وفـارَ الـشـاجـور ...

 

إلـى أبـطـال الـحـشـد الـشـعـبـي الـمـقـدّس

 

مِـنَ الـغَـضَـبِ الـمـسـجُـورِ فـي  فُـوّهــاتِـهـــــــــا   ***   يَـفـورُ بِـهـا طُـوفـانُـهـا فـي سُـبــــــاتِـــــهـا

تُـحـدِّثُـنـا حَـزمـاً بَـنـــــــــــــــــــــــــادِقُ فِـتـيَـــــةٍ   ***   وتَـحـفـرُ فـي الـتـأريـخِ مـن ذِكـريــــــاتِــها

فـفـي صَـمـتِـهـا ظـنَّ الـظـلامُ خُـلـــــــــــــــــــودَهُ   ***   لِـذا أَسـفَـرتْ ومْـضـاً جَـمـيـعُ جِـهـــــاتِــهـا

فـكـان لـهـا صـدقُ الـحـديـثِ وألـــــــــجـمــــــــتْ   ***   فـحـيـحَ الأفـاعـي بـاقـتـدارِ عَـصَـــــــاتِــهـا

هـوَ الـحـشـدُ، بُـركـانُ الـمـعـانـي، ومُـــعـجــــــــمٌ   ***   وفـيـرٌ، لأبـنـاءِ الـمـعـالـيْ حُـمـــــــــــاتِــهـا

إذا الأرضُ ضـجّـتْ عِـفّـةً فِـيـهِـم انـتـــخَــــــــــتْ   ***   لـزحـفِ خـريـفٍ عـابـثٍ فـي نَـبــــــــاتِــهـا

تـنـاخَـوا بـأسـمـاءِ الـنَـخـيـلِ وطَـلّـــــــــــــقـــــــوا   ***   أمـانـيَّـهُـمْ إلّا شـمـوخَ فُـراتِـــــــــــــــــــــهـا

وإذ فارَ (شـاجـورُ) الـعَـلـيـيــــــنَ، أُغـرقــــــــــتْ   ***   فلا عـاصـمٌ الاّ بـمـوتِ غُـزاتِــــــــــــــــــهـا

عـلـى نَـهَـجِ الألـواحِ،والـقـصَـبِ الــــــــــــــــــذي   ***   تـكـفّـلَ خَـطَّ الـحـرفِ فـي مُـفـرداتِـــــــــــهـا

بـإيـقـاعِ عُـشّـاقٍ تـهــــــــــــــادُوا، وسَـــكـــــــــرةٌ   ***   تـديـرُ كـؤوسَ الـوصـلِ فـي أغـنـيـــــــاتِـهـا

أنـاخـوا بـلَـيـلِ الـمـوحَـشـاتِ ضـيـــــــــــــــــاءَهُـم   ***   ورَدّوا إلـى حُـضـنِ الـسَـمـاءِ بَـنــــــــــاتِـهـا

وفـي الـجـبـهـاتِ الـسُـمـرِ وسـمٌ لــ (بـيـــــــــــرغٍ)   ***   يـلوحُ بـنـصـرٍ مـشـرقٍ فـي سـمـــــــــــاتِـهـا

إلـيـهـمْ.. مَـواريـثُ الأسـاطـيـرِ وُرِّثَــــــــــــــــــتْ   ***   فـيُـبـعَـثُ أخـرى خـارقٌ مـن رُفــــــــــــاتِـهـا

فـمُـذْ حـارسُ الـغـابـاتِ  صـارَ طـريـــــــــــــــــدةً   ***   إلـى الآنَ و (الـمـلـــــحـانُ) أسـمـى قُـسـاتِـهـا

وإذْ كـانَ رَبُّ الـهـورِ  يَـبـحـثُ عـن غَــــــــــــــــدٍ   ***   مُـطـمـأَنَـةٌ أحـلامُـهُ مـن جـنـــــــــــــــــــاتِـهـا

رأى أنَّـهُـمْ عُـشْـبُ الـخـلـودِ، وســــــــــــــــــــــرُّهُ   ***   ومُـحـيـوا حـقـولَ الـغـيـمِ بـعـدَ مَـمـــــــــاتِـهـا

أسـرَّ إلـيـهِـم، إنْ زُهـورٌ تَـصـــــــــــــــــــــحّـرَتْ   ***   فـكـونـوا لـهـا جُـرفـاً يَـنـوءُ بِـذاتِــــــــــــــــهـا

وكـونـوا لـهـا وَعـداً،  كـأيّـةِ واحــــــــــــــــــــــــةٍ   ***   لـهـا الـبـجـعُ الـمـمـسـوسُ فـي مُـغـريـــــاتِـهـا

فـيـا أيّـهـا الـمـاضـونَ كـهـلاً ويــــــــــــــــــــافـعـاً   ***   مـحـرّرةً أَيـمـانُـكُـم مِـنْ أنـــــــــــــــــــــــاتِـهـا

أغـيـروا.. بـعَـزمِ الـخـالِـديـنَ صـواعِــــــــــــــــقـاً   ***   ولا تَـذرُوا بـغـيـاً نـجـا مِـنْ شَـتــــــــــــــــاتِـهـا

فـهُـم قـاطـعـوا نَـسـلَ الـجَـمـالِ ومُـجـفِـلــــــــــــــو   ***   لَـيـالـي الـسَـهـارى، خـاطِـفـو أُمـنـيـــــــــاتِــهـا

وهُـمْ مَـزّقـوا قَـلـبَ الـشِـراعِ، ريـاحُـهُـــــــــــــــــم   ***   خَـرابٌ فَـصِـيـروا قـائـدي مُـجـريــــــــــاتِـــهـا

فـلَـمْ يُـكـذِبـوا تِـلـكَ الـنـبـوءاتِ واجـتـلَـــــــــــــــوا   ***   صـبـاحـاتِـهـم فـاسـتـرجـعـتْ كـركـراتِـــــــــهـا

فـهـم ثـلـة، بـالـشـمـع كـان يـقـيـنُـهــــــــــــــــــــــم   ***   فـذابـوا ضـيـاءً فـي دروبِ حُـفـاتِـــــــــــــهــــا

فـكـم مـنـحـوا لـلأفـقِ حـمـرةَ وردِهــــــــــــــــــــم   ***   وضَـحْـكـاتـهُـم لـلـمـاء أزجـتْ هِـبـاتِـهــــــــــــا

لـهـم أسـوةٌ كـفٌّ قـطـيــــــــــــــــــــــــعٌ وجـحـفـلٌ   ***   مـن الـرفـضِ، بـالـلاذلِّ تـبـنـي صـفــاتـــهـــــــا

فـإنْ مـا نـأى مُـسـتَـبـسِـلٌ إثـرَ رايــــــــــــــــــــــةٍ   ***   أشـارَ لِـظـلٍّ مـاكـثٍ، قـالَ: هــــــــــــــاتِــهـــــــا

سـلامـاً عـلـى الـنّـورِ الـذي ظـلَّ واثـــــــــــــــــبـاً   ***   لـكـي يـمـحـقَ الـظّـلـمـاءَ عَـن أُخـريـاتِـــهــــــــا

سـلامـاً عـلـيـهِ..كـلّـمـا داعـبَ الـنّـــــــــــــــــــدى   ***   نُـعـاسَ الأقـاحـي أو حَـريـرَ الـتـفـاتِــــــــــهــــــا

سـنـذكـرُهُ فـي كُـلِّ نـهْـرٍ مُـبـجّــــــــــــــــــــــــــلٍ   ***   تُـبـيـحُ بـهِ الأقـلامُ نـزفَ دَواتِـــــــــــــــــــهـــــــا

وتـذكُـرُه الأحـفـادُ فـي وَجـهِ طِـفـــــــــــــــــــــلـةٍ   ***   تـؤُمُ فـراشـاً رائـقـاً فـي صَـلاتِـهـــــــــــــــــــــــــا

وتـذكُـرهُ الأجـيـالُ مـعـنـىً مُـقـــــــــــــــــــــدّسـاً   ***   بـأحـرفِ نُـورٍ يَـعـتـلـي مَـكـتـبـاتِـــــــــــــــــــــــهـا 

 

إسـمـاعـيـل الـصـيَّـاح 

المرفقات

: إسماعيل الصياح