عـلـيٍّ بـن أبـي طـالـب... مَـمَـرَّاً إلـى الله

 

أيُّ الـجـهــــــــــــاتِ مُـضـيـئـاً عـنـدَهـا أقِـفُ   ***   وكـلُّ أرضٍ، ظـلامٌ.. أيُّـهـا الـنَّـجَـــــــــــــــفُ

أيُّ الـمـحـاريـبِ أدنـو مـن طـهـــــــــــارتِـهـا   ***   وكـلُّ ظـنِّ فـؤادي أنْ.. سـأقـتــــــــــــــــــرفُ

مُـلـفَّـعٌ أنـا بـالآثــــــــــــــــــــــــــامِ، لا جـبـلٌ   ***   آوي إلـيـهِ، ولا ذاتٌ فـأعـتـــــــــــــــــــــــرفُ

لا شـيءَ عـنـدي سـوى أنِّـي أعــــــــــودُ إلـى   ***   مـا قـدْ أضـعـتُ عـــــــسـى بـيـتٌ فـأعــتـكـفُ

مـعـنـىً هـنـاك.. سـأمـضــــــي نـحـوَهُ ودمـي   ***   فـيـهِ الـنـدى يَـتَـجــــلَّــى والـشَّـذى يَــــــــكِـفُ

مـعـنـىً أنـاجـيـهِ، أرجـوهُ ، أُحــــــــــــــــادِثُـهُ   ***   أضـمُّـهُ لـي،، وأبـقــى مـنـهُ أرتـجـــــــــــــفُ

ذاكَ الـذي.. الـشـمـسُ عـادتْ صَـوْبَ راحـتِــهِ   ***   لـمـا أشـارَ،، ونـادتْ بــاسـمِـهِ الـصُّـحـــــــفُ

ومَـنْ إذا فـي بـلاءٍ قـيـلَ مـنـتَـدَبــــــــــــــــــــاً   ***   يـمـرُّ مـعـتـذراً مـنـهُ ويـنـكـشــــــــــــــــــــفُ

وذاكَ مَـنْ كـلُّ مَـنْ فـي الأرضِ يـعـــــــــرفُـهُ   ***   لـكـنَّـهـم بـعـضَـهُ لـلآنَ مـا عـرفـــــــــــــــــوا

ذاكَ الـمـسـمَّـى عـلـيّـاً، أيُّ مُـشــــــــــــــــرقـةٍ   ***   لَـمْ تـتَّـخـذْهُ مَـلاذاً وهْـيَ تَـنـكـسِـــــــــــــــفُ؟

ومَـنْ بـعـيـنـيـهِ صـبـراً ألـفُ مُـغــــــــــــــرِيـةٍ   ***   مـاتـتْ، وظـلَّ سـنـا عـيـنـيـهِ والـشـــــــــرَفُ

ذاكَ الـذي الأرضُ كـانـتْ مِـلـكَ أنْـمُـلِـــــــــــهِ   ***   وقـلـبُـهُ عـنـهُ طـوعـاً كـانَ يـنـصــــــــــــرِفُ

ذاكَ الـذي احـتـلَّـتِ الأيـتـــــــــــــــــامُ مُـقـلـتَـهُ   ***   حـتـى اسـتـحــــالـوا دمـوعـاً مـنـهُ تـنــــذرفُ

فـكـانَ نَـخْـلـةَ شـوقٍ يـحـتـمـونَ بِـهــــــــــــــــا   ***   فـيـنـتَـمـي لأسـاهُـمْ ذلـكَ الـــــــــــــسَّـــعَـــفُ

أبـا تـرابٍ تـنــــــــــــــــــــاهـتْ كـلُّ عـاطـفـةٍ    ***   إلـى يـديـكَ وأرسـى رحــــــــلَــهُ الـشَّــغَــــفُ

إنِّـي ذهـبـتُ إلـى فـحــــــــــــــــــــواكَ أسـئـلـةً   ***   تـاهـتْ وطـافَ عـلـى مـا لَـمْ تــجـدْ لَــهَـــــفُ

حـتـى رأيـتُـكَ – يـا لله – بَـحْـــــــــــــرَ غِـنـىً   ***   فـي جُـرفِـهِ فُـقَـــــــــــراءُ اللهِ قـدْ وقَــفَــــــــوا

تَـنَـفَّـسَـتْـك الـلـيـالـي أنْـجُـمـاً سـطـــــــــــــعـتْ   ***   عـلـى الـجـبـاهِ، تـلاشـتْ حـولَـهـا الـسُّـجُــــفُ

وأدْمَـنَـتْـكَ ابـتـسـامــــــــــــــاتُ الــصِّـغـارِ أبـاً   ***   يـجـيءُ والـقـمـحُ مِـنْ أحـداقِـهِ يَــــــــــــــزِفُ

فـيـا الـمـرجَّـى لـكُـلِّ الـطـالــــــــــــبـيـنَ أفِـضْ   ***   عـلـى الـذي الآنَ فـيـمَـنْ لا يـرى يــــــصِـفُ

ومـن إذا أنـتَ لَـمْ تـحـرِثْ بـصـيـــــــــــــــرتَـهُ   ***   بِـمـا تـشـاءُ سـيُـبْـلـيْ أرضَـــــــــــــهُ الأسَـفُ

وأنـتَ يـا والدَ الـسَّـبـطـيـنِ مَـنْـهَـلُ مَـــــــــــــنْ   ***   لا يـرتَـجـي مِـنْ سـوى مَـجْـراكَ يـــــرتـشِـفُ

قـد عِـشـتَ فـي كـلِّ أشـيـاءِ الـحـيــــــــــاةِ كـمـا   ***   عـاشـتْ وكـنـتَ عـنِ الأشـيــــــــاءِ تَـخـتـلِـفُ

لـذاكَ تـخـتـارُكَ الأرواحُ لـــــــــــــــو شَـعَـرت   ***   بـغـربـةٍ، ســـــــــــــــورَ بِـشْـرٍ مـنـهُ تـزدَلِـفُ

فـهـاكَ يـا سـيِّـدي روحـي بـرُمَّـتِــــــــــــــــــهـا   ***   فـإنَّـهـا بِـرُؤى ذكــــــــــــــــــــراكَ تـلـتـحِـفُ

كـنْ فـي فـمـي وطـنـاً يُـتـلـى وحَـــــــشـوَ دمـي   ***   ديـنـاً وشِـدْ فـي ضـلــوعـي قـلـبَ مـن نـزفـوا    

 

مـهـدي الـنـهـيـري

المرفقات

: مهدي النهيري