الجيوش الالكترونية والحملات الفيسبوكية باتت تدير البوصلة وتلفت الانظار لها دون اي رادع قانوني فضلا عن اندفاع البعض ممن بات يكتب تعليقاته للممجاملة تارة او للاستعراض تارة اخرى دون ان يعي مسؤولية ونتائج تلك التعليقات او انه نسى او تناسى ان كل حرف او كلمة تكتب او تنطق بحق شخص او جهة ستكون سببا لوقوفه امام محكمة الهية عادلة تنفيذا لقوله تعالى (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
وعودا على بدء فان تلك الحملات التي لايجد تشريع قانوني للحد منها باتت تتجاوز الاعراف الاخلاقية والاجتماعية بل انها تعدت ذلك للتطاول على المعتقدات، ولعلنا اليوم نشاهد صفحات ومجموعات تروج وبشكل معلن للالحاد واستهداف المقدسات.
ولطالما ايقن من يقف وراء تلك الحملات بان نجاح مخططاته يعتمد بشكل اساسي على فك الاواصر الاجتماعية داخل المجتمع وتذويب الانتماءات وخلق حالة من النفور خصوصا ازاء الرمز الديني لتمتد تدريجيا لتصل الى اصل المعتقد.
ولعل ما نراه اليوم من حملات تشويه منظمة تستهدف المرجعية الدينية بالرغم من مواقفها الوطنية التي انقذت العراق دليل واضح على ان ذلك الاستهداف منظم ومخطط له، وبات يطرح للشارع بشكل يناغم مزاج المتلقي، وامتد ليتمادى حتى وصل بنا الحال نسمع استهدافا واضحا للمقدسات وبالخصوص مراقد اهل البيت عليهم السلام.
ومما تجدر الاشارة له ان استهداف العتبات المقدسة لم يأت دفعة واحدة بل انه مر بمراحل عدة، فكانت الحملات الاولى تركز على ادارة العتبات وتبعيتها القانونية والدينية وانتقلت لتشكك بنزاهة اداراتها الشرعية ومن ثم استهدفت مواقفها الوطنية ومن ثم مشاريعها وغير ذلك.
فعلى الرغم من ان الادارات الشرعية لتلك العتبات حاولت ولاول مرة في تاريخها ان تنطلق بمشاريع علمية وعمرانية وخدمية سعيا منها لتقديم اكبر خدمة ممكنة وان لايقتصر دور العتبات المقدسة على العبادة والصلاة والزيارة واحياء المناسبات الدينية، حيث ساهمت بشكل كبير بخفض نسب البطالة في البلد من خلال استقطاب عدد كبير من الايدي العاملة، فضلا عن مساهمتها بدعم السوق المحلية عن طريق انشاء عدد كبير من المشاريع.
كما ساهمت العتبات المقدسة باحياء التراث العلمي وانشاء مراكز بحثية وعلمية واكاديمية خصوصا ان البلد خضع طيلة ثلاث عقود ونصف تحت ظل حكومة استبدادية هدرت ثرواته وبددت بناه التحتية وشهد ارتفاع بنسب البطالة والتخلف وتراجع ملحوظ بالمستوى العلمي، فضلا عن انخفاض القيمة النقدية لعملته بعد ان كانت تنافس العملات الاجنبية في السوق العالمي.
اما على الصعيد الخدمي فالقائمة تطول لاحصاء ما انجزته العتبات المقدسة.
ولعل ما تجدر الاشارة له موقف تلك العتبات ابان الهجمة الشرسة التي تعرض لها البلد بعد اجتياحه من قبل تنظيم داعش الارهابي، من خلال دعم المقاتلين في سوح القتال ومتابعة الجرحى في المستشفيات داخل وخارج العراق وتكفل الايتام وغير ذلك، فضلا عن ايواء النازحين وتوفير مختلف الخدمات لهم.
الا انه رغم تلك الانجازات فان هنالك من يحاول ان يبتعد عن رؤية الامور بواقعية ويحاول ان ينظر لها من خلف الغربال، ويجهد نفسه بالبحث عن الثغرات ليتصيد بها لاستهداف تلك العتبات دون النظر الى حجم الانجازات تارة والى تبعات ذلك الاستهداف تارة اخرى.
ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق