اقبلَ يوم الثالث عشر من شهر رجب المبارك قَبل البعثة النبوية باثْنَتَي عشرة سنة وكانت الكعبة الشريفة على موعد لتزداد شرفا بمولد سيد الاوصياء علي بن ابي طالب " عليه السلام " بين جدرانها ، حينما التجأت فاطمة بنت اسد عليها السلام الى البيت العتيق .. وجلة مستجيرة بالله من شدة مخاضها، رامقة السماء بطرفها متضرعة لله تناجي .. " يا ربِّ، إنِّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإنِّي مصدِّقة بكلام جدِّي إبراهيم وأنَّه بنى البيت العتيق، فبحقِّ الذي بنى هذا البيت وبحقِّ المولود الذي في بطني الا ما يسرت عليَّ ولادتي " ، وما إن انتهت من كلامها حتى انشق لها جدار الكعبة، ونوديت بنداء خفي " أن يا فاطمة ادخلي بيت ربك " فدخلت و ارتأب الصدع من وراءها تاركا اثرا ليدل على تلك الكرامة والولادة الميمونة في جوف الكعبة.
وضعت فاطمة وليدها على الرخامة الحمراء الكائنة بين الباب والركن اليماني، وساعدها في الولادة بأمر الله، حوّاء ومريم بنت عمران وآسيا بنت مزاحم وأم موسى " عليهن السلام "، وقد خر ساجدا " عليه السلام " بعيد ولادته وهو يقول " أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، تُختم به النبوة وتُختم بي الوصية ".. حتى تلاقفته ايدي مريم بنت عمران " عليها السلام " وضمخته بطيب الجنة، وتناولته من بعدُ آسيا بنت مزاحم ولفّته بثوب من الجنة، حتى انشق نفس الركن من الجدار بعد مضي ثلاثة ايام من دخول فاطمة لتخرج حاملة وليد الكعبة علي بن أبي طالب " عليه السلام " وهو ملفوف بثوب من الجنة و مضمخ بطيبها بأمر من الله جل وعلا .
ذلك هو يعسوب الدين اميرالمؤمنين ووصي خاتم النبيين عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ سلام الله عليه ..
السلام على صاحِبِ السَّوابِقِ وَالمَناقِبِ وَالنَّجْدَةِ وَمُبِيدِ الكَتائِبِ ، الشَّدِيدِ البَأْسِ العَظِيمِ المِراسِ .. المَكِينِ الاَساسِ ساقِي المُؤْمِنِينَ بِالكَأْسِ مِنْ حَوْضِ الرَّسُولِ المَكِينِ الاَمِينِ .. السَّلامُ عَلى صاحِبِ النُهى وَالفَضْلِ والطَّوائِلِ وَالمَكْرُماتِ وَالنَّوائِلِ ، السَّلامُ عَلى فارِسِ المُؤْمِنِينَ وَلَيْثِ المُوَحِّدِينَ وَقاتِلِ المُشْركِينَ وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ العالَمِينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلى مَنْ أَيَّدَهُ الله بِجِبْرائِيلَ وَأَعانَهُ بِمِيكائِيلَ وَأَزْلَفَهُ فِي الدَّارَيْنِ وَحَباهُ بِكُلِّ ما تَقِرُّ بِهِ العَيْنُ ، وَصَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَعَلى أَوْلادِهِ المُنْتَجَبِينَ وَعَلى الأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ الَّذِينَ أَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوا عَنِ المُنْكَرِ وَفَرَضُوا عَلَيْنا الصَّلَواتِ وَأَمَرُوا بِإِيْتاءِ الزَّكاةِ وَعَرَّفُونا صِيامَ شَهْرِ رَمَضانَ وَقِرائةِ القُرْآنَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَيَعْسُوبَ الدِّينِ وَقائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الله النَّاِظَرَه وَيَدَهُ الباسِطَةَ وَأُذُنَهُ الواعِيَةَ وَحِكْمَتَهُ البالِغَةَ وَنِعْمَتَهُ السَّابِغَةَ وَنِقْمَتَهُ الدَّامِغَةَ ..
السَّلامُ عَلى قَسِيمِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ ، السَّلامُ عَلى نِعْمَةِ الله عَلى الاَبْرارِ وَنِقْمَتِهِ عَلى الفُجَّارِ ، السَّلامُ عَلى سَيِّدِ المُتَّقِينَ الاَخْيارِ ، السَّلامُ عَلى الاَصْلِ القَدِيمِ وَالفَرْعِ الكَرِيمِ ، السَّلامُ عَلى الثَّمَرِ الجَنِيِّ ، السَّلامُ عَلى أَبِي الحَسَنِ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلى شَجَرَةِ طُوبى وَسِدْرَةِ المُنْتَهى ...
السَّلامُ عَلى أَمِينِ الله فِي أَرْضِهِ وَخَلِيفَتِهِ وَالحاكِمِ بِأَمْرِهِ وَالقَيِّمْ بِدِينِهِ وَالنَّاطِقِ بِحِكْمَتِهِ وَالعامِلِ بِكِتابِهِ أَخِي الرَّسُولِ وَزَوْجِ البَتُولِ وَسَيْفِ الله المَسْلُولِ ، السَّلامُ عَلى صاحِبِ الدَّلالاتِ وَالآياتِ الباهِراتِ وَالمُعْجِزاتِ القاهِراتِ وَالمُنْجِي مِنَ الهَلَكاتِ .. ، السَّلامُ عَلى اسْمِ الله الرَّضِيّ وَوَجْهِهِ المُضِيِ وَجَنْبِهِ العِليِّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
ولكم أسمى آيات التهاني والتبريكات بميلاد سيد الأوصياء وابن عم خير الأنبياء حجة الجبار وأبو الأئمة الأطهار المخصوص بذو الفقار ساقي أولياء الله من حوض النبي المختار قسيم الجنة والنار والشفيع يوم الزحام .. نور المشارق والمغارب ومظهر العجائب ليث الوعى الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام ..
رزقنا الله وإياكم زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة والثبات على الولاية بحق محمد واله الطيبين الطاهرين ..
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق