17 ربيع الأول ولادة محيي الزيارة الحسينية الإمام جعفر الصادق عليهما السلام

أيام صراع الحكومات الظالمة شعَّ نورُ سادس أنوار الإمامة وثامن حقائق العصمة ليقيم لنا علماً هادياً وبحراً زاخراً يهدي كل ظالٍ ويروي كل ضمآن الذي فيه حارت عقول أصحاب المعقول وركعوا بين يديه خاضعين مطأطئي الرؤوس وأنعقدت ألسن المحدثين عن ذكر غيره فكلٌ يقول ( حدثني جعفر الصادق ) وحتى المخالفين أسسوا مدارسهم بإدعاء تلمذتهم عند صادق العترة صلوات الله عليه .

فسماء العلم في زمان الصادق صلوات الله عليه لا يوجد فيها غير سحبه الممطرة بعلوم الحق الصافية ومن يلاحظ تلك السحب الزاكية يرى من بينها سحابة حزينةُ المظهر قطراتها تحمل إسم ( الحسين ) فهذا كتاب مفاتيح الجنان بين أيديكم وانظروا تلك القطرات فأغلب زيارات الإمام الحسين عليه السلام مطلعها ( قال الصادق صلوات الله عليه ) من ضمنها ( زيارة وارث ) عن جابر الجعفي قال: قال الصادق عليه السلام ... " السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله... "[1] .

 وأيضاً تصفحوا قطرات كتاب كامل الزيارات فالعشرات من الروايات ذُكرت في فضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام أغلبها ( قال الصادق صلوات الله عليه ) ومن ضمنها هذه الرواية العظيمة , قال الصادق عليه السلام : " إنَّ الرَّجل ليخرج إلى قبر الحسين عليه السلام ، فله إذا خرج مِن أهله بأوَّل خُطوَةٍ مَغْفرة لذنوبه ، ثمَّ لم يزل يقدَّس بكلِّ خطوةٍ حتّى يأتيه ، فإذا أتاه ناجاه الله تعالى فقال : عَبدي سَلْني اُعطِك , اُدْعُني اُجِبْك ، اُطلب منّي اُعْطِك ، سَلْني حاجةً أقضيها لك "[2]  .

 نعم إنه محيي الزيارة الحسينية الذي ولد في 17 من ربيع الأول عام 83 هـ في المدينة المنوّرة وله مقامٌ يزار قرب قبر جده الحسين عليه السلام على جانب الشاطى الغربي من نهر العلقمي .

وله قبر يحكي ظلامته ونكران فضله على المسلمين الذي هدمه من يدعي الإسلام وفي مقابله قبر إمامهم ابو حنيفة - الذي يفتخر بأنه تتلمذ على يد الإمام الصادق عليه السلام سنتان - له منارة ترفع وسط بغداد , هكذا هو الزمان يأخر العلوي وهو مقدمُ .

فسلام عليه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حيا .

فنبارك لكم ذكرى ولادته ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة .

الكاتب / الشيخ ابراهيم السنجري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] مفاتيح الجنان: المقصد الثالث في كيفية زيارة سيد الشهداء عليه السلام - المطلب الأول: في الزيارات المطلقة للحسين عليه السلام

[2] كامل الزيارات - الباب التّاسع والأربعون  - ثواب مَن زار الحسين عليه السلام راكِباً أو ماشياً ومُناجاة الله لزائره – ح 2