رحبَّ مُمثِّل المرجعية الدينية العُليا وخطيب جُمعة كربلاء المُقدَّسة سماحة السيد أحمد الصافي في مستهل الخطبة الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحُسيني الشريف في 11 شبعان 1434 هـ الموافق 21 حزيران 2013 م بوفدٍ من الوجهاء والمشايخ القادمين من محافظة الأنبار متمنياً لهم طيب الإقامة في محافظتهم الأولى كربلاء المقدسة عاداً هذه الزيارة سبيلاً لتقوية أواصر الأخوة وتدعيم اللحمة الوطنية . داعياً السياسيين الى حصر الخلافات في وجهات النظر ضمن الرؤى السياسية لا أن تتحول الى صراعات طائفية تنسحب بدورها الى مواجهات دموية ، منبهاً الى وجود البعض ممن يعتشاون على خلق الأزمات وبث الفرقة بين ابناء الوطن الواحد ويستمرئون الدم العراقي النازف ، مبيناً إن إستمرار هذه الصراعات لا تضر هذه المرحلة السياسية بشخوصها فقط بل تتعداها الى حقب زمنية ممتدة من المعاناة ، لا سيما ونحن مازلنا الى اليوم نقدم العديد من الأرواح البريئة ، فمن المسؤول عن إزهاق هذه الأنفس وإراقة هذه الدماء؟؟ .مؤكداً إن هذا النمط من إثارة الفتنة لا بد أن يكون له مبررات سقيمة جزءٌ منها التأثيرات الخارجية والدعم المالي لجهاتٍ لا تحب الخير للعراق وأهله ، وعلى الأخوة السياسيين والعراقيين بشكلٍ عام أن يعرفوا مايدور في المنطقة وقراءة أحداثها قراءةً موضوعية واعية لان العراق ليس بمنأى عنها فلا بد ان نقف جميعاً بوجه مثيري الفتن والنعرات الطائفية لأنها تجر البلد نحو الدمار ، وعلى السياسيين القيام بعملٍ واضح على أرض الواقع فنبذ الطائفية ليس شعاراً نطلقه على المنابر بل يحتاج منا الى ممارسة على الأرض كيما نقود البلد الى شاطيء الأمان ، فلا بد أن تكون هنالك ممارسات جادة من أجل إبقاء اللحمة الوطنية متراصة وقوية . أما في المحور الثاني من الخطبة فقد ناشد سماحته مجالس المحافظات الجديدة الإستفادة من تجارب المجالس السابقة وجعل خدمة المواطن من أولويات أعمالها والعمل بروح الفريق الواحد ، منوهاً الى إن مفهوم المعارضة أصبح يعطي معنى تعطيل القوانين والخدمات المقدمة للمواطنين بدلاً من أن تكون معارضة بناءة لتصويب الرأي وترشيد القوانين خدمةً للمصلحة العامة ، فعلى مجالس المحافظات أن تسدي الخدمة لمواطنيها الذين تحملوا المخاطر وخرجوا لإنتخابهم وأدوا ماعليهم . كما وجه سماحته بعض التوصيات للزائرين الذين سيحيون ذكرى ولادة الإمام المهدي (عج) في النصف من شعبان ، مشدداً على الزائر ان يعرف الى من يقصد وعلى من يفد ، مشيراً الى بعض الممارسات التي لا تنسجم مع طبيعة الزيارة وضرورة الإبتعاد عنها ، فيجب أن لا يشوب هذه الزيارة شيئاً من الإستخفاف والتوهين بإرتكاب بعض المعاصي والمحرمات فعنوان الزائر غير عنوان السائح فالزائر له خصوصية وله إهتمام وعليه مسؤولية كبيرة أيضاً ، وعلى الزائر أن يعرف آداب الزيارة قبل أن يأتي الى هذا المكان المقدس والإبتعاد عن كل ما من شأنه الإساءة لقدسية الزيارة وصاحب الذكرى . داعياً الزائرين الى أخذ الحيطة والحذر لأن هنالك حالة من الإستهداف القائم والتي يجب ان نتعامل معها بالوعي المطلوب ، ومناشدا ً الحكومة المحلية العمل على تحقيق الإنسيابية في حركة الزائرين وتوفير وسائل النقل اللائقة بهم ، مثمناً سماحته الإنتشار المكثف للقوات الأمنية مطالباً إياهم في الوقت ذاته بالتحلي بالصبر واللياقات الأدبية أثناء التعامل مع الزائرين مما يحقق لهم أداء الزيارة بسكينةٍ وإطمئنان .
اترك تعليق