ان لمسألة قطع الوقت في حياة الانسان أهمية كبيرة لاعتبارها عنصرا أساسياً في مضمار سباق العمر مع العمل ولذلك فانها تشغل منه التفكير الاغلب من عقله لانه على دوام مجاراة و منافسة وقته خشية الوقوع في سبق العمر للعمل وهذا القلق او الخشية نابعة من خوفه بعدم الاستعداد لمقاومة الوقوع في مطبات الحياة.
ولذلك فان لكل من برزت به صفة النجاح في حياته فهو لا يستغني عن برمجة أو جدولة وقته و تنظيمه أبداً، فمن الصعب على الانسان الذي يسعى للنجاح وهو هامل لتنظيم عقارب الساعة ان يحقق طموحاته المؤدية الى نجاحه، نعم قد يحقق بعض مراده و لكن لا يحقق طموحه المثالي لا سيما نحن الان في عصر السرعة و التطور ولكل ثانية من هذا العصر ثمن باهض و مضاعف.
وعليه فإن ما يسود في الطابع الشبابي بالذات من ضياع الوقت او الفراغ المفرط الذي ينقصه التوجيه الصحيح في اغتنامه الذي سبب خسارة في العمر و فوات الفرص مما يؤدي الى ارتفاع نسبة الكآبة عند الشباب، ومن ابرز اسباب ضياع الوقت في عصر السرعة الحالي هو الاستخدام الخاطئ لشبكة الإنترنت حيث توسعت هذه الشبكة في عرض برامجها الترفيهية و التواصلية و إمتازت بسرعة الوصول لها و احتياجها و هنا لسنا بصدد النهي عن استخدام شبكة الانترنت بل النهي عن الاستخدام الخاطئ لها الذي نرى آثاره في الشباب مثل السهر و الادمان على الالعاب الشبكية ...الخ بإعتبارها اسهل طريقة لقتل الفراغ والكآبة! . ولكن هذه الطرق المتبعة هي اشغال الوقت فيما لا ينفع فالخسارة هنا خسارتان خسارة الوقت و خسارة عدم المنفعة او الاستفادة من الجهد المبذول في متابعة البرامج الشبكية.
وبهذا نجد ان الانشغال بسد الفراغ بالامور المثمرة في رفع و تنمية القدرات الشخصية و تنظيم الوقت و عدم هدر الوقت في ما تمليه النفس علينا كلها من اسباب النجاح و الوصول الى الهدف الذي يجدد الثقة بالنفس، حيث ستتوجه الطاقات الشبابية بعد معرفة القيمة من النتظيم للوقت الى النشاط الابداعي الذي يفتقر اليه الشباب في زمن ادمان الاجهزة المرئية.
انا مدمن على تضييع وقتي كيف انظمه؟
ان لتنظيم الوقت اساليب كثيرة و اغلبها مبتكرة على حسب ما تلائم طبع المبتكر، فيمكن لكل شخص ان يبتكر له الاسلوب الخاص في تنظيم وقته فمثلا أن علي يسرف في استخدام الفيسبوك لمدة اربع ساعات يومياً فلا نقول له اترك الفيسبوك نهائيا بل استخدمه على شكل نظام تستسيغه نفسك مثلا تقليص الساعات من اربع ساعات الى ثلاث ساعات وهذه الثلاث ساعات تجعل منها ساعة و نصف للتواصل مع اصدقائك و الساعة و النصف الاخرى بإمكانك استغلالها في مراجعة المواقع التي تنمي قدراتك في مواهبك أو اختصاصك وهكذا.
فليس هناك شخص يستصعب التغيير التدريجي لتوجيه النشاطات اليومية بأغلب جوانبها، و لذلك من الازم على الانسان الغارق في ضياع الوقت ان يعتبر نفس في حالة مرضية و يسعى الى معالجتها بكل الوسائل الممكنة و بالشكل التدريجي المستساغ للنفس.
قيس العامري
اترك تعليق