علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام ولد في الحادي عشر من شهر شعبان المبارك، وروى الحديث عن جده علي بن ابي طالب عليه السلام كما حققه ابن ادريس قدس سره في السرائر ونقله عن علماء التاريخ والنسب ، وامه: ليلى بنت ابي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي، وامها ميمونة بنت ابي سفيان بن حرب بن امية. كان يشبّه بجده رسول الله صلى الله عليه وآله في المنطق والخلق والخلق روى ابوالفرج: ان معاوية قال: من احق الناس بهذا الامر؟ قالوا انت، قال لا، اولى الناس بهذا الامر علي بن الحسين بن علي عليه السلام جده رسول الله صلى الله عليه وآله وفيه شجاعة بني هاشم، وسخاء بني امية، وزهو ثقيف .
يكنى: ابا الحسن ويلقب بالاكبر، لانه الاكبر على اصح الروايات او لان للحسين عليه السلام اولادا ستة، ثلاثة اسمائهم علي وثلاثة اسمائهم عبدالله وجعفر ومحمد كما ذكره اهل النسب.
تجلّت شجاعة على الأكبر وبصيرته في دينه يوم عاشوراء، ومن أبرز معالم ذلك الوعي كلماته وما كان ينشده من الرجز. وعند قصر بني مقاتل خفق الحسين برأسه خفقة ثم انتبه وهو يقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون" وكررها ثلاثاُ، فقال له علي الأكبر: يا أبتا مما استرجعت؟ فقال عليه السلام: يا بني إني خفقت برأسي خفقة فعنّ لي فارس على فرس وقال: القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم، فقال له: أولسنا على الحق؟ قال: بلى. قال: "فإننا إذن لا نبالي أن نموت محقّين"( أعيان الشيعة 206:8-207).
وكما يروى في الكثير من كتب السيرة والتاريخ ما يتفق مع النص التالي: كان علي الاكبر عليه السلام اول من استشهد بالطف من بني هاشم بعد انصار الحسين عليه السلام علي بن الحسين، فانه لما نظر إلى وحدة ابيه تقدم اليه وهو على فرس له يدعى ذا الجناح، فاستاذنه في القتال، وكان من اصبح الناس وجها واحسنهم خلقا فارخى عينيه بالدموع واطرق ثم قال: اللهم اشهدانه قد برز اليهم غلام اشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسولك، وكنا اذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا اليه. وجاء في بعض الأخبار أنّ علي الأكبر ركب فرسا يسمى بالعقاب ليلة عاشوراء وجلب الماء إلى الخيم من الفرات(رياض القدس لصدر الدين واعظ 264:1).
ويقع قبر علي الأكبر عند رجلي الإمام الحسين، ولهذا السبب صار لقبر أبي عبد الله ستّة أضلاع. وجهة الأرجل هذه لها زيارة خاصة، يستحب عند الزيارة الوقوف عند الرجلين وزيارة علي بن الحسين بهذه الزيارة: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الشَّهيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمَظْلُومُ وَابْنُ الْمَظْلُومِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضَيِتْ بِهِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ الْمُسْلِمينَ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَاَبْرَأُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكَ مِنْهُمْ.
إعداد: قيس العامري
اترك تعليق