كان مجلسه في مسجد الكوفة يضمّ المتكلمين والمحدِّثين والفقهاء والأدباء والشعراء وكلهم يأخذون منه, فإذا جاء من يريد المناظرة في علم الكلام كان المتصدي الأول له، ومن أراد الفقه فهو إمامه, ومن أراد الحديث انبرى له, ومن أراد الشعر كان مرجعه ومآله.
فلم تعرف الكوفة في وقته من هو أبرع منه في العلوم, وشهد له مسجدها مناظراته مع الأشاعرة والمجبّرة وغيرهما من الفرَق، فلا يرجعون إلا وقد نالهم العجز عن مجاراته وكان يُملي شعره في مدح أهل البيت (ع) ورثائهم والدفاع عن حقوقهم المغصوبة في مسجد الكوفة، والناس يكتبون عنه، وكان يدأب على حضور مجلسه صبي وهو يكتب بحرص وانتباه شديدين ما يُملى عليه خوفاً من أن يفوته شيء فساعدت هذه الأشعار التي كان يكتبها على تكوين شاعريته حيث كان يتلقّف معانيها وصورها فلا تزال محفورة في ذهنه حتى يظهر تأثيرها على شعره وقد هزّه هذان البيتان:
كأنَّ سنانَ ذابلهِ ضميرٌ *** فليسَ عن القلـوبِ له ذهابُ
وصــارمُه كبيعته بخمٍّ *** مقاصدها من الخلْقِ الرقابُ
فلا يزالان يتملكانه حتى أفصح معناهما بقوله:
كأنَّ الهــــامَ في الهيجا عيونٌ *** وقد طبعت سيوفُك في رقادِ
وقد صغـتَ الأسنّةُ من همومٍ *** فما يخطــــــرنَ إلاّ في فؤادِ
وهذا الصبي هو المتنبي أما شيخه الذي كان يُملي عليه الشعر والأدب فهو الناشئ الصغير.
الناشئ ويد السياسة
وقد تجابهنا حالة تسترعي الانتباه كثيراً طالما تكررت عند كثير من شعراء أهل البيت (ع)، ومنهم الناشئ وهي الفارق الكبير بين ما قاله الشاعر وبين ما هو موجود !!
فهذا الشاعر الذي كانت: (مدائحه في أهل البيت عليهم السلام لا تحصى كثرة). و(له أشعار كثيرة في أهل البيت عليهم السلام لا تحصى حتى عُرف بهم، ولقب بشاعر أهل البيت). و(واستنفذ عمره في مديح أهل البيت عليهم السلام حتى عرف بهم وأشعاره فيهم لا تحصى كثرة). إلى غيرها من الجمل المشابهة التي أطلقها المؤرخون عليه .. ولكن مع ذلك يطالعك المحققون بعد هذه الجمل بعبارات: (وأغلب هذه المدائح لم يصلنا وضاع فيما ضاع من شعره). و(إن له ديوان شعر ولكن هذا الديوان مفقود).
ولا شك أن هذا السؤال يحمل معه الجواب أيضاً فمدائح أهل البيت (ع) ومراثيهم كانت كافية لإضاعة شعره ! وفي كل حال لا نريد الخوض في هذا الموضوع الذي لعبت يد السياسة والعصبية والمذهبية دورها الكبير في إخفاء وتضييع تراثنا ؟
لكن قيَّض الله لشعر الناشئ المتبقي والمتناثر في خلايا الكتب من يجمعه، فقام الباحث الكبير المحقق الشيخ محمد السماوي بجمع هذه الأشعار من المصادر المعتمدة والمخطوطات النادرة فكوّن له ديواناً في ست عشرة صفحة ضمّت (349) بيتاً كلها مما قيل في مديح أهل البيت (ع) ورثائهم ومناقبهم وكتبها الشيخ السماوي بخطه وأوقفها على مكتبة الحكيم العامة في النجف الأشرف.
لكن السماوي لم يشر إلى المصادر التي جمع منها هذا الديوان فقام الأستاذ هلال ناجي عضو مجمع اللغة العربية بدمشق بتحقيق الديوان وتقديمه والبحث عن مصادره المتناثرة وتوثيقها في الديوان.
مدائحه لا تحصى كثرة
ولنرجع إلى الناشئ وتسليط الضوء على تراجمه الكثيرة واستخلاص أهمها بعيداً عن التكرار واختزال الاختلاف بين المؤرخين فيما يخص ترجمته باعتماد أشهر الأقوال وأوثقها.
إنه أبو الحسن علي بن عبد الله بن وصيف المعروف بالناشئ الصغير الحلّاء البغدادي. ولد في بغداد باب الطاق سنة (271هـ) كان جده وصيف، مملوكاً، أما لقبه الحلاء فقيل: إن أباه كان يعمل في حُلية السيوف وكان هو يجلس في دكان أبيه فسمِّي حلاءً. وقيل: إن الناشئ نفسه كان يصنع حُلي النحاس ويعمل الصفر ويخرمه وله فيه صنعة بديعة. ومن عمله قنديل بالمشهد الكاظمي المقدس.
أما لقبه الناشئ الصغير فقد لقب به في مقابلة الناشئ الكبير الشاعر المعتزلي أبو العباس عبد الله بن محمد الأنباري المتكلم المعروف بـ (شرشير الكبير) المتوفى بمصر سنة (293هـ).
ترجم للناشئ الصغير كل من : الذهبي في (سير أعلام النبلاء)، والسمعاني في (الأنساب), والحموي في (معجم الأدباء), وابن خلكان في (وفيات الأعيان), والنجاشي في (الرجال), والطوسي وابن النديم في (فهرسيهما), وابن حجر في (لسان الميزان), والسماوي في (الطليعة من شعراء الشيعة), والشيخ عباس القمي في (الكنى والألقاب), وابن شهر آشوب في (المناقب), وغيرهم من المؤرخين والمؤلفين.
وجملة ترجمته ــ غير المكررة ــ إنه كان : من علماء الشيعة ومتكلميها ومحدثيها وفقهائها وشعرائها له كتب في الإمامة ومدائحه في أهل البيت عليهم السلام لا تحصى كثرة وكان متكلماً بارعاً يعتقد بالإمامة ويناظر عليها بأجود عبارة أخذ علم الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي الذي كان من علماء الشيعة الكبار وكان الناشئ ينشد شعره في مسجد الكوفة وله تصانيف كثيرة في الإمامة وغيرها.
رقيق الشعر
هذا موجز ترجمته في المصادر، إضافة إلى ذكر حوادث صغيرة عن حياته الاجتماعية استدل بها المؤرخون على ذكائه وفطنته ونبذ من مناظراته مع أصحاب المذاهب الأخرى. وقد ذكر الطوسي وغيره إن له كتباً وتصانيف في الإمامة ولكن لا يوجد شيء منها الآن.
وقد روى الناشئ عن النوبختي, والمبرد, وروى عنه أحمد بن فارس, وعبد الله بن روزبه الهمداني, والخالع, وابن زرعة الهمداني, وعبد الواحد العكبري, وعبد السلام البصري وغيرهم.
أما شعره فقد وصفه السماوي بقوله: كان رقيق الشعر منسجماً جزل المعنى، قوي الأسر، فتراه على قوته يكاد أن يذوب.
وأبرز شعره قصيدته البائية المشهورة في مدح أهل البيت (ع) وهي التي تناقلتها الأفواه وصدحت بها الحناجر في كل مكان وهي قصيدة طويلة منها:
بآلِ محـــــمدٍ عُرفَ الصوابُ *** وفي أبيـــــــــــاتهم نزلَ الكتابُ
هم الكلمــاتُ والأسمـاء لاحتْ *** لآدمَ حــــــــــين عزَّ لهُ المتـابُ
وهمْ حُجــجُ الإلـهِ على البرايا *** بهم وبـــحكمهــــــمْ لا يـسترابُ
بقية ذي العـــلى وفروعُ أصلٍ *** بحســـنِ بيانِهم وضـحَ الخطابُ
وأنوارٌ تُرى فـــــي كلِّ عصرٍ *** لإرشادِ الورى فـــــــهمُ شِهـابُ
ذراري أحمــــــــدٍ وبنـو عليٍّ *** خليـــــــــــــــفتُه فهمْ لـــبٌّ لِبابُ
تناهوا في نهـــــــايةِ كـلِّ مجدٍ *** فطهِّر خلقهـــمْ وزكــوا وطـابوا
إذا ما أعوزَ الطـــــــلابُ علمٌ *** ولم يوجد فعنـــــــــــدهمُ يُصابُ
محبتهم صراطٌ مــستــــــــقيمٌ *** ولكن في مســـــــــــــالكِهِ عقابُ
ولاسيـــــــما أبــو حسنٍ عليٍّ *** له في الحربِ مـــرتبــــــةٌ تهابُ
كأنَّ سنانَ ذابِــــــــــلِهِ ضميرٌ *** فليــــــسَ عـــن القلوبِ لهُ ذهابُ
وصارمُه كبيــــــــــــعـتهِ بخمٍّ *** معاقدُهـــــــــــا من القومِ الرقابُ
عليُّ الدرُّ والذهــبُ الـمصفَّى *** وباقي الـــناسِ كــــــــــلَّهمُ ترابُ
إذا لمْ تبـــــرَ من أعـــدا عليٍّ *** فما لكَ في محبـــــــــــتِهِ ثـــوابُ
إذا نادتْ صـــوارمُــه نـفوساً *** فليسَ لها سوى نعمٍ جــــــــــوابُ
فبينَ سنانِهِ والــــــــدرعِ سـلمٌ *** وبين البيضِ والبـيضِ اصطحابُ
هو البكّاءُ في المحــرابِ ليلاً *** هو الضحّــــــاكَ إن جدَّ الضِّرابُ
ويقول في آخرها
يقولُ لقد نجــــوتُ بأهلِ بيتٍ *** بهمْ يصــــــــــلى لظىً وبهمْ يُثابُ
همُ النبأ العظيـــــمُ وفلكُ نوحٍ *** وبابُ اللّهِ وانقطـــــــــــعَ الخِطابُ
وله قصيدة ضمّن فيها السورة التي نزلت بحق أهل البيت (ع) وهي سورة الإنسان يقول منها:
استمــــــــع ما أتـى به جبريلُ *** أحمدَ المصــــطفى البشيرَ النذيرا
يوم صامَ الوصـيُّ والأهل لله تـــــــــــــعالى يوفـــــــــــــون منهمُ نذورا
وحبوا في طـــــــعامهم ذلك اليـــــــــــــوم يتيــــــــــــماً ومؤسراً وفقيرا
فتلا هل أتى على الإنسانِ حينٌ *** من الدهرِ لم يكــــــــــن مذكورا
فالناشئ سخر شعره وعلمه كله في سبيل نصرة قضية أهل البيت (ع) والدفاع عن حقهم المغتصب يقول في إحدى قصائده وقد ضمن فضائل أمير المؤمنين (ع) ويذكر فيها يوم الغدير ويوم الخندق وقتل عمرو بن عبد ود العامري وحديث الرسول (ص): إن ضربة علي أفضل من عبداة الثقلين. ويوم خيبر حين فتح حصن اليهود وقتل بطلهم مرحب.
يقول الناشئ:
يا آلَ ياسيـــــــنَ من يُحبِّــــــكمُ *** بغيرِ شـــــــكٍّ لـنفـســــهِ نصحا
أنتمْ رشـــــــادٌ من الضلالِ كما *** كلُّ فســـــــــــــادٍ بـحبكمْ صلحا
وكل مستحســـــــــــــنٍ لغيرِكمُ *** إن قيسَ يومــــــــاً بفضلكمْ قبحا
ما محيــــــــــــت آية النهارِ لنا *** وآية الليــــــــــلِ ذو الجلالِ محا
وكيف تُمــــــحى أنوارُ رشدكمُ *** وأنتمُ في دجـــــى الظلامِ ضحى
أبوكمُ أحمــــــــــــدٌ وصاحبُه الـــــــــــــممنوحُ من عــــــــــلمِ ربِهِ منحا
ذاكَ عــــــــــــــليُّ الذي تفرُّدِه *** في يومِ خــــــــــمٍّ بفضلِهِ اتّضحا
إذ قالَ بين الـــــــورى وقام به *** معتضـــــــــداً في القيامِ مُكتشحا
من كنتُ مـــــولاهُ فالوصيُّ له *** مـــــــولىً بوحيٍّ من الإلهِ وحى
فبخبخــــــــــوا ثم بايعوه ومن *** يبـــــــــــــــايعُ اللّهَ مخلصاً ربحا
ذاكَ عــــــــــليُّ الذي يقول له *** جبريــــــــــلُ يومَ النزالِ ممتدحا
لا سيفَ إلا سيفَ الوصي ولا *** فتىً ســـــــــــواهُ إن حادثٌ فدحا
لو وزَّنوا ضربه لـعمرو وأعمــــــــــــال البرايـــــــــــــا لضربهِ رجحا
ذاكَ عليٌّ الذي تـــــراجع عن *** فتحٍ ســــــــــــــواهُ وسارَ فافتتحا
في يومِ حضَّ اليهودَ حــينَ أقـــــــــــــلَّ البــابَ من حصـنِهمْ وحينَ دحا
لم يشهدِ المسلمـــونَ قطّ رحى *** حربٍ وألفـــوا سواهُ قطبَ رحى
صلى عليـــــــــــه الإله تزكيةً *** ووفّق العبــــــــــدَ ينشِئ المدحا
فأمير المؤمنين هو الصراط المستقيم وهو باب حطة وهو سفينة النجاة وهو الذي يعرف المؤمن بحبه له ويعرف الكافر والمنافق ببغضه له:
ألا يا خليفةَ خيـــــــرِ الـورى *** لقد كفرَ القومُ إذ خالفوكا
أدلُّ دليــــــــــــــلٍ على أنـهمْ *** أبوكَ وقد سمعوا النصَّ فيكا
خلافُهمُ بعد دعــــــــــــــواهِمُ *** ونكثهمُ بعدما بايعوكا
فهو (ع) ناصر رسول الله وخليفته وابن حاميه سيد البطحاء أبي طالب (ع):
فيا ناصرَ المصطفى أحـــــمدٍ *** تعلمَّت نصــــــــــرتَه من أبيكــا
وناصبتَ نصَّــــــــــابَه عـنوةً *** فلعنةُ ربِّي على ناصبيـــــــــــكـا
فأنتَ الخليفةُ دونَ الأنــــــــامِ *** فما بالهمْ في الورى خــــــالفـوكا
ولا سيِّـــــــــــما حيـن وافيتُه *** وقد سارَ بالجيشِ يبغي تبـــــــوكا
فقالَ أناسٌ قـــــــــــــلاه النبيُّ *** فصــرتَ إلى الطهرِ إذ خفَّضوكا
فقالَ النبيُّ جواباً لــــــــــــمـا *** يؤدي إلـــــــى مسمعِ الطهرِ فوكا
ألمْ ترضَ أنّا على رغمِــهــم *** كموسى وهــــــــارونَ إذ وافقوكا
ولو كانَ بعـــــــدي نبيٌّ كـما *** جعلتَ الخليفةَ كــــــــنتَ الشريكا
ولكنني خاتمُ المــــــــرسـلين *** وأنتَ الخليفةُ إن طــــــــــاوعوكا
وأنتَ الخليفةُ يومَ انـتـــجـاكَ *** على الكـــــــورِ حيناً وقد عاينوكا
يراكَ نجيّاً له المسلمـــــــون *** وكان الإلهُ الــــــــــــــذي ينتجيكا
على فمِ أحمدَ يوحي إلــيــكَ *** وأهلُ الضغائنِ مستـشـــــــــرفوكا
وأنتَ الخليفةُ في دعــــوةِ الـــــــــــــعشيـرةِ إذ كـــــــــــــان فيهم أبوكا
ويومَ الغديرِ وما يــــــــومُه *** ليتركَ عذراً إلى غـــــــــــــادريكا
لهم خلفٌ نصروا قولَـــــهم *** ليبغوا عليكَ ولمْ ينصــــــــــــروكا
إذا شاهدوا النصَّ قالوا لنا: *** توانى عن الحقِّ واستضـــــــعفوكا
فقلنا لهم: نصُّ خيرِ الورى *** يزيلُ الظنونَ ويَنفي الشكـــــــــوكا
وله قصيدة باكية على ما أصاب أهل البيت من القتل على يد الأمويين والعباسيين:
بني أحمد قلبــــــــي بكمْ يتـــــــقطعُ *** بمثلِ مصـــــــــــــابي فيكمُ ليسَ يسمعُ
عجبتُ لكمْ تَفنـــــــــونَ قـتلاً بسيفكِمْ *** ويسطو عليكـــــمْ من لكمْ كانَ يخضعُ
كأنَّ رسولَ اللّهِ أوصــــــــــى بقتلِكمْ *** وأجســــــــــامُكم في كلِّ أرضٍ توزَّعُ
فما بقعةٌ في الأرضِ شــرقاً ومغرباً *** وليـــــــــــــسَ لكمْ فيها قتيلٌ ومصرعُ
ظُلِمتمْ وقُتّـــــــــــــــــلتمْ وقُسِّمَ فِيئكمْ *** وضاقتْ بكمْ أرضٌ فــــلم يُحمَّ موضعُ
جسومٌ على البوغاءِ تُرمـى وأرؤسٌ *** على أرؤسِ الــــــــــلدنِ الذوابلِ تُرفعُ
تُوارونَ لمْ تأوى فَراشاً جـــــــنوبُكم *** ويسلمُني طيبُ الهجــــــــــوعِ فأهجعُ
فأهل البيت (ع) منبع الفضائل ومنتهى المكرمات وهم السبب بين الأرض والسماء, يقول الناشئ مضمناً هذا المعنى في قصيدة أخرى:
رجائي بعيدٌ والممـــــــــــاتُ قريـبُ *** ويخطئ ظنّي والمنــــــــونُ تصيبُ
أناسٌ علـوْا أعلى المعالي من الـعلى *** فليسَ لهمْ في الفاضليــــــنَ ضريبُ
إذا انتسبوا جــازوا التناهي لمـجدِهم *** فما لهمُ في العــــــــــــــالمينَ نسيبُ
همُ البحرُ أضحـــــــــى درَّه وعـبابَه *** فليسَ له مـن منــــــــــــتقيه رسوبُ
تسيرُ بهِ فلكُ النجــــــــــــاةِ ومـاؤها *** لشـــــــــــرَّابِهِ عذبُ المذاقِ شروبُ
هوَ البحرُ يُغني من غـدا في جـوارِه *** وســــــــــاحِلُه سهلُ المجالِ رحـيبُ
هُمُ سببٌ بينَ العبــــــــــــــادِ وربِّهمْ *** محبِّهمُ في الحــــــــــشرِ ليسَ يخيبُ
حووا علمَ ما قد كانَ أو ما هوَ كائنٌ *** وكلُّ رشادٍ يحتويهِ طـــــــــــــــلوبُ
وقد حفظوا كلَّ العلـــــــــومِ بأسرِها *** وكلُّ بديــــــــــــــــعٍ يحتويهِ غيوبُ
همُ حسناتُ العالميـــــــــــنَ بفضلِهم *** وهمْ للأعادي في المعـــــــادِ ذنوبُ
وقال في مدح الإمامين الكاظمين (ع) يقول:
ببغداد وان مُــــــــــلئت قصــــــورا *** قبورٌ غشــــــت الآفــاقَ نورا
ضريحُ السابعِ المعصومِ موسى الامـــــــــــــام المحـــــــتوى مجداً وخيرا
وقبرُ محمـــــــــــدٍ في ظهرِ موسى *** يغشّي نــورَ مهجتهِ الحضورا
هما بحــــــــــــران من علم و جودٍ *** تجـــــاوز في نفاستها البحورا
توفى الناشئ سنة 356هـ عن (94) عاماً ودفن في مقابر قريش قرب مرقد الإمامين الكاظمين (ع) ونبش قبره في حوادث سنة (443هــ) وأُحرق.
محمد طاهر الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق