ما علاقة الحشد الشعبي بالإمام الحسين؟!

واجه الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله شتى انواع النفاق والتمرد والشقاق من قبل الكثير من اصحابه سواء في حياته او بعد استشهاده حتى انه قال  ((ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت)) وكذلك الحال بالنسبة للإمام علي عليه السلام الذي ورد عنه في احدى خطبه (يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلَا رِجَالَ حُلُومُ الْأَطْفَالِ وَعُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَلَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً وَاللَّهِ جَرَّتْ نَدَماً وَأَعْقَبَتْ سَدَماً قَاتَلَكُمُ اللَّهُ لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً وَشَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً) لتكون الادوار التي مرت بالامام الحسن عليه السلام لا تختلف كثيرا عن جده وابيه صلوات الله عليهم حيث انه اضطر بسبب قلة الناصر وخذلان المعين لعقد صلح مع معاوية (عليه لعائن الله) ووقف مخاطبا قومه ((فيا عجبا ـ والله ـ يميت القلب ويجلب الهم اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم فقبحا لكم وترحا، .... فاذا امرتكم بالسير إليهم في ايام الصيف قلتم هذه حمارة القيظ، امهلنا يسلخ عنا الحر، واذا امرتكم بالسير إليهم فى الشتاء قلتم: هذه صبارة القر امهلنا ينسلخ عنا البرد، كل هذا فرارا من الحر والقر، فأنتم والله من السيف افر، يا أشباه الرجال ولا رجال)).

الا اننا حينما نمر بالإمام الحسين عليه السلام نجده يصف انصاره بوصف لم يرد على لسان نبي او وصي او امام معصوم حيث قال  (اللهمَّ انك تعلم أني لا أعلم أصحاباً خيراً من أصحابي ولا أهل بيت خيراً من أهل بيتي) اذ انه عليه السلام اخبر أصحابه في مكة بانه متوجه للموت فاصروا على المسير معه ودعاهم ليلة عاشوراء ان يتخذوا من الليل سترا للخروج من كربلاء الا انهم رفضوا وابلغوه بان الموت معه اطعم من الشهد حتى امتدح مواقفهم العدو قبل الصديق اذ قيل لرجل شهد يوم الطف مع عمر بن سعد (ويحك أقتلتم ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: عضضت بالجندل؛ إنك لو شهدت ما شهدنا لفعلت ما فعلنا. ثارت علينا عصابة، أيديها في مقابض سيوفها كالأسود الضاربة تحطم الفرسان يمينا وشمالاً، وتلقي أنفسها على الموت؛ لا تقبل الأمان ولا ترغب في المال ولا يحول حائل بينها وبين الورود على حياض المنية، أو الاستيلاء على الملك، فلو كففنا عنها رويداً لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها فما كنا فاعلين لا أُم لك).

فالمواقف البطولية لأنصار الامام الحسين عليه السلام لم تتوقف عند واقعة الطف بل ان التاريخ حافل بمواقف وبطولات الأنصار من عشاق الامام الحسين عليه السلام على مر الدهور، فلو استوقفنا عند حديث الرسول الاعظم مع ابنته الزهراء عليها السلام حينما اخبرها بان لولدها الحسين شيعة يبكون عليه ويقيمون له العزاء بل بالأحرى انهم سيسيرون على نهجه ويلتزمون بمبادئه السامية حتى قيام الساعة.

ولعلنا لو سلطنا الضوء على ابطال الحشد الشعبي الذي لبوا نداء المرجعية العليا الذي انطلق من مرقده المبارك نجدهم اناس اتصفوا بصفات تذكرنا بأنصاره في واقعة الطف اذ نراهم يتسابقون لنيل الشهادة ولم تفارق السنتهم عبارة (لبيك ياحسين) ولم تزل عن سواعدهم رايته المباركة حتى أصبحت جل امانيهم بعد الاستشهاد ان يطاف بهم حول قبره الشريف لتعلن ارواحهم عند مرقده المبارك بانها زهقت من اجل ان تبقى راية الحسين تناطح سحاب السماء.

ولاء الصفار

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات