نحن مأمورون أن ننهض بأنفسنا الى أعلى ما يُمكن من حال الرقيّ
نص الكامل للخطبة الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه أبي القاسم محمد وعلى آله الطيّبين الطاهرين، اللهمّ إنّي أفتتح الثناء بحمدك، وأنت مسدّدٌ للصواب بمنّك، وأيقنتُ أنّك أنت أرحم الراحمين في موضع العفو والرحمة، وأشدّ المعاقبين في موضع النكال والنقمة، وأعظم المتجبّرين في موضع الكبرياء والعظمة..، إخوتي افتخاري أبنائي أمل الأمّة آبائي وقاري وأهل مشورتي أخواتي رمز العفاف والستر بناتي حسناتي أمّهاتي رمز التضحية والوفاء والصدق ومرضعات الغيارى والأبطال، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.. أوصيكم جميعاً ونفسي الغارقة في بحار الآثام بتقوى الله تبارك وتعالى في الخلوات، ومراقبته عند الشهوات، عصمنا الله تعالى وإيّاكم عن ارتكاب المشتبهات فضلاً عن المحرّمات، ونبارك لكم في هذا الشهر الشريف شهر الطاعة والغفران ولادة سيّد شباب أهل الجنّة السبط الأكبر الإمام الحسن(صلوات الله وسلامه عليه)، سائلين الله تبارك وتعالى ببركته أن يتقبّل أعمالكم ويتجاوز عن سيّئاتنا ويرزقنا شفاعة النبيّ وآله.
لعلّ من التوفيقات للعبد في هذا الشهر الشريف أن يلتفت الى بعض النقاط والنكات التي أرادها الله تبارك وتعالى منّا رأفةً بنا ورحمةً منه علينا، لأن نرتفع في هذا الشهر الشريف بمقدار ما يؤهّلنا ذلك، وبحسب قدرتنا إيماناً ومعرفةً وعقلاً، وأن يستفيد الإنسان من بركات هذا الشهر الشريف خصوصاً أنّ الله تعالى كتب الصيام على أُممٍ سابقة، نعم.. قد تكون هناك بعض المسائل فيها اختلاف بين هذه الأمم وأمّتنا لكن أصل المطلب (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ)، والصوم جعله الله تعالى جُنّةً من النار والجُنّة الوقاية والدرع الذي يجعله الإنسان أمامه إذا رأى خطراً، وهذا الصوم من الجُنن التي تُبعد الإنسان عن نار جهنّم -والعياذ بالله-، ونحن في هذا الشهر الشريف عندما يتأمّل الإنسان ويجلس مع نفسه يشعر بمقتضى نداء الفطرة الصادق أنّ هناك شيئاً يحتاجه الإنسان، هناك حالة من العلقة ينزع اليها الإنسان ويفزع اليها، عندما يجلس يشعر أنّه ضعيف ويريد أن يتشبّث بقويّ، يشعر أنّه مسكين يريد أن يتشبّث بغنيّ، ألم الجوع قد يخرجه عن سمته الطبيعيّ إذا كان همّه هو ذلك، وألم الجوع قد يصعد به الى الأعلى إذا كان يرى أنّ هذا نحو من تربية الله تبارك وتعالى لنا، وقلنا سابقاً إنّ الله تعالى هو ربّ العالمين ومقتضى هذه الربوبيّة أنّ الله تعالى بيده وسائل التربية وموادّ التربية وطريقة التربية، عادةً عندما نصل الى هذه الحالة نفكّر ونبحث عن وسائل، وهذه الوسائل نجدها عند من أرسله الله تبارك وتعالى رحمةً للعالمين وعند أهل بيته الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس، فقد أعطوا(سلام الله عليهم) أهمّية في مقام هذه التربية وأعطونا مفاتيح للوصول الى مراتب الكمال التي هي نحو من الحكمة التي شُرّع من أجلها الصوم، أنّ نفس الإنسان هذه هي التي تبقى أمّا الجسم فهو يبلى، مهما يكن الإنسان الآن قويّاً مفتول العضلات مصير هذا الى ذبول أو طعام لديدان الأرض، هذا الجسم لا يبقى وإنّما هذه النفس التي لابُدّ أن ترتقي هي التي تبقى، ولذا نحن مأمورون أن ننهض بها الى أعلى ما يُمكن من حال الرقيّ.
ولذلك أعطانا النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله) والأئمّة الهداة مجالاً واسعاً في أن ننتقل في مقام التربية وفق منهجٍ صحيحٍ صريحٍ واضح فيه منجيات وفيه هذه المتطلّبات التي تفزع اليها هذه النفس الإنسانيّة، النفس تريد أن تكتمل إذ ترى نفسها تتلوث وترى نفسها تحاول أن تبتعد عن بعض مدركاتها بمجرّد إذا ضامها شيءٌ يسير، النفس ترى أنّ كمالها ليس في ذلك بل إنّ ذلّتها إذا تبعت هذه الشهوات، الإنسان الوقور قد يكون ذليلاً من أجل كسرة خبز مثلاً أو حفنةٍ من مال أو دريهمات قليلة، النفس تأبى ذلك وتقول الله تعالى أكرمك!! فيصبح الإنسان بين شدٍّ وجذب.. هذا الشهر الشريف هو حالة من حالات هذا الرقيّ وكالعادة الأئمّة(عليهم السلام) حاضرون في إعطاء ما يُمكن أن نريد، وكالعادة الإمام السجّاد(صلوات الله وسلامه عليه) أيضاً حاضر أن يبيّن ويقول: يا أيّها العبد أنّه لابُدّ أن تستثمر هذا الشهر الشريف، اليوم على نحو ما يسع فيه الوقت عندنا وقفةٌ سريعة مع الإمام السجّاد وأبي حمزة الثمالي(رضوان الله عليه) ثابت بن دينار، طبعاً هذا الدعاء الشريف سبق وتكلّمنا عنه بشكلٍ إجماليّ، وحقيقةً يوفّق بعض المؤمنين جزاهم الله خيراً أن يُحيوا ليالي شهر رمضان مع الله تبارك وتعالى وهم يُناجون ربّهم بهذا الدعاء، تارةً الله يتكلّم معنا بالقرآن في النهار، المؤمن يوفّق فيشغل أوقات صيامه ويُصغي الى الله تعالى، الله يكلّمه من خلال القرآن، وفي الليل هو يبدأ يُناجي ربّه، فاللّيل والنهار كلاهما يربّي الإنسان، والحمد لله أغلب الإخوة جزاهم الله خيراً يحضرون المحافل القرآنيّة في شهر رمضان وهي على قدم وساق، وهذا نحو من أنحاء التوفيق أنّ الإنسان في نهار شهر رمضان غير مائدة الإفطار المادّي هناك مائدة معنويّة، الله تبارك وتعالى نُصغي له عندما يتكلّم معنا، وفي الليل أيضاً بعض الإخوة يوفّقون أن يجعلوا هذه الساعات السويعات الدقائق أنّهم يناجون الله تبارك وتعالى.
من جملة المناجاة ولذّة المناجاة دعاء أبي حمزة الثمالي، أنا أقف بخدمة الإمام السجّاد وبخدمتكم في موقف يسير وقصير لكنّه عالي المضامين، أرجو أن تعيروني أسماعكم الكريمة، ماذا يقول الإمام(عليه السلام) في فقرة من فقرات الدعاء؟ لاحظوا إخواني هذه حالة النزوع وحالة الفزع الى الله تبارك وتعالى، يقول: (إذا رأيتُ مولاي ذنوبي فزعتُ، وإذا رأيتُ كرمك طمعتُ، فإنْ عفوتَ فخيرُ راحم، وإن عذّبتَ فغيرُ ظالم، حجّتي يا الله في جرأتي على مسألتك -مع إتياني ما تكره- جودُك وكرمُك..) هذه بين قوسين لأنّها جملة اعتراضيّة -مع إتياني ما تكره- ما الذي جرّأني أن أسألك وأنا وجهي مسودّ لأنّي جئت بما تكره!! جرأتي هي جودُك وكرمُك هذا هو سبب جرأتي عليك، وسنأتي للعبارات (..وعدّتي..) أي ما أعتدّ به سلاحي (..في شدّتي -مع قلّة حيائي- رأفتُك ورحمتُك..) أيضاً هذه جملة اعتراضية -مع قلّة حيائي- أنا لا أستحي منك!! إذن ما هي عدّتك؟ قال: عدّتي رأفتُك ورحمتُك.
سأرجع للعبارة لكن أرجو أن ننتبه كيف نناجي الله تعالى؟ قال: (..وقد رجوتُ أن لا تخيب بين ذين وذين منيتي...) الى آخر الفقرات إن وفّقنا الله تعالى، لاحظوا هذا المقطع إخواني يقول: (إذا رأيتُ مولاي ذنوبي فزعتُ..)، لعلّ من أسوء ما يمرّ بالإنسان الغفلة، يعني أسوء ما يمرّ به أنّه يغفل ماذا يفعل، الإنسان الذي يلتفت يقول الإمام: مولاي إذا رأيتُ ذنوبي فزعت، حالة من الدهشة وحالة من الفزع وحالة من القلق وحالة من الخوف، لماذا؟ لأنّي عصيتُ جبّار السماوات!! عصيتُ من بيده كلّ شيء!! تجرّأت ومزّقت ذلك الستر الذي أوقفني الله تبارك وتعالى، ذنبٌ واحد من الذنوب لا أستحقّ عليه العتب بل أستحقّ عليه العقوبة، ولذلك في بداية هذا الدعاء يقول: (إلهي لا تؤدّبني بعقوبتك)، فعندما ألتفت الى ذنوبي أقول: ويحي ماذا فعلت؟! ماذا جنيت؟! وهذه حالة من الخوف، -كما قلنا سابقاً- نحن نتملّق التفتوا للكلمة نحن نتملّق الى الله تعالى، أتعرف ماذا تعني نتملّق الى الله تعالى؟ يعني نحاول أن نستجدي عطف الله تعالى ونحاول أن نحلب رحمة الله تبارك وتعالى ونستمطر رأفة الله تعالى، والتملّق مع الله ممدوح فلا يُمكن أن أصل الى حالة أقول: الله غلق بابه -والعياذ بالله-، فإذا غلق الله بابه لأيّ بابٍ أتّجه؟! نحن أمام لا خيار عندما أتجاوز عن حرمات الله ونحن في شهر رمضان، إخواني النبيّ(صلّى الله عليه وآله) يقول -مضمون الوصيّة والحديث والخطبة- أنّ في هذا الشهر هناك أبواب لجهنم أُغلقت أوصدت وهناك أبواب للجنان فُتحت، والمحروم من حُرِم خير هذا الشهر الشريف، والدعاء يقول: إذا رأيت مولاي ذنوبي فزعت، لكن ما هو التملّق؟ هو إذا رأيتُ رحمتك ورأفتك وإذا رأيتُ عطفك!! ماذا يقول؟ يقول: طمعت. وإذا رأيتُ كرمك طمعت. أصبحت عندي حالة من التجديد وحالة من التفاؤل، لأنّ رحمتك يا إلهي رحمةٌ واسعة، تجعلني أنا المذنب أطمع أن أنالها، لا لأنّي أستحقّ بل لأنّ الرحمة ولأنّ الكرم واسع، وهناك فرق بين هذه وتلك، هذا هو التملّق الى الله تبارك وتعالى!! أن هذا الكرم هو كرمٌ واسعٌ وعلى الرغم من ذنبي ومع أنّي من ذنبي فزعت لكن عندما أرى هذه الرحمة والكرم أطمع، هناك أمل ولذلك بعض الأحاديث تقول: التوبة ما وصلت الروح الى الحلقوم، الإنسان إذا عاين الموت انقطعت به السبل لكن ما قبله الباب مفتوح، (إذا رأيت كرمك طمعت) هذا أحتفظ به كلام شعار لنا لا في شهر رمضان فقط بل في غير شهر رمضان، قلنا في مقام نحن نتربّى والتربية لا تكون في شهر رمضان فقط، نعم.. ظرف التربية يكون في شهر رمضان لكن التربية في شهر رمضان وفي غير شهر رمضان، وكلّما جاءنا شهر رمضان يفترض أن يكون لنا كسب أكثر وتربية أكثر.
ماذا يقول(عليه السلام) بُعَيْد ذلك؟ قال: (وعدّتي في شدّتي..) العدّة هي أنّ الإنسان عنده شدّة، مثلاً عنده مال لماذا حفظت هذا المال؟ يقول: أحتاجه لوقت شدّتي. أو عنده سلاح يقول: أحتاجه لوقت شدّتي أستعمله في حالة الشدّة. جميل ما هي عدّتنا مع الله تعالى؟ هل عندنا عدّة؟ الله تبارك وتعالى هو الشدّة!! ذنوب ارتكبناها فأوقعتنا في شدّة!! ماذا أعددنا لهذه الشدّة؟!! قطعاً الشدّة واقعة لا محالة ماذا أعددنا؟! لاحظوا تعبير الإمام يقول: (وعدّتي في شدّتي) لا ننسى أنّنا قلنا ما بين قوسين جملة اعتراضيّة وهي (مع قلّة حيائي) تعرفون قلّة الحياء متى تكون؟! بعضهم يترجم حياة النبيّ(صلّى الله عليه وآله) يقول: كان خلقه الحياء، وهذا من عجيب صفاته(صلّى الله عليه وآله)، الإمام(عليه السلام) يبيّن حال المذنب يقول هذا المذنب أو أنا المذنب عندما أتكلّم مع الله تبارك وتعالى أنا قد أذنبت ولم يكن عندي حياء!! وقلّة الحياء كناية عن عدم الأدب، هذا قليل الحياء يعني غير مؤدّب، خصوصاً الإنسان إذا انفرد بينه وبين الله تعالى، من وصيّة النبيّ لأبي ذر -التفتوا فالكلام بعضه يرتبط مع بعض- مضمونها: أنّ الإنسان إذا عصى بينه وبين الله تعالى جعل الله أهون الناظرين اليه، كأنّه لا يكترث ولا يستحي فهذا الإنسان قليل الحياء. هذا الدعاء نفسه عندما نأتي قد لا يسمح وضعُ الخطبة لكن عندما نقرأ الدعاء ستعرفون في الثنايا الإمام يلتفت الى هذه النكتة يقول: إنّما أنا عصيتك لا لقلّة حيائي -التفتوا إخواني- ولكن شهوة وغريزة قد أغرتني، أنا لم تكن أهون الناظرين عندي، وإلّا إذا الإنسان جعل الله أهون الناظرين يسقط من عين الله -والعياذ بالله-، أنا أعلم أنّك تراقبني لكنّي أخطأت!! هناك فرق بين المطلبين.
على كلّ حال (وعدّتي في شدّتي مع قلّة حيائي...) الإنسان الآن مع الله تبارك وتعالى لا يقول: إنّي عبدتُك.. إنّي من العبّاد.. إنّي من الطائعين.. فهو غير متفضّل على الله تبارك وتعالى، يقول: مع قلّة حيائي! إذن ما هي عدّتك أيّها المذنب؟ ما هي العدّة وقت الشدّة (وعدّتي في شدتي مع قلّة حيائي) ما هي هذه العدّة؟! قال: (رأفتُك ورحمتُك)، هذه عدّتي فأنا لا أملك شيئاً، ونحن قلنا لكونه نظر الى ذنوبه ففزع وهذه العدّة مع قلّة الحياء، إذن أذنبت كثيراً!! إذن ماذا ملكت؟! ماذا تكون عدّتي؟! ماذا تملك؟!! لو الإنسان حاسبه الله تعالى في يوم القيامة، وجاء الحساب واصطفّت الخلائق أمام بارئها وبدأت النفوس ترتجف والأعضاء تفرق ويكاد القلب يخرج من شدّة الخوف والهلع، ثم يؤتى بهذا العبد يُسأل: اقرأ كتابك. فيرى أنّ الكتاب لا يشجّع ولا يسرّ الله تبارك وتعالى، واقعاً هناك بعض المواقف يحتاج الإنسان مجرّد أن يتأمّل فيها لعلّ الله تعالى يرحمه، الأنبياء والرسل والنبيّ(صلّى الله عليه وآله) يفتخر بأمّته، ويأتي عبدٌ منكّس الرأس حتماً تكون هذه الحالة من الانكسار للنبيّ(صلّى الله عليه وآله) -والعياذ بالله-، وتبدأ الملائكة والله تعالى يسأل هذا العبد.. الإمام(عليه السلام) يقول: أنا ما عندي حجّة!! أين العدّة؟!! أين حسناتك؟!! يقول: أنا عدّتي فقط مع اعترافي أنا قليل الحياء وأنا مذنب وأنا عاصي... عدّتي هي رأفتك ورحمتك. واقعاً الإنسان لابُدّ أن يعتقد أنّ الرحمة تشمل، فالله تبارك وتعالى أجلّ وأعزّ من أن يأمرنا بالدعاء ثمّ يمنع الإجابة، لكنّ الإنسان عليه أن يعتقد بذلك.
نختم بهذه الفقرة يقول: (فإن عفوتَ فخيرُ راحم) الله تبارك وتعالى يعفو، فإن عفا فهو خير راحم، وهذا نحو من التملّق -التفتوا-، الله تعالى بين أن يرحمني وبين أن يعاقبني، الله تعالى إن رحمني فالله خيرُ راحم، لا يوجد راحم غير الله تبارك وتعالى، وإذا عذّبني الله تعالى –التفتوا- هنا نكتة عقائديّة فالله تعالى غير ظالم، لماذا؟! لأنّ الظلم في حقّ الله غير متصوّر أصلاً، لأنّ الظلم هو سلبُ حقٍّ أو منعٌ من حقّ، والله تعالى لا حقّ أمامه عندنا، إمّا أن تأتي الى إنسان تسلبه الحقّ أو تمنعه من الحقّ فتكون ظالماً، الله تبارك وتعالى أيّ حقٍّ لنا قباله؟!! نعم.. بيننا حقوق موجودة، الشارع المقدّس قال هذا حقّه في السكن وهذا حقّه في المال وأنت إذا اعتديت ستكون ظالماً، لكن مع الله تبارك وتعالى الظلم غير متصوّر، فلا يوجد حقّ يسلبه الله منّا فالحق له ونحن له (إنّا لله وإنّا إليه راجعون)، هذا قانون فالله تبارك وتعالى إن رحمنا وهذا المرجوّ من رحمته فالله هو خيرُ راحم، وإن عذّبنا -والعياذ بالله- لا نعترض، لأنّ الله تبارك وتعالى أيضاً غير ظالم، ثمّ قال: (وقد رجوت أن لا تخيب بين ذين وذين منيتي) لاحظوا الرّجاء إخواني، قبل أشهر أيضاً كانت بعض أحاديث الأئمّة(عليه السلام) تتحدّث عن مسألة الرجاء والخوف، الإنسان عليه أن يرجو من الله تعالى الشيء الكثير، لكن لا يكون الرجاء بلا عمل لأنّه -والعياذ بالله- قد يصل الى حالة الأمن من مكر الله تعالى وتتحوّل المسألة الى معصية كبيرة، لكن الإنسان عليه أن يعمل ثمّ يرجو، والرجاء من الله تبارك وتعالى قطعاً صاحبه لا يخيب، فإنّ أبواب الله جلّ شأنه أكثر من أن تحصى وكلّها أبواب الرحمة..
نسأل الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر المبارك أن يرحمنا برحمته الواسعة وأن نتدارك ما فاتنا من أعمال وأن يتجاوز عنّا وعنكم، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمد وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
اترك تعليق