هو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام .
وهو الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت عليهمالسلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
وأمه أم ولد يقال لها: حديث. أو سليل، وكانت من العارفات الصالحات. وذكر سبط بن الجوزي: أن اسمها سوسن.
ولد الإمام أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام في المدينة المنورة سنة (٢٣٢هـ) في شهر ربيع الآخر.
و كانت مدة امامته عليه السلام حتى استشهاده تبدأ من سنة(٢٥٤هـ) وحتى سنة استشهاده(٢٦٠هـ)، وكانت حافلة بالاحداث المهمة، وقد عاصر فيها كُلاًّ من المعتزّ(٢٥٥ هـ ) والمهتدي(٢٥٦ هـ ) والمعتمد(٢٧٩ هـ ).
و هذه المدة الزمنية رغم قصرها و لكنها وضعت اسساً في تثبيت احد اهم اعمدة الدين الاسلامي و هي قضية التمهيد و الحماية لإبنه الامام المهدي (محمد بن الحسن عليهما السلام)التي وقعت على عاتقه عليه السلام ان يمهد لمرحلة الانتقال من عصر الامام الحاضر الى عصر الغيبة و ارتباط شيعة اهل البيت عليهم السلام مع هذا الواقع الذي يهدف الى حماية الامام من القتل و تغييبه لامر إلهي يراد منه تهيأة الضروف الملائمة لانبعاث ثورة الحق المسدد من الله تعالى التي تسعى الى اكمال مسيرة الرسالة الاسلامية من خلال انشاء الحكومة الالهية العالمية وذلك لايصال البشرية الى الكمال الذي سعى له كل نبي مرسل.
لقد أمضى الإمام الحسن العسكري الجزء الأكبر من عمره الشريف في العاصمة العباسية (سامراء ) و واكب جميع الظروف والملابسات والمواقف التي واجهت أباه الإمام علياً الهادي عليه السلام ، ثم تسلّم مركز الإمامة وقيادة الأمة الإسلامية سنة(٢٥٤هـ) بعد وفاة أبيه عليه السلام وعمره الشريف آنذاك(٢٢) عاماً.
وكانت مواقفه امتداداً لمواقف أبيه عليه السلام بوصفه المرجع الفكري والروحي لأصحابه وقواعده وراعياً لمصالحهم العقائدية والاجتماعية بالإضافة إلى تخطيطه وتمهيده لغيبة ولده الإمام المهدي المنتظر عليه السلام .
لكن السلطات الحاكمة كما ضيقت على اجداده عليهم السلام فقد ضيقت عليه الحراك الفكري و نصبت عليه العيون بالرغم من ضعف الدولة العباسية آنذاك ولكنهم كرسوا طاقاتهم في محاولة شل الحركة في اكمال طريق الرسالة الاسلامية، ولذا استخدمو المعاملات التعسفية والتشدد في مراقبته و سجنه و محاولة تسفيره ونفيه الى الكوفة خوفا من تأثيره على الامة.
شهادة الامام الحسن العسكري عليه السلام :
استشهد الامام العسكري صلوات الله عليه في زمن المعتمد العباسي الذي كان يعتمد سياسة المراقبة و الترصد و القمع و السجن و القتل للشيعة التي توارثها من الحكام العباسيين و ذلك للحد من نشاطات الشيعة في تلك الاونة، ولذا اصبح الامام العسكري عليه السلام المطلوب الاول للسلطة العباسية لاعتباره المحرك الفكري لأصحابه، وكان هذا مشجع للمعتمد العباسي في المباشرة لعملية اغتياله عليه السلام، وذكر في الروايات أنه قد سُم واغتيل من قبل السلطة حيث دس السم له المعتمد العباسي الذي كان قد أزعجه تعظيم الأمة للإمام العسكري فأجمع رأيه على الفتك به في غرة ربيع الاول، فأخذ منه السم مأخذا وثقل عليه حتى مضى شهيدا في الثامن من ربيع الاول صلوات الله عليه، ودفن الإمام الحسن العسكري عليه السلام إلى جانب أبيه الإمام الهادي عليه السلام في سامراء .
ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد(الحجة) وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين وقد آتاه الله الحكمة وفصل الخطاب.
ايادي الظلم تمتد بعد شهادته عبر الأزمان :
ان الاحقاد الاموية و العباسية على اهل البيت عليهم السلام ممتدة الى ما بعد شهادتهم عليهم السلام وليس هذا الامتداد يقطعه الزمن التاريخي الطويل بل هو يتجدد في كل عام و يخلق جواًَ من البغض لاهل البيت عليهم السلام، ونرى آثاره في قضية تهديم الأضرحة الشريفة في البقيع الغرقد و في سامراء عندما تجرأوا على تفجير ضريح الامامين علي الهادي و الحسن العسكري عليهما السلام، الذي ينم على عظيم بغضهم لأهل بيت النبوة صلوات الله عليهم، نعم الظلم ليس في الحياة فقط بل تستمر النواصب في الظلم حتى في مماتهم عليهم السلام.
قيس العامري
اترك تعليق