الكربلائي محذراً من اتساع الفكر المتشدد: " مقتل شحاته ومن معه جريمة بشعة ويصفهم بشهداء التعصب الاعمى "

تناول مُمثِّل المرجعية الدينية العُليا وخطيب جُمعة كربلاء المُقدَّسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحُسيني الشريف في 18 شعبان 1434 هـ الموافق 28 حزيران 2013 مجموعة من الامور التي تشهدها الساحة العراقية والعربية لاسيما ما يتعلق بالتفجيرات الارهابية التي حصلت في قضاء طوز خورماتو وجريمة مقتل الشيخ حسن شحاته . وقال الكربلائي في حديثه عن التفجيرات الاخيرة في طوز خرماتو : إنَّ حوادث التفجير والقتل وكثرتها خلال ايام الاسبوع حينما نطالع ونشاهد وسائل الاعلام اصبحت اخباراً عادية لاتثير الاهتمام لكثرتها، مبينا ان هنالك استهدافاً مبرمجاً تتعرض له الاقليات وتحديد مكون طائفي دون المكونات الاخرى وبصورة ممنهجة وفي مناطق محددة وبالذات في طوزخورماتو ومنذ عدة سنوات ما جعل اهالي هذه المدينة في خوف دائم ، متسائلاً لماذا هذا الاستهداف المتكرر لهذا المكون ولهذه الاقلية ولهذه المناطق ولهذا اللون الطائفي ، مشيراً الى ان الاسباب أصبحت واضحة وباتت معروفة لدى الجميع ولانريد ان ننكأ الجراح – على حد وصف الكربلائي - ونذكر علناً الاسباب الداعية الى استهداف هذا المكون وتلك الاقلية بالذات ، داعيا اللجنة الامنية التي تم تشكيلها لدراسة اسباب استهداف تلك المنطقة ان تضع حلا جذريا وحقيقيا للحد من هذه الاستهدافات معربا في الوقت نفسه عن حق اهالي المدينة بالمطالبة بحقوقهم وبمختلف الوسائل الممكنة. وتعرض الكربلائي الى حادثة مقتل الشيخ حسن شحاته ومجموعة من اقربائه واصدقائه في مصر ومدى الاثر الذي تركته في نفوس المسلمين واصفا اياها بانها جريمة بشعة بعد ان تعرضوا للضرب المبرح وتسحل جثثهم ويمثل بها مشددا على انها جريمة مستنكرة ومدانة بكل المقاييس الدينية والاخلاقية والانسانية مسميا اياهم (شهداء التعصب الاعمى) الذي بدأ ينتشر وتتسع دائرته فبعد ان كان في افغانستان وباكستان والعراق نجده اليوم في مصر وهذا امر يحز بالنفس اذ ان مصر عرفت لدى المسلمين جميعا بالاعتدال والوسطية والقبول للاخر والتعايش السلمي معبرا عن وصول التعصب الى مصر بانه امر سيء جدا ، مشيدا بدور الازهر الذي ادان تلك الجريمة . ودعا الكربلائي في السياق ذاته جميع العلماء والمفكرين وخطباء المنابر والدعاة الى ضرورة ان يؤكدوا على حرمة دم المواطن في جميع البلدان الاسلامية اياً كان مذهبه او دينه او عرقه او انتمائه ، عادا ذلك الركيزة الاساس التي لابد ان يتوافق عليها الجميع للوصول الى التعايش السلمي ، لافتا الى ان المرجعية الدينية العليا في العراق تؤكد على حرمة دم المواطن ايا كان انتماؤه من اجل الحفاظ على التعايش السلمي في كل المجتمعات والحفاظ ايضا على الامن الاجتماعي ، منوها الى ان خطر الفكر المتطرف بدأ يتسع وينتشر ليشمل بلدانا اسلامية اخرى بعد ان كان منتشرا في افغانستان وباكستان والعراق وهو مؤشر على ان هذا الفكر بممارساته اخذ يبيح قتل الاخر وحز رأسه وبقر بطنه والخطورة الان تتمثل في اتساعه وانتشار دائرته وهذا خطرا عظيما على الاسلام لانه يهدد التعايش السلمي ويضعف المسلمين ويشغلهم بصراعات داخلية ونزاعات فئوية وطائفية تبعدهم عن تحدياتهم الحقيقية ولايستطيعون الوقوف اما الافكار الاخرى مطالبا ان يكون هناك تصديا حقيقيا لتوسع هذا الفكر من خلال نشر ثقافة التعايش والتسامح والطرح الواضح والدليل لاسيما من اصحاب الفكر والدعوة الى الله تعالى مع ضرورة تجاوز حالات الاساءة الى رموز ومقدسات الاخرين لان المشتركات بين طوائف المسلمين كثيرة ولا تؤدي الاساءة الى الرموز سوى الى الاضرار بوحدة المسلمين. واكد الكربلائي ما ذكره في خطب سابقة من وجود صراع سياسي هدفه النفوذ والسلطة يحاول البعض اضفاء الطابع الطائفي عليه ومن ثم شحن الشباب للانجرار الى ساحات ذلك الصراع ومعنى ذلك ان هناك صرا ع سيحتدم بين الطوائف الاسلامية ، مطالبا السياسيين والمفكرين والمثقفين الانتباه الى خطورة هذه المسألة ، آملا من الشعب المصري الذي عرف عنه الوسطية والاعتدال وثقافة المحبة والاخاء ان يحرص على التعايش السلمي بين مواطنيه وان لايدع بينه مكانا للفكر المتطرف لينتشر بين ابناء هذا البلد مطالبا الحكومة المصرية ان توفر الامن لجميع مواطنيها مهما كان انتماؤهم الديني او المذهبي او العرقي حتى ابناء الاقليات لانهم في الاصل مواطنون. وما يتعلق بخروج العراق من البند السابع فقد بارك الشيخ الكربلائي للشعب العراقي واصفا اياه بالشيء الطيب والمفرح والجميل شاكرا الجهات التي ساهمت في اخراج العراق من البند السابع مشيرا الى ان العراق قد دفع ثمنا باهضا نتيجة جريمة غزو الكويت وعلى السياسيين والجهات المعنية ان يستثمروا فرصة خروج العراق من البند السابع في بدأ واقع جديد يشمل تقدما على جميع المياديين وعمل برنامج نبدأ من خلاله واقعا جديدا في العراق مستدركا ان باب التغيير الذي فتحه خروج العراق من البند السابع لايمكن له ان يحدث التغيير ما لم يحصل تغيير في سلوك المسؤولين والطبقة السياسية الذين بيدهم الامور . وشكر الكربلائي جميع الزائرين الذين وفدوا الى مدينة كربلاء المقدسة لاحياء زيارة النصف من شعبان المباركة والاجهزة الامنية التي بذلت جهودا كبيرة في حماية الزائرين والدوائر الخدمية وخدام العتبتين المقدستين وكل من ساهم في اداء مراسيم الزيارة ونجاحها مطالبا الجهات الامنية القائمة على الخطة الامنية في الزيارة المليونية الى تقليل المسافات بين القطوعات الامنية لما عاناه المواطنون في وصولهم الى كربلاء لاداء مراسم الزيارة وشكوى الكثير منهم لبعد المسافة بين قطع واخر ما دعا بعض الزائرين للرجوع الى مدنهم للاذية الكبيرة التي تعرضوا لها مطالبا الجهات الامنية بايجاد حلول لهذه المشاكل في الزيارات القادمة.

gate.attachment