فضل شهر رمضان

للصيام ثواب عظيم واجر جزيل يختلف عن غيره من الواجبات فمن كلام اهل البيت(عليهم السلام) نعرف ذلك العطاء الالهي فنوم الصائم عبادة ونفسه تسبيح وهو يرتع في رياض الجنة وتدعوا له الملائكة وما امرت الملائكة بالدعاء لأحد الا استجاب الله له، شهر اوله رحمة واوسطه مغفرة واخره اجابة والعتق من النار، الثواب فيه مضاعف، فقيام ليلة فيه كتطوع سبعين ليلة فيما سواه ، وجعل لمن تطوع فيه بخصلة من خصال الخير والبر كأجر من ادى فريضة من فرائض الله تعالى ومن ادى فريضة من فرائض الله تعالى كان كمن ادى سبعين فريضة من فرائض الله فيما سواه من الشهور، شهر الصبر والمواساة ، شهر يزيد الله فيه رزق المؤمن . شهر تغفر فيه الذنوب ويستجاب فيه الدعاء ويتقبل فيه العمل، شهر يذوب فيه الحرام في اجساد  الصائمين ويقتربون فيه من رحمة الله ويكون جزاءهم ان يهون عليهم سكرات الموت ويكون الصيام امان لهم من الجوع والعطش يوم القيامة ويعطيهم الله بالصيام البراءة من النار والاطعام من طيبات الجنة . الجنة التي فيها باب يدعى الريان التي لا يدخل منها الا الصائمون.

شهر من افطر صائما فيه كان له مثل اجره من غير ان ينقص منه شيء وما عمل بقوة ذلك الطعام من بر. ويعدل ذلك الافطار لأخيه المسلم عتق رقبة من ولد اسماعيل .  شهر للصائم فيه فرحتان فرحة عند الافطار وفرحة عند لقاء ربه .

ايها المؤمن استفد من هذه الايام التي شرع صيامها تثبيتا للإخلاص وليجد الغني مضض الجوع فيحن على الفقير وليكون العبد ذليلا مسكينا مأجورا محتسبا صابرا فيكون ذلك دليلا له على شدائد الاخرة ، وبالصيام يسود وجه الشيطان ويتباعد عن المؤمن تباعد المشرق من المغرب الصوم جنة من النار ، الصوم زكاة للأجساد ، الصوم الذي قال عنه الله تعالى ، الصوم لي وانا اجزي عليه .

  وخير ما نختم به خطبه رسول الله ( صلى الله عليه واله )سيد الفصحاء والبلغاء التي بين فيها العطاء الجزيل في هذا الشهر الفضيل فقال صلوات الله وسلامه عليه : أيها الناس ، إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة ، شهر هو عند الله أفضل الشهور ، وأيامه أفضل الأيام ، ولياله أفضل الليالي ، وساعاته أفضل الساعات ، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله ، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله ، أنفاسكم فيه تسبيح ، ونومكم فيه عبادة ، وعملكم فيه مقبول ، ودعاؤكم فيه مستجاب ، فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابة ، فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم ، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه ، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ، ووقروا كباركم ، وارحموا صغاركم ، وصلوا أرحامكم ، واحفظوا ألسنتكم ، وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم ، وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم ، وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم ، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم ، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم ، فإنها أفضل الساعات ، ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده ، يجيبهم إذا ناجوه ، ويلبيهم إذا نادوه ، ويعطيهم إذا سألوه ، ويستجيب لهم إذا دعوه . أيها الناس ، إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم ، ففكوها باستغفاركم ، وظهوركم ثقيلة من أو زاركم ، فخففوا عنها بطول سجودكم ، واعلموا أن الله تعالى ذكره أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين ، وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين .

أيها الناس ، من فطر منكم صائما مؤمنا في هذا الشهر ، كان له بذلك عند الله عتق نسمة ومغفرة لما مضى من ذنوبه . فقيل : يا رسول الله ، وليس كلنا يقدر على ذلك . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : اتقوا النار ولو بشق تمرة ، اتقوا النار ولو بشربة من ماء . أيها الناس ، من حسن منكم في هذا الشهر خلقه ، كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الاقدام ، ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه ، ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه ، ومن أكرم فيه يتيما أكرمه الله يوم يلقاه ، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه ، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه ، ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار ، ومن أدى فيه فرضا كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور ، ومن أكثر فيه من الصلاة علي ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين ، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور .

أيها الناس ، إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة ، فاسألوا ربكم أن لا يغلقها عليكم ، وأبواب النيران مغلقة ، فاسألوا ربكم أن لا يفتحها عليكم ، والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم أن لا يسلطها عليكم . قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فقمت فقلت : يا رسول الله ، ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فقال : يا أبا الحسن ، أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز وجل .

المرفقات