف عنه أي تركه بخلاف انصرف إليه، فإنّ معناه ذهب إليه، والجار والمجرور متعلقان بالفعل (قصرت) و(عجزت) و(قَصُرتْ) بالضم، وهو من القصِر: كعنِب خلاف الطول فيكون من باب الاستعارة التبعية، والرؤية: معاينة العين للشيء(49)، واضافتها إلى الضمير من إضافة المصدر إلى المفعول، وإنما قصرت الأبصار عن رؤيته تعالى، لأنّ المرئي بالبصر يجب أن يكون في جهة، وهو تعالى منزه عنها، وإلاّ وجب كونه عرضاً أو جوهراً جسمانياً، وهو محال , ولذا جاء في الذكر الحكيم:﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ﴾

 [ الأنعام:103]، وجاء لموسى(عليه السلام) بعد سؤاله وطلب الرؤية:﴿ لَنْ تَرَانِي ﴾

[ الأعراف:143] و(عجز عن الشيء): ضعف عنه، و(النعت): الوصف وهو ما دل على الذات و(الأوهام): جمع وهم، وهو قوة جسمانية للإنسان محلّها في الدماغ عن شأنها إدراك المعاني الجزئية المتعلقة بالمحسوسات، والقوة العقلية المتعلقة بالمعقولات، ويكون عجز الأوهام عن نعته تعالى: عجزها عن بلوغ تمام نعته وإن بالغوا في التوصيف، ولذا قال سيد الوصيين(عليه السلام): ((هو فوق ما يصفه الواصفون))(50).

وفي المثال الثاني جاء حرف الجر (عن) في قوله(عليه السلام) (عن أمرك) وقد أفاد السببية والتعليل كما في قوله تعالى:﴿ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ﴾

[ التوبة:114](51)، والمعنى يكون: بسبب أمرك، فالجار والمجرور متعلق بالفعل (نتصرّف)، ويحتمل أن يكون مستقراً على أنّه حال من الضمير، أيّ، نتصرف صادرين عن أمرك، و(نتصرّف): التصرف والتقلب بمعنى: صرفته في الأمر تصريفاً فتصرف: قلبته فتقلب(52).

 وفي المثال الثالث جار حرف الجر (عن)  في قوله(عليه السلام) (عن علتي) وقد أفادت معنى (من)(53) نحو قوله تعالى:﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ﴾[الشورى:35]، و(مَخْرجي) مصدر ميمي يقال: خرج من المكان خروجاً ومخرجاً، والجار والمجرور متعلق بالمصدر (مخرجي) وقول الإمام(عليه السلام) (عن علتي) ولم يقل (من علتي) مع أن المعروف (خرج منه)، لأنّه قصد الانفصال(54).

حـرف النسبـة ( في ):

ـ ورد حرف النسبة (في) في أدعية الصحيفة السجادية وقد أفاد دلالات معنوية متعددة، فمنها ما جاء في قوله(عليه السلام):

((حمداً نسعد به في السعداء من أوليائه))(55).

((ووالى فيك الأبعدين، وعادَى فيك الأقربين))(56).

((وفارقوا الأزواجَ والأولادَ في إظهار كلمته))(57).

 ورد حرف الجر (في) في المثال الأوّل من قوله(عليه السلام):(في السعداء) بمعنى (مع)، أيّ: نسعد به مع السعداء كما في قوله تعالى:﴿ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ﴾[الأعراف:38]، أي: أمم (58)، والجار والمجرور متعلق بالفعل (نسعد).

ـ في المثال الثاني والثالث جاء حرف الجر (في) من قوله(عليه السلام)(وإلى فيك) و(عادى فيك)و(في إظهار) للتعليل والسببية والمعنى: إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)، واَلَى لأجلك الأبعدين من الناس، وعادى لأجلك الأقربين، وفيهما إعلام أنّ الرسولَ يكون حبّه وبعضه لله تعالى، والجار والمجرور متعلقان بالأفعال (والى)و (عادى)، والمثال الثالث تقديره: إنّ اتباع الرسل فارقوا الأزواج والأولاد لأجل إظهار كلمة الله تعالى، والجار والمجرور متعلق بالفعل (فارقوا).

حـرف النسبة ( إلى ):

ومن حروف النسبة التي تجر الظاهر والمضمر (إلى) وقد وردت في أدعية الصحيفة السجادية كثيراً، ومعظمها لانتهاء الغاية، وهو أصل معانيها، والذي أثبته سيبويه لها(59).

 ومما جاء مجروراً بحرف (إلى) في الصحيفة السجادية قوله(عليه السلام):

((حمداً نُعتَقُ به من أليم نار الله إلى كريم جوار الله))(60).

((ورسُلِك من الملائكة إلى أهل الأرض))(61).

في المثال الأول جاء حرف ( إلى) في قوله(عليه السلام) (إلى كريم جوار الله) وقد أفاد انتهاء الغاية ومدلول انتهاء الغاية مطلقاً، والجار والمجرور متعلق بالفعل (نُعتقُ).

 وفي المثال الثاني جاء حرف الجر (إلى) في قوله(عليه السلام) (إلى أهل الأرض) وقد أفاد انتهاء الغاية، والجار والمجرور متعلق بـ(رسُلِك) لأنّه من المشتقات التي يجوز التعلق بها.

حـرف النسبـة ( على ):

وهي حرف يؤدي معاني مختلفة ومتعددة، وإن كان أصل معانيها الاستعلاء(62)، وقد وردت في أدعية الصحيفة السجادية كثيراً. ومما ورد الجر بـ(على ) هو قوله(عليه السلام):

((وكثّرنا بَمنه على مَنْ قلّ))(63).

((وأقصى الأدنيين على جحودهم، وقَرّبَ الأقصيين على استجابتهم لك))(64).

((وصلّ عليهم صلاة تزيدهم كرامة على كرامتهم، وطهارة على طهارتهم))(65).

جاء في المثال الأوّل حرف الجر (على) في قوله(عليه السلام) (على مَنْ قل) وقد أفادت معنى الاستعلاء، وهو من الاستعلاء الحسي، والجار والمجرور متعلق بالفعل (كثّرنا).

وفي المثال الثاني جاء حرف الجر (على ) في قوله(عليه السلام) (على جحودهم) و( على استجابتهم) وقد أفادت معنى التعليل , والمعنى أنه أقصى وأبعد الادنيين بسبب,  ولأجل جحودهم، وقرب الأقصيين مع بعُدهم النسبي له لأجل استجابتهم لك وإيمانهم بالآخرة، والجار والمجرور متعلقان بالأفعال (أقصى) و(قرّبَ).

وفي المثال الثالث جاء حرف (على) في قوله(عليه السلام) (على كرامتهم) و(على طهارتهم) بمعنى ( مع) أي: مع كرامتهم وطهارة مع طهارتهم، ويحتمل أن  يكون للاستعلاء المعنوي بمعنى (فوق)، والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تزيدهم).

 

 

ثانياً : النسبة بالإضافة:

الإضافة قسم من قسميّ النسبة، إذ ينسبُ الاسم الأوّل إلى ما يليه من غير فصل، وينزل الثاني من الأوّل منزلة التنوين(66)، وقد لاحظ النحاة شدة ارتباط المضاف بالمضاف إليه حتى عدوهما كالكلمة الواحدة، فقال المبرد: ((فإذا أضفت اسما مفرداً إلى اسم مثله مفرد أو مضاف صار الثاني من تمام الأوّل، وصارا جميعاً اسماً واحداً))(67).

فالإضافة: ((نسبةٌ تقييديةٌ بين اسمين توجب لثانيهما الجرّ ))(68)، وتتضح هذه النسبة بما تفيدة في المضاف من معنى الإسناد أو التعريف أو التقييد لمدلول الاسم كما أنّها تعني الإلصاق.

ولا شك أنّ معنى الكلمة عند ذكرها مفردة يختلف عنه عند ذكرها مضافاً إليها، وهذا يفضي إلى القول بأنَّ الإضافة تحدث تغييراً في معنى الكلمة على كل حال، وكون الإضافة قيداً للإسناد ـ مع أنها علاقة بين المضاف والمضاف إليه ـ يعني أنّ هذا القيد يقع أولاً في المضاف ليكون بعد ذلك قيداً لعلاقة الإسناد، وهذه هي الإضافة التي تعني الإلصاق أو الإسناد، قال أمرؤ القيس:

فلّما دخلناه أضفْنا ظهورنا  

 

إلى كلِّ حاريِّ جديدٍ مشطّبِ(69)  

 

وقد وردت الإضافة في الصحيفة السجادية في مواطن كثيرة، منها ما جاء في أدعيته(عليه السلام) بقوله:((الحمد لله بكلِّ ما حمدَه به أدنى ملائكتهِ إليه، وأكرمُ خليقتهِ عليه، وأرضى حامديه لديه))(70).

 جاء المضاف ي الأمثلة (أدنى) و(أكرم) و( أرضى) اسم تفضيل مضافاً إلى (ملائكته) و(خليقتهِ) و(حامديه) و(أدنى): من الدنو بمعنى القرب، و(أرضى) اسم تفضيل من (رضي) مصوغاً للمفعول وإن كان الغالب فيه  من الفعل المصوغ للفاعل(71)، وإنّ المراد من قوله: أدنى ملائكته وأكرم خليقته وأرضى حامديه) كل من اتصف بهذه الصفات منه لا واحد بعينه، والمعنى أنّه(عليه السلام) يحمد الله تعالى بكل ما حمده من اتصف بهذه الصفات ويلاحظ أنّ المضاف والمضاف إليه هما أحد ركني الإسناد في الجملة ومحلّه الفاعلية بالنسبة للفعل (حمدَ)، وإنّما أفرد اسم التفضيل عند إضافته للجمع لإستعماله مضافاً.

 ومما جاء بالإضافةِ في أدعية الصحيفة السجادية قوله(عليه السلام):

((اللّهم صلّ على محمد وآله واكفنا حدَّ نوائب الزمان)(72).

 وردت إضافة (نوائب الزمان) في المثال ويحتمل فيها معنيان:

الأول: أن تكون بمعنى (في) كما في قوله تعالى: ﴿ مَكْرُ اللَّيْلِ﴾[سبأ:33]، والمعنى: أكفنا حدَ النوائب الواقعة في الزمان أي: في زماننا، لأنّ كل نائبة لابدّ لها من زمان تقع فيه.

والثاني: أن تكون الإضافة بمعنى ( اللام) والمعنى: أكفنا حدَّ النوائب التي للزمان.

 ومما جاء في ادعية الصحيفة السجادية بالإضافة هو وقوله(عليه السلام):

((يا إلهي فلكَ الحمدُ.... ولم تُقلّدني مكروهَ شنارِهَا))(73).

جاءت الإضافة (مكروه شنارها) في المثال من إضافة الصفة إلى الموصوف وإضافتها إلى الجنس للتبيين ـ إذ المكروه يكون من الشنار ومن غيره ـ والمعنى: إنّ العيوب المكروه الصادرة عنّي لم تجعلها قلادة عنقي، و(تقلّدني): من القلادة وهو الطوق الذي يكون في العنق، والشنار: العيب والعار(74).

ومما جاء من الإضافة قوله(عليه السلام): ((وهب لي معالي الأخلاقِ))(75).

 وردت في الجملة إضافة (المفعول به (معالي) إلى (الأخلاق) والإضافة جاءت بمعنى ((من)) أي: المعالي من الأخلاق، المعالي اسم من العلاء، وهو الرفعة والشرف، والمعالي التي ترفع الإنسان كثيرة منها: الأخلاق ولذا أنّ فالأخلاق بعض من المعاني فجاءت الإضافة بمعنى (من)، ومعالي الأخلاق خصصت الحدث (هب) فإنّ هبات وفيوضات الله تعالى كثيرة للإنسان، ولكن الإمام(عليه السلام) طلب أنّ تكون الهبة والافاضة لمعالي الأخلاق.

المبـحث الثـاني : قريـنـة التبـعـية .

        التبعية هي قرينة معنوية عامة يفهم بها ارتباط التابع بالمتبوع (76), وتدخل في نظم الجملة وتأليفها , ويتعلق فيها التابع بالمتبوع , فالتابع والمتبوع بمنزلة الكلمة الواحدة لا يجوز فصلها , معنى هذا أنّ المتبوع هو الحلقة التي يتوصل بها التابع إلى عناصر التركيب الأخرى , فالتوابع على تنوعها لا ترتبط بالجملة التي فيها إلا من خلال متبوعها , لذلك يتحركان معاً في داخل الجملة بحسب اهتمام المتكلم (77) ووجه ذلك أن (( المنسوب إلى المتبوع في قصد المتكلم منسوب إليه مع تابعة ))(78), فيكون التابع والمتبوع كمفرد منسوب  إليه.  ويذكر سيبويه أنّ التبعية  في الاعراب لأجل التبعية في المعنى , وهي ما يفتقر إلى تقدم غيره عليه(79) .

        ومن هذا يتضح اتفاق التابع والمتبوع في نوع الاعراب وإن اختلفا في سببه , فسببه في المتبوع قد يكون الفاعلية , أو الابتدائية , أو الخبرية أو المفعولية أو الجر , أو بالجزم بالحذف أو غير ذلك من الاسباب المؤدية إلى الرفع أو النصب أو الجر أو الجزم , أمّا في التابع فسببه واحد هو ( التبعية ) , ومنه يتضح ايضاً أنّ  التابع لا يجوز تقديمة على المتبوع مطلقاً وقرينة التبعية يندرج تحتها أربع قرائن فرعية(80).

 

 

 

أولاً : قـرينـة النـعـت .

النعت تابع مشتق أو مؤول بالمشتق , يكمل متبوعة بغير واسطة ببيان صفة من صفاته , أو صفات ما تعلق به(81), وذلك ليتم تحديده , أو مدحة , أو نحو ذلك(82), والغرض من النعت تخصيص نكرة , أو إزالة اشتراك عارض في معرفة , أو التفصيل أو المدح أو الذم ...(83) .

والنعت كما يبدو  له الدور الواضح في معرفة المنعوت , ففي نعت النكرة خصصت النكرة  وفي نعت المعرفة وضحت المعرفة , فالنعت حينئذ قيد  في المنعوت يحدُّ من اطلاقه , وقرينة النعت تدل على اتصاف المنعوت  بهذا القيد على وجه  التكميل للمنعوت والبيان لصفتهِ  أو لصفة ما تعلق به , وهذا ما يسمى بالنعت السببي وأظهر ما يربطه بمنعوته المطابقة بينهما .

ويأتي النعت في الجملة العربية في صور تركيبة ثلاثٍ , حيث يمكن أنّ ينعتَ بالاسم والجملة وشبه الجملة , جاءت هذه الصور في أدعية الصحيفة السجادية , وذلك على النحو الآتي :

 النعت بالاسم :    

يكثر النعت بالاسم في الجملة العربية , ويوجب جمهور النحاة أن يكون ما ينعت به وصفاً مشتقاً , كما أنهم يجزون النعت بما هو في حكم المشتق , أو ما هو مؤول بالمشتق كاسم الإشارة والمنسوب وغيرها(84) .ومما جاء من النعت بالاسم في الصحيفة السجادية قوله (عليه السلام) :

(( وجعل لكل منهم قوتاً معلوماً ))(85).

(( الخشعُ الابصار فلا يرومون النظر إليك , والنواكسُ الاذقان ..., المستهترونَ بذكر آلائك والمتواضعون دون عظمتك دون عظمتك ))(86)

(( وأجعلنا من دعاتك الداعين إليك , وهداتك الدالين عليك , ومن خاصتك الخاصين لديك ))(87)

جاءت الأمثلة المتقدمة جميعها بالنعت بالاسم المشتق الصريح ,ففي المثال الأوّل جاء النعت (معلوماً)و (مقسوماً) وصفاً إلى المنعوت في الجملة المفعول به (قوتاً)، والنعت اسم مفعول أفاد تخصيص المنعوت، ومعنى التخصيص هو تقليل الاشتراك الحاصل في النكرات(88). كما في قوله تعالى: ﴿ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا﴾:[الإسراء:5].

وفي المثال الثاني جاءت النعوت (الخشّع الابصار) و(النواكس الاذقان) و(المستهترون بذكر آلائك) و(المتواضعون) جميعها اسماءً صريحةً مشتقة , وقد وصف بها الملائكة، وقد جاءت الأوصاف للمدح والثناء لأن الموصوف معلومٌ لا يحتاج إلى توضيح، وجاءت بعض الصفات بدون العاطف وبعضها معه.

وفي المثال الثالث جاءت النعوت (الداعين) و(الدالين) و(الخاصين) مشتقاً اسم فاعلٍ وهو وصف بالاسم صريح، ووصف (الدعاة) بـ(الداعين) إمّا للتخصيص إن أراد (عليه السلام)بالدعاء طالبي إحسانه، من دعا الله: إذا طلبه وابتهل إليه بالسؤال، أو للتوضيح إن أراد (عليه السلام) بهم معنى الداعين إليه فوصفهم بذلك لرفع احتمال إرادة المعنى الأول، والمعنى: اجعلنا من المبتهلين إليك بالسؤال الطالبين إقبال الناس، إلى طاعتك وعبادتك، أو اجعلنا من طالبي إقبال الخلق إلى جنابك، ووصف (الهداة)  بـ(الدالين عليه): إمّا للتخصيص، أو للتوضيح  كما مرّ آنفاً، فالمعنى على الأوّل: واجعلنا من الهداة المنسوبين إليك الدالين على طاعتك، وعلى الثاني: اجعلنا من الهداة إليك الدالين على سبيلك، ووصف (الخاصة) بقوله(عليه السلام) (الخاصّين لديك) إمّا لتخصيص، أو الايضاح، أو المدح لما فيه من الإشارة إلى الاعتناء بهم، إذ المراد عنديّة الشرف والرتبة.

2ـ النـعـت بالجـمـلـة:

ينعت بالجملة المنعوت، وتأخذ الجملة المحلَّ الاعرابي للمنعوت بها، إن رفعاً وإن نصباً وإن جراً، ويكون المنعوت بها نكرة، قال ابن مالك:

 

ونعتوا بجملة منكراً  

 

فأعطيتْ ما أُعطيتهُ خبراً(89)  

 

 

ومما جاء في أدعية الصحيفة السجادية من النعت بالجملة قوله(عليه السلام):

((فإن قدّرت لنا فراغاً من شغلٍ ما جعلْهُ فراغ سلامة، لا تدركُنا فيه تبعة))(90).

((والاشتياق إلى المرسلين بحقائق الإيمان في كل دهرٍ وزمانٍ أرسلت فيه رسولاً))(91).

((يرجون تجارةً لن تبور في مودته))(92).

جاء النعت في المثال الأول ( لا تدركنا) جملة فعلية وقد وصفت بها (فراغ سلامة) الفراغ المضاف إلى السلامة، والجملة محلّها النصب لأنّها نعتُ بها المنصوب (فراغَ)، قال تعالى: ﴿ كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ﴾[آل عمران:86] فالجملة الفعلية (كفروا) في محل نصب نعت للنكرة (المنصوبة (يوماً). وفي المثال الثاني جاء النعت (أرسلت فيه رسولاً) جملة فعلية، وقد نعت بها المجرور (زمان) و(دهر)، فتكون الجملة في محل جر على أنّها وصف لكل منهما، وجاء المنعوت نكرةً، قال تعالى:﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾[الرعد:2] فالجملة الفعلية (ترونها) في محل جر نعت لـ(عمد) وقد جاء نكرة.

وفي المثال الثالث جاء بالنعت (لن بتور) جملة فعليةٍ، وقد نعت بها المفعول (تجارة) وهي لفظ مستعار للثواب، و(لن تبور) بمعنى ترشيح(93)، أي: لن تهلك ولن تكسر بالخسران أصلاً جيء بها للدلالة على أنّ التجارة مع الله تعالى ليست كسائر التجارات.

3ـ النـعـت بشـبـه الجـملـة:

 النعت بشبه الجملة أعني الظرف والجار والمجرور ورد في عدة مواطن في أدعية الصحيفة السجادية.

ومما جاء نعت بشبه الجملة قوله(عليه السلام):

((فأتّبعُ دعوته على غير عمىً منّي في معرفة به))(94).

((اللهم أغزُ بكل ناحية من المسلمين على من بإزائهم من المشركين، وأمددهم بملائكةٍ من عندك))(95).

        جاء النعت في المثال الأوّل شبه جملة من الجار والمجرور (مني) و(في معرفةٍ) وقد وصف بهما النكرة (عمىً)، والتقدير: فأتبعَ دعوة الشيطان على غير عمىً كائن مني وكائن في معرفةٍ، ويحتمل أن يكون الظرف (في معرفة) حالاً من (عمىً) لتخصيصه بالنكرة الأولى. وفي المثال الثاني جاء النعت ( من عندك) شهبه جملة جار ومجرور وقد وصف به ( الملائكة) فيكون الجار والمجرور متعلق بوصف تقديره ( مستقراً) والقيد جاء به لتشريف الملائكة والدلالة على فضلهم.

 4- حـذف المنـعـوت.

قد يحذف المنعوت في الجملة ويبقى النعت، وقد ورد منه في أدعية الصحيفة السجادية. ومما جاء منه في أدعية الإمام (عليه السلام):

((وتحبب إليهم العمل للآجل))(96).

(( وإنْ أعطوا أعطوا قليلاً نكداً))(97).

في المثال الأول جاء النعت الجار والمجرور (للآجل)، وقد وصف به موصوفاً محذوفاً تقدير (للثواب) أي: وتحبب إليهم العملَ للثواب للآجل، والجار والمجرور متعلق بالمفعول به (العمل).

 وفي المثال الثاني جاء النعت ( قليلاً) هو صفة لموصوف محذوف إما مفعول به , أي : اعطوا شيئاً قليلاً أو مصدر والتقدير: أعطوا عطاءً قليلاً.

 

 

ثـانيـاً: قرينـة التـوكيـد :

 التوكيد لفظ يتبع الاسم المؤكد، وهو تمكين المعنى في النفس برفع اللبس وإزالة الاتساع(98)، ولذا عرف اصطلاحاً هو((تابع يقرر أمر المتبوع في النسبة والشمول))(99).

والتوكيد يكون على نوعين: التوكيد اللفظي ويتحقق، بتكرير اللفظ الأوّل بعينه، لأداء المعنى الأوّل ذاته، ويكون في الأسماء، والأفعال، والحروف، والجمل.

والنوع الثاني: التوكيد المعنوي وهو تكرير بالمعنى(100)، ويكون بألفاظ خاصة في اللغة، لإزالة الشك في المؤكّد بها في نسبة المعنى المسند إليه في الجملة، فهو يرفع احتمال إرادة غير المذكور، واحتمال عدم شموليته.

 وفي أدعية الصحيفة السجادية، جاء التوكيد بقسميه حيث استعمله الإمام(عليه السلام) في عدة مواطن ومنها قوله (عليه السلام):

((اللهم وصلّ على التابعين من يومنا هذا إلى يوم الدين، وعلى أزواجهم، وعلى ذرياتهم، وعلى من أطاعك منهم))(101).

((أنّي أشهدُ أنّك أنت اللهُ الذي لا آله إلاّ أنت قائم بالقسط))(102).

((أنت الله لا آله إلاّ أنت الأحد المتوحد المتفرد، وأنت الله لا آله إلاّ أنت الكريم.... وأنت الله لا آله إلاّ أنت...))(103).

((سبحانك قدّوسٌ قدّوسٌ قدّوسٌ))(104).

في الأمثلة المتقدمة جاء الإمام(عليه السلام)بالتوكيد اللفظي لتمكين المعنى قوةً فجاء في المثال الأول بتكرير الحرف (على) للتأكيد على الصلوات على التابعين وعلى الأصناف المذكورة بعد حرف الجر (على).

 وفي المثال الثاني جاء الضمير المنفصل (أنت) توكيداً للضمير المتصل (الكاف) العائد على الله تعالى (( إذا أكد الضمير المتصل تأكيداً لفظياً فإنه يكون بضمير الرفع المنفصل الذي يقابله))(105).

 قال ابن مالك:

 

ومضمر الرفع الذي قد انفصل   

 

أكد به كل ضمير اتصل(106)  

 

 

 وفي المثال الثالث جاءت الجملة (أنت الله لا آله إلاّ أنت) تأكيداً لفظياً في فقرات عدة منه دعاء عرفة، لأنّ فيه اعتراف متكرر من العبد لله تعالى بأن لا يوجد إله إلاّ أنت يتوجه إليه الإنسان

ومما جاء في أدعية الصحيفة السجادية من القسم الثاني من أقسام التوكيد وهو التوكيد المعنوي وقوله(عليه السلام):

((أصبحنا وأصبحت الاشياءُ كلُّها بجملتها لك))(107).

((وأنت الذي أتّسع الخلائقُ كلُّهمْ في وسعِهِ))(108).

في المثال جاء التوكيد المعنوي (كلها) , وقد أكدت المسند إليه في الجملة (الأشياء) , وقد أفادت عموم أفرادها، وجاء بعدها بحال مؤكدة أيضاً (بجملتها) والمعنى: أصبحت الأشياء كلها جميعاً لك.

وفي المثال الثاني جاء التوكيد المعنوي(كلهم) بالجمع وهو توكيد للمسند إليه (الخلائق) وقد أفادت العموم والاتساع لجميع الأفراد من الخلائق، ومن الأسماء الحسنى الواسع أي: الذي وسع رزقه جميع خلقه ورحمته كل شيء.

ثـالثـاً: قـرينـة العـطـف:

العطف في تركيب الجملة العربية ضربان: عطف نسق و عطف بيان , ولكل من المصطلحين جهتان يشتركان في إحداهما، وهي العطف، ويفترقان في الأخرى وهي النسق مقابل البيان، وعطف النسق هو ((تابع مقصود بالنسبة مع متبوعة، يتوسط بينه وبين متبوعة أحد الحروف العشرة))(109)، ويفهم منه أن مما يتعلق به المعطوف عليه ينسحب إلى المعطوف، أمّا عطف البيان فهو((أن تجري الأسماء الجامدة مجرى المشتقة في الإيضاح إذا كان الثاني أعرف من الأوّل))(110)، فهو تكرير للأول دون أتحاد اللفظين، وذلك لزيادة البيان فكأنك رددته على نفسه، وعطف البيان قد لا يختلف كثيراً عن البدل المطابق ولهذا وحّد بينهما الرضي إذ قال: ((وأنا إلى الآن لم يظهر لي فرق جليّ بين بدل الكل من الكل، وبين عطف البيان، بل لا أرى عطف البيان إلاّ البدل كما هو ظاهر كلام سيبويه، فإنّه لم يذكر عطف البيان))(111)،ولهذا سوف أذكر أمثلة عطف البيان مع أمثلة البدل , لأنّ النحاة يذكرون عند الأعراب بدل أو عطف بيان.

ويتضح مما سبق أنّ عطف النسق هو تشريك للثاني مع الأوّل بواسطة حرف من حروف العطف على سبيل الإختصار والإيجاز، وقد جاء عطف النسق في أدعية الصحيفة السجادية كثيراً وبحروف العطف المتنوعة، وقد أفادت دلالات متعددة في معنى العطف.

ومما جاء من عطف النسق قوله(عليه السلام):

(( اللهم وأتباع الرسل ومصدقوقهم من أهل الأرض))(112).

(( وبيدك يا إلهي جميع ذلك السبب، وإليك المفرّ والمهرب))(113).

(( اللهم صلّ على محمد وآله وذُريّته))(114).

جاء العطف في الأمثلة المتقدمة بحرف العطف (الواو)، ونلاحظ أنّ سمة العطف بـ(الواو) في أدعية الصحيفة السجادية حاضرة وبارزة، في كل صفحة من صفحاتها، تعبر عن أصالة الفكر في ترابط أجزاء الكلام وأمتزاج بعضه مع بعض، حتى كأنّ كلّ نص فيها عبارة عن جملة واحدة، وقد تنوع العطف بـ(الواو) في الأمثلة.

ففي المثال الأوّل عطف الاسم (مصدقوهم)  على المسند إليه (اتباع الرسل)، وهو من قبيل عطف الشيء على مرادفه؛ لأنّ كل تابع مصدّق، وكل مصدّق تابع، إذ المراد بتصديقهم: الإيمان بهم وبما أنزل عليهم كما قالت الحواريون: ﴿ رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾[آل عمران: 53].

وفي المثال الثاني عطف الجملة الأسمية (وإليك المفر المهرب) على الجملة الأسمية قبلها (بيدك يا إلهي جميع ذلك السبب)، وهذا العطف يفيد التأكيد، لأنّ الجملة الثانية مرادفة للجملة الأولى(115)، وذكر الشيء مرتين يفيد التأكيد.

وفي المثال الثالث عطف الاسم المضاف إلى الضمير العائد على الرسول الأكرم (ذريته) على الاسم (آله) وهذا العطف من باب عطف الخاص على العام، لأنّ ذريّه الرجل نسله(116)، وآله ذووه وقرابته، فكل ذريّة آل دون العكس(117).

ومما جاء في أدعية الصحيفة السجادية من العطف بالنسق قوله(عليه السلام):

((وأغنانا بفضله وأقنانا بمنّه ثُمّ أمرنا ليختبر طاعتنا))(118).

((ولا تُخلّ في ذلك بين نفوسنا واختيارها فإنّها مختارة للباطل إلاّ ما وفقت))(119).

(( الذي عظُمت ذنوبُهَ فجلت))(120).

 في الأمثلة المتقدمة جاءت قرينة التبعية بعطف النسق بحروف متعددة ولدلالات مختلفة، ففي المثال الأوّل عطف الجملة (أمرنا) على الجمل التي سبقتها بحرف العطف (ثم) الذي يقتضي الترتيب والمهلة، فإنه سبحانه بسنة حكمته وقاعدة لطفه ورحمته , لم يكلف عباده إلاّ بعد أن خلق فيهم ولهم لك ما يتوقف عليه ما أراد منهم من الآلات والقوى وسائر الأمور والأسباب المتوقف عليها العبادة والطاعة ثم أمرهم وإلاّ لكان خلقهم عبثاً وهو محال عليه سبحانه قال تعالى:﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾[المؤمنون:115] .

 وفي المثال الثاني جاء العطف بحرف (الفاء) وقد أفادت السببية التي يكون فيها المعطوف مسبباً عن المعطوف عليه، ويكون المعطوف جملة أو صفة قال تعالى:﴿ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ﴾ [القصص:15] حيث الجملة المعطوفة (قضى) مسببة عن المعطوف عليه (وكزه موسى)(121)، وفي المقام أنّ الجملة (فإنها مختارة للباطل) تعليل لسؤال عدم التخلية بين النفس وبين اختيارها.

وفي المثال الثالث جاء العطف بحرف (الفاء) وقد أفادت التعقيب وهو يعني اتصال المعطوف عليه بلا مهلة، والعطف بها في المقام يدلّ على أنّ بين العظم الجلالة فرقاً، لأنّهما لو كانا مترادفين لما جاز العطف بها، لأنّ عطف الشيء على مرادفه ممّا تختص به الواو، ولا يشاركها فيه غيرها من حروف العطف(122)، فيمكن أن يعتبر العظم بحسب الكميّة كما يقال جيش عظيم إذا كان كثير العدد، والجلالة بحسب الكيفيّة فإن الذنوب إذا كثرت وترادفت عظم خطرها فضارت جليلة.

رابعـاً: قـرينـة البـدل:

البدل هو ذكر ملفوظ بعد ملفوظ سابق لغرض دلالي، وهو إرادة التبيين والتوضيح للأوّل بغرض التحديد والتقييد المعنوي ولذا عرفه النحاة: ((التابع المقصود بالحكم بلا واسطة))(123) و((التابع المقصود بالمعنى دون متبوعة، والمستحق لما أعرب منه المتبوع))(124)، وذكر ابن جني أنّ الغرض من البدل ((يجري مجرى التوكيد في التحقيق ، والتشديد، ومجرى الوصف في الإيضاح والتخصيص، وعبرة البدل أن يصلح لحذف الأوّل، وإقامة الثاني مقامه))(125)، وهذا يلقي أهمية القصد بالحكم على البدل، فهو الذي يعتمد بالحديث، وإنّما يذكر الأوّل نحو من التوطئة لكي يفاد من مجموعهما فضل تأكيد وتبين لا يكون في الإفراد(126)، والبدل أربعة أقسام(127): البدل المطابق وبدل بعض من كل، وبدل الاشتمال، وبدل المباين أو البداء.

وقد جاءت قرينة البدل في أدعية الصحيفة السجادية، وقد أفادت دلالات متنوعه، وأساليب متعددة فتارة جاء البدل من المفردات وأخرى جاء من الجمل، ومما جاء البدل من المفردات قوله(عليه السلام):

((اللهم فصلّ على محمد أمينك على وحيك، ونجيبك من خلقك، وصفيك من عبادك، إمام الرحمة وقائد الخير))(128).

((والذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون))(129).

((أصبحنا وأصبحت الاشياءُ كلها بجملتها لك: سماؤها وأرضُها وما بثثتَ في كل واحد منهما ساكِنُه ومحرّكُه ومقيمُه وشاخصُه))(130).

جاءت الأمثلة المتقدمة وقد تضمنت قرينة البدل، أو عطف البيان ففي المثال الأوّل جاء البدل (إمام الرحمة) من المبدل منه (محمد) وقد يعرب عطف بيان .

 وفي المثال الثاني جاء البدل (ما أمرهم) في محل نصب على أنّه بدل اشتمال من لفظ الجلالة ( الله) أي: لا يعصون أمره، وإنّ عدم العصيان يستلزم قبول الأمر وامتثاله , فلذا صرح قائلاً : (( ويفعلون ما يؤمرون )), أي : يؤدون ما  يؤمرون به من غير تثاقل ولا توان.

وفي المثال الثالث جاء البدل ( سماؤك) مرفوعاً على أنّه بدل بعض من كل , والمبدل منه المسند إليه (الأشياء) و(أرضها) معطوف على (سماؤها) والغرض من البدل التفصيل بعد الإجمال بسطاً للكلام وكذلك في المثال بدل آخر وهو (ساكنه) عطف بيان أيضاً.

الهوامش

[1] ) ينظر : القرائن النحوية , د . تمام حسان :45 .

2) ينظر : البحث النحوي عند الاصوليين , د . مصطفى جمال الدين : 180 .

3) شرح الرضي على الكافية: 2 / 279 .

4) ينظر: اللغة العربية ومعناها ومبناها : 201 .

5) ينظر: شرح الاشموني على ألفية ابن مالك : 288, همع الهوامع , السيوطي : 2 / 46 , حاشية الخضري على شرح ابن عقيل : 2 / 2 .

6) ينظر: الاصول في النحو , ابن السراج : 1 / 497

7) حاشية الصبان على شرح الأشموني : 2 / 302 , وينظر : شرح المفصل: 8/7.

8) اللغة العربية معناها ومبناها: 204 , وينظر : القرائن النحوية , تمام حسان : 45 .

9) النحو الوافي, عباس حسن : 2 / 375 .

10) ينظر : حاشية الصبان على شرح الاشموني : 2/ 302 .

11) معاني النحو , فاضل السامرائي : 3 / 97 .

12) الصحيفة السجادية الدعاء : 1 / 23 .

13) الصحيفة السجادية الدعاء : 1 / 23 .

14) الصحيفة السجادية الدعاء : 1 /24 .

15) الصحيفة السجادية الدعاء : 1 / 26 .

16) الصحيفة السجادية الدعاء : 2 / 26 .

17) ينظر : مغني اللبيب: 1 / 122, ورياض السالكين : 1 / 238, ولوامع الأنوار العرشية:1/ 220.

18) الكتاب : 4/ 217 .

19) ينظر : النحو الوافي , عباس حسن : 2 / 419 .

20) ينظر : مغني اللبيب : 1 / 124,وشرح ابن عقيل : 3 / 19 .

21) ينظر : مغني اللبيب : 1 / 124, و النحو الوافي , عباس حسن : 2 / 418 .

22) ينظر : النحو العربي , إبراهيم بركات : 4 / 242 , النحو الوافي , عباس حسن . 2 / 420 .

23) ينظر : توضيح المقاصد والمسالك , ابن قاسم المرادي : 1 / 356 .

24) الصحيفة السجادية : الدعاء : 1 / 23 .

25) الصحيفة السجادية : الدعاء : 1 / 23 .

26) الصحيفة السجادية : الدعاء 2 / 272 .

27) ينظر : مغني اللبيب : 1/ 266, وحاشية الصبان على شرح الاشموني : 2 / 312.

28) الكتاب سيبويه : 4 / 217 .

29) ينظر : التفسير المعين للواعظين والمتعظين , محمد هويدي : 1 . 

30) سنن ابن ماجه 4 / 82 ح 1235 .

31) النحو العربي إبراهيم بركات : 4 / 245 .

32) الصحاح في اللغة , الجواهري : 1/ 367 .

33) المحكم والمحيط الاعظم في اللغة , ابن سيدة 3 / 392 .

34) ينظر : لسان العرب : 4 / 3924 – 3925 .

35) ينظر : لسان العرب : 3 / 572,ورياض السالكين  : 1 / 462 .

36) ينظر : شرح التسهيل , ابن مالك : 144 .

37) ينظر : همع الهوامع  السيوطي : 2 / 34 .

38 ) الصحيفة السجادية، الدعاء:1/26.

39 ) الصحيفة السجادية، الدعاء:4/31.

40 ) الصحيفة السجادية، الدعاء:4/31.

41 ) ينظر: حاشية الصبان على شرح الاشموني: 2/305

42) ينظر: رياض السالكين : 1/406.

43 ) ينظر: النحو الوافي، عباس حسن: 2/395.

44) ينظر : ينظر: حاشية الصبان على شرح الاشموني: 2/306، وتوضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك، ابن قاسم المرادي: 1/353.

45 ) الصحيفة السجادية: الدعاء: 1/23.

46 ) الصحيفة السجادية، الدعاء: 6/36.

47) الصحيفة السجادية، الدعاء: 15/51.

48 )ينظر: الكتاب: 4/226.

 49 )ينظر: رياض السالكين : 1/244.

50 )ينظر : رياض السالكين : 1 / 257, والتوحيد، الشيخ الصدوق:57.

51 ) ينظر: مغني اللبيب : 1/148، ومعاني النحو : 3/48.

53 ) ينظر: كتاب العين : 2 / 984.

54 ) ينظر : مغني اللبيب : 1 / 168.

 55)ينظر: شرح الرضي على الكافية: 4/265.

56 )الصحيفة السجادي، الدعاء:1/26.

 57 ) الصحيفة السجادية، الدعاء:2/27.

58 ) الصحيفة السجادية، الدعاء:4/31.

59 )ينظر: حاشية الصبان على شرح الأشموني: 2/317، ومعاني النحو : 3/51.

60)ينظر: الكتاب، سيبويه: 4/231.

61 )الصحيفة السجادية، الدعاء: 1/24.

62 )الصحيفة السجادية، الدعاء: 3/30.

63 ) ينظر: شرح التسهيل، ابن مالك:146.

64) الصحيفة السجادية، الدعاء: 2/27.

65)الصحيفة السجادية، الدعاء:2/27.

66)الصحيفة السجادية، الدعاء: 3/30.

67)ينظر: الفوائد والقواعد، عمر الثمانيني: 351، والفوائد الضيائية، نور الدين الجامي:2/3.

68) المقتضب: 4/143.

69) همع الهوامع، السيوطي:2/46، حاشية الصبان على شرح الأشموني: 2/342.

70) ديوان أمرئ القيس: 53، ينظر: شرح شذور الذهب، ابن هشام الانصاري:342.

71) الصحيفة السجادية، الدعاء: 1/26.

72) ينظر: رياض السالكين : 1/391.

73) الصحيفة السجادية، الدعاء: 5/34.

74) الصحيفة السجادية، الدعاء: 16.

75) ينظر: كتاب العين :2 / 946، توضيح الصحيفة السجادية، الشيخ عبد الرسول آل عنوز:67.

76) الصحيفة السجادية، الدعاء: 20/60.

77) ينظر : اللغة العربية معناها ومبناها : 204 , والقرائن النحوية , تمام حسان : 45 . 

78) ينظر : نظام الجملة العربية , سناء حميد البياتي , 139 , القرينة في اللغة العربية , الدكتورة كوليزار كاكل  عزيزه :140 .

79) شرح الرضي على الكافية : 2 / 279 .

80)  ينظر : الكتاب : 1 / 286 , والفوائد والقواعد , الثمانين :354.

81 ) ينظر : اللغة العربية معناها ومبناها : 204 .

82) ينظر : اللمع في العربية , ابن جني : 138 – 139, ارتشاف الضرب , ابو حيان : 4 / 1907 .   

83) ينظر : الخلاصة النحوية , تمام حسان : 176 .

83) ينظر :  شرح شذور الذهب : 1 / 438, وشرح المقدمة المحسبة , طاهر بن أحمد : 2 / 413. 

85)  ينظر : شرح الرضي على الكافية : 2 / 233 , الفوائد الضيائية  نور الدين الجامي  : 34.

86) الصحيفة السجادية : الدعاء : 1 / 23 .

87) الصحيفة السجادية : الدعاء : 3 / 29 .

88) الصحيفة السجادية : الدعاء : 5 / 34 .

89)ينظر: معاني النحو :3/157.

90)شرح ابن عقيل على ألفية بن مالك:3/161.

91) الصحيفة السجادية، الدعاء:11/42.

92) الصحيفة السجادية، الدعاء:4/31.

93) الصحيفة السجادية، الدعاء: 4/31.

94) ينظر: لوامع الأنوار العرشية :2/218.

95) الصحيفة السجادية، الدعاء:16/53.

96) الصحيفة السجادية، الدعاء:27/82.

97)الصحيفة السجادية، الدعاء:4/32.

98) الصحيفة السجادية، الدعاء: 25/69.

99)ينظر: اللمع في العربية، ابن جني: 84، واللباب في علل البناء والإعراب، أبو البقاء العكبري: 1/394.

100)شرح الرضي على الكافية: 2/285.

101)ينظر: أسرار العربية، أبو البركات الأنباري: 253.

102) الصحيفة السجادية، الدعاء:4/32.

103) الصحيفة السجادية، الدعاء:6/37.

104) الصحيفة السجادية، الدعاء:47/130.

105(الصحيفة السجادية، الدعاء: 47/130.

106)النحو العربي، إبراهيم بركات:5/100.

107)شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك: 3/178.

108)الصحيفة السجادية، الدعاء:6/35.

109)الصيحفة السجادية، الدعاء:16/52.

110)شرح الرضي على الكافية:2/265.

111)اللباب في صناعة الأعراب، العكبري:1/409.

112)شرح الرضي على الكافية : 2 / 302 .

113)الصحيفة السجادية،الدعاء:4/32.

114)الصحيفة السجادية، الدعاء: 21/66.

115)الصحيفة السجادية، الدعاء: 24/76.

116)ينظر: رياض السالكين، السيد علي خان المدني: 3/455.

 117) ينظر : لسان العرب : 2 / 1381.

118 ) ينظر : رياض السالكين : 4 / 84 .

119)الصحيفة السجادية، الدعاء: 1/25.

120)الصحيفة السجادية، الدعاء: 9/41.

121)الصحيفة السجادية، الدعاء: 12/44.

122) ينظر: مغني اللبيب ,1 / 182, و النحو العربي، إبراهيم بركات:5/217.

123) ينظر: رياض السالكين:2/486.

124)أوضح المسالك إلى الفية أبن مالك، ابن هشام الانصاري: 3/399.

125)الخلاصة النحوية، تمام حسان:177.

126)اللمع في العربية :144.

127)ينظر: شرح المفصل :3/64.

128) ينظر: شرح ابن عقيل : 3/204، وهمع الهوامع :147ـ149.

129)الصحيفة السجادية، الدعاء:2/27.

130) الصحيفة السجادية، الدعاء: 3/30.

 

 

المرفقات