السَّلامُ عَلى صاحِبِ النُهى وَالفَضْلِ والطَّوائِلِ وَالمَكْرُماتِ .. السَّلامُ عَلى فارِسِ المُؤْمِنِينَ وَلَيْثِ المُوَحِّدِينَ وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ العالَمِينَ ..السَّلامُ عَلى نِعْمَةِ الله عَلى الاَبْرارِ وَنِقْمَتِهِ عَلى الفُجَّارِ .. السَّلامُ عَلى قَسِيمِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ .. السلام على اليعسوب في سوح المنايا .. السَّلامُ عَلى وليد الكعبة مَوْلانا أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِي بْن أَبِي طالِبٍ ورحمة الله وبركاته .
التكوين الفني اعلاه من اعمال الفنان التشكيلي الايراني الشاب (حسن روح الامين ) والذي انجز بعنوان ( قاهر العدو ) ، وهو جزء من سلسلة اعمال الفنان العقائدية المتجددة برؤاه الحداثوية الشرقية المميزة .
أُنجزت هذه الرائعة الفنية بتقنية الزيت على قماش الكانفاس بأبعاد ( 120*170 سم ) وابصرت النور في ذكرى الولادة الميمونة للأمام علي (عليه السلام ) في الثالث عشر من شهر رجب الأصب من عام 1437هـ ، وهي من مقتنيات الفنان الشخصية في الوقت الحاضر .
موضوع اللوحة يمثل تشبيها لشخص أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) وهو جالس وسيف الحق ذو الفقار بين يديه والغبار الكثيف يحيط به من كل جانب مكوناً فضاء اللوحة وعمقها المنظوري من خلف الشكل الاساسي في وسطها ،
وقد أبدع روح الامين في تصوير المشهد من خلال اختزال عناصر الإيهام بالمكان بأبسط صوره وعمد إلى كسرها بذات الوقت باستخدامه اللونین البني الفاتح والاصفر المائلین إلى الدفء أكثر من البرودة .
اعتمد الفنان في تنفيذ هذا السطح التصويري على مبدأ البساطة والهدوء في التكوين مجسدا ذلك من خلال انسيابية حركة الألوان وانتشارها في مساحة اللوحة بالكامل ، فقد عمد الامين إلى تقسيم المشهد إلى مساحتين متكافئتين قدر الامكان ، الاولى في وسط اللوحة وتتمثل بشخص أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعيدا عن ملامح وجهه المبارك ، والثانية تتمثل بفضاء اللوحة الضبابي الهيأة والخالي من التفاصيل سوى تكوينات لونية بدرجات تفاوتت بين اللون البني الفاتح والبقع المتناثرة من اللون الاصفر الفاتح في خلفية اللوحة وفضائها وبعض من اللون السماوي الممزوج بحذر مع اللون الابيض الذي جعل باقي الالوان تميل الى البرودة بأنتشاره فيما بينها ، وأتى ذلك في محاولة موفقة من الفنان لشد انتباه وتركيز الناظر إلى الموضوع الأساسي وهو تصوير غيض من فيض شخص الامام علي وعظمته ( سلام الله عليه ).
لم يسعَ حسن روح الامين في هذا السطح التصويري إلى تمثيل اشكال اللوحة كما تدركه الحواس عموماً بل اكتفى بوصف الأعيان الثابتة لها ، ففي وسط اللوحة ينبثق نور من شخص أبي الحسن والحسين ( سلام الله عليهم ) ممثلاً بالفيض والرحمة الالهية التي منَّ الله بها على العباد بوجود وصي رسول الله من بعده وضمان ديمومة مسيرة الاسلام وإحقاق الحق به ، وأتى هذا النور موزعا بتناسق على باقي اجزاء اللوحة ، فضلا عن تغييب الفنان لملامح وجه الامام علي ( عليه السلام ) واظهار باقي جسمه المبارك ، مما دفع بالمتلقي الى التفاعل الحر مع حيثيات اللوحة و اللامرئي من وراء الأشكال ، ونلمس من ذلك وجود تدخل عقلي في صميم اللوحة متمثلاً بوعي الفنان في إدارة تشكيل وتصميم أجزائها على الرغم من بساطتها وقلة عناصرتكوينها ، كاشفاً بذلك عن عالم مستقل فيه تأمل لذات الرسام والاستغراق في التمعن في الخيال الخصب الكامن في نفسه وثقافته التاريخية والدينية والواقع المتمثل بهيبة وعظمة سيد الوصيين علي بن ابي طالب (عليه السلام ) .
ولا يخفى على المشاهد المتأمل للوحة أن اهم ما يلفت الانتباه في هذا العمل الفني هو الدقة والبراعة المتناهيتين التي نفذت بها اجزاء اللوحة ، فعلى الرغم من قلة الالوان المستخدمة في اظهار تفاصيل الشكل وخلفيته اظهر روح الامين كعادته ذكاء وخبرة بالغتين في معالجته للأشكال باستخدام لون او لونين بشكل متواتر، فباستخدامه للون السماوي البارد وبتدرجات لونية ضبابية من اللون البني الفاتح ممزوجة ببعض الاصفر والابيض المضيء اكسب العمل تميزا وفرادة وزاد من تأثير لغته الروحية على المتلقي .
سامر قحطان القيسي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق