الشهداء... لا يغادرون مواكبهم

أي فخر هذا يناله خدمة المواكب الحسينية، فيكاد الامر يكون بصمة ثابتة لكل موكب، وانت تسير على طول الطرق المؤدية الى كربلاء النصر والشهادة تجد صور الشهداء تزين المواكب الحسينية، وكلهم كانوا خداماً للحسين ينفقون المال ويبذلون الجهد ويسهرون على راحة الزائرين، وعندما حانت ساعة الوفاء العظيم، ونادى العراق ابنائه، انتخى ابناء الحسين "ع" ليقدموا ارواحهم سوراً يمنع المارقين من نهش جسد الوطن الواحد، ودفعوا دمائهم قرباناً للحسين "ع" من جديد.

اصدقاء الشهيد عباس

شاب في مقتبل العمر كله عنفوان وشهامة محبوب من اهل منطقته يساعد الفقير ويسعى في قضاء حوائج الناس، يقول عنه صديقه حيدر رحمن كنا سوية نقاتل في فرقة العباس القتالية بعد ان لبينا فتوى المرجعية الرشيدة بالجهاد الكفائي ضد الارهابيين الدواعش، وكان الشهيد عباس نتيش عباس المياحي قد عقد العزم في العام الماضي على بيع داره وشراء دار اصغر مساحة منها لنصب موكب خدمة لزوار ابي عبد الله الحسين "ع" لكن الله سبحانه وتعالى رزقه الشهادة في معارك عمليات غرب الموصل في تلعفر في شهر تشرين الثاني من العام الماضي 2016، فقررنا نحن مجموعة من اصدقائه يبلغ عددنا 15 صديق الوفاء بعهده وتكريمه من خلال نصب هذا الموكب واسميناه بإسمه "موكب الشهيد عباس"، وبعد نصب الموكب رفد اهالي منطقة النعيم في قضاء القرنة الموكب بالكثير من الخدمات لما للشهيد من منزلة طيبة في نفوسهم، مبيناً انهم قاموا هذا العام باستئجار خيمة الموكب ومستلزمات الطبخ والاستراحة، وعازمين على شراء تلك المعدات ليبقى الموكب مستمراً كون الشهيد عباس كان خادماً للحسين "ع" والتحق بركبه.

ارواح الشهداء

تتكون علاقات طيبة بين الكثير من الزائرين السائرين الى كربلاء المقدسة واصحاب المواكب والخدام الذين يستقبلونهم بكل ترحاب وبشاشة، ويقصد الزائر كل عام الموكب الذين يتناول الطعام به او ينام ليلته به ويسأل عن خدامه، لكن الكثيرين يفاجئون عندما يرون صور الخدام اصبحت ذكرى تدل على بذلهم وعطائهم وتضحيتهم والتحاقهم بركب ابي الاحرار "ع".

فأمام باب موكب "ابي طالب" علقت صور ستة شهداء من الحشد الشعبي ويشير خادم الموكب عماد خميس مطر ان هؤلاء الشهداء اصدقائنا واقربائنا في منطقة البو كتايب في قضاء المدينة وهم شباب لا تتعدى اعمارهم العشرون عاماً وبينهم اثنان غير متزوجين كانوا خدام في الموكب وتطوعوا في الحشد الشعبي من اول يوم اعلنت فيه فتوى الجهاد المباركة وشاركوا في معارك كثيرة اولها في قاطع بلد حيث استشهد القائد ابو احمد الذين كان دافعا قويا لتطوع الكثير من شباب المنطقة وبعدها استشهد الباقين في معارك الصقلاوية، وكانوا مصرين على السير في طريق الحسين "ع" لانهم لبوا نداء المرجعية الرشيدة وهي امتداد لخط ابي الاحرار الحسين "ع"، مبيناً ان الكثير من الزائرين المعتادين على المبيت في موكبنا الذي اسس منذ تسع سنوات او يتناولون الطعام يفاجئون باستشهادهم ويحزنون عليهم، واقسم انهم يشعرون بأرواحهم تحف بالموكب وتتلهف لخدمة الزائرين، ونصب صورهم لأجل ديمومة بقاء ذكراهم في عهدهم مع الحسين "ع".

على طريق الحسين

سجاد عبد خيون خادم في موكب الشهيد العلامة كاظم الحلفي يؤكد اننا نستمد العزم من دماء الشهداء ولدينا جيلين من الشهداء  فالعلامة الحلفي استشهد على يد النظام المباد وعلم ابناء العشيرة حب الحسين " ومقارعة الظالمين، وكان يحث على اقامة الشعائر بكل وسيلة بعد ان منعها الطاغية المقبور، واستمر العطاء الحسيني وسقط الظالم ونصبنا المواكب والتحق الشباب من الجيل الجديد بنا لنخدم السائرين الى قبلة الاحرار.

ويضيف خيون ابنائها يخدمون في الموكب سنوياً خلال 13 سنة سابقة، ثم التحقوا بفصائل الحشد الشعبي ونالوا شرف وسام الشهادة دفاعاً عن العراق ومقدساته ودين الله ومذهب امير المؤمنين، ووضعنا صورهم لنقول الى العالم اننا سائرون على درب الحسين "ع" نضحي بالأرواح ونرخص الدماء للإعلاء كلمة الحق لان ثورة الحسين متجددة ما دامت الحياة ولان "كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء".

قاسم الحلفي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات