ما يمنع أحدكم أن يبر والديه حيين و ميتين ؟

معنى البِرِّ لغةً واصطلاحًا:

معنى البِرِّ لغةً: البِرُّ وكما جاء في (لسان العرب) : الصِّدق والطَّاعة والخير والفضل والبِرُّ: ضدُّ العقوق. وبَرِرْتُ والدي بالكسر،أَبَـــرُّهُ برًّا،وقد بَرَّ والده يَبَرُّ هو يَبِرُّه بِرًّا.

 معنى البِرِّ اصطلاحًا: البِرُّ بالكسر أي: التوسُّع في فعل الخير،والفعل المرضِي،الذي هو في تزكية النَّفس... يقال: بَرَّ العبدُ ربَّه. أي: توسَّع في طاعته... وبِرُّ الوالد: التَّوسع في الإحسان إليه، والرِّفقُ به،وضدُّه: العقوق.

برّ الوالدين:

وهو من افضل واقرب الاعمال التي تقربنا الى الله تعالى وينبغي علينا ان نحسن اليهما لأننا مهما فعلنا فلا نستطيع ان نرد الجميل اليهما لانهما بذلا كل طاقاتهما من اجلنا لكي نكون سعداء في هذه الحياة  حيث قال رسول الله (صلى الله عليه واله): " بر الوالدين أفضل من الصلاة والصوم والحج والعمرة والجهاد في سبيل الله "  فان البر افضل من الصلاة التي يصليها العبد كل يوم وهذا الفضل لا يرتبط في عالم الدنيا فقط بل حتى في عالم الاخرة فقد اخبرنا رسول الله (صلى الله عليه واله): " من أصبح مرضياً لأبويه،أصبح له بابان مفتوحان إلى الجنة" اجل وكيف لا يكون له بابان وما قيمة البابان وهو يرضي رب العباد وقد اكدة الروايات الشريفة على الانسان ان يبر أمه ثم أباه فعن أبى عبد الله الصادق(عليه السلام) قال: " جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه واله) فقال: يا رسول الله، من أبر؟ قال: أمك. قال ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أباك " نعم لقد بدأ رسول الله (صلى الله عليه واله): في الأم قبل الأب لان الله عز وجل قد وضع تحت قدميها جنة عرضها السماوات والارض وإشارة إلى ذلك الرسول (صلى الله عليه واله): "الجنّة تحت أقدام الأمّهات" فليتمعن الإنسان في ذلك وليقرر إن كان يرد دخول الجنة آم عقوقهما ودخول النار هذا من جانب من جانب آخر إن ما يفعله الإنسان من خير بحقهما سوى كان حيين أو ميتين فله اجر ما فعله فالدنيا والآخرة فعن محمّد بن مروان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: "ما يمنع الرجل منكم أن يبرّ والديه حيّين وميّتين، يصلّي عنهما، ويتصدّق عنهما، ويحجّ عنهما، ويصوم عنهما، فيكون الّذي صنعَ لهما، وله مثل ذلك. فيزيده الله عزّ وجلّ ببرّه وصِلته خيرًا كثيرًا

الدعاء إلى الوالدين:

كيف يدعوا الإنسان إلى والديه وما هي طرق الدعوى لقد أشار الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ) نعم كيف لا يدعو الإنسان إليهما وهما تحملا كل شيء من اجله لو دقق الإنسان وتمعن ونظر إلى يومنا هذا واخذ مصداقا منه كيف يسهران من اجل راحته  وكيف يتدهور أمرهما عند مرضه  نعم لو أتينا من جانب الأب تجده انه قد ضاقت بهِ الدنيا عند مرضك أو إصابتك في أي مكروه ليس فقط  في صغرك بل حتى في كبرك ونأتي من جانب أخر إلى إلام قد تجد دموعها في طرف عيناها وهي لا تعلم ماذا تصنع لو أصبت بأي مكروه, من هنا ينبغي علينا إن ندعو لهما مهما أمكننا  والإخبار في الدعاء إلى الوالدين كثيرة جدا فينبغي على كل مؤمن إن يكون كثير الدعاء  لهما والاهتمام بهما وان لا يقصر بحقهما مهما أمكن حتى وان كانا يعبدان غير الله سبحانه وتعالى فعن معمّر بن خلاد قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: أدعو لوالدَي إذا كانا لا يعرفان الحقّ؟ قال عليه السلام: "ادع لهما وتصدّق عنهما، وإن كانا حيّين لا يعرفان الحقّ فدارهما، فإنّ رسول الله (صلى الله عليه واله): قال: إنّ الله بعثني بالرحمة لا بالعقوق".

الإحسان إلى الوالدين:

عن أبي ولاد الحناط قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ: "﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾ ما هذا الإحسان؟ فقال: الإحسان أن تحسن صحبتهما وأن لا تكلّفهما أن يسألاك شيئًا ممّا يحتاجان إليه وإن كانا مستغنيين أليس يقول الله عزّ وجلّ: ﴿لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ قال: ثمّ قال أبو عبد الله عليه السلام وأمّا قول الله عزّ وجلّ: ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا﴾ قال عليه السلام: إن أضجراك فلا تقل لهما: أف، ولا تنهرهما إن ضرباك، قال: ﴿وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا﴾ قال: إن ضرباك فقل لهما: غفر الله لكما، فذلك منك قول كريم، قال ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾ قال: لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلّا برحمة ورقّة ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ولا يدك فوق أيديهما ولا تقدّم قدّامهما". مما لا شك فيه إن الإنسان يكبر وقد يتغير مزاجه بين الحين والآخر وفي بعض الأحيان قد يرهقك الوالدين فنظر كيف يوصينا الإمام عليه السلام أن نحسن إليهما حتى وان ضربانا لو طبق هذا القانون السماوي في يومنا هذا لم نجد أبا مرميا في أزقة الشوارع أو أبا يستجدي

الاحترام وعدم التجاوز على الوالدين:

من المتعارف عليه في مجتمعاتنا ان لا نتجاوز على والدينا مهما حصل لكن الإنسان ليس بمعصوم أبدا قد يسهو في بعض الأحيان لذلك علينا إن نتدبر في سيرة أهل البيت عليهم السلام وكيف يوصوننا إن نحترم إباءنا فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "قم عن مجلسك لأبيك ومعلّمك ولو كنت أميرًا " نعم إن الإمارة لا تساوي شيئا بحق الوالدين والدنيا بجمعها لا تساوي إي شيئا بعظمتهما وفضلهما وعلينا إن لا نسيء الأدب معهم فعن عن أبي جعفر عليه السلام قال: "إنّ أبي عليه السلام نظر إلى رجل ومعه ابنه يمشي، والابن متّكئ على ذراع الأب، قال عليه السلام: فما كلّمه أبي مقتًا له حتّى فارق الدنيا فعلينا إن نفكر في هذا الحديث جيدا إن رضا الله سبحانه وتعالى من رضا أهل البيت عليهم السلام وان رضا أهل البيت متوقف على رضا الوالدين فكم منا جرح او تجاوز على والديه فعليه من ألان إن يصحح ما افسد ويعتذر منهما ان اخطأ بحقهما يوما ما فانه جنتك لغدا فقيل للإمام الصادق عليه السلام: إنّ أبي قد كبر جدًّا وضعف، فنحن نحمله إذا أراد الحاجة. فقال عليه السلام: "إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل، ولقّمه بيدك، فإنه جُنّةٌ لك غدا.

الكاتب /  احمد عبد زيد الكربلائي

المرفقات