التكبُّرهو حالة نفسانية للإنسان تدفعه للترفُّع والتعالي على الآخرين من الناس الذين يتعامل معهم، ويظهر ذلك في ملامحه الخارجية وأفعاله وأقواله.
والكبرياء من صفات الله جلَّ جلاله التي يختصّ بها، ولا تكون للعباد، بل الكرامة لهم خلاف تلك الصفة، أي التواضع. رُوي عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله أنه قول : (يقول الله جلَّ وعلا: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فَمَنْ نازعني واحداً منهما ألقيتُهُ في النَّار)، ميزان الحكمة : 8 / 372 . وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : (ما لابن آدم و الفخر و أوله نطفة و آخره جيفة لا يرزق نفسه و لا يدفع حتفه ). غرر الحكم ج 1 ص 216 .
وعلى هذا نبين دوافع التكبر: 1 ـ العلم : فإذا ما تعلم الإنسان أيّ علم ، وأشتهر به فإن ذلك يدفعه إلى استعظام نفسه ، والتكبر على الآخرين واستحقارهم . المؤمن الحقيقي يعرف أن العلم وسيلة لرضاء الله ، وأن الله هو الذي هيأ له هذا العلم وعلمه ورفعه ، فكلما توسع في العلم زاد تواضع وشكر الله وحمده . { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } (فاطر ـ 28).
2 ـ العمل الصالح والتعبد : واشتهار الإنسان به والإشارة بالأصابع لصاحبه والحديث عنه ، كل ذلك يدفع للاستعظام والتكبر ومن جه أخرى فهو يرى الناس هلكى ويرى نفسه ناجياً ، وفي الحقيقة هو أنه هو الهالك بما سولت نفسه من الغرور والتكبر المؤمن يحاول إخفا عمله وعبادته ، فهو دائما خائف أن يدخل في عمله الرياء وأن عمله غير مقبول ويخشى دائماً سوء الخاتمة .
3 ـ الحسب والنسب : دافع قوي اللاستعظام والتكبر على الآخرين واحتقارهم والبعد عن مجالستهم ومخالطتهم ، لأنهم أقل منه حسباً ونسباً . والمؤمن يعلم أن الحسب والنسب ليسا مقياساً في ميزان الإيمان وإنما المقياس هو التقوى : قال تعالى { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } [الحجرات:13].
4 ـ الجمال : دافع للاستعظام والتكبر على الآخرين والتفاخر عليهم ونقصهم . والمؤمن كلما أزداد جمالاً أزداد الله شكراً ، وتواضعاً للناس ، ويحافظ على جماله بما يرضي الله عز وجل .
5 ـ المال : دافع للتكبر على الآخرين ، واحتقار الفقراء والاستهزاء بهم والترفع عليهم . والمؤمن كلما أزداد مالاً ، حمد الله وشكره وأدى حق الفقراء فيه ، وأزداد تواضعاً وكرماً وحباً للناس من حوله
6 ـ القوة والشدة والبطش : اللإستعظام والتكبر على الضعفاء ، ناسياً أن من أعطاه هذه القوة قادر على سلبها منه . والمؤمن يشعر أن هذه القوة هي نعمة من الله يجب أن يسخرها في خدمة الضعفاء .
7 ـ كثرة الأتباع والأنصار والتلاميذ والعشيرة والأقارب والمعرف والعلاقات : كل هذه دوافع للكبر على الناس واحتقارهم واسغلالهم . لكن المؤمن لا تكون هذه الأمور إلا سبباً في تواضعه ، وخوفه من الله تعالى وحبه اللآخرين ومساعدتهم.
وفي الختام نذكر آية ورواية: تبين حال المتكبر يوم القيامة . الآية قال تعالى {فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} (( النحل 29 ) . واما الرواية: رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( يحشر الجبارون المتكبرون يوم القيامة في صور الذر، يطؤهم الناس لهوانهم على الله تعالى ) ميزان الحكمة : 8 / 388 .
اترك تعليق