لماذا مزقت رسالة الإمام الحسين التي وجهها لأصحابه في الكوفة؟

أشار ابن طاووس في كتابه (الملهوف على قتلى الطفوف) إلى ان الرسالة التي وجهها الامام الحسين عليه السلام تم تمزيقها من قبل احد أصحابه قبل ان تقع بيد السلطة الحاكمة انذاك.

وجاء في الصفحة (137) من الكتاب: "قال الراوي: وكتب الحسين عليه السلام كتاباً إلى سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة ورفاعة بن شداد وجماعة من الشيعة بالكوفة، وبعث به مع قيس بن مسهر الصيداوي، فلما قارب دخول الكوفة اعترضه الحصين بن نمير صاحب عبيد الله بن زياد ليفتشه، فأخرج الكتاب ومزقه، فحمله الحصين إلى ابن زياد.

واضاف انه لما مثل بين يديه قال له: من أنت؟

قال: أنا رجل من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابنه عليهما السلام.

قال: فلماذا مزقت الكتاب؟

قال: لئلا تعلم ما فيه.

قال: ممن الكتاب وإلى من؟

قال من الحسين بن علي عليهما السلام إلى جماعة من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم.

فغضب ابن زياد وقال: والله لا تفارقني حتى تخبرني بأسماء هؤلاء القوم، أو تصعد المنبر فتلعن الحسين وأباه وأخاه، وإلا قطعتك إرباً إرباً.

فقال قيس: أما القوم فلا أخبرك بأسمائهم، وأما لعن الحسين وأبيه وأخيه فأفعل.

فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله، وأكثر من الترحم على علي وولده صلوات الله عليهم، ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه، ولعن عتاة بني أمية عن آخرهم.

ثم قال: أيها الناس، أنا رسول الحسين بن علي عليهما السلام إليكم، وقد خلفته بموضع كذا وكذا، فأجيبوه.

فأخبر ابن زياد بذلك ، فأمر بإلقائه من أعلا القصر، فألقي من هناك، فمات رحمه الله.

فبلغ الحسين عليه السلام موته، فاستعبر باكياً ثم قال: «اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلاً كريماً واجمع بيننا وبينهم في مستقر رحمتك إنك على كل شيءٍ قدير».

جمع وتحرير: ولاء الصفار

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات