اشار مركز الابحاث العقائدية الى ان الفرق اللغوي بين كلمة (أَنفُسَنَا) في آية المباهلة (وأَنفُسِهِم) في سورة آل عمران, هو أنّ كلمة (أَنفُسَنَا) وردت بصيغة الجمع، ولكن المقصود هو فرد واحد ومصداق واحد.
وجاء في اية المباهلة (فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ)، كما ورد في سورة آل عمران (لَقَد مَنَّ اللّهُ عَلَى المُؤمِنِينَ إِذ بَعَثَ فِيهِم رَسُولاً مِّن أَنفُسِهِم... ))
واضاف المركز انّ التبعيض بـ(من) في آية آل عمران يساعد على أرادة العموم من معنى النفس أي جميع الناس، في حين ان (انفسنا) في آية المباهلة جاءت للتخصيص، وقطعاً ليس المقصود هو الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)، لأنّ الإنسان لا يتعقل أن يدعو نفسه، فالمقصود هو الإمام عليّ (عليه السلام) بمساعدة الواقعة الخارجية.
قال الرازي في تفسيره (ليس المراد بقوله ( أَنفُسَنَا ) نفس محمّد (صلى الله عليه وآله وسلّم)، لأنّ الإنسان لا يدعو نفسه، بل المراد غيرها، وأجمعوا على أنّ ذلك الغير كان عليّ بن أبي طالب، فدلت الآية على أنّ ((نفس عليّ)) هي محمّد، ولا يمكن أن يكون المراد منه أنّ هذه النفس هي عين تلك النفس، فالمراد أنّ هذه النفس، مثل تلك النفس، وذلك يقتضي الاستواء في جميع الوجوه.
واوضح المركز ان هناك فرق دقيق لا يلحظ إلاّ بالتأمل التام!، وهو أنّ الدلالّة التصديقية والمعنى المراد بين الإستعمالين يختلف من جهة اختلاف جهة التشبيه أو طرف التشبيه, فإنّ تشبيه العالي للداني بنفسه يفيد رفع درجة الداني إلى مستوى العالي، وهو المراد الجدي والتصديقي للعالي، كما في قول القرآن على لسان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) (وَأَنفُسَنَا)، حيث أنّ العالي وهو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) شبه الداني بنفسه فرفعه إلى مصاف نفسه.
واردف المركز ان تشبيه العالي لنفسه بالداني يفيد مواساة الداني، وأنّ العالي يريد أن يجعل نفسه بمستوى الداني مواساة وترضية له، أو لغرض آخر عقلاني، كما في قوله (مِّن أَنفُسِهِم), ولا توجد دلالة تصديقية تفيد المساواة قطعاً، وإنّما العالي ينزل نفسه تواضعاً ويجعلها في مصاف الداني حتى يقبله الداني مثلاً، ولا ينفر منه أو لا يستغرب, ولذا قال علماء التفسير أنّ معنى (مِّن أَنفُسِهِم) أي منهم أو مثلهم أو بشر مثلهم، ولم يقولوا ذلك في تفسير (وَأَنفُسَنَا) وإنّما قالوا بالمساواة هنا، فلاحظ فإنّه دقيق.
متابعة: ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق