الـحـشـد بـسـمـلـة الـخـلـود

 

إلـى الـجـبـاهِ الـسـمـرِ الـتـي أدمـنـت سـمـو الـنـخـيـل

 

إلـى أبـطـال الـحـشـدِ الـشـعـبـي الـمـقـدَّس

 

سَـرقـتْ هـمـومُ الـدهـرِ ضـحـكـةَ ثـغـــــــــــــرِهِ   ***   فـتـكـسّـرتْ سـفـنُ الـقـصـيـدِ بـصــــــــدرِهِ

وأشـاحـتِ الأيـامُ عـنـه فـأطـبـقــــــــــــــــــــــتْ   ***   كـلُّ الـمـصـاِئـبِ فـوقَ روضـةِ عـمــــــــرِه

هـو والـجـراحُ الـلاهـبـاتُ مـدائــــــــــــــــــــــنٌ   ***   نـضـحـتْ نـزيـفـاً فـي مـحـافـلِ شــعـــــــرِهِ

تـتـسـلّـقُ الـشـبـهـاتُ ربـوةَ ذاتِـــــــــــــــــــــــــهِ   ***   وتـحـطُّ أخـيـلـةُ الـضـيـاعِ بـسـطـــــــــــــرِهِ

يـنـأى ولـن يـنـأى كـأنَّ رحـيـــــــــــــــــــلَـــــــهُ   ***   لـلّـلا رحـيـل فـلا رحـيـلَ لـعـطـــــــــــــــرِهِ

ألـقـى بـه الـمـسـتـذئـبـونَ لـبـعـضـــــــــــــهِــــــمْ   ***   فـتـنـاسَـتِ الأيـامُ طـلـةَ فـجـــــــــــــــــــــرِهِ

لـكـنـه قـد قـامَ عـيـسـى ثـانـيــــــــــــــــــــــــــــاً   ***   لـيـقـدّ ذاكـرةَ الـصـلـيـبِ بـسـفــــــــــــــــــرِهِ

ويـكـفِّـنُ الأمـسَ الـجـريـحَ بـعـزفِـــــــــــــــــــــهِ   ***   لـحـنـاً تـمـوسـقَ وفـقَ نـوتـةِ نـصـــــــــــــرِهِ

سـيـبـلـسـمُ الـشـطـيـنِ، يـبـعـثُ فـيـهـمـــــــــــــــا   ***   لـغـةَ الـنـوارسِ والـنـسـيـمُ بـسـحــــــــــــــرِهِ

سـيـطـوفُ فـي مـدنِ الـجـراحِ، يـلـمُّـــــــــــــــهـا   ***   فـتـذوبُ شـوقـاً فـي مـنـابـعِ نـهــــــــــــــــرهِ

لـن يـحـتـسـي الـذكـرى فـثـمَّ نـبــــــــــــــــــــوءةٌ   ***   تـروي صـفـاتَ الـعـارفـيـنَ بـســــــــــــــــرِهِ

يـتـشـجَّـرُ الـيـومُ الـجـديـدُ أسـامـيـــــــــــــــــــــــاً   ***   نـخـلاً عـراقـيّ الـسـمـوِّ بـخـصـــــــــــــــــرِهِ

لاذكـرَ بـعـد رؤاهُ كـلّ مـسـافــــــــــــــــــــــــــــةٍ   ***   مـلـغـاة إلّا فـي مـسـافـةِ ذكــــــــــــــــــــــــرِهِ

فـي وجـهـهِ غـضـبُ الإلـهَ مــــــــــــــــــــــقـدَّسٌ   ***   يـتـكـسَّـرُ الـمـوجُ الـرهـيـبُ بـصـخـــــــــــــرِهِ

هـو حـشـدُ شـعـبِ الـسُـمـرِ وهـو كـفـيـلُـهـــــــــم   ***   وهـو الـذي حـرسَ الـعـراقَ بـنـحــــــــــــــــرِهِ

لـمـا أتـى بـالـمـعـتـمـيـنَ زمـانـهـــــــــــــــــــــــم   ***   شـطـبَ الـزمـانَ مـع الـمـكـانِ بـحـبــــــــــــرِهِ

وتـحـدَّثـتْ لـغـةُ الـفـراتِ بـطـيـبِـهـــــــــــــــــــــا   ***   عـن تـضـحـيـاتِ الـنـاطـقـيـنَ بـأمـــــــــــــــرِهِ

قـد لا يـكـونُ، وقـد يـكـونُ هـو الــــــــــــــــــذي   ***   تـتـرقّبُ الـدنـيـا حـلاوةَ تـمـــــــــــــــــــــــــــرِهِ

لـكـنـه سـيـزفُّ قـافـلـةَ الـنَّـــــــــــــــــــــــــــــدى   ***   فـتـحـجّ أوردةُ الـريـاضِ لـشـطـــــــــــــــــــــرِهِ

فـالـحـشـدُ بـسـمـلـةُ الـخـلـودِ وهـل أتــــــــــــــــى   ***   بـلـدُ الـنـخـيـلِ سـوى بـسـورةِ قــــــــــــــــــدرِهِ

صـهـلَ الـنـشـيـدُ مـع الـشـهـيـدِ مـؤذِّنـــــــــــــــــاً   ***   وإلـى الـعـراقِ أعـادَ بـسـمـةَ ثـغـــــــــــــــــــرِهِ

وعـلـى مـسـافـةِ بـنـدقـيـتـهِ انـحـنــــــــــــــــــــى   ***   وكـأنَ بـالـبـارودِ رشَّـة عـطـــــــــــــــــــــــــــرِهِ

 

قـاسـم الـعـابـدي 

المرفقات

: قاسم العابدي