شيخ من اليمن كان وهابيا... القى محاضرة عن عظمة الزهراء وولايتها

قال مركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجعية الدينية العليا ان الشيخ (عبد الواحد كرشان) من دولة اليمن كان وهابيا ومن ثم استبصر وأعد محاضرة حملت عنوان (دروس في المعرفة المحمدية العظمى... الزهراء (عليها السلام) في مقام الولاية).

واوضح المركز ان الشيخ كرشان استهل محاضرته قائلا "الحمد لله فاطر السموات والارض ومشتق من اسمه فاطمه (عليها السلام) وجعلها دليلا على حمده وشكره اكرم بها نبيه وحباه وزوجها بوصيه واخاه امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب ع، واشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له ابتدع الاشياء من لاشي وجعل فاطمة مبدأ الوجود واليها منتهاه واشهد ان محمد عبده ورسوله بين من مقامها بما اوحاه ومن معرفتها بما اوصاه"، مستشهدا بحديث قدسي عن عظمتها قائلا "لولاك لما خلقت الافلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما".

واضاف كرشان "قبل الدخول في الاغتراف من مناهل فيض المعرفة الفاطمية من هذا الحديث القدسي لابأس من ذكر مقدمات".

وقال في المقدمة الاولى "كثير من يتصور ان اهل البيت (عليهم السلام) ينحصروا في معرفتهم وكمالهم وفضلهم في مقامات عبّر عنها بألفاظ روائيه وقرآنيه وهذه الالفاظ انما هي من اجل تقريب الاذهان الى المعنى شأنها شأن اوصاف الجنة والنعيم وشأنها شأن اوصاف الجحيم والعذاب، مبينا انه ورد عن النبي ص واله عن وصف نعيم الجنة ما مضمونه ( لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) مما يؤيد ان التعابير القرانيه انما هي من باب التقريب .

واردف ان "معرفة اهل البيت (عليهم السلام) كيف لا وهم من فوق الجنان ومن فوق النعيم فاذا كانت التعابير القرآنية والروائية لم تك هي تلك الاوصاف الحقيقية للنعيم الاخروي وانما هي من باب التقريب وذلك بسبب قصور المتلقي وهو الانسان"، مشيرا ان "التعابير القرانية والروائية الواردة في معرفة اهل البيت (عليهم السلام) انما هي كذلك من باب التقريب بل احيانا بسبب تفاوت العقول البشرية والامر بمخاطبة الناس على قدر عقولهم نجد ان هناك تعابير يراها اصحاب العقول ورواد المعرفة من انواع الظلم الواقع على اهل البيت (عليهم السلام) لان بعض الامة لم يرتقي بعقله الى المستوى المطلوب مما فرض على اهل البيت (عليهم السلام) ان يعبروا له عن معرفتهم بتعابير تقريبية بالنسبة اليه لا بالنسبة الى جميع الامة".

واستدرك "بعد هذا نستنتج ان اختلاف الروايات في مقام الكشف عن معرفتهم انما هو بسبب اختلاف عقول الناس وهم مأمورين ان يخاطبوا كل واحد على قدر عقله  فعندئذ يتضح انه لايوجد تناقض في تعابيرهم عن معرفتهم (عليهم السلام) بل لوجدت رواية كشفت عن بعض مراتبهم المعرفيه ثم جاءت رواية اخرى على لسان راوي اخر تنكر هذه المرتبه المعرفية فانها تحمل على مقدار تحمل عقل السائل لا انه يجب انكارها مطلاقا".

واشار في المقدمة الثانية "عندما يتكلم اصحاب العقول ورواد المعرفة عن معرفة اهل البيت (عليهم السلام) وفي طيات كلامهم نتصور انهم يفضلون الزهراء على النبي ص واله او على الامام علي (عليه السلام) او يفضلون الائمة على النبي ص واله سواء صرحوا بذلك في كلامهم ام لم يصرحوا يجب الا نستغرب ونتهمهم ظلما وعدوانا".

واردف "كما هو معلوم ان الصفة دالة على الموصوف وليست كل ذاته ولان الصفة قد تتخلف احيانا وذلك عندما يتلبس بصفة مناقضه للصفة الاولى مثال ذلك ( في مدة زمنية قد يتصف زيد بالكرم وبعد مدة يتصف بالبخل فعندما اتصف بالبخل انتفت عنه صفة الكرم فهي ليست جزءا من الذات ) مثال اخر ( عندما نصف شخصاً بانه طويل او قصير او اسود او ابيض او اي وصف من اوصاف هيئته وبنيته مثل دائري الوجه عريض المنكبين وووو فهي ليست كل الذات ) ".

واستدرك كرشان في محاضرته " عندما يتكلمون عن مقامات اهل البيت (عليهم السلام) المعرفية فهذا لايعني انهم يتكلمون عن ذواتهم المقدسة الطاهرة وذلك لامرين، الاول، ان مقاماتهم مخلوقة ولا يمكن القول بانها خلقت معهم لان النبي ص واله في الحديث الشريف ذكر ان نوره اول ماخلق واهل بيته وان الله خلق من انوارهم (عليهم السلام) كل خير فيكون كل مقاماتهم مخلوقة من انوارهم (عليهم السلام) بل مخلوقة لهم".

وتابع اما الامر الثاني فان " مقاماتهم (عليهم السلام) المعرفية في حالة صعود مستمر فهم (عليهم السلام) ينتقلون من مقام الى مقام اعلى منه فيكون المقام الاول قد تجاوزوه الى غيره وهذا دليل على ان الحال غير المحل فالمحل هو المقامات والحال هو النبي واله (عليهم السلام) فلو كان مقامهم الاول هو ذاتهم لما استطاعوا تجاوزه الى مقام اخر اعظم منه".

مركزالابحاث العقائدية

تحرير: ولاء الصفار

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات