طأطِأ الرأسَ فهو بابُ الخلودِ واخْشِع الطرف فهو سرُّ الوجود
واعْتكِفَّ في صــعيدهِ فكــنوز الـوحـــيِ مخبوئَةٌ بهذا الصعيدِ
ابواب تؤدي الى الجنان تعم اروقة الحرم المقدس الذي يضم مضجع اطهر الاجساد سيدي ابا الحسنين امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ، احداهن تقع وسط إيوان ذهبي كبيرمن يراها كأنه استبشر بالجنان ، وباب ذهبي اخر يستقبل الزائرين يليه مرقد العلامة الحلي رضوان الله عليه ، واثنان فضيان متقابلان احدهما يقابل باب الشيخ الطوسي والآخر يقابل باب القبلة ويسمى باب المراد ، وبابان آخران متقابلان أيضاً في بداية ونهاية الرواق الغربي للحرم العلوي المقدس ... تلك هي بعض اوصاف ابواب جنة الوصي فسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِيَّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ وَعَلَى الاْئِمَّةِ مِنْ ولدك ورحمة الله وبركاته .
المشهد اعلاه يصور الايوان الذهبي الكبير الذي يمثل المدخل الرئيسي لضريح امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ، وهو احدى التحف الفنية النادرة والمتكاملة التي صنعت بابهى شكل بدقة ومهارة متناهية في تنفيذ اجزاءها الذهبية.
يقع هذا المدخل الذهبي على جهة الشرق من الحرم المطهر، وعلى ركنية تقبعان المئذنتان الذهبيتان الللتان تمثلان مع القبة االذهبية التي تعلو المرقد الطاهر لوحة فنية معمارية متكاملة ، ويبلغ ارتفاع الايوان قرابة ال " 35 " متراً، وقد زين وسطه بصفوف منتظمة من المقرنصات المتدلية من اعلاه، وقد كتب في اعلى واجهة الايوان تاريخ تذهيب القبّة والمئذنتَين والإيوان بأمرمن السلطان نادر شاه كأول تذهيب لها ، ويطل هذا الايوان طارمة رحبة كبيرة ترتفع عن أرض الصحن الشريف لتغطي اغلب الجهة المقابلة للايوان الذهبي .
تقبع وسط هذا الايوان باب ذهبي يعد كما ذكرنا انفا احد المداخل الرئيسية المؤدية الى الضريح الشريف ، ويبلغ ارتفاع الباب الذهبي قرابة (5،75م) وعرضه بما يقترب من (3،20م) وهو ذو مصراعين نقش كل منهما بشكل رائع ملفت للانضار،
وكما هو مذكور في الكثير من المصادر ، فانه قد انفق ثلاثة آلاف وخمسمائة مثقال من الذهب في صنع الباب اضافة خمسون ألف مثقال من الفضةالخالصة وضعت تحت صفائح الذهب مباشرة على وجه الباب فضلا عن ، نقش العديد من الزخارف النباتية والأشكال الفنية وبعض آي القران الكريم التي صيغ بعضها على المينا الخالصة بتقنات صياغتها المختلفة .
اما المنائر المنسجمة مع القبة الذهبية المباركة ، فتعتبران مع القبة من أجمل وأهم الأجزاء الفنية المعمارية للروضة الحيديرية المقدسة في النجف الاشرف ، فالمآذن والقباب من العناصر الفنية المعمارية البارزة في تزيين الاضرحة الدينية والمشاهد المقدسة .
تستند كل مئذنة من هذه المآذن على قاعدة ترتفع عن أرضية فناء الحرم ليصل ارتفاع كل منهما إلى(29م) بدون القاعدة وبهيئة اسطوانية ، ونلاحظ في ثلثها العلوي وخلال تتبعنا لاجزاءها ان كل منهما قد احيطت بشريط من المينا الزرقاء منقوش عليه آيات من القران الكريم ، لترتفع اعلاها صفوف متناقصة من المقرنصات الذهبية البارزة والمتدرجة ليليها تكوين معماري يسمى بشرفة المؤذن التي يصل ارتفاعها قرابة (2.25 م) وتحتوي على (12) نافذة تحيط بها مفتوحة على جميع الجهات ، ويعلو شرفة المؤذن اسطوانة رفيعة يصل قطرها إلى أكثر من متر واحد تقريباً، ترتفع إلى أربعة أمتار وتنتهي بقبة ذهبية مفصصة رائعة الشكل والتنفيذ ، لتشكل منسجمة مع القبة البيضاء منارا يلوذ به الخائفين ككتلة فنية ذهبية رائعة اكتسبت هيبتها من سيد الوصيين النور العاقب سليل الاطايب علي بن ابي طالب عليه السلام .
سامر قحطان القيسي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق