ما هي قصة ابريق القهوة الذي ورثه الابن عن ابيه الشهيد؟... يوميات الزحف الاربعيني

ابراهيم.. فتى في مقتبل العمر، لم تتجاوز سنيه الربيع الثالث عشر، يقف منتصبا وسط الشارع العام مهللا بالمشاركين في مسيرة الاربعين، داعيا الرجال والنساء الى احتساء القهوة العربية التي يعدها بنفسه لتفريقها على الزوار المتوجهين الى كربلاء سيرا على الاقدام.

ابراهيم ابن مدينة سوق الشيوخ، آثر ان يحيي تراث ابيه الذي رحل شهيدا في احدى معارك الحشد الشعبي ضد تنظيم داعش الارهابي قبل اقل من عام، اذ كان ابيه ساقي القهوة في حسينية الامام موسى الكاظم عليه السلام في قرية آل شياه احدى توابع قضاء سوق الشيوخ في مدينة الناصرية جنوبي العراق.

ويشهد الطريق العام الرابط بين القرية والقضاء مرور آلاف الزوار القاصدين مقام الامام الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة سيرا على الاقدام، في شعيرة دينية متوارثة تهدف الى احياء تراث اهل البيت عليهم السلام والتعريف بالقضية الحسينية واهدافها التي ذهب في سبيلها سبط الرسول الاعظم محمد صلوات الله وسلامه عليهما شهيدا في معركة الطف الخالدة.

وترك الشهيد خليل الذي سقط في معركة تحرير قضاء بيجي من دنس تنظيم داعش الارهابي زوجة واربعة ابناء، منهم ابراهيم ولده البكر، الذي آبى ان يخلف احد مكان ابيه في خدمة الزائرين غيره.

ويقوم اعضاء حسينية الامام موسى الكاظم في كل عام مع حلول ذكرى العشرين من صفر وهي الذكرى السنوية الخاصة بأربعينية الإمام الحسين باستقبال الزوار المتوجهين الى كربلاء المقدسة للمشاركة في احياء هذه الذكرى، اذ توفر لهم الحسينية اماكن المبيت الى جانب وجبات الطعام والشراب بشكل مجاني اسوة بمختلف المواكب والهيئات الحسينية.

اذ يتولى ابراهيم في الحسينية مسؤولية اعداد وتقديم القهوة العربية الى الزوار، كما كان يفعل والده قبل ان يستشهد، حسب قول المشرف على الحسينية الحاج كاظم حليو الزاتوث.

ويضيف الزاتوث، "عندما نتطلع الى ابراهيم وهو يرحب بالزائرين ويقدم لهم القهوة تختلجنا مشاعر الحزن والفرح في نفس الوقت". مبينا، "مشهد ابراهيم يستحضر مشهد ابيه الذي كان يقف في المكان ذاته في الاعوام السابقة".

ويستدرك الحاج كاظم، "انها تربية العشق الحسيني المتوارثة بين الاجيال ومستمرة مهما سعى الطغيان خائبا في القضاء عليه".

 مازن السلامي

حسنين الزكروطي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

 

المرفقات