بقلم:أم جواد زينب صوفان
تأتي أهمية حضور ومشاركة المرأة في مسيرة الأربعين، من موقعها الحساس والمهم داخل الأسرة والمجتمع ، فدورها داخل الأسرة لا يقتصر على تلبية حاجيات زوجها، كما يتصور الكثير من النّاس، ولا يتوقف عند مسألة تدبير شؤون منزلها، رغم أهمية هذا الدور وضرورة تأديته، بل يتجاوز ذلك إلى مشاركتها الفاعلة في تهيئة وبناء أجيال المستقبل، التي ستقود وتصنع مستقبل واقع كل مجتمع و أمّة .
فدور الأم في صناعة وتحديد شخصية أجيال المستقبل، أكبر بكثير من دور الأب، وهذا الدور لم تسع المرأة ولا الرجل في تحديده، بل الواقع الذي نعيشه، ومتطلبات الحياة اليومية وحاجياتها هي مَن فرضت على الرجل أن يقضي أقل وقت مع أبنائه، وهي من أعطت الوقت الأكبر للأم، فكانت الحقيقة أنّ المرأة تقضي وقت أطول من الرجل مع أبنائها، ومن هنا ، كان للأم القسم الأكبر من الدور والمسؤولية في تربية أطفالها، والعناية بهم حتى تتشكل شخصياتهم، طبق ما أراده الله، وبيّنه الرسول صلى الله عليه وآله وأئمة أهل البيت ( عليهم السلام ).
يبقى أنّ التربية والعناية بالأطفال لتتشكل فيهم شخصيات إيجابية، يتطلب أن يكون المربي والراعي على قدر مسؤولية هذا الدور، بحيث يفرض على المرأة أن تكون لديها معرفة كافية تساعدها على أداء هذا الدور الحساس في المجتمع، وأيضًا يحتاج أن تكون المرأة لها القدرة على تحمل مثل هذه المسؤولية الكبيرة.
ولكي تصل المرأة إلى هذا القدر من المعرفة والمسؤولية، تحتاج إلى المشاركة في كل الفعاليات الإجتماعية الدينية، لتكتسب من خلالها المعرفة الضرورية لتربية أجيال المستقبل، والأهم من ذلك كله، هو تنمية شعورها الداخلي بأهمية دورها كمرأة في بناء المجتمع و الأمّة ،فهذا الشعور بالأهمية ولزوم تنميته في داخل المرأة يعود لكونه أهم وأقوى شعور محفز ومحرك للمرأة نحو تأدية دورها كأم اتجاه أبنائها، وتأدية دورها كزوجة، اتجاه زوجها .
وتلخيص كل ماسبق هو ؛ أنّ مشاركة المرأة في الأربعينية وكل الفاعليات الدينية الأخرى، لها نتائج كثيرة مهمة من أبرزها تنمية وتقوية شعورها بأهمية دورها كمرأة ، لأنّ هذا الشعور من أقوى الدوافع التي تحرك المرأة نحو القيام بمسؤولياتها ، وذلك لكونه أقوى المحفزات الداخلية عندها ، كما أن هذه المشاركة أكثر إقناعًا لها ، بضرورة تأدية دورها كمرأة اتجاه مجتمعها وأمتها ، أو كأم اتجاه أطفالها، أو كزوجة اتجاه زوجها.
اترك تعليق