لشهر رمضان المبارك ميزة خاصة لرسول الله وأهل بيته (صلوات الله عليهم) ،فانهم قد رسموا لنا الطريق الواضح لكيفية استقابل شهر رمضان المبارك و كيفية الابتعاد عن ما يخل في صحة الصيام في هذا الشهر العظيم ، من حيث اصبح ترك الأمور التي تخل في صحة الصيام من الامور العجيبة التي ترتقي بها البشرية من حيث سمو الأخلاق و تقوية العوامل النفسية لدى كل فرد من الصبر و التحمل و مراقبة النفس عن الوقوع او الزلل بالمفطرات ، و نستطيع ان نعد هذا الشهر من أعظم الدورات التثقيفية للإنسان ، فهو يجعل في كل شخص طاقة تمنعه قدر المستطاع عن التقرب الى ملذات الدنيا _المحللة_ في نهار شهر واحد من اشهر السنة مما يقوي طاقاته التحملية في جهاد نفسه لابعادها عن مساوئ الدنيا ،لان الصيام ليس فقط الإمتناع عن الأكل و الشرب بل أكثر عموما من ذلك ،ففي رواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لامرأة صائمة تسب جارية لها، فدعاها النبي (صلى الله عليه وآله) لطعام فامتنعت لكونها صائمة –(فقال(ص)): كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك ؟ ! إن الصوم ليس من الطعام والشراب، وإنما جعل الله ذلك حجابا عن سواهما من الفواحش من الفعل والقول يفطر الصائم، ما أقل الصوام وأكثر الجواع .
و عن فاطمة الزهراء (عليها السلام): ما يصنع الصائم بصيامه إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه.
ولذلك فان رسول الله وأهل بيته(صلوات الله عليهم) يعطون الاهمية الكبيرة للصيام بصورة عامة و الاهمية الاكبر لصيام شهر رمضان المبارك بصورة خاصة ،فذكر في كثير من الاحاديث التي تؤكد على الاستعداد لهذا الشهر العظيم فعن الإمام زين العابدين (عليه السلام) - كان من دعائه إذا دخل شهر رمضان -: وأعنا على صيامه بكف الجوارح عن معاصيك، واستعمالها فيه بما يرضيك، حتى لا نصغي بأسماعنا إلى لغو ولا نسرع بأبصارنا إلى لهو، وحتى لا نبسط أيدينا إلى محظور، ولا نخطو بأقدامنا إلى محجور، وحتى لا تعي بطوننا الا ما أحللت، ولا تنطق ألسنتنا إلا بما مثلت، ولا نتكلف الا ما يدني من ثوابك، ولا نتعاطى الا الذي يقي من عقابك .
و عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لجابر بن عبد الله -: يا جابر ! هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام وردا من ليله وعف بطنه وفرجه وكف لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر، فقال جابر: يا رسول الله ما أحسن هذا الحديث ! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا جابر ! وما أشد هذه الشروط ! .
فلا ينبغي للمسلم أن يترك هكذا فرصة و ما أعظمها من فرصة ،فعلينا اغتنامها في كل الأوقات في حرِّها و بردها و كلما كانت صعوبة فيه كان الثواب أكثر كما يقال أن الاجر على قدر المشقة ،فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصوم في الحر جهاد .
و عن الإمام الصادق (عليه السلام): أفضل الجهاد الصوم في الحر.
و عنه (عليه السلام): من صام لله عز وجل يوما في شدة الحر فأصابه ظمأ، وكل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه، حتى إذا أفطر قال الله عز وجل: ما أطيب ريحك وروحك، ملائكتي اشهدوا أني قد غفرت له.
الكاتب / قيس العامري
اترك تعليق