الـسـبـط الـمـنـتـصـر

 

إلـى سـبـط رسـول الله الإمـام الـحـسـن الـمـجـتـبـى (عـلـيـه الـسـلام) فـي ذكـرى ولادتـه

 

هَـتَـف الـوحـيُ فـاســــــــــتـجـابَ الـقَـبـيـلُ   ***   لـولـيـدٍ بـه الـحـيـاةُ تَـــــــــــــــــــــــطــولُ

هَـتَـف الـوحـــــــــــــيُ أن سـيـولَـد فـجــرٌ   ***   يَـظـهــرُ الـحـــــــــــــــقُّ فـيـه والـتـنــزيـلُ

وبـوحـــــــــــــــيٍ مـن أصـغَـريـهِ سـيَـرتـــــــــــــــدُّ كـلـيـلاً لـيـلُ الـشـقـا ويــــــــــــــــــــزولُ

إنــهُ حـفـيـــــــــــــــــــــــدُ رســولِ الله  فَـــــــــــــــرعُ الامـامـةِ الــــــــــــــــــــــــــــــمـأمـولُ

مـاجَـت الأرضُ بـالـبـشـــــــــــــائـرِ لـمَّـا   ***   قـد عـلاهـا الـتـكـبـيـرُ والـتـهـلـــــــــــــــيـلُ

وحَـنَـت فـاطــــــــــــــــــــمٌ تَـضـمُّ إلـيـهـا   ***   قـلـبَـهـا الـطـهـرَ، وهْـي طـهـرٌ بــــــــــتـولُ

تُـوسِــــــــــــعُ الـطـفـلَ بـالـحـنـانِ وتُـولـيــــــــــــــهِ مـن الـحـبِّ مـا بـهِ تـســـــــــــــــــتـطـيـلُ

والـرسـولُ الــكــــــــــــريـمُ دنـيـاً تـلاقـى   ***   فـي مـجـالاتِـهـا الـضـحـى والأصــــــــــيـلُ

جَــسَّـدَ اللهُ حِــلـمَـــــــــــــــــــهُ فـهـو أُفـقٌ   ***   حـالـمٌ بـالـرُّوى وظِـــــــــــــــــــــلٌّ ظَـلـيـلُ

لـيـس بِـدعـاً، فــإنّــــــــــــــــــهُ رُوحُ طـه   ***   قـد تـجـلّى، وسـيـفُـهُ الــمَـســـــــــــــــــلـولُ

والـكـتــــابُ الـــــــــــــذي بـه يَـظـهَـرُ الـــــــــــــــحـقُّ جـلـيـاً ويُـورِقُ الــمــسـتــــــــــــحــيـلُ

والـسَّـحـــــــــــــــابُ الــذي بـمـاطِـرِ كـفَّــــــــــــــــيـهِ تَـضـوعُ الـرُّبـى وتَـــزهـو الـحــــــقـولُ

أيّـهـــــــــــا الأُمّ الـــــثِـــــــــمـيـهِ بـرفـقٍ   ***   ولـيُـداعِـبْ جُـفـونَـهُ الــتـقـــــــــــــــــــــبـيـلُ

سـوف يُـلـقـى ثِـقــــــــــلُ الـحـيـاة عـلـيـهِ   ***   إنّ ثـقـلَ الـحـيــــــــــــــــــــاةِ عِــبءٌ ثـقـيـلُ

يـا ولـيـــــــــــــــــــــــــداً نَـمـتـهُ أكـرمُ أُمٍّ   ***   واصـطـفـاهُ إلـى الـصـــــــــــلاحِ الـرسـولُ

وانـتَـقَـتهُ رســـــــــــــــالـةُ الـديـنِ نـبـراســــــــــــــاً تُـضـاءُ الـرُّبـــــــــــــــــى بـهِ والـسـهـولُ

ومُـعـيـنـاً لـلـدِّيـــــــــــــــنِ إن جَـفّ مـنـهُ   ***   غُـصـنُـهُ الـغَـضُّ واعــــــــــــتـراهُ الـذبـولُ

كـيـفَ راحـت رُوحُ الـــــــــــخـيـانـةِ فـي   ***   زَحـفِـكَ تَـضـرى، وفـي حِـمــــاكَ تـصــولُ

كـيـف ظَـلَّـت تَـعــيـثُ فـي جـيــشِـكَ الـصـــــــــــــاعـدِ ظُـلـمـاً، كـمــا يَـعـيـثُ الــدخـــــــــيـلُ

وإذا فـيـهِ.. والـمـقـــــــــــــــاديـرُ تـجـري   ***   لـيــس لـلـمـرءِ دونـهـا تـحـويــــــــــــــــــلُ

تـائـهٌ لـم يـكـن لـديـــــــــــــــــــــــهِ دلـيـلٌ   ***   فـي دروبٍ بـهـا يُـرادُ الـدلـيـــــــــــــــــــلُ

إنّـهُ الـمـــــــــــــــــال! كـم عــلـيـهِ قـلـوبٌ   ***   رَفرَفَـت وُلَّـهـاً، وهـامَــــــــــــــت عـقـولُ!

إنـهـا الـرشـوةُ الـتـــــــــــــــــي تـحـمـلُ الــــــــــــــكـأسَ يـداهـا لـيـحـتَـسـيــــــــهـا الــخـلـيـلُ

ويـمـوتُ الـضـمـيــــــــــرُ مـن كـلِّ قــلـبٍ   ***   مـالَ حـيـثُ الـريــــــــــــــاحُ فـيــه تـمـيـلُ

وإذا كـلُّ قــــــــــــــــــــــائـدٍ فـي جـنـاحَـيـــــــــــــــهِ رَفـيـفٌ لـهـا وأيـــــــــــــــــــــكٌ بَــلـيـلُ

تـائـهـاً.. إنـه أطــــــــــــــــــاع ابـن هـنـدٍ   ***   وابـنُ هـنـدٍ بـه الأمـــــــــــــــــــانـي مُـثـولُ

سَــفـهاً لـلـنـفــــــــــــــــوسِ رانَ عـلـيـهـا   ***   فـي مَـتـاهـاتِـهـا الـظـلامُ الـثـــــــــــــــقــيـلُ

لا يُـلامُ الـربـيـعُ بـعـدَ ارفـِضـــــــاضِ الـــــــــــــــغَـيـثِ عـنـه إذا اعـتَـــــــــــــــــراهُ الـذُّبـولُ

فـالـسَّـحــــــــــــــابُ الـذي يَـرفُّ عـلـيـهِ   ***   يُـورِقُ الـروضُ عـنـدَهُ والــخـمــــــــــــــيـلُ

وحـفـيـدُ الـرســــــــــــــــولِ رانَ عـلـيـهِ   ***   مِـن عـظـيـمِ الـمـصـــــــاب خَـطــبٌ جـلـيـلُ

ظـلَّ فـي حَــيــــــــــــرةٍ: أيـنـهـضُ لـلـحــــــــــــــربِ ومـا فـي يـديـهِ إلاّ الـقـلـيــــــــــــــــلُ ؟

أتـرى يَـسـتــجـيـــــــبُ لـلـحـربِ، والـحــــــــــــــربُ رَعـيـلٌ يـقـفـو خُـطــــــــــــــــاهُ رَعـيـلُ

والـمـنـــــــــــــايـا تـحـومُ فـي كـلِّ شـبـرٍ   ***   مِـن ثـراهـا، وفـي رُبـــــــــــــــــاهـا تــجـولُ

وهـو صِـفـرُ الـيـــــدَيـنِ مِـن آل فِهـرٍ الـــــــــــــــمـغـاويـرِ.. أيـن تـلـكَ الـفُحــــــــــــــــــــولُ ؟

إنـمـا الـحـربُ بـالـفـــــــوارسِ تَـضـرى   ***   وبـهـم تـحـتـمـي الـقَـنــــــــــــــــا والـنُّـصـولُ

فـاذا أُغـمـدَ الـحـســـــــــــــامُ وفـاضَ الـــــــــــــــغــدرُ واجـتُـثَّ سـاعـدٌ مـفـتــــــــــــــــــــــولُ

لـم يَـرَ الـسـبــــــطُ مـلـجـأً غــيـرَ أن يَـعـــــــــــــــمَـدَ لـلـسِّـلمِ وهْـو نِـعـمَ الـسـبـيـــــــــــــــــــلُ

هـو نـهــــــــــــــــــــــجٌ أرادَهُ الله أن يَـبــــــــــــــــقـى مـَنـاراً، ومـا سِــــــــــــــــــــــواهُ بـديـلُ

هـو صـبـحٌ، ولـلــصـبـــــــــــاحِ شـروقٌ   ***   مـنـه، والـفـجـرُ فـوقَـهُ مِـنـديــــــــــــــــــــــلُ

أيـهـا الـقـــــــــــــــــائـدُ الـذي فـي يـدَيـهِ   ***   حُـقّـقَ الـنـصـرَ وهـو نِـعـمَ الـدلــــــــــــــــيـلُ

إنـمـا الـنـصـرُ لـيـــــــس بـالـدم يـجـري   ***   فـي ثَـرى أرضِـنـــــــــــــــــا وفـيـهـا يَــسـيـلُ

إنـهـا دعـوة الـسـمــــــــــــــــاءِ عـلـيـهـا   ***   رَفـرَفَ الـحـبُّ لا الـدمُ الـمــــــــــــــــــطـلولُ

هـي لـلـــــــــــــــــــــحـقّ دعـوةٌ ولأهـليـــــــــــــهِ حَـنـانٌ ولـلـهـدى إكـلــــــــــــــــــــــــــــيـــلُ

وهـي أُخـتُ الـسـيـــفِ الـذي كـان في كــــــــــــــفِّ عـلـيٍّ عـلـى عِـداهُ يَـصـــــــــــــــــــــــولُ

وكِـلا الـدَّعـوتَـيـــــــــــنِ تَـنـبـضُ  بـالـحـــــــــــــقّ، وكِـلـتـاهـمــــــــــــــــــــــا ربـيـعٌ جـمــيـلُ

خـسـأ الـمُـفـتـرونَ فـــــــــــيـكَ وخـابَـت   ***   أنـفـسٌ جُـلُّ سَـعـيـهـا تـضـلـــــــــــــــــــــــيـلُ

فـيـك ظَـنّـوا الـخِـذلانَ والـضـعـفَ لـكِـنْ   ***   عَـرفـوا بـعـد ذا مَـن الـمــــــــــــــــــــــخـذولُ

إنـها فـكـرةُ الــسـمـــــــــــــــــاءِ تَـجـلّـت   ***   لـو وَعَـتـهـا مـن الأنـــــــــــــــــــــــام عـقـولُ  

إيـهِ.. يـا ابــنَ الـنـبـــــــــيِّ، إنّ جـراحـاً   ***   فـي حَـنـايـا ضُـلـوعِـــــــــــــــــــــنـا لا تــزولُ

إنَّ دربـــــــــــــــــــاً عَـبّـدتَـهُ فـي أفـانـيـــــــــــــــنَ مِـن الـحـبِّ نَـجـمُـهُ لا يَـحــــــــــــــــــــــولُ

ونَـشَــــــــــرتَ الـهـدى عـلـى جـانـبـيـهِ   ***   عـلَمـاً شـعَّ فـوقَـهُ قـنــــــــــــــــــــــــــــــــــديـلُ

وبَـذَرتَ الاســــــــــــــــلامَ فـهْـو مَـراحٌ   ***   لـلـبَـرابـا ومَـربَــــــــــــــــــــــــــــــــعٌ ومَـقـيـلُ

 

 أحـمـد حـسـن الـدجـيـلـي

المرفقات

: أحمد حسن الدجيلي