الزّائرونَ يشكونَ منِ ارتفاعِ أجور ِالسّكنِ فيْ كربلاءَ وأصحابُ الفنادقِ يكشفونَ عنِ الأسبابِ

تشهد مدينة كربلاء المقدسة ارتفاعاً ملحوظاً في أجور السكن خلال زيارة الأربعين عزاه كثير من أصحاب الفنادق إلى وجود مشاكل وغياب الدعم الحكومي لأصحاب الفنادق.

ولتسليط الضوء على تلك المشكلة ارتأى الموقع الرسمي أن يثير هذا الموضوع عن كثب وبجولة ميدانية مستطلعاً آراء أصحاب فنادق مختلفة في مدينة كربلاء منها تتمتع بدرجات سياحية عالية وأخرى دون ذلك ...

فكانت المحطة الأولى عند الحاج علي حسين صاحب فندق  سدرة المنتهى الذي أشار قائلاً: إن الحكومة هي من شجعت على الزيادة في الأسعار من خلال الفنادق التابعة لها حيث أُعطيت هذه الفنادق إلى شركات تتصرف دون أي قانون ومنها فندق كريستال و فندق روتانا فهي تأخذ الليلة الواحدة 300 دولار كذلك إلى زيادة الضرائب السنوية من قبل الحكومة إضافة إلى زيادة فاتورة الماء والكهرباء مما يجعلنا نضطر إلى الزيادة في الأسعار ولتعويض الضرر الحاصل من جراء هذه الضرائب السنوية إضافة إلى عدم وجود قانون من قبل الحكومة يلزم أصحاب الفنادق  بالتسعيرة الثابتة

فيما قال أبو حيدر صاحب فندق رياض الجنة إن المشكلة الأساسية هي عدم وجود دعم من قبل وزارة السياحة للفنادق من عدم وجود إجازات ترخيص، معالجة مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، كذلك عدم تزويدنا بالوقود لتشغيل المولدات كل هذه القضايا تجعل صاحب الفندق يزيد التسعيرة ويكون اعتمادنا الأول على الزيارات المليونية لسد الخسارة في الأيام العادية لأن بقية الأيام تكون التسعيرة منخفضة فهي لا تكفي لسد العمل

من جانبه عبر مدير فندق بلال إن الخدمات التي نقدمها في زيارة الأربعين خدمات تحتاج إلى زيادة في الأسعار ولابد أن تكون لجان حكومية تشرف وتقيّم الفنادق على حسب النظام العالمي المعمول به ووفق قوانين نظام الفندقة فمثلاً فندق ثلاث نجوم بسعر وفندق خمس نجوم يكون له سعر ثاني ولكن في العراق هذا غير موجود وهناك كثير من الفنادق تكون غير جادة في تقديم الخدمات للزائر البعض يتفق على توفير كل شي ولكن بعد أن يسكن يصدم ولكنه يضطر إلى قضاء المدة فهو مجبر بعد أن قام بالدفع مقدماً

السائح سلمان خضر من محافظة الناصرية أشار إلى أنه كثير القدوم إلى مدينة كربلاء المقدسة لأداء مراسم الزيارة للعتبات المقدسة فيها وعلى الرغم من ذلك فإنه يجد الخدمات الفندقية ليست بالمستوى المطلوب مقارنة مع ما يجده في بلدان ومدن أخرى فيها مراقد مقدسة إضافة إلى ارتفاع أسعار السكن في الفنادق التي تقدم خدمات متميزة، الأمر الذي لايقوى عليه كل زائر ينوي الإقامة في كربلاء المقدسة ، ما يضطره إلى اللجوء إلى فنادق ذات خدمات بسيطة لا تتعدى توفير المبيت للزائر القادم من محافظات بعيدة ،وفي أيام الزيارات تشهد أسعارها ارتفاعاً أيضاً. من جانبه بين السائح الإيراني من جمهورية إيران الإسلامية محمد رضائي أن تكلفة السفر أصبحت كبيرة ما يؤثر على توافد أعداد كبيرة من الزائرين الإيرانيين إلى العتبات المقدسة في العراق لاسيما بعد انخفاض قيمة التومان الإيراني مقابل الدينار العراقي والدولار الأمريكي في المقابل ارتفاع أسعار الإيجارات للفنادق الجيدة وأجور النقل وتذاكر الطيران لافتاً إلى أن السنوات الماضية كانت تشهد توافد أعداد كبيرة من الزائرين من الجمهورية الإسلامية إلا إنها تقلصت في الأشهر الماضية داعياً إلى مراعاة حالة الزائرين الاقتصادية من أجل زيادة أعداد القادمين لتادية مراسم الزيارة للعتبات المقدسة في كربلاء وغيرها من المدن العراقية مؤكداً أنه ياتي للمرة الثالثة وهو يشهد تغيراً بما يتعلق بالمنشآت السياحية والخدمات المقدمة من العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية داعياً في الوقت ذاته إلى زيادة مدة الإقامة إلى أكثر من 30 يوما.ً

من جهته طالب ممثل المرجعية  الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبته الثانية من صلاة الجمعة التي أُقيمت في الصحن الحسيني الشريف في( 5/صفر/1436هـ) الموافق( 28/11/2014 م) أصحاب الفنادق بعدم رفع الأجور قائلا "يشتكي الكثير من الزوار الوافدين أن بعض أصحاب الفنادق يرفعون الأسعار في موسم الزيارة بمقدار فاحش، وهذا أقل ما يقال عنه إنه أمر غير لائق ولا سيما بمن هم في جوار أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) وفي مناسبة دينية يُفترَض بالمؤمن أن يُسَهِّل فيها لأخيه الزائر أمورَه ويرعاه بما يتيسر له، إنّ أخلاق الإسلام والمُروَّة الإسلامية والإنسانية تأبى ذلك – فلا نجعل من أنفسنا مصداقاً لقول الإمام (عليه السلام) الناس عبيد الدنيا والدين لَعِق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم فإذا مُحِّصُوا بالبلاء قلّ الدّيّانون.

مما تقدم يتضح أن السياحة الدينية في كربلاء المقدسة على وجه التحديد تشهد ارتفاعاً في أعداد الزائرين من بلدان عربية وأجنبية إضافة إلى أعداد الزائرين المحليين الأمر الذي يتطلب في الجانب الآخر توفير منشآت سياحية تقدم الخدمة اللازمة للمقيمين إضافة إلى ضرورة التدخل من قبل الحكومة والجهات المعنية من خلال وضع قوانين خاصة بنظام الفندقة كذلك لابد من إيجاد حلول أخرى في بناء فنادق كبيرة تستوعب أعداداً هائلة من الزائرين

إبراهيم العوينيّ

المرفقات