تناول مُمثِّل المرجعية الدينية العُليا وخطيب جُمعة كربلاء المُقدَّسة سماحة السيد أحمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحُسيني الشريف في 24 شعبان 1434 هـ الموافق 5 تموز 2013 جملة من المواضيع المهمة في الشأن العراقي منها ما دعت اليه مجموعة من الشخصيات السياسية لرفض وإنهاء الرواتب التقاعدية لأعضاء البرلمان ، منوهاً ان هذه الدعوة ليست بجديدة حيث دعت اليها المرجعية الدينية العليا في بيانٍ لها قبل سنتين بينت فيه وجوب الغاء الامتيازات الكبيرة التي يتمتع بها أعضاء البرلمان والمحافظين والوزر اء وأصحاب الامتيازات الخاصة . وفي سياقٍ متصل تطرّق سماحته الى محاولة مجلس النواب العراقي تمرير مجموعة من القوانين بنظام السلة الواحدة ،عاداً هذه الخطوة غير سليمة إذ أن لكل قانون ظروف وأسباب دعت لإقراره تستدعي دراسة القانون دراسة موضوعية وأن يأخذ حصته من التمحيص والتعديل لكي يخرج بالمنفعة للناس ، أما زج مجموعة من القوانين كسلة واحدة وإقرارها بالجملة من أجل إرضاء بعض الأطراف فهو أمرٌ غير صحيح حيث ستخرج لنا قوانين غير ناضجة وفيها غبن للمصالح العامة للبلد . وقال سماحته في المحور الثاني من الخطبة " نحن مع تطوير القوات الأمنية وعدم فسح المجال أمام الآخرين لإختراقها أما في حالة قيام هذه القوات بالإعتداء والقسوة غير المبررة على المواطنين والتي تصل الى حد الوفاة كالحادثة الأخيرة التي ألمت بالأوساط الرياضية ، داعيا القيادات الأمنية الى مراجعة آلية صناعة رجل الأمن وضرورة زجّه في دورات تطويرية ترفع من قدرته على ضبط النفس وفض النزاعات بأقل الخسائر ، إذ ان واجب رجل الأمن هو توفيرالحماية والأمن للمواطنين وفق مباديء حقوق الانسان وخدمة المواطن . كما تطرّق سماحته الى موضوع خروج العراق من البند السابع عاداً إياه من الأمور الجيدة والمفرحة ، مبيناً إن هذا الانجاز يضعنا أمام تحدٍ كبير وهو السعي الحثيث لبناء الدولة والنهوض بالبلد ، مشيراً الى وجود شريحة مهمة يمكن الإستفادة منها في عملية البناء وهي شريحة الكفاءات الاكاديمية والجامعية ويؤسفنا مانراه من التهميش والإقصاء لها في هذا الجانب.مشدداً على ضرورة إحترام العقل العراقي لاسيما والعراق حافل بالعديد من هذه الكفاءات وفي مختلف التخصصّات ، داعياً مؤسسات الدولة الى الإستعانة بهذه الكوادر في مجال إبداء المشورة والإستفادة القصوى من إمكاناتهم العلمية في شتى المجالات .
اترك تعليق